الجمعة، أغسطس 25، 2006

كتاب يهاجم الإسلام بشدة..وآخر يكشف الأسلحة السرية لـCIA


تقرير "العربية.نت" الأسبوعي للكتاب

دبي - العربية.نت

تواجه أوروبا مؤامرة كبرى تهدف إلى تدمير حضارتها واستعباد شعوبها واستخدامها كقاعدة للسيطرة على العالم. والمؤامرة يتم الإعداد لها على يد المسلمين باستخدام استراتيجية شيطانية تستند إلى هجرة واسعة إلى أوروبا ومعدلات ولادة عالية حالما يستقرون هناك.

هذه باختصار نظرية الصحافية الإيطالية والمؤلفة أوريانا فالاشي التي طرحتها في كتابها: "قوة العقل". وهو ضمن مسلسل بدأته في كتاب آخر صدر في 2002 ويحمل عنوان "الغضب والكبرياء"، والذي كان عبارة عن غضب شديد شعرته المؤلفة ضد المسلمين في أوروبا، وعند صدوره أثير نقد حاد ضده لطابعه الانفعالي الجامح وفقدانه للنظام الفكري، قررت فالاشي أن تكرر الهجوم مستخدمة هذه المرة الحجج المستندة إلى "العقل".

وحالما يبدأ القارئ بقراءة كتاب "قوة العقل" بحسب عرض كتبه الزميل أمير طاهري ونشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يدرك أنه يتواجه مع فيض من المشاعر الساخطة والمضطربة وأنه مقصى عن العقل مثلما هو الحال مع كتابها السابق. والفرق هو أن فالاشي في هذا الكتاب ترجمت نصها من الإيطالية إلى الانجليزية وهذا ما أضاف قدرا آخر من العواطف الانفعالية بألوان مختلفة وزاد من حالة التشوش.

قد يتفق المرء مع فالاشي أن أوروبا مهددة مثلما هي الحال دائما ابتداء من قوى وصفها إيان بوروما بأنها غربية. وهذه القوى حاولت أن تقوض الأعمدة الأربعة التي يقف عليها النظام الأوروبي وهذه هي: المسيحية والرأسمالية والديمقراطية والفردية كنقيض للجماعية.
وما يحدث حاليا هو واحد من الأسباب التي دفعت فالاشي إلى غضب منفلت والنتيجة هي ليست مؤامرة مسلمة بل هي استراتيجية تم تطويرها من قبل أعداء النموذج الأوروبي المحليين.

وهؤلاء ينتمون إلى قبيلة التعدد الثقافي واللياقة السياسية، وهي تضم بالدرجة الأولى الملحدين وهؤلاء يستخدمون الجاليات المسلمة في أوروبا باعتبارها سلاحا لشن حربهم القديمة ضد النظام الأوروبي.

وبدون أن تدري طرحت فالاشي هذه النقطة بشكل مقنع. فهي أظهرت أنه في كل حالة كان المسلمون متورطين بعمل ما لا يحبه الأوروبيون تلعب النخبة الداعية لتعدد الثقافات واللياقة السياسية دورا قياديا فيه.

الملحدون والكنيسة والمسلمون !!

على سبيل المثال، تغضب فالاشي كثيرا على وجود مساجد كثيرة بنيت في مواقع مرتبطة بالمسيحية في إيطاليا. مع ذلك فإنها تفشل في الإشارة إلى أنه في أي من الحالات التي ذكرتها كان المسلمون في وضع يسمح لهم لفرض قرارهم. كانت اجازات السماح ببناء مساجد هي دائما تُمنح من قبل رؤساء بلديات يساريين يسيطر عليها الملحدون الذين يتمنون أن يصفوا حساباتهم مع الكنيسة الكاثوليكية باستخدام المسلمين كحجة.

وفي بعض الحالات مثلما هي الحال عند اختيار موقع جميل في شمال إيطاليا لبناء مسجد كبير مع مركز إسلامي. إذ لم يكن هناك طلب من الجالية المسلمة للبناء فعدد الأفراد المسلمين في تلك المنطقة هو 33 شخصا. إنه رئيس البلدية اليساري الذي حفز لبناء المسجد والمركز الإسلامي مدفوعا بكراهيته للكنيسة الكاثوليكية.

وفالاشي غاضبة بشكل خاص بسبب بناء مسجد في روما هدفه إضعاف الصلة القائمة بين المدينة والكاثوليكية. ومرة أخرى فشلت المؤلفة بتذكير القارئ بأن بلدية روما ذات الأغلبية الشيوعية هي التي رخصت ببناء المسجد ضمن سياق الخلاف القديم مع الفاتيكان.

كذلك هو الحال مع زعم فالاشي بأن المسلمين يريدون أن يحكموا أوروبا، وهو زعم من العسير تقبله بشكل جدي. فالإسلام لديه طموح أن يصل إلى كل العالم ويأمل أن يأتي اليوم الذي تتحول كل الأمم إلى دين القرآن. لكن ذلك لا يعني أن هناك منظمة مسلمة سرية تخطط لتحقيق هذا الهدف ضد رغبات بقية البشر. وما تقدمه فالاشي من أدلة عن وجود مؤامرة من هذا النوع هزيلة.

فهي أشارت إلى عودة الاندلس للإسلام باعتبارها منظمة تكرس جهودها لإعادة سيطرة المسلمين على إسبانيا. لكن هذه المنظمة التي تأسست عام 1975 تم تشكيلها على يد شيوعيين إسبان ولادة ودما وليس هناك أي مسلم بينهم. والدليل الآخر الذي تطرحه حول المؤامرة المسلمة لإعادة السيطرة على إسبانيا هو ذلك المخطط لسلطان الشارقة شديد الثراء لشراء قطعة أرض إسبانية كبيرة.

معلومات غير دقيقة حول جورج حبش ومايكل جاكسون

بالطبع، ليس هناك سلطان في الشارقة وإذا كان هناك واحد فإنه ليس ثريا إلى الدرجة التي تمكنه من شراء إسبانيا.هناك دعوة واحدة فقط لإحياء الأندلس جاءت من متخصص فرنسي في الإسلام هو جيل كيبيل الذي حاجج لصالح أندلس جدي» سيتشارك المسلمون والمسيحيون بأوروبا في تأسيسه ومعا سيطورون حضارة جديدة تستند إلى الموروث المشترك.

كيبيل هو مستشار غير رسمي للرئيس جاك شيراك وهو بالتأكيد لم يعتنق الإسلام.والدليل الآخر الذي طرحته فالاشي هو وجود خطة سرية لشن حرب ضد الغرب وضعها الزعيم الفلسطيني جورج حبش في 1971. والمشكلة هي أن حبش ماركسي - لينيني من حيث الأيديولوجية وهو مسيحي المولد ولا يمكن أن ينظر بأي حال من الأحوال كمصمم لمؤامرة مسلمة للسيطرة على الغرب.

وعلى الرغم من خبرة فالاشي الطويلة في مجال الصحافة التي تبلغ حوالي 60 سنة فإنها غالبا ما تكون نزقة من حيث عدم التدقيق في صحة الحقائق التي تطرحها.
على سبيل المثال، تزعم أن 85% من السود في أميركا اعتنقوا الاسلام بينما لا يتجاوز الرقم الحقيقي عن 10%. ومع ذلك سيتطلب اعتبار حركة "أمة الإسلام" التي يتزعمها لويس فاراخان استغراقا كبيرا في الوهم. تزعم فالاشي أن الممثل السينمائي دنزل واشنطن ومغني البوب مايكل جاكسون، وكلاهما أسودان، قد اعتنقا الإسلام.

وهي تؤنب جاكسون لمساعيه المزعومة كي يصبح أبيض. ويضيف طاهري في معرض تعليقه على هذه النقطة "على حد علمي لا واشنطن ولا جاكسون اعتنقا الاسلام".
تغضب فالاشي بشكل خاص على الأوروبيين الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام، وتلاحظ أن 95% منهم ذوو خلفية سياسية يسارية. مع ذلك هي لا تدرك أهمية ملاحظتها، بصيغة أخرى، إن تحول الكثير من الأوروبيين إلى الإسلام هو لأسباب آيديولوجية أكثر منه لأسباب دينية.

فمع سقوط الشيوعية أصبح بعض اليساريين الأوروبيين السابقين يرون في الإسلام باعتباره التحدي الجديد لـ"الغرب الإمبريالي الرأسمالي" الذي تتزعمه الولايات المتحدة. وهذا لا علاقة له بالإسلام كدين.

لفالاشي نظرة استصغار تجاه المسلمين فهي تزعم أنه لا يمكن تدريسهم دانتي أو مانزوني في المدارس الإيطالية. وهذا الزعم هو في الحقيقة شتيمة لدانتي ومانزوني من حيث أنهما كاتبان متوجهان لكل البشر لا لقبيلة الإيطاليين فقط. لكن حسب منطق فالاشي فإن المرء لا يمكنه تدريس الرومي أو حافظ للأطفال المسيحيين الإيطاليين.

وحينما يكون الأمر متعلقا بمقترحات تخص السياسة العملية نجد فالاشي في موقع الخاسر. فهي تقول إن تحرير العراق هو غلطة، وأن "نترك العراقيين يُطبخون في عصيرهم". وهي تريد إخراج المهاجرين المسلمين من أوروبا بأعداد كبيرة لكنها لا تقول كيف يمكن تنفيذ ذلك وما هي الآثار التي سيتركها إجراء من هذا النوع على اقتصاد البلدان المعنية.

الأسلحة السريّة للمخابرات الأمريكية

غوردون توماس، صحافي تحقيقات أميركي، يتمتع بشهرة عالمية كبيرة: سبق له وقدّم ما يزيد على أربعين كتاباً، أغلبيتها عن عالم التجسس والجاسوسية وأجهزتها، من بينها كتابه المعروف عن "التاريخ السري للموساد"، وقد بيع منها ما يزيد على 45 مليون نسخة.

يبدأ هذا الكتاب: "الأسلحة السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" بالجملة التالية: "بتاريخ 4 يناير 2006، ذات يوم من الشتاء في واشنطن، استدعى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الملحقين الصحافيين في البيت الأبيض، وكلفهم آنذاك أن ينقلوا إلى العالم كله رسالة تقول إن الولايات المتحدة لم تسمح ولن تسمح أبداً بأعمال التعذيب المزعومة التي قامت بها القوات المسلحة والأجهزة السرية للبلاد، وخاصة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، للحصول على معلومات مفيدة ضد الإرهاب التي كانت قد بدأت قبل خمس سنوات بعد التفجيرات التي استهدفت برجي التجارة الدولية في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن".

ما يؤكده مؤلف هذا الكتاب طبقا لعرض نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية، هو أن الواقع "للأسف" غير ذلك ومن أكثر من خمسين عاماً. وأن وكالة الاستخبارات المركزية قد طورت منذ بداية فترة الحرب الباردة التي سادت في العلاقات بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي منذ مطلع سنوات الخمسينات في القرن الماضي، عدداً من "برامج البحث" على أساس استخدام التعذيب الجسدي والعقلي وصولاً إلى الأسلحة الكيماوية.

وكانت الوكالة قد موّلت في الخمسينات مستوصفات أميركية قامت باستخدام كميات كبيرة من المخدرات لأشخاص أبرياء يعانون من حالة إحباط نفسي أو لمرضى عقليين، أو عرضوهم لصدمات كهربائية ومعاملات لا إنسانية أخرى.

CIA جربت الأنثراكس في حروب

وكان ذلك كله من أجل الحصول على معلومات حول "آلية تصرّف" أعداء الولايات المتحدة من الشيوعيين آنذاك. كما يؤكد غوردون توماس على أنه جرى تجريب مواد قاتلة مثل الانثراكس على مستوى واسع على العدو أثناء الحرب الكورية في مطلع الخمسينات وعلى المساجين وأصحاب الآراء المناهضة. وكان وجود مثل هذه الأسلحة بالتحديد هو وراء تبرير الحرب ضد العراق في ربيع 2003.

وهكذا يؤكد المؤلف أيضاً ان أشكال التعذيب والإذلال التي شهدتها سجون أبوغريب وغيره في العراق أو في عدد من بلدان أوروبا الشرقية نفسها أو في معتقل غوانتانامو ليست انحرافا مرتبطا بظروف استثنائية ولدتها الحرب ضد الإرهاب وانما هي بالأحرى سلوكيات لها جذورها بل لها تعليماتها المحددة في كتاب دليل أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويعرض مؤلف هذا الكتاب مقتطفات منه للمرة الأولى في هذا العمل عن الأجهزة السرية للوكالة.

ويعتمد المؤلف أيضا فيما يكشف عنه على شهادات لشخصيات عديدة كان لها أدوار هامة في جهاز الاستخبارات الأميركي من أمثال وليام بوكلي ورجل العلم فرانك ولسون وعلى المئات من الوثائق مثل المذكرات الداخلية للبيت الأبيض والموقعة من قبل جورج بوش الأب أو ديك تشيني أو دونالد رامسفيلد.

وتتم الاشارة منذ البداية إلى الآلية التي لجأت اليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والمتمثلة في "التحويل الاستثنائي" لمعتقليها إلى مراكز استجواب موجودة خارج اطار حماية العدالة الأميركية. وكان الفارو جيل - روبلس مفوض حقوق الانسان في المجلس الأوروبي - قد كشف قبيل تأكيد الرئيس جورج دبليو بوش انه لا يتم اللجوء أبدا إلى التعذيب من قبل الأميركيين عن وجود مراكز الاستجواب المذكورة.

وقال: يبدو أنهم قد أنشأؤا معتقلا حقيقيا يمكن لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ان تستجوب فيه السجناء باستمرار. ثم أعلن عن خشيته أن يتم نقل السجناء الأكثر أهمية وكأنهم في موكب غير مرئي من موقع إلى آخر مما يسمى بالمواقع السوداء.
استجواب "الارهابيين" !!

ويشير المؤلف في نفس السياق إلى التوجيهات التي أصدرتها وزارة العدل الأميركية في 2002 ولاتزال سرية للغاية حتى الآن، حول اساليب استجواب الارهابيين.وقد جاء في تقرير يحمل عنوان التقنيات المحسنة للاستجواب والسري للغاية حتى حينه، أنه من المسموح اللجوء إلى الضرب على البطن في مستوى المعدة، وكذلك ترك الخاضع للاستجواب واقفاً لفترة طويلة ولمدة قد تصل إلى 40 ساعة وقدماه متسمرتان على الأرض.

ويؤكد المؤلف أيضاً أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد لجأت خلال 2006 أيضاً إلى إبرام عقود مع العديد من الأطباء في بلدان مختلفة لحضور جلسات الاستجواب التي حدد أشكالها دليلان صادران عن الوكالة أحدهما يحمل عنوان المساءلة العشرية.

والثاني: استثمار الموارد البشرية.. ويتم التذكير فيهما على أنه عندما يتم تحضير صالة الاستجواب ينبغي أولاً القيام بدراسة جيدة للإنشاءات الكهربائية كي تكون المحولات أو أجهزة تغيير قوة التيار الأخرى جاهزة في لحظة الشروع بالصدمات الكهربائية.
وهناك مقطع يتم التحذير فيه من إمكانية أن يؤدي الألم الجسدي الحاد إلى القيام باعترافات كاذبة، ولذلك ينبغي حساب حدة الألم المثار بدقة وبالتالي من الأفضل حضور طبيب.

ونقرأ في الدليل الأول: يمكن للمخدرات أن تكون فعالة من أجل التغلب على المقاومة التي لم تنجح التقنيات الأخرى في قهرها.
واستخدامها الصحيح، أي أن تؤخذ بالحسبان شخصية الخاضع للاستجواب وكمية الجرعة ومدتها يمكن أن يكون حليفاً لا تمكن مقارنة قيمته عملياً بغيره بالنسبة لمن يقوم بالاستجواب. والأشخاص الذين يسحقهم الإحساس بالعار والإحساس بالذنب قد يستجيبون بسهولة لإراحة ضمائرهم بواسطة المخدرات.

ولا يتردد مؤلف هذا الكتاب في القول ان سجن غوانتانامو يعج بالسجناء الأفغان أو الباكستانيين الذين جرى اعتقالهم من دون أسباب جدية. وهم في أغلبية الأحيان رجال وشى بهم أشخاص يولون اهتماماً أكبر بالمكافأة المالية، مما هو بالحرب ضد الإرهاب.

ثم يشير بعد ذلك إلى تأكيدات المحامين المختصين بحقوق الإنسان إلى أن 8% فقط من المعتقلين جرى تصنيفهم كأعضاء في تنظيم القاعدة وأن أقل من نصفهم قد قاموا بأعمال معادية ضد الولايات المتحدة الأميركية. لكن البيت الأبيض رفض حتى الآن القيام بأي تعليق حول ما يجري في معتقل (غوانتانامو) أو في (المواقع السوداء) الأخرى التي لا تخدم اتفاقية الأمم المتحدة الموقعة عام 1984 والتي تمنع اللجوء إلى التعذيب والموقعة من قبل الولايات المتحدة،

والتي تعرّف التعذيب كما يلي: القيام بأي عمل بدني أو معنوي يستهدف قصداً شخصاً ما من أجل الحصول منه أو من شخص آخر على معلومات أو اعترافات ومعاقبته أو معاقبة شخص آخر لأعمال يظن باقترافها، أو ابتزازه والضغط عليه. كذلك تمنع الاتفاقية خاصة ارسال المشبوهين إلى بلدان هناك أسباب وجيه تدعو للاعتقاد بأنه سيتم تعذيبهم فيها.

وينقل المؤلف عن تقرير أعدّه في نهاية يناير 2006، المحامي ديك (مارتي) المكلّف من قبل المجلس الأوروبي للتحقيق في مسألة تحويل السجناء إلى المواقع السوداء أن مئة شخص على الأقل طالتهم تلك العملية منذ 2004، وكان قد جرى منع هذا المحامي من زيارة مواقع الاستجواب، ولذلك اكتفى في تقريره بالمعلومات التي أدلى بها شهود مستقلون مثل غريغ موراي السفير البريطاني السابق في أوزبكستان والذي أكد أن مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية هناك قد اعترف له بتعذيب سجين تم نقله إلى مركز استجواب اثر رفضه الإدلاء بأية معلومات.

ويشير المؤلف إلى أن هذا السفير حاول في فبراير 2006 نشر كتابا عن تجربته الدبلوماسية لكنه واجه التهديد بالملاحقة القانونية من قبل الحكومة البريطانية إذا لم يتخل عن ذلك، وانه أي السفير، على قناعة بأن واشنطن قد عززت قرار منع إصدار الكتاب كي لا يفصح عما يعرفه عن ملف تحويل السجناء.
يقع الكتاب في 455 صفحة من القطع المتوسط، ونشرته دار نوفو موند في باريس.

ألم مغلف بالهزل

وعرضت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية كتاب "حكايات من بغداد القديمة، أنا وجدتي" للكاتب العراقي خالد القشطيني، ومن اصدار دار الحكمة في لندن. وتكتب سميرة المانع في عرضها للكتاب: لأوّل وهلة، عندما تقع عين القارئ على غلاف الكتاب ينتابه شعور مفرح أنه بصدد مطالعة كتاب مملوء بالمرح والفكاهة والتسلية، من أجل تزجية الوقت والانشراح، لكن القارئ سرعان ما يفطن إلى أنه بصدد موضوع آخر مختلف، كثير الجد والتألم على ما يراه أمامه من جهل وغباء وسوء تصرف وعدم اهتمام، مغلفا هذا النقد كله، ظاهريا، بالدعابة والهزل واللامبالاة.

الكاتب هنا يلتجئ إلى حيل فنية سبق أن التجأ اليها الأدباء لتمرير أفكارهم على مرّ العصور؛ نذكر منهم ابن المقفع في كتابه "كليلة ودمنة" عن لسان الحيوانات، أو الكاتب الفرنسي رابلييه بفرنسا في القرن السادس عشر عندما كان مجتمعه يعج بالتخلف والجهل والقسوة والتعصب، فكتب حكايات ساخرة في كتابه "كاركنتو وبنتاكرول".

رويداً رويداً هناك ما يزيل هذا الوهم والاعتقاد ويجعل الامر معكوسا بل مدعاة للبكاء، كون الامر مقصوداً من أجل فحص وتحليل ما يجري هناك بسرد حيّ لشخوص لا زالوا أمامك حتى الآن، لم يتغير شيٌ فيهم كثيرا عدا أننا في القرن الحادي والعشرين.

نبتدئ أوّلاً عندما يصف ايوان جدّته الذي شبهه بـ"الجايخانة" باستثناء أن تحولت تخوت المقهى الخشبية "بافرشة ووسائد ومنادر، الرجال يجلسون على تخوت عالية والنساء يجلسن على تختات واطئة ليعرفن مكانتهن في المجتمع"، وأضيف بدوري وللعلم، أن النساء اليوم في العراق لا يتوقع منهن أن يدخلن بمفردهن المقهى، فلا حاجة للتفكير في كيفية جلوسهن بها على الاطلاق، كدليل على التطور الذي جرى بالعراق منذ العهد الملكي.

يستمر المؤلف في وصف المجتمع العراقي على لسان بطله الصغير البريء متحدثا عن السطوح البغدادية في الصيف، حيث ينام الناس "وكان سطح هذا البيت محاطاً بأسوار بارتفاع حوالي مترين من ألواح التنك الذي عمل فيه أخي عدنان ثقوبا في أماكن استراتيجية مكنته من استعمال سطح بيت جدتي للتفرج عما يجري فوق سطوح بقية البيوت خلال الليل".

الخوض في الجنس والدين والسياسة

في نهاية المقطع يصف كيف يحمله أخوه الثاني على كتفيه كي يختلس النظر من خلال هذه الشقوق. ويزيد الطينة بلّة بقوله: "وكان علينا أن نقسم بالله العظيم لأخي عدنان في أن لا نبوح بأي شيء عن هذه الثقوب، وما كنا نفعله بها ونشاهده منها، فقد كانت التقاليد البغدادية تعتبر التسلط والتفرج على سطوح الجيران من أبشع الجنايات الاخلاقية التي يمكن للمرء أن يقترفها في عالم الاسلام".

وللأمانة، ينبهنا المؤلف في مقدمة الطبعة العربية الى ما يلي: "كانت هذه الرواية أول غزوة لي في عالم الأدب الروائي، وجسمت اسلوبي في الكتابة الذي يأخذ شكل مزيج من الواقع والخيال، والحقيقة والافتراء، والضحك والبكاء، لم يكن غرضي اعطاء القارئ الاجنبي صورة فوتوغرافية لبغداد وحياة المجتمع العراقي، وانما جرّه ليحيا جو الحياة البغدادية في تلك الايام من طفولتي وشبابي في العهد الملكي".

وكانت هذه الرواية قد صدرت باللغة الانجليزية في 1997 عن دار "كيغن بول"، ولم تترجم إلى العربية إلا هذه السنة من قبل المؤلف نفسه.
استغل القشطيني في هذه الرواية أجمل ملكة وهبها الخالق للانسان، من دون جميع المخلوقات، ألا وهي الابتسام، بحيث تمكن من أن يدخل في "تابوهات" ثلاثة؛ ألا وهي الجنس والدين والسياسة، من دون شعور بالإحراج أو التردد عن طريق طفل ساذج يريد أن يكتشف المستور والمخفي عنه ببراءة وعفوية وصدق.

الناصرية تشبه الهتلرية

طبعة رابعة لكتاب مصري يتوقع أن تثير ضجة ما أنفكت تحدث كلما تناول كاتب الحقبة الناصرية بنقد قاس. هذه المرة لم يكتف إمام عبد الفتاح امام أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، في كتابه الصادر حديثا "الطاغية" بنقد الناصرية، وإنما وضعها في سلة واحدة مع الهتلرية (النازية) والفاشية.

وأشار الكاتب بحسب عرض لوكالة "رويترز" للأنباء الى ما كتبه توفيق الحكيم بعد موت عبد الناصر عن استحواذ فكرة الزعامة عليه، وهي - الزعامة - التي أضاعتنا جميعا وهي التي جعلته - عبد الناصر - قوة مدمرة لنفسه ولمصر وللعرب.

كما نقل المؤلف عن الحكيم قوله ان "الفاشية والهتلرية والناصرية كلها تقوم على أساس واحد هو الغاء العقول والارادات الاخرى ما عدا عقل وارادة الزعيم". وعلق امام "هكذا يدمر الطاغية نفسه ووطنه وأمته عشقا في السلطة التي يريد أن ينفرد بها وكأنه النبي الملهم ولا نبي بعده".

واستشهاد المؤلف في المقدمة برأي الحكيم في عبد الناصر يعني الموافقة عليه مع استبعاد اراء أخرى لمصريين وأجانب يعتبرون عبد الناصر رمزا لفكرة الحرية والمقاومة. فالرئيس الفنزويلي هوجو شافيز المناوئ للسياسة الخارجية لكل من اسرائيل والولايات المتحدة قال في الآونة الأخيرة مع تصاعد الهجوم الاسرائيلي على لبنان انه ناصري.

وأضاف شافيز أن أفكار عبد الناصر ما زالت حية "وأقول ناصر لأسّمي على الأقل واحدا من عظماء التاريخ العربي. أنا ناصري منذ كنت عسكريا شابا".
ويحمل الكتاب عنوانا فرعيا هو "دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي" وطرحت مكتبة نهضة مصر بالقاهرة طبعته الرابعة هذا الأسبوع وتقع في 363 صفحة كبيرة القطع.

هتلر..سوكارنو.. صدام متشابهون

ويضم الكتاب فصولا منها "في ضرورة السلطة" و"تأليه الحاكم في الشرق" و"عائلة الطغيان" اضافة الى صور الطاغية في صورة الذئب أو السيد أو رجل الدين. وقال امام في مقدمة الطبعة الجديدة ان كتابه الذي صدرت طبعته الأولى عام 1993 منع من دخول معظم الدول العربية وصودر في بعض الدول "لأنه زائر غير مرغوب فيه... لايزال الكتاب صارخا في برية الشرق المتخلف".

ورسم بعض ملامح الطاغية قائلا ان يمتاز بالقاء خطب رنانة لكنها جوفاء. وكلام معسول وحديث منمق عن المواطن وكرامته وعزته مضيفا أنه بسبب هؤلاء الطغاة تخلق لنا الشرقيين جلد العبيد".

وقال المؤلف ان أبرز نموذج للطاغية هو الزعيم النازي أدولف هتلر. لكنه وضع الى جواره الاندونيسي سوكارنو وعربا راحلين وأحياء وصف أحدهم بأنه سفيه لكنه لم يصرح الا باسم الرئيس العراقي السابق صدام حسين باعتباره الحاكم العربي الذي لايزال على قيد الحياة "المسموح بنقده صراحة".

وشدد على أن المنقذ مما وصفه بالتخلف السياسي والاجتماعي في العالم العربي والشرق عموما هو أن يمتلك المواطن فرديته أي وعيه الذاتي المستقل فلا يصبح ضمن كتلة بشرية بلا ملامح شخصية مضيفا أن الديمقراطية هي الكفيلة بحل مشكلات العالم الثالث.
وأبدى دهشته من مقولة أن هناك شعوبا خلقت للنظام الديمقراطي وأخرى يؤدي تطبيق الديمقراطية فيها الى اثارة نزاعات عرقية وتساءل "أليس في هذا عنصرية حقيقية".

ليست هناك تعليقات: