الخميس، أغسطس 17، 2006

الأمم المتحدة تناقش القوة الدولية

BBCArabic.com

يعقد الآن اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة القوة الدولية الموسعة التي سيتم ارسالها إلى جنوب لبنان وفقا للقرار 1701.

ويترأس الاجتماع، الذي تشارك فيه حوالي 40 دولة من الدول التي يمكن أن تساهم في القوة، نائب الأمين العام للأمم المتحدة مارك مالوك-براون.

وقال إن الوضع في لبنان دقيق وهش جدا، ويحتاج إلى عمل سريع، كما أعرب عن أمله بأن تتحول الوعود بالمساهمة بالقوة إلى تعهدات راسخة.

وتطالب الأمم المتحدة بـ3500 جنديا لإرسالهم إلى الجنوب اللبناني في غضون أسبوع، لكن عددا من الدول، بما فيها فرنسا التي عرضت أن تترأس القوة، تقول إن مهمة القوة ليست واضحة بما فيه الكفاية حتى الآن.

ويقول مراسل بي بي سي في الأمم المتحدة إن الدبلوماسيين هناك يتوقعون اجتماعا صعبا.

الجيش اللبانني إلى الجنوب

في غضون ذلك عبرت وحدات مدرعة لبنانية جنوبي نهر الليطاني تنفيذا لقرار وقف اطلاق النار الذي اصدره مجلس الامن لانهاء القتال بين اسرائيل وحزب الله.

وأفادت الأنباء أن عملية الانتشار التي بدأت فجر الخميس ستستغرق بضعة ايام لبسط سلطة الدولة اللبناني على كل مناطق البلاد بما فيها المناطق الواقعة جنوبي الليطاني.

فقد شوهدت ارتال ضمت عشرات الشاحنات وناقلات الجنود المدرعة وغيرها من الآليات وهي تتجه جنوبا من بيروت في وقت سابق.

وكانت الحكومة اللبنانية قد صدقت يوم الاربعاء على خطة يقوم الجيش اللبناني بموجبها بنشر 15 الف جندي في الجنوب.

وتلقت القوات اللبنانية ترحيبا حارا في القرى الجنوبية التي تعرضت الكثير منها للتدمير.

وقال جورج نجم البالغ من العمر 23 عاما لوكالة أسوشيتدبرس للأنباء "اليوم بداية جديدة لجنوب لبنان. نحتاج بعض الوقت للاحساس بالأمان ولكنها بداية عظيمة".

وكان الجيش الاسرائيلي قد بدأ بالفعل تسليم بعض المواقع التي كان يحتلها في الجنوب الى قوة الامم المتحدة يونيفيل، ولكن رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس اشار الى ان قواته قد تحتاج الى عدة اسابيع وربما عدة اشهر لاتمام انسحابها حيث ان ذلك يعتمد على سرعة انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية في المنطقة.

وقالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي إن بلدة مرجعيون وما جاورها انتقلت الى سيطرة قوات الامم المتحدة.

واضافت ان المناطق المحيطة ببلدة بنت جبيل قد سلمت الى يونيفيل ايضا.

فرنسا

وكانت فرنسا قد أشارت إلى استعدادها لقيادة قوة دولية موسعة تعمل إلى جانب الجيش اللبناني في الجنوب.

ولكن باريس لم تحدد بعد العدد الذي ستلتزم به في هذه القوة، كما أنها تريد، وكذلك الدول الأخرى المساهمة في القوة، أن تعرف بوضوح دورها فيها.

وكان مسؤولون لبنانيون قد أوضحوا أنهم لن ينزعوا سلاح حزب الله، ومن المرجح أن تكون هذه القضية على رأس جدول أعمال اجتماع الأمم المتحدة في وقت لاحق الخميس الذي سيبحث تشكيل القوة الدولية.

من ناحية أخرى، وصفت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الوضع الراهن بأنه لحظة الحقيقة بالنسبة للمجتمع الدولي، وقالت ـ بعد محادثاتها مع الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك ـ إن السؤال هو هل يكون انتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني، بمساعدة الأمم المتحدة فاعلا أم لا.

وطالبت ليفني مجدداً بإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله، فوراً ودون شروط.

وكانت الميليشيا الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي وحزب الله قد تعاقبوا السيطرة على جنوب لبنان خلال العقود الأربعة الماضي.

سلاح حزب الله

ومازالت الشكوك تخيم حول من سيقوم بنزاع سلاح حزب الله الجيش اللبناني أم القوات الدولية.

ولا يلزم القرار 1701 جماعة حزب الله بنزع سلاحها، ليدفع بالقضية إلى مرحلة ثانية من المفاوضات.

وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قال إن الجيش اللبناني ستكون له السيطرة الكاملة على البلاد بأسرها. منوها بأنه "لن تكون هناك أسلحة سوى أسلحة الجيش، لن يكون هناك سلاح خارج السلطة اللبنانية".

واستبعد وزير الاعلام اللبناني حدوث "مواجهة" مع حزب الله، فيما اشاد الرئيس اللبناني أميل لحود بحزب الله قائلا إنه لا يجب نزع سلاحه.

وكان وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الذي أعلنت حكومته استعدادها للمشاركة في القوة بنحو 3000 جندي قد تعهد بأن القوة الايطالية لن تذهب إلى لبنان لكي تنزع سلاح حزب الله ولكن لمساعدة الجيش اللبناني في فرض سيادته على جنوبي البلاد.

وقال متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية إن القرار الدولي يدعو إلى إقامة "منطقة خالية من حزب الله" جنوبي الليطاني.

ولكن جون ليني مراسل بي بي سي يقول إنه يبدو أن هناك اتفاقا ضمنيا بأن يخفي مقاتلو حزب الله أسلحتهم ويتواروا عن الأنظار.

استئناف الرحلات الجوية

وفيما تتواصل المناورات الدبلوماسية في الأمم المتحدة، بدأت سحب النزاع تتبدد من على فوق بعض مناطق في لبنان.

فلأول مرة منذ أكثر من شهر تهبط طائرات مدنية في مطار بيروت الدولي منذ قيام الطائرات الاسرائيلية بتدمير مدارجه في بداية النزاع.

وقد أقلعت الطائرة وهي تابعة لطيران الشرق الأوسط اللبنانية من العاصمة الأردنية عمان، أعقبها اقلاع طائرة أخرى تابعة للخطوط الملكية الأردنية إلى بيروت.

وفي جنوب لبنان، ألقت طائرات إسرائيلية منشورات تحذر اللاجئين من العودة.

ورغم التحذير، مازال النازحزن يتدفقون إلى الجنوب.

وقال مسؤولون من برنامج الغذاء العالمي إن شاحنات تحمل مساعدات إغاثة توجهت إلى أكثر المناطق تضررا من الحرب مثل صور وصيدا وبنت جبيل قرب الحدود الاسرائيلية.

وقد وجد الآلاف من اللبنانيين العائدين منازلهم مدمرة جراء القصف، ذلك فضلا عن التهديد الذي تمثله القنابل التي لم تنفجر.

ليست هناك تعليقات: