العربية.نت (نقلا ً عن قدس برس)
أثارت تصريحات وزير الشؤون الدينية التونسي أبوبكر الأخزوري لجريدة (الصباح) التونسية، وتصريحات الدكتورة منجية السوائحي، الأستاذة بجامعة الزيتونة، والمختصة في التفسير وعلوم القرآن، لقناة لبنانية بشأن الحجاب، واعتبار الصحابي عمر بن الخطاب العدو الأول للمرأة في التاريخ، ردود فعل غاضبة داخل تونس وخارجها.
إذ اعتبر الشيخ ونيس المبروك الأستاذ بالكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في ويلز، والعضو المراقب في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ما أعلنه وزير الشؤون الدينية التونسي من تصريحات "سابقة خطيرة من مسؤول ديني في تاريخ تونس"، معتبرا أنها تمثل "مخالفة صريحة لنص قرآني محكم، امتثلت له الأمة الإسلامية من عصر النبوة إلى يومنا هذا، ولم يكن له من كل طوائف أهل القبلة مخالف معتبر".
كما اعتبرها "شذوذا علميا في تقويم هوية المجتمع التونسي، الذي يقع الإسلام منه موقع الروح السارية، والمنارة الهادية، وهو انتهاك واضح لحق مقدس من حقوق الإنسان في أن يختار لنفسه ما يشاء من لباس، ما دام لا يضر ذلك بحقوق الآخرين، أو أن يمنعهم من أداء واجب مفروض".
وأعرب الشيخ المبروك في حديث لوكالة "قدس برس" عن مخاوفه من "أن تكرس هذه التصريحات الفجوة بين الشارع التونسي المسلم وبين الدولة، بدل أن تقارب بين الناس، وتقدم مصلحة الوفاق الوطني في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة"، راجيا من وزير الشؤون الدينية التونسي "أن يراجع نفسه، ويستشير إخوانه من العلماء الثقاة في هذه الأمة"، على حد قوله.
من ناحيته استنكر عالم دين بارز من داخل تونس تصريحات الوزير الأخزوري والجامعية السوائحي بقوة، معتبرا إياها اعتداء جديدا على الشعائر الإسلامية. وقال عالم الدين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لأسباب أمنية، ان هذه التصريحات تندرج ضمن سلسلة ما وصفها بالاعتداءات المتتابعة على الإسلام، ابتداء من حث الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الناس على إفطار رمضان، إلى سخريته من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن تجويز التبني في مجلة الأحوال الشخصية التونسية، الذي يحرمه القرآن الكريم بشكل قاطع، على حد قوله.
"نسخة من التراث الستاليني"
في حين اعتبر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية تصريحات الوزير "نسخة منتزعة من تراث الإدارة الدينية في الاتحاد السوفييتي المقبور برئاسة بباخانوف"، مشيرا إلى أنها تعبر "عن الهوة الشاسعة التي تتزايد اتساعا بين الدولة والمجتمع في تونس، (...) حيث نجد مجتمعا يتجه قدما وبسرعة هائلة نحو التدين.. نحو المساجد والحجاب"، مستنكرا الأصوات النشاز التي قال إنها "تطلع علينا بين الفينة والفينة" و"تحاول أن تغمض الأعين عن هذا التطور، وتضع البلاد في بداية التسعينيات"، مشددا على "أن مياها غزيرة مرت تحت الجسور"، على حد قوله.
وكان الوزير الأخزوري قد اعتبر الحجاب، في حوار نشرته جريدة "الصباح" التونسية الثلاثاء (27/12)، "ظاهرة دخيلة" على تونس، و"نشازا" و"زيا طائفيا" و"ظاهرة غير مقبولة في تونس"، قائلا إن "الحجاب دخيل، ونسميه بالزي الطائفي، باعتبار أنه يخرج من يرتديه عن الوتيرة، فهو نشاز وغير مألوف ولا نرضى بالطائفية عندنا"، منوها إلى "تراجعه في تونس، لأن الفكر المستنير الذي نبث كفيل باجتثاثه تدريجيا بحول الله"، كما قال.
في حين اعتبرت الدكتورة منجية السوائحي، الأستاذة بجامعة الزيتونة، في لقاء مع قناة "ANB" بثته مساء الثلاثاء (27/12) الحجاب من الموروثات الإغريقية والرومانية، وأنه ليس أمرا إسلاميا أصيلا، معتبرة أن الإسلام يحث على الستر والحشمة، وأنه لا ينص على الحجاب، الذي اعتبرته زيا طائفيا مرفوضا في تونس، وأن التونسيين تخلوا عنه باختيارهم، بعد أن ترسخت الثقافة الحديثة بينهم، على حد قولها، نافية أن يكون الشرع قد حث على الحجاب، معتبرة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أكبر عدو للمرأة في التاريخ، الأمر الذي جعل المذيع يستوقفها عند هذا التصريح.
وصف الشيخ الغنوشي، في حديث لوكالة "قدس برس"، تصريحات الوزير الأخزوري وموقف الدكتورة السوائحي، بأنه أمر غير جديد عن الثقافة، التي تحاول الدولة التونسية، التي وصفها بالاستبداد، فرضها على التونسيين، قائلا "هذه السياسة ليس فيها جديد، هي جزء من منزع استبدادي موغل في الستالينية، تبنته الدولة التونسية الحديثة، باسم حداثة مزيفة، لا تكتفي بالسيطرة على الشأن العام كمصادرة الحريات، وإفراغ الحياة السياسية من كل مضمون إلا النفاق، وإنما تتجاوز ذلك إلى الشأن الخاص، تتصدى للتحكم في أخص خصوصيات الإنسان في زواجه ولباسه ومظهره"، على حد قوله.
تعليقات متنوعة
وكان حوار الوزير الأخزوري قد أثار كما هائلا من التعليقات على موقع "العربية.نت"، التي أعادت نشره، بلغ حجمها أكثر من 30 ألف كلمة، وشارك فيه المئات من قراء الموقع، من دول عربية وأجنبية مختلفة، حتى كان ذلك الخبر هو الأكثر قراءة وطباعة وحفظا وإثارة للتعليقات وإرسالا بالبريد الإلكتروني.
وجاء بعض التعليقات جادا غاضبا، في حين جاء بعضها الآخر هازلا ساخرا. وفي حين هاجم معظم القراء تصريحات الوزير، وقف البعض معه، معتبرين إياه رمزا من رموز التنوير في العالم العربي والإسلامي. وتساءل أحد القراء قائلا إذا كان هذا موقف وزير الأوقاف والشؤون الدينية، فكيف يكون موقف وزير السياحة؟ وأجاب بلهجة عامية ساخرة "أكيد بيقول إن المرأة لا تلبس فستان طويل من شأن (حتى) لا تكون طائفية.. الله يخلف على الإسلام والمسلمين هذا كلام وزير دولة موعامل في بنك".
أما القارئ الذي عرف نفسه بخالد فيقول "المشكلة أنه وزير الشؤون الدينية.. لو واحد ثاني كان قلنا عادي"، متسائلا كيف يسمح بالحجاب في أمريكا وبريطانيا ويمنعه بعض العربان، على حد قوله. أما ابن رجب الحنبلي، ويبدو متشددا في حكمه، فيقول للوزير "خلي الحداثة تنفعك وتنفعك رئيسك يوم العرض على الديان جل جلاله!! نحن متمسكون بالحجاب ودونه ضرب الرقاب".
في حين يذهب ميسرة إلى القول "ده مش عدل أنت تفرض على الناس إلي أنت عايزه، وفين الديموقراطية إلي انتوبتتكلموا عاليها وفالقينا بها؟". أما فاتن فترى أن الوزير يريد ترقية من رئيسه ومن ثم "منحه المزيد من الأموال والقصور، نظرا لقيامه بالمهمة المكلف بها على أكمل وجه"، على حد قولها.
في حين يخالف قارئ عرف نفسه بأنه مسيحي لبناني "متنوّر" الوزير في تعريفه للطائفية قائلا "الطائفية هي في ازدراء أمثالك لحقوق المرأة التونسية، بالحفاظ على هويتها الإسلامية والعربية.. ولا تكون الطائفيّة بتأكيد المرء على هويته الدينيّة، بل بالتعصّب ضد أتباع الأديان الأخرى من بني البشر". وبلهجة قاسية يضيف "تعالى عندنا إلى لبنان وتعلّم الطائفية ثم تكلم". أما أبوأحمد من فلسطين فيعتبر "هذا الوزير وأمثاله من علامات الساعة".
ويذهب علي التونسي نفس المذهب حين يتساءل "عن أي طائفية يتحدث هذا... تراه سمع هذه الكلمة في السياق العراقي أو اللبناني فأراد استعمالها"، قائلا إن "99 في المائة من التونسيين عرب سنة، وأغلبهم متسامحون، وتونس من البلدان الإسلامية القلائل التي ليست فيها صراعات مذهبية أو عرقية". لكن من عرف نفسه بأنه علماني سوري يؤازر الوزير التونسي بالقول "الله معك يا وزير.. أنت مثال الرجل المتحرر.. الله يوفقك خلينا نتخلص من هكذا تخلف، لأن الإسلام دين متحرر ومتسامح وقابل للتطور".
ويذهب سيد عبد الجبار، من مصر، نفس المذهب، حين يتساءل "أين كان الحجاب والنقاب في الستينيات والسبعينيات وما قبل ذلك؟". ويضيف "الراجل بيقول الحق.. الحجاب ظاهرة جديدة دخيلة على مجتمعنا المصري خصوصا. أدخلها الإخوان المسلمون علينا لمصدر رزق لهم، لبيع ملابس المحجبات والمنقبات، فأصبحت شوارعنا وجامعاتنا مليئة بالمجرمين والهاربين من القانون وتجار المخدرات والرجال، الذين يختبئون تحت النقاب"، على حد قوله.
لكن سعيد الجطلاوي من سويسرا فيعبر عن غضبه وتعجبه لأن "الحجاب في أمريكا وأوروبا منتشر وفي بلاد العرب يحارب؟؟ عجبي والله". في حين يتحدى أبووليد علي "وزير الشؤون الدينية التونسي أن يتلو جزء عم تلاوة صحيحة وليس حفظه، لأنه إن كان يحفظه فهو يستحق الإمامة على الأمة"، كما قال.
ويتساءل محمد من مصر إن كان الوزير المعني هو حقا وزيرا تونسيا، قائلا بسخرية "أنا يا جماعة قرأت المقال مرتين لأني مش مصدق أنه من وزير تونسي"، مضيفا القول "لوسمحت حد يفهمنى هي دي تونس اللي في إفريقيا اللي بين ليبيا والجزائر، ولا في دولة جديدة اسمها تونس، وبيفكروا لسة يبقوا مسلمين ولسة عايزين يتعلموا ألف باء إسلام.. يا جماعه حد يراجعني لوغلطان".
في المقابل يعتبر حسين كامل، وهو من مصر، الوزير أبوبكر الأخزوري أعظم وزير عربي، ويقسم بالله لو أن الأمر بيده لجعل الوزير يحكم مصر بل يحكم كل الأمة العربية، "علشان تخلصنا من الجهل والتخلف اللى احنا عايشين فيه"، كما قال. لكن التونسي منصف العياري يتهم الوزير بأنه يقرأ قرآنا مستوردا من فرنسا في إشارة لمنع فرنسا للحجاب على المسلمات.
أما أطرف مقترح فجاء ممن عرف نفسه بـ"عربي"، مقترحا إرسال بعثة من البرلمان المصري إلى تونس لإثارة القضية أمام نوابها. وفي هذا يقول "أنا لدي سؤال ألا يوجد إخوان مسلمون في تونس، ولو موجودون ألم يصلوا للبرلمان بعد، ولو وصلوا ألم يقدموا استجوابا للوزير التونسي، ولو كانوا قدموا لماذا لم نر أي نتيجة". ومن ثم يقترح "أن نبعث لتونس مجموعة من نواب الإخوان في مجلس الشعب المصري ليعلموا نواب تونس أصول العمل البرلماني في المسائل الحجابية!"، كما قال.
أثارت تصريحات وزير الشؤون الدينية التونسي أبوبكر الأخزوري لجريدة (الصباح) التونسية، وتصريحات الدكتورة منجية السوائحي، الأستاذة بجامعة الزيتونة، والمختصة في التفسير وعلوم القرآن، لقناة لبنانية بشأن الحجاب، واعتبار الصحابي عمر بن الخطاب العدو الأول للمرأة في التاريخ، ردود فعل غاضبة داخل تونس وخارجها.
إذ اعتبر الشيخ ونيس المبروك الأستاذ بالكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في ويلز، والعضو المراقب في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ما أعلنه وزير الشؤون الدينية التونسي من تصريحات "سابقة خطيرة من مسؤول ديني في تاريخ تونس"، معتبرا أنها تمثل "مخالفة صريحة لنص قرآني محكم، امتثلت له الأمة الإسلامية من عصر النبوة إلى يومنا هذا، ولم يكن له من كل طوائف أهل القبلة مخالف معتبر".
كما اعتبرها "شذوذا علميا في تقويم هوية المجتمع التونسي، الذي يقع الإسلام منه موقع الروح السارية، والمنارة الهادية، وهو انتهاك واضح لحق مقدس من حقوق الإنسان في أن يختار لنفسه ما يشاء من لباس، ما دام لا يضر ذلك بحقوق الآخرين، أو أن يمنعهم من أداء واجب مفروض".
وأعرب الشيخ المبروك في حديث لوكالة "قدس برس" عن مخاوفه من "أن تكرس هذه التصريحات الفجوة بين الشارع التونسي المسلم وبين الدولة، بدل أن تقارب بين الناس، وتقدم مصلحة الوفاق الوطني في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة"، راجيا من وزير الشؤون الدينية التونسي "أن يراجع نفسه، ويستشير إخوانه من العلماء الثقاة في هذه الأمة"، على حد قوله.
من ناحيته استنكر عالم دين بارز من داخل تونس تصريحات الوزير الأخزوري والجامعية السوائحي بقوة، معتبرا إياها اعتداء جديدا على الشعائر الإسلامية. وقال عالم الدين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لأسباب أمنية، ان هذه التصريحات تندرج ضمن سلسلة ما وصفها بالاعتداءات المتتابعة على الإسلام، ابتداء من حث الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الناس على إفطار رمضان، إلى سخريته من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن تجويز التبني في مجلة الأحوال الشخصية التونسية، الذي يحرمه القرآن الكريم بشكل قاطع، على حد قوله.
"نسخة من التراث الستاليني"
في حين اعتبر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية تصريحات الوزير "نسخة منتزعة من تراث الإدارة الدينية في الاتحاد السوفييتي المقبور برئاسة بباخانوف"، مشيرا إلى أنها تعبر "عن الهوة الشاسعة التي تتزايد اتساعا بين الدولة والمجتمع في تونس، (...) حيث نجد مجتمعا يتجه قدما وبسرعة هائلة نحو التدين.. نحو المساجد والحجاب"، مستنكرا الأصوات النشاز التي قال إنها "تطلع علينا بين الفينة والفينة" و"تحاول أن تغمض الأعين عن هذا التطور، وتضع البلاد في بداية التسعينيات"، مشددا على "أن مياها غزيرة مرت تحت الجسور"، على حد قوله.
وكان الوزير الأخزوري قد اعتبر الحجاب، في حوار نشرته جريدة "الصباح" التونسية الثلاثاء (27/12)، "ظاهرة دخيلة" على تونس، و"نشازا" و"زيا طائفيا" و"ظاهرة غير مقبولة في تونس"، قائلا إن "الحجاب دخيل، ونسميه بالزي الطائفي، باعتبار أنه يخرج من يرتديه عن الوتيرة، فهو نشاز وغير مألوف ولا نرضى بالطائفية عندنا"، منوها إلى "تراجعه في تونس، لأن الفكر المستنير الذي نبث كفيل باجتثاثه تدريجيا بحول الله"، كما قال.
في حين اعتبرت الدكتورة منجية السوائحي، الأستاذة بجامعة الزيتونة، في لقاء مع قناة "ANB" بثته مساء الثلاثاء (27/12) الحجاب من الموروثات الإغريقية والرومانية، وأنه ليس أمرا إسلاميا أصيلا، معتبرة أن الإسلام يحث على الستر والحشمة، وأنه لا ينص على الحجاب، الذي اعتبرته زيا طائفيا مرفوضا في تونس، وأن التونسيين تخلوا عنه باختيارهم، بعد أن ترسخت الثقافة الحديثة بينهم، على حد قولها، نافية أن يكون الشرع قد حث على الحجاب، معتبرة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أكبر عدو للمرأة في التاريخ، الأمر الذي جعل المذيع يستوقفها عند هذا التصريح.
وصف الشيخ الغنوشي، في حديث لوكالة "قدس برس"، تصريحات الوزير الأخزوري وموقف الدكتورة السوائحي، بأنه أمر غير جديد عن الثقافة، التي تحاول الدولة التونسية، التي وصفها بالاستبداد، فرضها على التونسيين، قائلا "هذه السياسة ليس فيها جديد، هي جزء من منزع استبدادي موغل في الستالينية، تبنته الدولة التونسية الحديثة، باسم حداثة مزيفة، لا تكتفي بالسيطرة على الشأن العام كمصادرة الحريات، وإفراغ الحياة السياسية من كل مضمون إلا النفاق، وإنما تتجاوز ذلك إلى الشأن الخاص، تتصدى للتحكم في أخص خصوصيات الإنسان في زواجه ولباسه ومظهره"، على حد قوله.
تعليقات متنوعة
وكان حوار الوزير الأخزوري قد أثار كما هائلا من التعليقات على موقع "العربية.نت"، التي أعادت نشره، بلغ حجمها أكثر من 30 ألف كلمة، وشارك فيه المئات من قراء الموقع، من دول عربية وأجنبية مختلفة، حتى كان ذلك الخبر هو الأكثر قراءة وطباعة وحفظا وإثارة للتعليقات وإرسالا بالبريد الإلكتروني.
وجاء بعض التعليقات جادا غاضبا، في حين جاء بعضها الآخر هازلا ساخرا. وفي حين هاجم معظم القراء تصريحات الوزير، وقف البعض معه، معتبرين إياه رمزا من رموز التنوير في العالم العربي والإسلامي. وتساءل أحد القراء قائلا إذا كان هذا موقف وزير الأوقاف والشؤون الدينية، فكيف يكون موقف وزير السياحة؟ وأجاب بلهجة عامية ساخرة "أكيد بيقول إن المرأة لا تلبس فستان طويل من شأن (حتى) لا تكون طائفية.. الله يخلف على الإسلام والمسلمين هذا كلام وزير دولة موعامل في بنك".
أما القارئ الذي عرف نفسه بخالد فيقول "المشكلة أنه وزير الشؤون الدينية.. لو واحد ثاني كان قلنا عادي"، متسائلا كيف يسمح بالحجاب في أمريكا وبريطانيا ويمنعه بعض العربان، على حد قوله. أما ابن رجب الحنبلي، ويبدو متشددا في حكمه، فيقول للوزير "خلي الحداثة تنفعك وتنفعك رئيسك يوم العرض على الديان جل جلاله!! نحن متمسكون بالحجاب ودونه ضرب الرقاب".
في حين يذهب ميسرة إلى القول "ده مش عدل أنت تفرض على الناس إلي أنت عايزه، وفين الديموقراطية إلي انتوبتتكلموا عاليها وفالقينا بها؟". أما فاتن فترى أن الوزير يريد ترقية من رئيسه ومن ثم "منحه المزيد من الأموال والقصور، نظرا لقيامه بالمهمة المكلف بها على أكمل وجه"، على حد قولها.
في حين يخالف قارئ عرف نفسه بأنه مسيحي لبناني "متنوّر" الوزير في تعريفه للطائفية قائلا "الطائفية هي في ازدراء أمثالك لحقوق المرأة التونسية، بالحفاظ على هويتها الإسلامية والعربية.. ولا تكون الطائفيّة بتأكيد المرء على هويته الدينيّة، بل بالتعصّب ضد أتباع الأديان الأخرى من بني البشر". وبلهجة قاسية يضيف "تعالى عندنا إلى لبنان وتعلّم الطائفية ثم تكلم". أما أبوأحمد من فلسطين فيعتبر "هذا الوزير وأمثاله من علامات الساعة".
ويذهب علي التونسي نفس المذهب حين يتساءل "عن أي طائفية يتحدث هذا... تراه سمع هذه الكلمة في السياق العراقي أو اللبناني فأراد استعمالها"، قائلا إن "99 في المائة من التونسيين عرب سنة، وأغلبهم متسامحون، وتونس من البلدان الإسلامية القلائل التي ليست فيها صراعات مذهبية أو عرقية". لكن من عرف نفسه بأنه علماني سوري يؤازر الوزير التونسي بالقول "الله معك يا وزير.. أنت مثال الرجل المتحرر.. الله يوفقك خلينا نتخلص من هكذا تخلف، لأن الإسلام دين متحرر ومتسامح وقابل للتطور".
ويذهب سيد عبد الجبار، من مصر، نفس المذهب، حين يتساءل "أين كان الحجاب والنقاب في الستينيات والسبعينيات وما قبل ذلك؟". ويضيف "الراجل بيقول الحق.. الحجاب ظاهرة جديدة دخيلة على مجتمعنا المصري خصوصا. أدخلها الإخوان المسلمون علينا لمصدر رزق لهم، لبيع ملابس المحجبات والمنقبات، فأصبحت شوارعنا وجامعاتنا مليئة بالمجرمين والهاربين من القانون وتجار المخدرات والرجال، الذين يختبئون تحت النقاب"، على حد قوله.
لكن سعيد الجطلاوي من سويسرا فيعبر عن غضبه وتعجبه لأن "الحجاب في أمريكا وأوروبا منتشر وفي بلاد العرب يحارب؟؟ عجبي والله". في حين يتحدى أبووليد علي "وزير الشؤون الدينية التونسي أن يتلو جزء عم تلاوة صحيحة وليس حفظه، لأنه إن كان يحفظه فهو يستحق الإمامة على الأمة"، كما قال.
ويتساءل محمد من مصر إن كان الوزير المعني هو حقا وزيرا تونسيا، قائلا بسخرية "أنا يا جماعة قرأت المقال مرتين لأني مش مصدق أنه من وزير تونسي"، مضيفا القول "لوسمحت حد يفهمنى هي دي تونس اللي في إفريقيا اللي بين ليبيا والجزائر، ولا في دولة جديدة اسمها تونس، وبيفكروا لسة يبقوا مسلمين ولسة عايزين يتعلموا ألف باء إسلام.. يا جماعه حد يراجعني لوغلطان".
في المقابل يعتبر حسين كامل، وهو من مصر، الوزير أبوبكر الأخزوري أعظم وزير عربي، ويقسم بالله لو أن الأمر بيده لجعل الوزير يحكم مصر بل يحكم كل الأمة العربية، "علشان تخلصنا من الجهل والتخلف اللى احنا عايشين فيه"، كما قال. لكن التونسي منصف العياري يتهم الوزير بأنه يقرأ قرآنا مستوردا من فرنسا في إشارة لمنع فرنسا للحجاب على المسلمات.
أما أطرف مقترح فجاء ممن عرف نفسه بـ"عربي"، مقترحا إرسال بعثة من البرلمان المصري إلى تونس لإثارة القضية أمام نوابها. وفي هذا يقول "أنا لدي سؤال ألا يوجد إخوان مسلمون في تونس، ولو موجودون ألم يصلوا للبرلمان بعد، ولو وصلوا ألم يقدموا استجوابا للوزير التونسي، ولو كانوا قدموا لماذا لم نر أي نتيجة". ومن ثم يقترح "أن نبعث لتونس مجموعة من نواب الإخوان في مجلس الشعب المصري ليعلموا نواب تونس أصول العمل البرلماني في المسائل الحجابية!"، كما قال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق