الأحد، أغسطس 20، 2006

اختتام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب حول لبنان


BBCArabic.com

أنهى وزراء الخارجية العرب الأحد اجتماعا طارئا في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة ركز على الوضع في لبنان.

وقال مصدر دبلوماسي لوكالة رويترز للأنباء ان الأمين العام للجامعة عمرو موسى بدأ تحركا دوليا وإقليميا لاستجلاء مصير الأسرى اللبنانيين في إسرائيل.

وفي جلسة مفتوحة دعا وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني الدول العربية إلى العمل سريعا مع المجتمع الدولي لمعالجة قضية لبنان بما لا يضر لبنان والعالم العربي.

وقال: "قد تكون هناك قرارات أخرى في مجلس الأمن يجري إعدادها من أجل لبنان."

وأضاف أن قرار مجلس الأمن 1701 ربما يكون بداية لسلسة من القرارات التي تحتاج "الى رؤية (عربية) موحدة".

وصدر القرار 1701 الأسبوع الماضي ليوقف العمليات الحربية بين حزب الله وإسرائيل التي استمرت 34 يوما.

وحضر الاجتماع في القاهرة 17 وزير خارجية فضلا عن وزير العدل الجزائري.

وقد غاب عن الاجتماع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد أثار غضب عدد من القادة العرب الأسبوع الماضي عندما وجه انتقادا لاذعا مبطنا إلى عدد منهم لانتقادهم حزب الله.

ورحب وزراء خارجية الجزائر والسودان وتونس واليمن في كلماتهم في الجلسة المفتوحة بعقد قمة عربية طارئة لمناقشة القضايا العربية وفي مقدمتها قضيتا لبنان وفلسطين.

وكان اليمن قد اقترح عقد قمة عربية طارئة بعد اندلاع القتال بين حزب الله وإسرائيل، لكن الاقتراح لم يحظ بموافقة الأغلبية المطلوبة من أعضاء الجامعة العربية وعددهم 22 عضوا. ثم جددت السعودية الدعوة لعقد القمة لاحقا.

وقال وزير خارجية اليمن "أبو بكر القربي" إن من شأن القمة أن تصحح الوضع العربي وتعالج مواقف الضعف فيه".

وطالبت مصر بالعمل على خطة لإدارة المساعدات المقدمة إلى لبنان بإشراف الجامعة العربية والبنك الدولي والأمم المتحدة.

ومثل السلطة الوطنية الفلسطينية في الاجتماع رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي.

ولم يمثل محمود الزهار وزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس حكومته في اجتماعات الجامعة العربية، لكنه عقد اجتماعات في مقرها مع الأمين العام.


تحذير لوزير الدفاع

وفي وقت سابق قال وزير الدفاع اللبناني "إلياس المر" يوم الأحد إن الجيش سيتعامل بقسوة مع أي طرف في لبنان ينتهك الهدنة التي أقرتها الأمم المتحدة والتي أوقفت 34 يوما من الحرب.

وقال المر في مؤتمر صحفي انه كان واثقا إن انتهاك الهدنة لن يأتي من حزب الله حيث "المقاومة وافقت على قرار مجلس الأمن 1701 مثلما وافقت الحكومة.. لهذا السبب المقاومة ملتزمة التزاما تاما بهذا الموضوع."

وأضاف المر أن "الجيش اللبناني سيتعاطى بقسوة مع الموضوع. أي صاروخ سيطلق من الأراضي اللبنانية سيكون لمصلحة إسرائيل" في إشارة منه إلى أن هذا العمل سيمنح إسرائيل "ذريعة" لمهاجمة لبنان.

وقال المر إن "الجيش اللبناني اليوم في مرحلة انتشار على منطقة لم يدخل إليها لمدة 40 عاما وهذه المنطقة حتى يثبت فيها الجيش وضعه ويثبت الأمن قد تستغرق أسابيع وفي نفس الوقت القوات الدولية تصل اليوم دفعات صغيرة وراء دفعات صغيرة."

وأشار وزير الدفاع اللبناني إلى أن قوات الجيش اللبناني الآن تسيطر على كل الحدود مع سوريا وسوف تكون قاسية في محاولات تهريب أسلحة إلى لبنان. وقال "لن يكون هناك مرونة بالنسبة لتهريب الأسلحة."

في هذه الأثناء توقع وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ انتهاكات إسرائيلية للهدنة السارية بين بلاده وإسرائيل طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

وقال صلوخ للصحفيين بعد محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سبقت اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، إن "إسرائيل خرقت القرار 1701 البارحة وستخرقه مرات ومرات."

وأضاف أن "هذا يعني... أن إسرائيل لا يمكنها أن تعيش بسلام أو أن تحافظ على السلام والاستقرار والأمن".

لجنة تحقيق إسرائيلية


في هذه الأثناء عقدت لجنة تحقيق خاصة شكلت في إسرائيل لدراسة أداء الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة في لبنان أولى جلساتها.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي "عمير بيريتس" قد شكل اللجنة برئاسة رئيس الأركان الأسبق "أمنون شاحاك". وتضم اللجنة عددا من الجنرالات السابقين.

وكان "بيريتس" قد قال في المؤتمر الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية إن على إسرائيل أن تتفحص مواطن الفشل في العملية التي شنتها في لبنان.

لكن مراسلين يعتقدون أن اللجنة لن تنظر في أداء "بيريتس" نفسه.

وذكر أن رئيس هيئة الأركان "دان حالوتس" قدم تقييما إيجابيا عن سير العمليات العسكرية خلال الحرب للاجتماع الحكومي.

وأكد "حالوتس" أن الجيش الإسرائيلي "حقق النصر وإن لم يكن بالضربة القاضية لكن بمقاييس ما تم إنجازه."

عمل إجرامي

وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد قال "إن الدمار وسفك الدماء الذي حصل على يد إسرائيل خلال الصراع الأخير يرقى إلى اعتباره جريمة ضد الإنسانية".

وجاء كلام السنيورة خلال زيارة تفقدية للضاحية الجنوبية الشيعية لبيروت بصحبة رئيس المجلس النيابي اللبناني "نبيه بري".


وكانت تلك الضاحية والتي تعد المعقل الرئيسي لحزب الله قد تعرضت لقصف إسرائيلي شديد حوّل معظم مبانيها إلى ركام، وجعل أغلب ما تبقى غير قابل للسكن.

قوات فرنسية جديدة

وفي إطار دعم قوات "اليونيفيل الدولية" التي يزداد تعدادها شيئا فشيئا في جنوبي لبنان بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 1707 ، انطلقت من ميناء "طولون" الفرنسي الأحد دفعة مكونة من 150 جنديا فرنسيا لتنظم إلى خمسية جنديا كانوا قد وصلوا السبت إلى "الناقورة" في الجنوب اللبناني.

وقال قائد الوحدة الفرنسية الكولونيل "كريستوف إسحاق" لوكالة الصحافة الفرنسية إن رجاله سينتشرون على مقربة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وقال إن مهمة وحدته التي لا تزال بحاجة لبعض التفاصيل تتمثل في دعم قوات يونيفيل الدولية وقوات الجيش اللبناني التي تنتشر في الجنوب.

وتأمل الأمم المتحدة في أن ينتشر نحو 3500 جنديا تابعين لها في الجنوب بحلول نهاية الشهر الجاري على أن يصل العدد الكلي لاحقا إلى 15 ألفا.

وكانت الأمم المتحدة قد أعربت عن خيبة أملها من العرض الفرنسي بتقديم عدد من الجنود أقل مما كان متوقعا، بينما تريد فرنسا من دول أوروبية أخرى أن تساهم في القوات التي ستنتشر في جنوبي لبنان أيضا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة "كوفي عنان" قد أعرب عن قلقه العميق من عملية الإنزال الإسرائيلية التي تمت السبت في سهل البقاع واعتبرها انتهاكا لوقف إطلاق النار.

وكاانت إسرائيل قد قالت إنها لم تنتهك قرار وقف إطلاق النار وإنها كانت تقوم فقط بمنع حزب الله من إعادة التسلح.

وكانت عملية الإنزال تلك قد أسفرت عن مصرع ثلاثة من مقاتلي حزب الله فضلا عن ضابط إسرائيلي وجنديين آخرين.

ليست هناك تعليقات: