الثلاثاء، يوليو 26، 2005

صورة تتحدى الحزن/5

قصائد ديوان ( إلى ذكرى و لدي القتيل)

تستوقفني الصورة
أحجب نفسي
يهرب فكري
أشيح بوجهي
أختلي
أعتلي
أغرّب
أشرّق
الصورة تحاصرني
تسور نوافذ عقلي
تعسكر في قاع اللاوعي
هل يستطيع الحزن
أن يصنع هيكلا ً من لحم و دم
أن يرسم ظلا ً تحت الشمس
هل تبقى النفس تحت الحصار
و فوق الأمل
***

المكان فارغ
إلا من فكرة
الأرض ملساء مصقولة
لا تبقي على ظهرها
أحدا ً
الظل أضرب عن
بيان الوقت
الماء خاصم الخضرة
و النار تحالفت
مع البرد
الحرائق
أشد في الليل
و الفجر
ينذر بكوارث لا تنتهي
تتحالف الصورة
لتبني بيتا ً هشا ً
يقطنه عنكبوت
بائس
تتوالى الانهدامات
***

و تتعمق الغور
و في غفلة من آلة الحزن
تنبت بسمة
تقف عند حدود الشفتين
صامدة
تبرق خلف الزجاج
تحدق في عين الحزن
تتحدى أشعته الزرقاء
تصد سهام النار
يشمئز الحزن
يغضب
ينفجر
تنطلق البسمة
ترسم تعابير وجه
رأى حبا ً
أبصر نورا ً
سار نحو جذوة
توقد دفئا ً
يبعد الموت عن جسم بارد
الصورة تفك الحصار
تتكلل بالورد الأسود
رغم البسمة يفوح منها
الكافور
كلاهما سيبقى طويلا ً
كلاهما يمسك بالآخر







الأحد، يوليو 17، 2005

ثقافة العنف و ضرب النساء


تسيطر على عقولنا نحن العرب مجموعة من المسلمات و البديهيات تعد أساسا ً و قاعدة لمواقفنا وآرائنا تجاه الآخرين و تجاه قضايانا المزمنة و المعاصرة و من ذلك قناعتنا الراسخة بأننا أفضل الأمم و خير أمة حاضرا ً و ماضيا ً و مستقبلا ً و للحفاظ على هذا الوهم نقوم كأفراد و مؤسسات و حتى حكومات بتجميل الصورة و إخفاء العيوب و عدم التحدث عن أي من مظاهر التخلف و الرجعية و الفقر و المرض الذي تغص به مجتمعاتنا و أوطاننا و تغدو المسألة أكثر تعقيدا ً و أشد حرصا ً عندما تكون القصة متعلقة بالمرأة و أحوالها و أوضاعها و حقيقة مكانتها و دورها في المجتمع فنحن نعتقد جازمين بأننا أكثر شعوب الأرض تعظيما ً للمرأة و تقديرا ً لها و نصر على ذلك و نأتي بالأدلة و البراهين لتأكيد ذلك و في الوقت نفسه نغمض أعيننا عن مظاهر شديدة الوضوح لا تترك جدلا ً حول حقيقة الوضع المزري الذي تعيشه المرأة في أوطاننا و بلداننا فنحن نريد حجب عين الشمس بالمنخل. ما زالت الغالبية العظمى من السعوديين تعتبر قيادة المرأة للسيارة أمرا ً محرما ً و باب الفتنة و سببا ً لاختلاف المسلمين. و ما زالت المرأة اليمنية غير قادرة على كشف وجها في الجامعات و الدوائر الحكومية فضلا ً عن شوارع العاصمة صنعاء. إلى الآن ما زال نصف النواب في مجلس الأمة الكويتي يعارضون عمل المرأة في السياسة و يرفضون إعطاءها حقوقها السياسية رغم إقرار القوانين بذلك و لعله الهجوم الشرس الذي واجهته الوزيرة الأولى في الكويت دليلا ً على ذلك.

تستفحل المشكلة و تعمق و تستعصي على الحل كلما أوغل أصحابها في تجاهلها و عدم الإقرار بوجودها و السعي الدائم لإعطاء المبررات للعوارض و الظواهر الناجمة عن وجودها و تجزرها. هذه الحقيقة تنطبق تماما ً على ظاهرة العنف في مجتمعنا عموما ً و القسم المتعلق بالمرأة تحديدا ً.

لذلك كان لا بد من الاعتراف بهذه الظاهرة و الإحساس بها كمشكلة متأصلة حتى نبدأ السير في طريق الحل.

إن إشاعة فكرة الحوار و التحاور و قبول الآخر من خلال تأصيل ثقافة الديمقراطية في المجتمع عموما ً و في المنظمات و التجمعات و النقابات و المدارس و أفراد الأسرة الواحدة بعد خطوة ضرورية للبدء في معالجة مسألة العنف عموما ً و ضد الساء خصوصا ً ذلك أن الانطلاق من القنا عات الجامدة و التصورات المحددة بناء على أفكار أيديولوجية و أصولية متحجرة لا يترك مجالا ً لقبول الآخرين أو الإقرار بالخطأ أو بوجود المشكلة.

قبل سقوط الديكتاتور الروماني الشهير ( تشاوسيسكو) كانت المستشفيات تغص بالأطفال المصابين بالإيدز و كانت سياسة الحكومة آنذاك التعتيم و التضليل و عدم الاعتراف بوجود المشكلة مما أدى إلى تضاعف الوباء و تفشيه بشكل مرعب و لم يتم البدء بالإعلان عن الأرقام الحقيقية إلا بعد إقامة دولة ديمقراطية أخذت على عاتقها معالجة الأزمة, في مصر تؤكد و سائل الإعلام الرسمية على عظمة أوضاع الشعب المصري و رخاء عيشه و رفاهية حياته و للتأكيد على ذلك أنشأت الأجهزة حركة سمتها (حركة استمرار من أجل بقاء الازدهار), ازدهار في مجتمع ارتفعت نسبة البطالة فيه إلى28%.

و في وطننا الحبيب أقر أخيرا ً نائب رئيس مجلس الوزراء بوجود ما يعادل 29.4% من الشعب السوري تحت حد الفقر.

هذه الأمثلة تدل ببساطة على ضرورة الانعتاق من ثقافة سائدة و مسيطرة على مجتمعنا لا تقر بالشفافية و لا تعترف بالإنسان كقيمة فوق الأيديولوجيات و الأصول. إلى جانب ذلك تقف الرغبة الملحة في ثقافتنا إلى النصر الكامل و التفوق المطلق حافزا ً للعنف و رفض الآخر إلا بشرط خضوعه أو ولائه الكامل (إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابرة ساجدين)
(لنا الصدر دون العالمين أو القبر)

فإما الصدارة و الرياسة و الزعامة أو الحرب حتى و لو أفضت إلى القبر فلا مكان في ثقافتنا للحلول الوسط و التوافق أو التقارب (لا توجد منطقة وسطا ما بين الجنة و النار) _ مع الاعتذار لنزار_

و هذه الطريقة الفكرية و الأسلوب الثقافي ينعكس على تعاملنا داخل مجتمعاتنا و خارجها. فعندما نفاوض الآخر أو نحاوره إنما بهدف إقناعه بصوابية مواقفنا و عظمة ذاتنا فإذا لم يصل معنا إلى هذا الحل فلا بد من الحرب و الاقتتال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة)

و كانت الجيوش الإسلامية تطرح على البلاد التي تريد غزوها ثلاثة حلول:
الإسلام - الجزية - أو الحرب. أذا ً لا مجال لقبول الآخر كما هو حيث أن قبوله مشروط بخضوعه (حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون)

الثقافة المؤسسة للعنف ضد المرأة:

يتحكم فكر الإنسان و قناعاته الراسخة بأسلوبه في التعامل مع الآخرين و في طريقة معالجته للمشاكل و الأزمات و ما ينطبق على المثقف و المفكر ينطبق على الأمي و الجاهل الذي تراكم في لا وعيه مجموعة من القيم و المبادئ التي يتساوى فيها مع العديد من رواد الجامعات و السبب في ذلك أن ربط المواقف من الآخرين و الأزمات بمجموعة من القواعد المقدسة التي لا تناقش و لا يأتيها الباطل لا من بين يديها و لا من خلفها يجعلنا نعتقد أننا على صواب دائما ً و بذلك يتعذر الإصلاح و يغدو حل المشاكل أمرا ً في غاية التعقيد.

تبدأ المشكلة باعتبار المرأة كائنا ً يخضع للوصاية و الرعاية بشكل مستمر فعندما تعتبر المرأة شخصا ً تتحكم به عواطفه و لا يمتلك القدر الكافي للاستفادة من عقله في المواقف العصيبة (كالقضاء مثلا ً) وجب وضعها في درجة أدنى و في حيز يقاد فيه من قبل الجنس الآخر و في هذه الخلفية ينشأ الطفل أو الشاب في بلادنا على الاعتقاد بعلو شأنه تجاه الأنثى حتى و لو كانت أكثر إنتاجا ً و ثقافة ً و حكمة ً فهو يربى باعتباره رجلا ً له الحق في إصدار الأحكام و تنفيذ العقوبة. و في الجو نفسه تنشأ الفتاة لتكون خاضعة راضية بما يمارس بحقها لأن المنطق الرجولي الذي تربت عليه يستند إلى تاريخ مقدس و نصوص قاطعة.

و تزداد مشكلة العنف ضد المرأة تعقيدا ً عندما تعد المرأة حرمة أي كائنا ً ينبغي حجبه و إبعاده عن المجتمع إلا لضرورة يقوي ذلك ويثبته الموقف الحساس جدا ً من مسألة الشرف و العرض و الحرام و الحلال الذي يوجد أرضية خصبة للرد على أي تجاوز لحدود تلك الحرمة حتى و لو كان الأمر مجرد شك فالتربية و النصوص تبيح الدفاع مباشرة بأشد العقوبات و لو لمجرد الشك (يجوز لصاحب البيت إدخال السهم في عين رجل رآه ينظر إلى حرمته عمدا ً) و بالمقابل يكون الموقف غاية في العنف عندما يكون الشك متعلقا ً بالمرأة ذاتها أو بمواقفها أو رغبتها في الانفراد في تقرير حاضرها و مستقبلها. و ما ينطبق على الفتاة في بيت أهلها يتحول إلى واجب مرتبط بالمآل و الجنة و النار عندما تتحول إلى زوجة يفرض عليها ضوابط و قواعد قاطعة يعد أي تجاوز لها اعتداءات على حرمات الله و خروجا ً على أصول الشريعة. و هنا يأتي النص بضرورة ضرب المرأة إذا عصت زوجها و لا يعد الضرب هنا عنيفا ً بل تأديبا ً و إعادة إلى جادة الصواب.

في استفتاء أجرته قناة اقرأ الفضائية على مجموعة من النساء أجابت الغالبية العظمى منها بحق الرجل بتأديب زوجته إذا عصته أو تأخرت في إطاعة أوامره و هنا يصبح الحديث عن العنف ضد المرأة ً تعديا ً على المقدسات ً و تجاوزا ً للخطوط الحمراء. و هذا أمر يدعو إلى مراجعة شاملة لثقافتنا الدينية و محاولة إدخال الحوار و النقاش إلى تلك الثقافة.

إن العمل لوقف العنف ضد النساء يتطلب مباشرة العمل على مشروع يتبنى المسألة و يبدأ التوعية بها انطلاقا ً من الاعتراف بوجودها و انتشارها و مضارها بشفافية و جرأة. و من ثمة إعادة الاعتبار للمرأة و مكانتها في المخيل الثقافي الشعبي الذي غالباً ما يساهم في دونيتها و تراجع موقعها. إن اعتقاد الرجل بحقه في تأديب المرأة يجعله يبادر إلى ضربها كلما رأى ضرورة لذلك أما عندما يعتبرها كائنا ً مساويا ً له يتمتع بنفس الحقوق و الواجبات و أنه لن يجد التغطية الشرعية أو الاجتماعية لممارسته للضرب سيبدأ بالكف عن اللجوء إلى العنف كحل وسيفكر مليا ً بالعواقب قبل نشر غضبه و بالمقابل فإن توعية النساء بحقوقهن و قناعتهن بحرمة ممارسة العنف ضدهن سيدفعهن للدفاع عن أنفسهم و الاستعانة بالآخرين لحل المشاكل و عدم الرضوخ و الرضا بالذل لمجرد كونهن نساء.

و الجدير ذكره ارتباط العنف بضعف التعليم لدى الجنسين فالجاهل عادة لا يتراجع عن رأيه أو موقفه كونه لا يملك الحجة للدفاع عن أفكاره أو قناعاته يلجأ إلى القوة و العنف كحل مباشر لقضايا الخلاف.

إن التأسيس لتعظيم قيمة الإنسان مقابل المعتقدات و القيم الأخرى يساهم بشكل فعال في الحد من العنف فإذا توصلنا إلى اعتبار الإنسان مجردا ً من كل انتماء عقائدي أو عرقي أو جنسي كائنا ً يستحق العيش بكرامة و لا يجوز التعرض له لمجرد الاختلاف و الشبهة يتيح الفرصة لمزيد من التعامل السلمي و البعد عن الخلافات بالقوة.

ختاما ً:

إن إشاعة ثقافة حقوق الإنسان و تدريس الميثاق العالمي الخاص بهذا الشأن في مدارسنا و قيمنا التربوية و في حوارنا و نقا شاتنا الخاصة أمرا ً هاما ً و بالغ التأثير في الالتفاف حول قيم إنسانية و مبادئ يشترك بها العالم أجمع بما يجعلنا جزء منسجما ً مع العالم حولنا يقر بالمساواة بين الجنسين و يعطيهما ذات الحقوق و الواجبات.

الجمعة، يوليو 08، 2005

نداء إلى كل وعاظ الحضارة /4

قصائد ديوان ( إلى ذكرى ولدي القتيل )


قطرة من ماء الوجه
و كأس مملوء بندى العين
وجوه مسطحة
بلهاء
و وجوه أفقدها الحزن رغبة الحياة
أضواء و ضوضاء
قهوة و ماء
ساعات و ينفضّ الجمع
بين المئات
و آلاف الكلمات
لا تسمع شيئاً و لا ترى أحداً
قليل من الحب
من العطف
من الصدق
أقدم حالة حب عرفتها
مات
***
أيام و يولد
سأحبه كثيراً
سأبني عليه آمالاً
سأسكنه أحلاماً
سأمنحه كل ما لدي
أريد وأريد و أريد
تأبى الأيام .. تأبى الأقدار
يأبى هو
عقدان و نصف
من ابتسامات و رقصات
من شموس ملبدة بالغيوم
من أقمار محجوبة بالدخان
في دائرة من الهم و الحب
عبر ليال من السهر و الأمل
مضت
لم يبق سوى ذكرى
ذكرى الفراق الأخير
ذكرى الألم المرير
يبتلع كل ما كان في الماضي الجميل
***
مضى بألم .. و انتهى بفاجعة
صفعات مريرة
لم تطفئ نبع الحب
في قلبه
لم تغرق جذوة الخير في أعماقه
لكنها أبقته في وهم الفقد
محشوراً
كل ما لديه قليل
و حب العالم لا يكفي
و العطاء الكبير
في ميزان النقص و حاجة النفس
قليل
قبضة القدر أحكمت
من حوله أخطاء الآخرين
عنكبوت بنت
فطار عصيا كالذي فقد السراب
و تاهت الأمكنة و الأزمنة
جذبته طاقة الصدق و الحنان
لكن إرادة الشر غلبت
و جبروت الموت حق
هم أرادوا له الموت
و هم ذللوا سبيله
***
أدعو عطّار السماء
و طبيب اليوم
و كل وعاظ الحضارة
اعملوا معاً
لتجميل الصورة
لتبرير الواقعة
خذوا ما تريدون و اطلبوا ما تشاءون
هل أنتم على رده قادرون
على تخفيف أحزاني
على تضميد آلامي
يقيناً أين يكون
أبدوا قوياً على ما ترون
و ابتسامة دامعة تشاهدون
الروح غادرت
و المآتم انتهت
و لا عزاء للمحب

الجمعة، يوليو 01، 2005

خلوة بين التراب و الروح /3

قصائد ديوان ( إلى ذكرى ولدي القتيل )


خطوات تائهة تقودني
إلى حيث واريت روحي
في ثلم معتم
يغشاه الصمت و السكون
أجلس بجوار الحجر
أتأمل الاسم المكتوب
أتحقق من جسدي المفقود
أسكب ماءً
فوق الرأس
أغسل من فوق الركام القدمين
أقول في نفسي
علها تبلل شفتيه
علها تؤنس وحدته
علها ترد الروح كما تفعل مع البذور
لكن لا شيء يحدث
أعود فأسقيها بدموع العين
علها تسرب شيئاً من روحي
فتسلي روحه الوحيدة
تسقط قطرات فوق الرخام
تتجمع تشكل ماءً يختلط بماء
أيها يغلب ماء عيني أم ماء الشرب
أقول لنفسي
بالغي في سكبهما
علها تخترق التراب
علها تصل إلى جوفه الظمآن
***
أيتها الماء
ألست الحياة
لماذا تقفين عاجزة حيال روحه
لماذا لا تحيينه كما تفعلين مع الآخرين
أسألك و لا أعتب عليك
أطلب منك المستحيل
أنت أنسي الوحيد
أنت الوحيدة لا تملين
و لا تستائين رغم إلحاحي الشديد
أنا الغريق يسحب الغريق
بحبل من ماء
***
أجلس قبل الشمس
و تحت الشمس
و بعد المغيب
أقرأ أتلو أدعو
ماذا أستطيع أن أفعل
هل وجودي عند رأسه
عند أسفل قدميه
فوق التراب الذي اختلط
بأهداب عينيه
هل يخفف عنه
هل يدرك ما أفعله
لو كانت لدي فرصة
***
خطوات حالمة تقودني
إلى حيث تنتهي الأفراح
أعود من جديد
في يدي الماء
و في عيني الدمع
و في قلبي الأسى
أسكب قلبي أسكب روحي أسكب عمري
حتى أصل إليه
حتى أكون معه
ربما أنعش بسمةً
قديمة عرفتها على شفاهه
عساني أوقظ رقاده الحزين
يؤلمني أنه ما كره أحداً
يؤلمني أنه أحب كل الناس
لم يؤذي يوماً مخلوق
ما رد يوماً طلباً
ما تأخر مرة
كل من عرفه أحبه
كل من صافحه تعلق به
كل الدنيا أرادته
إلا كلاب النهب
الذين يقتاتون على لحوم أبنائنا
و يغريهم مص دماء
أكبادنا
***
أزوره في النهار
و يزورني في الليل
مرات كثيرة يساعدني يخفف عني يواسيني
يحدثني
أنا بخير يا أبي
لا تجزع علي
لا تحزن
انظر إلى الثياب الجميلة
انظر إلى وجهي الجميل
انظر إلى روحي المطمئنة
إلى ربطة عنقي
إلى بزتي السوداء
أستيقظ من حلمي
و أعود إليه
كلما ازداد وجع قلبي
يأتي
مرة زارني بثياب بيضاء
و وجه باسم
صنعت و إياه طعاماً
قدمناه لأناس حولنا
لكنه تركني
و ذهب معهم
توارى عن نظري و هو يلتفت نحوي
باسماً واثقاً
أعود إليه
أحمل ماءً
أسكب دمعاً
أرجوك لا تتأخر علي
لا أعرف من قالها
لا أعرف من طلبها