علياء الأنصاري - رئيسة منظمة بنت الرافدين
لاادري لماذا تلح على هذه الايام صورة ذلك الطفل الصغير ذي العامين بثوبه الصغير (دشداشته) وخطواته الصغيرة وهو يذرع غرفة السجن في احدى اقبية سجون مدينة العمارة مع امه المسكينة!!
ذلك الطفل الذي حدثتني عنه احدى صديقاتي ذات يوم وهي تروي لي خاطراتها في ذلك السجن في احدى ايام تموز الحارة حيث جاءوا بهذه الام المسكينة مع لفيف من جاراتها بعد ان القوا القبض على قريتهم جميعا لان احد شبابها مطلوب من قبل النظام. تقول صديقتي: ( كان الطفل يطرق باب الزنزانة بيديه الصغيرتين ويصرخ بصوته المبحوح مناديا بحروف مقطعة على الحارس ليفتح له الباب ولكن دون جدوى... ثم يعود الى صدر امه يبكي ويشير الى الباب طالبا منها الخروج من هذا المكان الضيق، فتضمه الي صدره تحاول ان تفهمه بان هذا الامر غير مقدور عليه ويحاول ان يفهمها انه يريد الخروج ويستعصي على احدهما فهم لغة الاخر!!).
لله درك ايتها العراقية... ولله درك ايها الطفل العراقي!!
هذه الايام كلما طالعتنا مسخرة محاكمة صدام حسين على شاشات التلفاز، تلح على صورة هذا الطفل الصغير؟ اين كانت منظمات حقوق الانسان آنذاك؟
اين كان قاضي العدل القطري، والامريكي، والالماني، والهندي؟
اين كان ضمير الانسانية؟
اين كانت وسائل الاعلام العربية والاسلامية والعالمية؟
فرعون، وهو المصطلح الذي اطلقه القران الكريم على الشخصية الاستبدادية (الديكتاتورية)، وصاحب اكبر منظومة فكرية للنهج الاستبدادي، عندما اراد ان يديم دعائم مملكته، استخف بعقل قومه، لانه ادرك ان العقل هو العمود الفقري لجسد الامة، والمفصل الاهم في هيكليتها الحركية...
وهذا ما يحدث الان على ارض الواقع العراقي ... يريدون ان يستخفوا بعقولنا، فاقاموا لنا محكمة ديمقراطية تراعى فيها حقوق الانسان، حقوق الطاغية ... حقوق المجرمين ... حقوق السجانين... يراعى فيها كل الحقوق الا حق الشعب العراقي المعذب المضطهد، يراعى فيها كل شيء حتى مشاعر برزان التكريتي والاكتئاب الذي داهم السيد الرئيس لانه منذ زمن لم يتحدث للملا ولم يخطب ولم يستعرض عقده النفسية امام الشعب، فاقاموا له هذه المحكمة حتى يتسنى له من خلالها الخطابة والحديث واصدار الاوامر والاستعراض الاستبدادي لشخصيته المهزوزة، فهذا حق الرئيس ولابد ان يراعى... وليذهب الشعب العراقي بكل جراحاته وآهاته وعذاب انتظاراته ومقابره الجماعية وطفولته المسحوقة وآماله الشريدة واحلامه الى الجحيم ولن تظهر على الساحة الوطنية ولا العربية ولا الدولية اي منظمة للمطالبة بهذه الحقوق ولن ينبرى قاضي عدل او منظر للديمقراطية او ناشط لحقوق الانسان للدفاع عن حقه...، فماذا يريد الشعب العراقي اكثر من هذا؟!
انتخابات ديمقراطية، خرج بكل ما على الارض من تحديات ليقول صوته، قال صوته... وعاد الى بيته يحلم بالغد المشرق... فماذا يريد اكثر من هذا؟
محاكمة عادلة بكل المقاييس للظالم الذي قصم ظهره كل هذه السنين، يتابعها من على شاشات التلفاز بشفافية عالية، ويتابع الاستماع الى الشهود والادلة وتصريحات المتهمين (الابرياء حتى تثبت ادانتهم)، ويستمتع بعدالة القاضي وهدوء اعصابه ويسجل في مفكرته تواريخ التأجيل للجلسات حتى يخرج قبل يوم الى الشارع رافعا صورة ابناءه الابرياء ضحايا الاستبداد وهاتفا باعدام المستبد ثم يعود الى بيته ليسجل في مفكرته مرة اخرى موعدا للتظاهرة القادمة، فماذا يريد الشعب العراقي اكثر من هذا؟
هل توجد في العالم ديمقراطية اروع من ديمقراطيتنا؟!
لا اظن ذلك.
لاادري لماذا تلح على هذه الايام صورة ذلك الطفل الصغير ذي العامين بثوبه الصغير (دشداشته) وخطواته الصغيرة وهو يذرع غرفة السجن في احدى اقبية سجون مدينة العمارة مع امه المسكينة!!
ذلك الطفل الذي حدثتني عنه احدى صديقاتي ذات يوم وهي تروي لي خاطراتها في ذلك السجن في احدى ايام تموز الحارة حيث جاءوا بهذه الام المسكينة مع لفيف من جاراتها بعد ان القوا القبض على قريتهم جميعا لان احد شبابها مطلوب من قبل النظام. تقول صديقتي: ( كان الطفل يطرق باب الزنزانة بيديه الصغيرتين ويصرخ بصوته المبحوح مناديا بحروف مقطعة على الحارس ليفتح له الباب ولكن دون جدوى... ثم يعود الى صدر امه يبكي ويشير الى الباب طالبا منها الخروج من هذا المكان الضيق، فتضمه الي صدره تحاول ان تفهمه بان هذا الامر غير مقدور عليه ويحاول ان يفهمها انه يريد الخروج ويستعصي على احدهما فهم لغة الاخر!!).
لله درك ايتها العراقية... ولله درك ايها الطفل العراقي!!
هذه الايام كلما طالعتنا مسخرة محاكمة صدام حسين على شاشات التلفاز، تلح على صورة هذا الطفل الصغير؟ اين كانت منظمات حقوق الانسان آنذاك؟
اين كان قاضي العدل القطري، والامريكي، والالماني، والهندي؟
اين كان ضمير الانسانية؟
اين كانت وسائل الاعلام العربية والاسلامية والعالمية؟
فرعون، وهو المصطلح الذي اطلقه القران الكريم على الشخصية الاستبدادية (الديكتاتورية)، وصاحب اكبر منظومة فكرية للنهج الاستبدادي، عندما اراد ان يديم دعائم مملكته، استخف بعقل قومه، لانه ادرك ان العقل هو العمود الفقري لجسد الامة، والمفصل الاهم في هيكليتها الحركية...
وهذا ما يحدث الان على ارض الواقع العراقي ... يريدون ان يستخفوا بعقولنا، فاقاموا لنا محكمة ديمقراطية تراعى فيها حقوق الانسان، حقوق الطاغية ... حقوق المجرمين ... حقوق السجانين... يراعى فيها كل الحقوق الا حق الشعب العراقي المعذب المضطهد، يراعى فيها كل شيء حتى مشاعر برزان التكريتي والاكتئاب الذي داهم السيد الرئيس لانه منذ زمن لم يتحدث للملا ولم يخطب ولم يستعرض عقده النفسية امام الشعب، فاقاموا له هذه المحكمة حتى يتسنى له من خلالها الخطابة والحديث واصدار الاوامر والاستعراض الاستبدادي لشخصيته المهزوزة، فهذا حق الرئيس ولابد ان يراعى... وليذهب الشعب العراقي بكل جراحاته وآهاته وعذاب انتظاراته ومقابره الجماعية وطفولته المسحوقة وآماله الشريدة واحلامه الى الجحيم ولن تظهر على الساحة الوطنية ولا العربية ولا الدولية اي منظمة للمطالبة بهذه الحقوق ولن ينبرى قاضي عدل او منظر للديمقراطية او ناشط لحقوق الانسان للدفاع عن حقه...، فماذا يريد الشعب العراقي اكثر من هذا؟!
انتخابات ديمقراطية، خرج بكل ما على الارض من تحديات ليقول صوته، قال صوته... وعاد الى بيته يحلم بالغد المشرق... فماذا يريد اكثر من هذا؟
محاكمة عادلة بكل المقاييس للظالم الذي قصم ظهره كل هذه السنين، يتابعها من على شاشات التلفاز بشفافية عالية، ويتابع الاستماع الى الشهود والادلة وتصريحات المتهمين (الابرياء حتى تثبت ادانتهم)، ويستمتع بعدالة القاضي وهدوء اعصابه ويسجل في مفكرته تواريخ التأجيل للجلسات حتى يخرج قبل يوم الى الشارع رافعا صورة ابناءه الابرياء ضحايا الاستبداد وهاتفا باعدام المستبد ثم يعود الى بيته ليسجل في مفكرته مرة اخرى موعدا للتظاهرة القادمة، فماذا يريد الشعب العراقي اكثر من هذا؟
هل توجد في العالم ديمقراطية اروع من ديمقراطيتنا؟!
لا اظن ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق