إحسان طالب
تساءل الكثيرون لماذا تتم محاكمة صدام عن مجزرة الدجيل في حين تم في عهده العديد من جرائم الإبادة الجماعية تفوق فظاعة وبطشاُ مجزرة الدجيل.
فالأكراد يتساءلون متى سيحاكم عن حرب الإبادة التي مورست ضدهم وتم إدانتها عالمياُ وثبوتها دولياُ . ( تم الحكم في لاهاي على الهولندي فرانس
فان انرات بـ 15 عاماُ لتواطئه في جرائم حرب بسبب تسليمه نظام صدام حسين مواد كيميائية استخدمت خلال هجمات بالغاز على الأكراد العراقيين . ورأت المحكمة أن عملية إبادة قد وقعت فعلاُ ضد السكان الأكراد في العراق خصوصاُ في حلبجة في آذار عام 1988 حيث أدت مجزرة إلى سقوط خمسة آلاف قتيل في يوم واحد ) الشرق 24 / 12/ 05 .
وضحايا الحرب التي شنت على إيران طيلة ثمان سنوات استعمل خلالها صدام أسلحة الدمار الشامل ضد قرى إيرانية حدودية يتساءلون متى سيحاكم صدام على جرائمه ضدهم.
أهالي و أبناء وزوجات الأسرى الكويتيين الذين زادوا على الستمائة شهيد يتساءلون متى سيحاكم صدام على إعدامه لهم بالكامل بعد أسرهم.
عائلات العمال المصريين الذين ذهبوا إلى العراق بحثاُ عن لقمة العيش وعادوا إليها بالآلاف ضمن التوابيت لا حمداُ ولا شكوراُ يتساءلون متى سيحاكم صدام عن تسببه في موتهم و الآلاف أيضاُ من الفلاحين المصريين الذين زجهم في أتون حربه ضد إيران.
ولعل آخرين يتساءلون متى سيحاكم نظام صدام عن جرائمه ضد الأرض و البيئة بعد تعمده إحراق مئة وستة وسبعين بئراُ نفطياُ تركت سماء الخليج سوداء لبضعة أشهر.
تلك في الواقع كانت عدداُ من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت بيد صدام وبإشرافه وبناءُ على أوامره.
لقد عرف التاريخ العديد من مجرمي الحرب قديماُ واستطاع العديد منهم الإفلات بالموت أو بدفع الديات وأحياناُ بالصفقات.وما زال بعضهم يحاكم ضد جرائمه مثل حليف صدام السابق ملوسوفيتش وجنرالاته.
في تقديري أن محاكمة صدام على مجزرة الدجيل حالة بالغة الأهمية لعلاقتها المباشرة به شخصياُ ولما تحمله من انعكاس ساطع لردود أفعاله تجاه شعب العراق وأبناءه.
لقد أوضحت مجريات المحاكمة غرور الرجل وتكبره وطغيانه وتجاوزه مرحلة تأليه الذات.
ففي معرض مناقشته للحليم الحكيم واسع الصدر القاضي رزكار محمد أمين قال صدام : لا أحد يحاكمني وأنا لا أدافع عن نفسي فأنا أكبر من المحكمة والله وحده هو الذي يحاكم صدام.
وردد عبارة العراق الحافي إشارة إلى وضع العراق قبل حكمه كما يظن ويعتقد ، ففي مخيلته تاريخ العراق الحديث بدأ به والأمة العراقية كانت حافية القدمين قبله وهي عبارة يدرك أبناء الرافدين مغزاها ومعناها.
قال صدام : لقد أصبح العالم يخشى علم العراق في إشارة منه حسب زعمه إلى أعظم إنجازاته في تطوير السلاح الكيميائي .
هكذا إذن يرى صدام العراق لا شيء ولا يعنيه شعبه في شيء ويكفيه فخراُ أن العالم غدا يخشى علوم النظام الحاكم في العراق متناسياُ أن منجزات هذا العلم تم تطبيقها وتجربتها على شعوب العراق وإيران والكويت بالتحالف مع قوى العالم الغربي الذي كفر عن خطأه وتواطئه المخزي مع صدام بتحرير الكويت وإزاحة صدام من فوق عرشه وزجه في زنزانة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار .
أبناء العراق اليوم يحاكمون صدام بالصبر والحلم والعدل، كلمات كانت محذوفة من قاموس ممارسة الطاغية تجاه أبناء بلده ، فالقاضي رزكار أمين يرد على التهم التي توجه إليه بعدم المساواة بين المشتبه بهم والمشتكين بأن هذه هي أصول المحاكمات ولا يعد أية لفظة توجه إليه شخصية فمهمته نزيهة وحيادية وعليه السعي لإحقاق الحق بغض النظر عن موقفه تجاه الأشخاص المتواجدين حوله.
حاول صدام التمسك بمسوح الدين والاستشهاد بالآيات والأحاديث ولا يضره أن يخلط بين موسى وإبراهيم فهو الذي بدأ دفاعه الشخصي بتنزيه ذاته عن كل بني البشر وهاهو يجدد حرصه على أداء الصلاة في وقتها ، والغريب أنه كان يضع المصحف تحت يديه ذلك الكتاب الإلهي المقدس الذي دعا إلى تحرير الناس من عبادة بعضهم البعض، وتناسى صدام أنه كان يعد نفسه حاكماُ مطلقاُ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه فلا يجوز في مفاهيمه أن يرد له أمر أو يرفض له طلباُ حتى ولو كان يحل الحرام ويحرم الحلال لأنه غدا في حينها إلهاُ ومعبوداُ لا يرضى بأقل من مئة في المئة من الولاء المطلق له ، لقد أصبحت الألوهية مختلطة في تفكيره وغاب التفريق عنده بين ذاته وخالقه .
يا ترى هل يذهب صدام إلى جنات الخلد بعد توبته الصدوق.. ؟ !( كما يريد أن يظهر نفسه ) وهل تذهب أرواح مئات الآلاف من الضحايا الذين تسبب صدام بإزهاقها وتنتظر العدل أدراج الغفران ؟
تساءل الكثيرون لماذا تتم محاكمة صدام عن مجزرة الدجيل في حين تم في عهده العديد من جرائم الإبادة الجماعية تفوق فظاعة وبطشاُ مجزرة الدجيل.
فالأكراد يتساءلون متى سيحاكم عن حرب الإبادة التي مورست ضدهم وتم إدانتها عالمياُ وثبوتها دولياُ . ( تم الحكم في لاهاي على الهولندي فرانس
فان انرات بـ 15 عاماُ لتواطئه في جرائم حرب بسبب تسليمه نظام صدام حسين مواد كيميائية استخدمت خلال هجمات بالغاز على الأكراد العراقيين . ورأت المحكمة أن عملية إبادة قد وقعت فعلاُ ضد السكان الأكراد في العراق خصوصاُ في حلبجة في آذار عام 1988 حيث أدت مجزرة إلى سقوط خمسة آلاف قتيل في يوم واحد ) الشرق 24 / 12/ 05 .
وضحايا الحرب التي شنت على إيران طيلة ثمان سنوات استعمل خلالها صدام أسلحة الدمار الشامل ضد قرى إيرانية حدودية يتساءلون متى سيحاكم صدام على جرائمه ضدهم.
أهالي و أبناء وزوجات الأسرى الكويتيين الذين زادوا على الستمائة شهيد يتساءلون متى سيحاكم صدام على إعدامه لهم بالكامل بعد أسرهم.
عائلات العمال المصريين الذين ذهبوا إلى العراق بحثاُ عن لقمة العيش وعادوا إليها بالآلاف ضمن التوابيت لا حمداُ ولا شكوراُ يتساءلون متى سيحاكم صدام عن تسببه في موتهم و الآلاف أيضاُ من الفلاحين المصريين الذين زجهم في أتون حربه ضد إيران.
ولعل آخرين يتساءلون متى سيحاكم نظام صدام عن جرائمه ضد الأرض و البيئة بعد تعمده إحراق مئة وستة وسبعين بئراُ نفطياُ تركت سماء الخليج سوداء لبضعة أشهر.
تلك في الواقع كانت عدداُ من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت بيد صدام وبإشرافه وبناءُ على أوامره.
لقد عرف التاريخ العديد من مجرمي الحرب قديماُ واستطاع العديد منهم الإفلات بالموت أو بدفع الديات وأحياناُ بالصفقات.وما زال بعضهم يحاكم ضد جرائمه مثل حليف صدام السابق ملوسوفيتش وجنرالاته.
في تقديري أن محاكمة صدام على مجزرة الدجيل حالة بالغة الأهمية لعلاقتها المباشرة به شخصياُ ولما تحمله من انعكاس ساطع لردود أفعاله تجاه شعب العراق وأبناءه.
لقد أوضحت مجريات المحاكمة غرور الرجل وتكبره وطغيانه وتجاوزه مرحلة تأليه الذات.
ففي معرض مناقشته للحليم الحكيم واسع الصدر القاضي رزكار محمد أمين قال صدام : لا أحد يحاكمني وأنا لا أدافع عن نفسي فأنا أكبر من المحكمة والله وحده هو الذي يحاكم صدام.
وردد عبارة العراق الحافي إشارة إلى وضع العراق قبل حكمه كما يظن ويعتقد ، ففي مخيلته تاريخ العراق الحديث بدأ به والأمة العراقية كانت حافية القدمين قبله وهي عبارة يدرك أبناء الرافدين مغزاها ومعناها.
قال صدام : لقد أصبح العالم يخشى علم العراق في إشارة منه حسب زعمه إلى أعظم إنجازاته في تطوير السلاح الكيميائي .
هكذا إذن يرى صدام العراق لا شيء ولا يعنيه شعبه في شيء ويكفيه فخراُ أن العالم غدا يخشى علوم النظام الحاكم في العراق متناسياُ أن منجزات هذا العلم تم تطبيقها وتجربتها على شعوب العراق وإيران والكويت بالتحالف مع قوى العالم الغربي الذي كفر عن خطأه وتواطئه المخزي مع صدام بتحرير الكويت وإزاحة صدام من فوق عرشه وزجه في زنزانة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار .
أبناء العراق اليوم يحاكمون صدام بالصبر والحلم والعدل، كلمات كانت محذوفة من قاموس ممارسة الطاغية تجاه أبناء بلده ، فالقاضي رزكار أمين يرد على التهم التي توجه إليه بعدم المساواة بين المشتبه بهم والمشتكين بأن هذه هي أصول المحاكمات ولا يعد أية لفظة توجه إليه شخصية فمهمته نزيهة وحيادية وعليه السعي لإحقاق الحق بغض النظر عن موقفه تجاه الأشخاص المتواجدين حوله.
حاول صدام التمسك بمسوح الدين والاستشهاد بالآيات والأحاديث ولا يضره أن يخلط بين موسى وإبراهيم فهو الذي بدأ دفاعه الشخصي بتنزيه ذاته عن كل بني البشر وهاهو يجدد حرصه على أداء الصلاة في وقتها ، والغريب أنه كان يضع المصحف تحت يديه ذلك الكتاب الإلهي المقدس الذي دعا إلى تحرير الناس من عبادة بعضهم البعض، وتناسى صدام أنه كان يعد نفسه حاكماُ مطلقاُ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه فلا يجوز في مفاهيمه أن يرد له أمر أو يرفض له طلباُ حتى ولو كان يحل الحرام ويحرم الحلال لأنه غدا في حينها إلهاُ ومعبوداُ لا يرضى بأقل من مئة في المئة من الولاء المطلق له ، لقد أصبحت الألوهية مختلطة في تفكيره وغاب التفريق عنده بين ذاته وخالقه .
يا ترى هل يذهب صدام إلى جنات الخلد بعد توبته الصدوق.. ؟ !( كما يريد أن يظهر نفسه ) وهل تذهب أرواح مئات الآلاف من الضحايا الذين تسبب صدام بإزهاقها وتنتظر العدل أدراج الغفران ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق