العربية.نت
تعاني الجزائر من ارتفاع لافت لظاهرة العنوسة حيث تشير الأرقام المتوفرة من خلال إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء وما تنشره الصحف الوطنية إلى وجود 11 مليون فتاة عانس ، في الوقت الذي تدخل " سوق " العنوسة سنويا 200 ألف فتاة ، ويوجد ضمن الــ 11 مليون عانس قرابة 5 ملايين فوق سن الــ35 سنة.
و أطلق بعض المتابعين لهذه الظاهرة اسم " دولة العوانس " على هذا العدد الكبير منهن إذا ما تمت مقارنة مستوى العنوسة في الجزائر بنظيره في بعض البلدان العربية ، حيث يفوق عدد عوانس الجزائر عدد الشعب في ليبيا ويفوق كذلك عدد 5 دول خليجية مجتمعة.
الشيخ شمس الدين و تزويج الشباب
عندما ينطق الجزائريون بلفظة "العنوسة " أو "تزويج الشباب " يقفز اسم الشيخ شمس الدين إلى واجهة المشهد العام ، هذا الشيخ – وهو في الحقيقة كهل – صاحب الجمعية الخيرية الإسلامية التي حملت على عاتقها مشروع تزويج الشباب ومحاربة ظاهرة العنوسة ، وهو الشخص ذاته الذي أصدر كتاب " تأنيس العوانس " يحكي فيه عن الظاهرة وخطورتها وأبعادها ، وهو كذلك أول من فجر القضية في الجزائر- كما يقول عن نفسه - عندما كان عدد العوانس لا يتجاوز 6 ملايين.
الشيخ شمس الدين، الذي زارته "العربية.نت "، له حكاية مع النساء العلمانيات المنضويات في جمعيات نسوية ، وقد دخل في حرب مفتوحة معهن منذ مدة ولهذا ابتكر لهن اسما هو " الأغلوطة العلمانية " للدلالة على أفكارهن التي تقول إن:" عدد النساء في الجزائر يقارب عدد الرجال وبالتالي لا داعي للتعدد ".ويرد عليهن بالتأكيد على أن : "كل امرأة بالغة تكون صالحة للزواج لكن ليس كل رجل بالغ بالضرورة صالح للزواج ؛ لأن الرجل البالغ في الجزائر عليه أولا أن يكمل دراسته و يؤدي الخدمة العسكرية و يوفر مسكنا ويؤثثه ويوفر نفقة المهر و العرس..وهذه العقبات كلها تستهلك عددا كبيرا من هؤلاء البالغين ولا يبقى ممن لهم أهلية الزواج إلا القلة القليلة".
وبالنسبة للشيخ شمس الدين ، فإن كارثة ظاهرة العنوسة تتمثل في إحالة حوالي مليوني فتاة على عنوسة دائمة ؛ لأن الشاب إذا بلغ 35 سنة لا يتزوج بمن تماثله سنا ولكنه يتجه إلى الصغيرة. وما دام عدد العوانس اللائي يفوق سنهن الــ35 يبلغ خمسة ملايين ، فهؤلاء اللواتي كان يتقدم إليهن الرجال من فئة الأرامل والمعددين ، فقدن هذا الحظ بسبب الفائض في النساء ، حيث أصبح الأرمل والمعدد يبحثان عن الصغيرة أيضا.
ويذهب الشيخ بعيدا في التحذير من الظاهرة عندما يقول إنه حتى لو استعادت البلاد عافيتها أمنيا فإن أسباب غياب الاستقرار لازالت قائمة في نفوس الشباب بناء على قاعدة يدافع عنها ومفادها أن " شابا غير متزوج معناه شاب غير مستقر وإذا كان نصف المجتمع غير متزوج فالنتيجة هي أن نصف المجتمع غير مستقر " .
لعنة "9/11" تطارد الشيخ شمس الدين
ظهرت الجمعية الخيرية الإسلامية، التي أنشأها الشيخ شمس الدين سنة 1989 بموجب دستور 89 الذي أسس للانفتاح السياسي في الجزائر . ويقول الشيخ عن جمعيته إنها "ليست سياسية ولا متحزبة ، وليست جزءا من النظام ولا جزءا من المعارضة ..". وظل الشيخ شمس الدين يعمل بصورة عادية لسنوات متواصلة ، أنشأ خلالها مشروع نصف الدين الذي يضم عدة فروع : مكتب تجهيز العروس ، مكتب الأمانة( يلعب دور الخاطب أو الخاطبة ) ، مكتب اللجنة الثقافية ( مكلف بتشجيع الشباب على ثقافة الزواج ).
لكن آثار أحداث 11سبتمبر/ايلول 2001 في الولايات المتحدة وصلت إلى الشيخ شمس الدين، لأنه بعد هذا التاريخ بمدة قصيرة – حسب الشيخ شمس الدين – بدأت الإدارة تتحرش به ، والإدارة بالنسبة للشيخ هو الوالي السابق لولاية الجزائر العاصمة السيد عبد المالك نوراني ، الذي أصبح "كالشبح يطارده في كل مكان ، حيث أمر هذا الوالي بإغلاق مقر جمعيته الخيرية وتشميعه وأخذ الوثائق التي كانت بحوزته، مع توجيه تهمتين اثنتين له : الإشهار في الصحافة لمشروع تزويج الشباب وطلب العون فيه ، التفكير في مساعدة الشباب على الزواج".
وحتى اليوم، ما يزال الشيخ يعاني من هذا القرار بعد أن تمكن من بناء آلاف الأسر الجديدة ، وفي الوقت الذي أكد الميدان فشل الإدارة في احتكار العمل الخيري من خلال تجربة زلزال 21 مايو/أيار 2003 ، التي شهدت فضيحة تحويل جزء كبير من تبرعات المواطنين للمنكوبين إلى السوق السوداء .
ورغم حظر نشاط الجمعية ، إلا أن الشيخ شمس الدين حاضر من خلال خطب الجمعة و صفحات الفتوى عبر الصحف وعبر المداخلات في التلفزيون الحكومي ، ولدى الشيخ مجموعة من الحلول لأزمة العنوسة في الجزائر من بينها : تشجيع الزواج المبكر ، إنشاء بنك الزواج ، إنشاء صندوق وطني للمتزوجين ، تشجيع التعدد ، إنشاء نوادي للعوانس حتى يتم تمكينهن من الخطبة لمن يريد التعدد.
تعاني الجزائر من ارتفاع لافت لظاهرة العنوسة حيث تشير الأرقام المتوفرة من خلال إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء وما تنشره الصحف الوطنية إلى وجود 11 مليون فتاة عانس ، في الوقت الذي تدخل " سوق " العنوسة سنويا 200 ألف فتاة ، ويوجد ضمن الــ 11 مليون عانس قرابة 5 ملايين فوق سن الــ35 سنة.
و أطلق بعض المتابعين لهذه الظاهرة اسم " دولة العوانس " على هذا العدد الكبير منهن إذا ما تمت مقارنة مستوى العنوسة في الجزائر بنظيره في بعض البلدان العربية ، حيث يفوق عدد عوانس الجزائر عدد الشعب في ليبيا ويفوق كذلك عدد 5 دول خليجية مجتمعة.
الشيخ شمس الدين و تزويج الشباب
عندما ينطق الجزائريون بلفظة "العنوسة " أو "تزويج الشباب " يقفز اسم الشيخ شمس الدين إلى واجهة المشهد العام ، هذا الشيخ – وهو في الحقيقة كهل – صاحب الجمعية الخيرية الإسلامية التي حملت على عاتقها مشروع تزويج الشباب ومحاربة ظاهرة العنوسة ، وهو الشخص ذاته الذي أصدر كتاب " تأنيس العوانس " يحكي فيه عن الظاهرة وخطورتها وأبعادها ، وهو كذلك أول من فجر القضية في الجزائر- كما يقول عن نفسه - عندما كان عدد العوانس لا يتجاوز 6 ملايين.
الشيخ شمس الدين، الذي زارته "العربية.نت "، له حكاية مع النساء العلمانيات المنضويات في جمعيات نسوية ، وقد دخل في حرب مفتوحة معهن منذ مدة ولهذا ابتكر لهن اسما هو " الأغلوطة العلمانية " للدلالة على أفكارهن التي تقول إن:" عدد النساء في الجزائر يقارب عدد الرجال وبالتالي لا داعي للتعدد ".ويرد عليهن بالتأكيد على أن : "كل امرأة بالغة تكون صالحة للزواج لكن ليس كل رجل بالغ بالضرورة صالح للزواج ؛ لأن الرجل البالغ في الجزائر عليه أولا أن يكمل دراسته و يؤدي الخدمة العسكرية و يوفر مسكنا ويؤثثه ويوفر نفقة المهر و العرس..وهذه العقبات كلها تستهلك عددا كبيرا من هؤلاء البالغين ولا يبقى ممن لهم أهلية الزواج إلا القلة القليلة".
وبالنسبة للشيخ شمس الدين ، فإن كارثة ظاهرة العنوسة تتمثل في إحالة حوالي مليوني فتاة على عنوسة دائمة ؛ لأن الشاب إذا بلغ 35 سنة لا يتزوج بمن تماثله سنا ولكنه يتجه إلى الصغيرة. وما دام عدد العوانس اللائي يفوق سنهن الــ35 يبلغ خمسة ملايين ، فهؤلاء اللواتي كان يتقدم إليهن الرجال من فئة الأرامل والمعددين ، فقدن هذا الحظ بسبب الفائض في النساء ، حيث أصبح الأرمل والمعدد يبحثان عن الصغيرة أيضا.
ويذهب الشيخ بعيدا في التحذير من الظاهرة عندما يقول إنه حتى لو استعادت البلاد عافيتها أمنيا فإن أسباب غياب الاستقرار لازالت قائمة في نفوس الشباب بناء على قاعدة يدافع عنها ومفادها أن " شابا غير متزوج معناه شاب غير مستقر وإذا كان نصف المجتمع غير متزوج فالنتيجة هي أن نصف المجتمع غير مستقر " .
لعنة "9/11" تطارد الشيخ شمس الدين
ظهرت الجمعية الخيرية الإسلامية، التي أنشأها الشيخ شمس الدين سنة 1989 بموجب دستور 89 الذي أسس للانفتاح السياسي في الجزائر . ويقول الشيخ عن جمعيته إنها "ليست سياسية ولا متحزبة ، وليست جزءا من النظام ولا جزءا من المعارضة ..". وظل الشيخ شمس الدين يعمل بصورة عادية لسنوات متواصلة ، أنشأ خلالها مشروع نصف الدين الذي يضم عدة فروع : مكتب تجهيز العروس ، مكتب الأمانة( يلعب دور الخاطب أو الخاطبة ) ، مكتب اللجنة الثقافية ( مكلف بتشجيع الشباب على ثقافة الزواج ).
لكن آثار أحداث 11سبتمبر/ايلول 2001 في الولايات المتحدة وصلت إلى الشيخ شمس الدين، لأنه بعد هذا التاريخ بمدة قصيرة – حسب الشيخ شمس الدين – بدأت الإدارة تتحرش به ، والإدارة بالنسبة للشيخ هو الوالي السابق لولاية الجزائر العاصمة السيد عبد المالك نوراني ، الذي أصبح "كالشبح يطارده في كل مكان ، حيث أمر هذا الوالي بإغلاق مقر جمعيته الخيرية وتشميعه وأخذ الوثائق التي كانت بحوزته، مع توجيه تهمتين اثنتين له : الإشهار في الصحافة لمشروع تزويج الشباب وطلب العون فيه ، التفكير في مساعدة الشباب على الزواج".
وحتى اليوم، ما يزال الشيخ يعاني من هذا القرار بعد أن تمكن من بناء آلاف الأسر الجديدة ، وفي الوقت الذي أكد الميدان فشل الإدارة في احتكار العمل الخيري من خلال تجربة زلزال 21 مايو/أيار 2003 ، التي شهدت فضيحة تحويل جزء كبير من تبرعات المواطنين للمنكوبين إلى السوق السوداء .
ورغم حظر نشاط الجمعية ، إلا أن الشيخ شمس الدين حاضر من خلال خطب الجمعة و صفحات الفتوى عبر الصحف وعبر المداخلات في التلفزيون الحكومي ، ولدى الشيخ مجموعة من الحلول لأزمة العنوسة في الجزائر من بينها : تشجيع الزواج المبكر ، إنشاء بنك الزواج ، إنشاء صندوق وطني للمتزوجين ، تشجيع التعدد ، إنشاء نوادي للعوانس حتى يتم تمكينهن من الخطبة لمن يريد التعدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق