الجمعة، أغسطس 25، 2006

مبارك: أرفض المزايدات على عروبة مصر وأنا محصن ضد الاستفزاز


دعا بالهداية لم انفلتت أعصابه فانفلت لسانه

القاهرة- يو بي أي - العربية.نت

رفض الرئيس المصري حسني مبارك الخميس 24-8-2006 "المزايدات العربية" على الدور المصري في لبنان في إشارة ضمنية إلى تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الذي انتقد موقف القاهرة من حزب الله اللبناني الذي خاض قتالا استمر لـ 33 يوما مع إسرائيل.

ودعا مبارك في مقابلة مع صحيفة "الأهرام المسائي" حركتي حماس وفتح إلى الاتفاق على مواقف موحدة من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. وسئل مبارك عن "تجاوزات سياسية عربية" ضد سياسته ودوره في الأزمة بين إسرائيل وحزب الله, فقال "أعصابي قوية والحمد لله‏,‏ وأنا محصن ضد الاستفزاز‏، وأسأل الله الهداية لكل من تفلت أعصابه‏, ويؤدي ذلك إلي انفلات لسانه".

وأضاف مبارك "مصر أكبر من أن يزايد أحد علي عروبتها‏,‏ وعلى عمق التزامها بمسؤولياتها القومية..‏ ومن يتابع سلسلة اتصالاتي ومحادثاتي المباشرة مع القادة والزعماء العرب يجد أنها تنصب حول هدف أساسي هو العمل على بناء تضامن حقيقي بالمواقف والأفعال‏..‏ وليس بالشعارات والأقوال حتي يمكن أن توفر رصيدا حقيقيا من القوة التي تمكننا من خدمة قضايانا المصيرية". وتابع "نحن أمام تحديات صعبة تحتاج إلى عقول حكيمة في المقام الأول"‏.‏

وسئل مبارك عما إذا غابت مصر عن الأزمة اللبنانية الأخيرة, فقال "إن هذه فرية كبرى فنحن في قلب الأزمة منذ بدايتها‏، وكان موقفنا واضحا وصريحا في مؤازرة لبنان‏، وإدانة العدوان الإسرائيلي‏.. ‏ونحن في مصر نواصل جهودنا على كل المحاور‏، مع جميع الأطراف‏، من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية وضمان استقلال وسيادة لبنان".

وتأتي تصريحات مبارك في سياق هجوم حاد تشنه الصحف المصرية ضد الرئيس السوري بشار الأسد الذي انتقد الأسبوع الماضي بشدة مواقف بعض الدول العربية من الاقتتال بين إسرائيل وحزب الله. وكان الأسد قد انتقد في كلمة الأسبوع الماضي أمام المؤتمر الرابع لاتحاد الصحفيين السوريين مواقف بعض الدول العربية من حزب الله ووصف بعض الحكام العرب "بانصاف الرجال".

وشنت صحف مصرية هجوما حادا على تصريحات الأسد ووصفتها بالغير المسؤولة وتساءلت لماذا لم يقم الأسد بتحرير هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967 بدلا من الهجوم على الدول العربية.

وقالت جريدة الجمهورية أمس الأربعاء إن الجيش السوري "سجله ناصع في قتل اللبنانيين.. وقبل توقيع اتفاق الطائف عام 1989 أزهقتم أرواح اللبنانيين في حصاركم للجنرال المتمرد ميشيل عون".

وذكرت أن االجيش السوري قام بتصفية "الآلاف من السوريين في حلب وحماة عندما تمردوا ضد حكم الأسد الأب". ووجهت الجريدة انتقادا مباشرا للرئيس السوري وقالت "انتقد من تشاء لكن ابتعد عن الغمز واللمز.. خصوصاً وأن بيتكم من زجاج. وتقذفون الناس بالطوب.. وطبيعي أن يردوا عليكم بجرانيت.. والجرانيت كان الحجر المفضل عند الفراعنة".

ولم يشارك وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب وفشل خلاله الوزراء في تحديد موعد لعقد القمة العربية الطارئة التي دعت السعودية إلى استضافتها. وكانت مصر انتقدت قيام حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين يوم 12 يوليو/تموز الماضي وقتل ثمانية آخرين.

رفض تقصير الحكومة في القطار

ورفض مبارك الاتهامات بان تقصيرا من جانب الحكومة هو الذي تسبب في حادث تصادم قطارين وقع يوم الاثنين وقتل فيه 58 شخصا متهما الصحيفة بانها لم تكن منصفة في افتتاحية لها بشأن الحادث.

وقال "شبهة التقصير غير واردة. ربما تقع أخطاء وهذا أمر وارد في أي عمل إنساني ولكن هناك فرقا كبيرا بين الخطأ غير المقصود وبين التقصير الذي يستحق المساءلة والحساب".

وانتقدت وسائل الإعلام الحكومة بعد حادث يوم الاثنين وهو الأسوأ في مصر منذ أربعة أعوام. وهذا الحادث هو أحدث حلقة في سلسلة من حوادث النقل التي وقعت في مصر في الآونة الأخيرة.

وأمر رئيس الوزراء احمد نظيف وزير النقل محمد لطفي منصور بتسليم تقرير عن النتائج الأولية بخصوص ملابسات الحادث بحلول يوم الأربعاء لكن يعلن أي شيء حتى اليوم. وقال مبارك إن الحكومة تعي منذ سنوات ضرورة تحديث وإصلاح نظام السكك الحديدية ولكن "ظروفنا الاقتصادية الصعبة أدت إلى الإرجاء والتأجيل عاما بعد عام".

دعا الفصائل الفلسطينية للاتفاق

‏ودعا الرئيس المصري الفصائل الفلسطينية إلى الاتفاق على مواقف موحدة من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. وقال "تظل القضية الفلسطينية هي شغلنا الشاغل لأنها جوهر ولب الصراع في المنطقة ولست بحاجة إلي القول‏‏ إن مصر تضع هذه القضية في صدر أولوياتها ودون أن تتورط في دس أنفها داخل الشأن الفلسطيني‏.. لكن فقط تتمنى مصر من الفلسطينيين أن تجتمع كلمتهم حول موقف موحد يساعدنا علي إحياء ملف عملية السلام من جديد".

وأكد الرئيس المصري أن على إسرائيل أن "تدرك أن سياسة العصا الغليظة لن توفر أمنا ولا سلاما ولا استقرارا ودعاها للعودة إلى الطريق الصحيح من خلال التفاوض والحوار لتحقيق السلام والامن المتكافىء للجميع".

وكانت المفاوضات قد تعثرت بين حركتي فتح وحماس حول شروط تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإطلاق سراح المجند الإسرائيلي جلعاد شليط الذي اختطفته ثلاثة مجموعات فلسطينية من بينها كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس يوم 28 يونيو/حزيران الماضي مما استدعى ردا إسرائيليا عنيفا على قطاع غزة.

ليست هناك تعليقات: