حازم صاغيّة - الحياة
يلخص الوضع البائس كما يعانيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي حمل البعض على توقّع استقالته، بؤس العقل السياسي وبؤس الضمير معاً في هذه المنطقة من العالم.
فهو يناشد التنظيمات الراديكالية الفلسطينية ان توقف الهجمات الصاروخية على اسرائيل، فيما حركة «الجهاد الاسلامي» ترفض الدعوة سلفاً،ً متهمة الدولة العبرية بتصعيد العنف. وهو، طبعاً، يدافع عن مشاركة «حماس» في الانتخابات التشريعية المقبلة، وهي مهمة يزيدها صعوبة الرفضان الأخيران للاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية. أما «حماس» التي تخوض الانتخابات للمرة الأولى، فتتهيأ للحلول محل «فتح»، واجدةً في نتائج الانتخابات البلدية، وفي المناخ الأصولي المستشري، ما يشجّعها على ذلك.
وهو، وأركانه، يناشدون الاسرائيليين أن يعودوا الى العملية التفاوضية، والى السياسة، بدل اللجوء الى الحلول العنفيّة والتصعيديّة المعمول بها راهناً. لكن الاسرائيليين يلقون صاروخين على غزة بعد يوم واحد على إبداء رغبتهم في إنشاء منطقة عازلة تقيهم ضربات المسلّحين الفلسطينيين. ولا تلبث الطائرات الاسرائيلية ان ترمي مناشير تتوعّد فيها الفلسطينيين اذا ما دخلوا تلك المنطقة العازلة الجديدة... علماً أنها مأهولة وزراعية.
وهو يحاول رأب الصدع في حركة «فتح»، والحفاظ على تماسكها، وصولاً الى الصيغة التسووية الأخيرة كما عبّر عنها دمج اللائحتين. بيد ان أسباباً موضوعية كثيرة، تتعلق بالأجيال والتجارب، كما بتحول الأداة النضالية الى أداة سلطة، ناهيك عن الفساد والمحسوبيات، تجعل المهمة، على المدى الأبعد، مستحيلة. فهناك، بعد رحيل المؤسس ياسر عرفات، جماعة «المستقبل» وجماعة الماضي، وبينهما جماعات الحاضر الكثيرة.
ويعمل عباس على توحيد الأمن حيث تمتد سلطته، الجزئيّة دائماً، فإذا بمسلحين من «فتح» نفسها يحاصرون مراكز الاقتراع في غزة، ويتبادلون اطلاق النار مع الشرطة، كما يغلقون بالقوة المراكز الانتخابية في خان يونس ورفح، أو يستولون على مبانٍ ومقارّ للسلطة احتجاجاً منهم، كما قيل، على الفساد ومطالبةً بفرص عمل.
وهو يسعى الى تقديم صورة عن سلطة توحي للعالم بالطمأنينة والثقة، فضلاً عن إمساكها بأمن شعبها. لكن ثلاثة بريطانيين يُختطفون في غزة التي دخلوها من القاهرة، وقد خُطفوا بعد أيام قليلة على خطف الاستاذين الهولندي والاسترالي في بيت لهيا ممن أمكن تحريرهما. ويبقى غامضاً، كما الغموض في غابة، مَن الذي يخطف ولماذا.
وفي الواسع، طبعاً، تعداد أسباب عدة تقف وراء محن عباس الكثيرة، بعضها من ميراث الماضي المتراكم، وبعضها من نتائج التحول الذي تعرضت له «فتح» مع انتقالها الى «السلطة» والى الوطن. وهناك دائماً حصة للأسباب السوسيولوجية التي تشير اليها مسألة الأجيال، أو يدل عليها تعبير «التوانسة»، أو غير ذلك. بيد ان أمّ المسائل تكمن في أن الطرفين المعنيين مباشرة بالصراع، أي اسرائيل والتنظيمات الجهادية، لا يتعاملون بجد مع السياسة، ولا يمنحون الوضع الاقتصادي للفلسطينيين ما يستحق من عناية، مولين العنف أولويتهم المطلقة. ومحمود عباس سياسي، ما يحاوله اسمه انتخابات، وما يسعى اليه اسمه تفاوض، وما يستهدفه الحصول على ثقة تأتي إليه لا بالدولة فحسب، بل أيضاً بالمعونات والاستثمارات التي تجعلها قابلة للحياة. وهذا جميعاً ممنوع على عباس في فلسطين، كما هو ممنوع على فؤاد السنيورة في لبنان، أو العراقيين الذين يريدون لبلدهم فرصة حياة وبعضاً من مسافة عن طوائف هائجة قاتلة.
فهو يناشد التنظيمات الراديكالية الفلسطينية ان توقف الهجمات الصاروخية على اسرائيل، فيما حركة «الجهاد الاسلامي» ترفض الدعوة سلفاً،ً متهمة الدولة العبرية بتصعيد العنف. وهو، طبعاً، يدافع عن مشاركة «حماس» في الانتخابات التشريعية المقبلة، وهي مهمة يزيدها صعوبة الرفضان الأخيران للاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية. أما «حماس» التي تخوض الانتخابات للمرة الأولى، فتتهيأ للحلول محل «فتح»، واجدةً في نتائج الانتخابات البلدية، وفي المناخ الأصولي المستشري، ما يشجّعها على ذلك.
وهو، وأركانه، يناشدون الاسرائيليين أن يعودوا الى العملية التفاوضية، والى السياسة، بدل اللجوء الى الحلول العنفيّة والتصعيديّة المعمول بها راهناً. لكن الاسرائيليين يلقون صاروخين على غزة بعد يوم واحد على إبداء رغبتهم في إنشاء منطقة عازلة تقيهم ضربات المسلّحين الفلسطينيين. ولا تلبث الطائرات الاسرائيلية ان ترمي مناشير تتوعّد فيها الفلسطينيين اذا ما دخلوا تلك المنطقة العازلة الجديدة... علماً أنها مأهولة وزراعية.
وهو يحاول رأب الصدع في حركة «فتح»، والحفاظ على تماسكها، وصولاً الى الصيغة التسووية الأخيرة كما عبّر عنها دمج اللائحتين. بيد ان أسباباً موضوعية كثيرة، تتعلق بالأجيال والتجارب، كما بتحول الأداة النضالية الى أداة سلطة، ناهيك عن الفساد والمحسوبيات، تجعل المهمة، على المدى الأبعد، مستحيلة. فهناك، بعد رحيل المؤسس ياسر عرفات، جماعة «المستقبل» وجماعة الماضي، وبينهما جماعات الحاضر الكثيرة.
ويعمل عباس على توحيد الأمن حيث تمتد سلطته، الجزئيّة دائماً، فإذا بمسلحين من «فتح» نفسها يحاصرون مراكز الاقتراع في غزة، ويتبادلون اطلاق النار مع الشرطة، كما يغلقون بالقوة المراكز الانتخابية في خان يونس ورفح، أو يستولون على مبانٍ ومقارّ للسلطة احتجاجاً منهم، كما قيل، على الفساد ومطالبةً بفرص عمل.
وهو يسعى الى تقديم صورة عن سلطة توحي للعالم بالطمأنينة والثقة، فضلاً عن إمساكها بأمن شعبها. لكن ثلاثة بريطانيين يُختطفون في غزة التي دخلوها من القاهرة، وقد خُطفوا بعد أيام قليلة على خطف الاستاذين الهولندي والاسترالي في بيت لهيا ممن أمكن تحريرهما. ويبقى غامضاً، كما الغموض في غابة، مَن الذي يخطف ولماذا.
وفي الواسع، طبعاً، تعداد أسباب عدة تقف وراء محن عباس الكثيرة، بعضها من ميراث الماضي المتراكم، وبعضها من نتائج التحول الذي تعرضت له «فتح» مع انتقالها الى «السلطة» والى الوطن. وهناك دائماً حصة للأسباب السوسيولوجية التي تشير اليها مسألة الأجيال، أو يدل عليها تعبير «التوانسة»، أو غير ذلك. بيد ان أمّ المسائل تكمن في أن الطرفين المعنيين مباشرة بالصراع، أي اسرائيل والتنظيمات الجهادية، لا يتعاملون بجد مع السياسة، ولا يمنحون الوضع الاقتصادي للفلسطينيين ما يستحق من عناية، مولين العنف أولويتهم المطلقة. ومحمود عباس سياسي، ما يحاوله اسمه انتخابات، وما يسعى اليه اسمه تفاوض، وما يستهدفه الحصول على ثقة تأتي إليه لا بالدولة فحسب، بل أيضاً بالمعونات والاستثمارات التي تجعلها قابلة للحياة. وهذا جميعاً ممنوع على عباس في فلسطين، كما هو ممنوع على فؤاد السنيورة في لبنان، أو العراقيين الذين يريدون لبلدهم فرصة حياة وبعضاً من مسافة عن طوائف هائجة قاتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق