العربية.نت
في لقاء جرى بمكتبه اعترفت قيادة أمنية سورية سابقة في لبنان بأخطاء جسيمة ارتكبها السوريون خلال وجودهم في لبنان. وقال إنه ورث تركة ثقيلة من سلفه، مبديا ندمه واعتذاره عن بعض أخطائه في لبنان خصوصا ردة فعله تجاه إعلامي كبير.
وتحدث عن قضية اغتيال رفيق الحريري كمتهم رئيسي فيها وعن خصوصية علاقته بالراحل. وتناول أسلوب التحقيق الذي جرى معه بعد مثوله أمام لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميلس والذي سيغادر منصبه خلال هذه الأيام، ووصفه بأنه محقق محترف ويتمتع بأدب جم وكان في غاية التهذيب خلال التحقيق معه، واعتذر له عن سؤال خاص وجهه له مساعده مؤيدا له عدم الإجابة عن هذا السؤال.
وجرى حوار استمر أكثر من ساعتين في مكتبه بدمشق، وقد بدا ذلك المسئول السابق متدينا، وعبر عن شعوره بالتأذي من عدم قدرته على الاتصال بأصدقائه في لبنان لأسباب لها علاقة بالتحقيق الذي يخضع له.
بدأ حديثه معي بالعتاب على "أصدقاء" أو من ظنهم أصدقاء و قد تخلوا عنه بل إن البعض منهم هاجموه بضراوة ، متهمين إياه بتهم خطيرة.
وقد أمطرت المسئول خلال ساعتي اللقاء بأسئلة حادة في أغلبها، أجاب عنها بصراحة أحيانا و بدبلوماسية أحيانا أخرى، و غلب عليه الحس الأمني في أغلب الأحيان .
تحدث باستفاضة عن حميمية علاقته بالراحل رفيق الحريري مؤكدا على أنه قد أسر إليه بخصوصيات لا يعلمها حتى أبناؤه. وعلى ذكر الأبناء، فإنه أشار إلى حسن تاديبهم على الطريقة العربية التقليدية حيث كانوا إذا ما دخل أحدهم عليه فإنه يهم بتقبيل يديه، ويتوجه بعدها لضيوفه والذين كنت في مقدمتهم، ليقبلني و يؤدي لي التحية المقرونة بالود و الأدب.
وفي معرض التدليل على خصوصية علاقته بالحريري ، ذكر أنه لم يدع الحريري إلى حفل زفاف ابنته لأنه كان رئيسا للوزراء في ذلك الحين ، و ما إن علم الحريري حتى اتصل به معاتبا اياه بشدة على عدم دعوته او شقيقته بهية الحريري، و أرسل باقة ورد لم أر مثلها من قبل من حيث الحجم أو النوعية .
ويشهد أن ميليس محقق محترف من طراز رفيع و يتحلى بأدب جم و تعامل معه بأعلى درجات التهذيب، و هو من حقق معه في المرة الأولى في سوريا ، في حين حقق معه في فيينا أحد مساعديه في حضور محاميه.
رفضت الإجابة عن سؤال خاص
ويذكر أن مساعد ميليس وجه له سؤالا خاصا ، و لكنه رفض الإجابة عليه " وعندما راجعت ميليس ، فانه قد اعتذر لي عن توجيه هذا السؤال الخاص محترما رفضي للإجابة عنه".
وقال إنه قد وجهت اليه أسئلة تناولت علاقته بأشخاص لبنانيين، و توقف المحقق لفترة طويلة عند قضية أحد المصارف اللبنانية التي كنت أحمل معي ملفا كاملا عن تفاصيلها، و تداخلت الأسئلة الأمنية مع السياسية، و أنا أدرك ذلك بحكم أنه لا يمكن فصل البعد الأمني للقضية عن البعد السياسي، و لقد أبدى المحقق ارتياحا لإجاباتي التي حرصت على أن تكون واضحة لا لبس فيها و لا غموض.
أعترف بأن أخطاء جسيمة أحيانا قد وقعت من قبل أطراف سورية عسكرية و أمنية ، مشيرا إلى أنه قد ورث تركة ثقيلة في لبنان من سلفه، و لكن ذلك ياتي في إطار اننا بشر ، والبشر خطاؤون ، و هذا لاينفي الارتباط المصيري بين سورية و لبنان شعبيا و أمنيا.
وكشف عن أن الراحل الحريري كان حريصا على تسجيل المكالمات التي يجريها مع المسئولين اللبنانيين و العرب و الدوليين، و يذكر في هذا انه كان ذات مرة في ضيافته في منزله و جاءته مكالمة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك فطلب من سكرتيرته أن ترجئها للحظات ريثما يضبط جهاز التسجيل.. "واصطحبني الى غرفة كبيرة بها سرير نوم و مليئة بالارفف المكتظة بشرائط التسجيل ، التي أوضح لي انها لمحادثاته الهاتفية التي يحرص على تسجليها لكي يعود إليها حين الحاجة".
أوضح أن الأجهزة الأمنية اللبنانية كانت تعدم أشرطة التسجيل للمكالمات بعد 15 يوما وبعد أن تفرغها على الورق.
وأبدى ندمه و اعتذاره عن بعض أخطائه في لبنان، و ذكر منها تصرفه تجاه احد الشخصيات الإعلامية اللبنانية معترفا بان ردة فعله كانت أكبر من فعل الإعلامي، و من ثم لم يكن يستوجب الأمر هذا التصرف تجاهه .
ونفى تماما أية ضغوط يكون قد مارسها على أهل الشاهد السوري "هسام هسام" متسائلا كيف لي أن أضغط على أشخاص لا يخضعون لسلطتي الامنية.
قصة هسام هسام
وقد علمت من مصدر سوري مطلع أن قصة الشاهد "هسام هسام" بدأت بالصدفة عندما ذكر أحد المسجونين الجنائيين السوريين أنه شقيق الشاهد المقنع، و ما إن علم قائد السجن بالأمر حتى سأل المسجون عن ما اذا كان قادرا على الاتصال بشقيقه، و حدث الاتصال وعلى إثره طلب الشاهد أن تنقله السلطات السورية من بيروت الى دمشق، و لكن الطرف السوري طلب من الشاهد ان يحضر الى الحدود السورية بمعرفته، و هناك سيتم استقباله من قبل الجهات السورية ، و قد كان.
وبسؤاله حول ما يراه البعض من أن سورية قد تكون من قتلت الحريري و ذلك في إطار رغبة النظام السوري في تقليص القوى السنية في لبنان ، رفض هذا الطرح تماما مشيرا إلى كونه سنيا متدينا كالغالبية من أبناء سورية ، و موضحا بأن الحريري أفضل من تعاون مع سوريا حتى اللحظة الأخيرة.
وبسؤاله عما إذا كان يرى أن النظام السوري يمكن أن يضحي به و بزملائه للخروج من مأزقه ، أكد انه لا يشاركني الرأي، لان القيادة السورية ترى أن وجوده في لبنان أسهم في معالجة بعض أخطاء سابقيه، و أنه قد لعب دورا في تعميق العلاقات الشعبية و السياسية بين سورية و لبنان، وأن منزله و مكتبه كانا مفتوحين لجميع اللبنانيين.
وأضاف "جيراني في لبنان شهود بحسن جيرتي ، أنا و زملائي و جميع العناصر كنا نحرص دوما على حسن الجيرة كما أوصانا ديننا".
وتحدث عن قضية اغتيال رفيق الحريري كمتهم رئيسي فيها وعن خصوصية علاقته بالراحل. وتناول أسلوب التحقيق الذي جرى معه بعد مثوله أمام لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميلس والذي سيغادر منصبه خلال هذه الأيام، ووصفه بأنه محقق محترف ويتمتع بأدب جم وكان في غاية التهذيب خلال التحقيق معه، واعتذر له عن سؤال خاص وجهه له مساعده مؤيدا له عدم الإجابة عن هذا السؤال.
وجرى حوار استمر أكثر من ساعتين في مكتبه بدمشق، وقد بدا ذلك المسئول السابق متدينا، وعبر عن شعوره بالتأذي من عدم قدرته على الاتصال بأصدقائه في لبنان لأسباب لها علاقة بالتحقيق الذي يخضع له.
بدأ حديثه معي بالعتاب على "أصدقاء" أو من ظنهم أصدقاء و قد تخلوا عنه بل إن البعض منهم هاجموه بضراوة ، متهمين إياه بتهم خطيرة.
وقد أمطرت المسئول خلال ساعتي اللقاء بأسئلة حادة في أغلبها، أجاب عنها بصراحة أحيانا و بدبلوماسية أحيانا أخرى، و غلب عليه الحس الأمني في أغلب الأحيان .
تحدث باستفاضة عن حميمية علاقته بالراحل رفيق الحريري مؤكدا على أنه قد أسر إليه بخصوصيات لا يعلمها حتى أبناؤه. وعلى ذكر الأبناء، فإنه أشار إلى حسن تاديبهم على الطريقة العربية التقليدية حيث كانوا إذا ما دخل أحدهم عليه فإنه يهم بتقبيل يديه، ويتوجه بعدها لضيوفه والذين كنت في مقدمتهم، ليقبلني و يؤدي لي التحية المقرونة بالود و الأدب.
وفي معرض التدليل على خصوصية علاقته بالحريري ، ذكر أنه لم يدع الحريري إلى حفل زفاف ابنته لأنه كان رئيسا للوزراء في ذلك الحين ، و ما إن علم الحريري حتى اتصل به معاتبا اياه بشدة على عدم دعوته او شقيقته بهية الحريري، و أرسل باقة ورد لم أر مثلها من قبل من حيث الحجم أو النوعية .
ويشهد أن ميليس محقق محترف من طراز رفيع و يتحلى بأدب جم و تعامل معه بأعلى درجات التهذيب، و هو من حقق معه في المرة الأولى في سوريا ، في حين حقق معه في فيينا أحد مساعديه في حضور محاميه.
رفضت الإجابة عن سؤال خاص
ويذكر أن مساعد ميليس وجه له سؤالا خاصا ، و لكنه رفض الإجابة عليه " وعندما راجعت ميليس ، فانه قد اعتذر لي عن توجيه هذا السؤال الخاص محترما رفضي للإجابة عنه".
وقال إنه قد وجهت اليه أسئلة تناولت علاقته بأشخاص لبنانيين، و توقف المحقق لفترة طويلة عند قضية أحد المصارف اللبنانية التي كنت أحمل معي ملفا كاملا عن تفاصيلها، و تداخلت الأسئلة الأمنية مع السياسية، و أنا أدرك ذلك بحكم أنه لا يمكن فصل البعد الأمني للقضية عن البعد السياسي، و لقد أبدى المحقق ارتياحا لإجاباتي التي حرصت على أن تكون واضحة لا لبس فيها و لا غموض.
أعترف بأن أخطاء جسيمة أحيانا قد وقعت من قبل أطراف سورية عسكرية و أمنية ، مشيرا إلى أنه قد ورث تركة ثقيلة في لبنان من سلفه، و لكن ذلك ياتي في إطار اننا بشر ، والبشر خطاؤون ، و هذا لاينفي الارتباط المصيري بين سورية و لبنان شعبيا و أمنيا.
وكشف عن أن الراحل الحريري كان حريصا على تسجيل المكالمات التي يجريها مع المسئولين اللبنانيين و العرب و الدوليين، و يذكر في هذا انه كان ذات مرة في ضيافته في منزله و جاءته مكالمة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك فطلب من سكرتيرته أن ترجئها للحظات ريثما يضبط جهاز التسجيل.. "واصطحبني الى غرفة كبيرة بها سرير نوم و مليئة بالارفف المكتظة بشرائط التسجيل ، التي أوضح لي انها لمحادثاته الهاتفية التي يحرص على تسجليها لكي يعود إليها حين الحاجة".
أوضح أن الأجهزة الأمنية اللبنانية كانت تعدم أشرطة التسجيل للمكالمات بعد 15 يوما وبعد أن تفرغها على الورق.
وأبدى ندمه و اعتذاره عن بعض أخطائه في لبنان، و ذكر منها تصرفه تجاه احد الشخصيات الإعلامية اللبنانية معترفا بان ردة فعله كانت أكبر من فعل الإعلامي، و من ثم لم يكن يستوجب الأمر هذا التصرف تجاهه .
ونفى تماما أية ضغوط يكون قد مارسها على أهل الشاهد السوري "هسام هسام" متسائلا كيف لي أن أضغط على أشخاص لا يخضعون لسلطتي الامنية.
قصة هسام هسام
وقد علمت من مصدر سوري مطلع أن قصة الشاهد "هسام هسام" بدأت بالصدفة عندما ذكر أحد المسجونين الجنائيين السوريين أنه شقيق الشاهد المقنع، و ما إن علم قائد السجن بالأمر حتى سأل المسجون عن ما اذا كان قادرا على الاتصال بشقيقه، و حدث الاتصال وعلى إثره طلب الشاهد أن تنقله السلطات السورية من بيروت الى دمشق، و لكن الطرف السوري طلب من الشاهد ان يحضر الى الحدود السورية بمعرفته، و هناك سيتم استقباله من قبل الجهات السورية ، و قد كان.
وبسؤاله حول ما يراه البعض من أن سورية قد تكون من قتلت الحريري و ذلك في إطار رغبة النظام السوري في تقليص القوى السنية في لبنان ، رفض هذا الطرح تماما مشيرا إلى كونه سنيا متدينا كالغالبية من أبناء سورية ، و موضحا بأن الحريري أفضل من تعاون مع سوريا حتى اللحظة الأخيرة.
وبسؤاله عما إذا كان يرى أن النظام السوري يمكن أن يضحي به و بزملائه للخروج من مأزقه ، أكد انه لا يشاركني الرأي، لان القيادة السورية ترى أن وجوده في لبنان أسهم في معالجة بعض أخطاء سابقيه، و أنه قد لعب دورا في تعميق العلاقات الشعبية و السياسية بين سورية و لبنان، وأن منزله و مكتبه كانا مفتوحين لجميع اللبنانيين.
وأضاف "جيراني في لبنان شهود بحسن جيرتي ، أنا و زملائي و جميع العناصر كنا نحرص دوما على حسن الجيرة كما أوصانا ديننا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق