الجمعة، يناير 04، 2008

الليالي الساهرة

إحسان طالب


2-1-2008

(1)
من قصة حب كئيبة
من كلم فؤاد نازف
من دفتر أوراق خضر
من وريقات روح تعبة
طلعت آلاف الأسئلة الحميمة
تنتظر إجابات امرأة قاسية
قطرات من الدمع
أبت أن تكتم الحقيقة
تجمعت قرب حبيبة الأمس
تسألها
هل تعرفين شابا
أدمن السير في الطرقات
غير ملامح الأرصفة
عمر فيها ذكريات جميلة باسقة
غرس فيها أشجار زيتون
كتب على أوراقها رسائل حب
علها تصد هواك
(2)

اعتكف في محراب الشعر
جالس الشعراء
داعب القصائد
شكلها لونها
بمداد احمر
سقاها
فوق غيوم بيضاء
نثرها
استسقى السماء
فأمطرت لؤلؤا ً
يحي أشجارا و ذكريات
تلا على الليالي دواوين عشق
أبقاها ساهرة
عسى تحفظ كلمات حب حزينة
عسى توحي إليك بذكرى أيام
كانت رائعة
(3)
هل تذكرين رجلا
لا يريد من الدنيا سواك
لا يسأل الرب إلا هواك
أهداك قلبا
و هب لك عمراً
أوقف حياة
لم ينسى يوما
ما شغله غيرك مرة ً
(4)
تعرفين وتنكرين
تعملين و تجحدين
هل هي الدنيا
تنال من قلوب العاشقين
أم أنه الثراء
يمتص ماء الحب
فتذبل ورود القلب
(5)
قطرات من دمعها سالت
تروي مأساة بُعد
تعيد كتابة قصة حب
توقظ آلام جرح
فرحت بقرها وأدمى فؤادي
دمع عينيها

شيطانة لعوب

إحسان طالب


30-12-2007

سلبتني عمري في البحث عن خبز و زيت
أسألك لماذا و لا أنتظر جوابا
أرجوك بأدب و آمل بصد
تعبثين وراء ظهري
تنصبين الفخاخ في طريقي
تتلاعبين بروحي
و يعز عليك فرحي
صادرت أحلامي واحدا تلو الآخر
ذهبت بأمسياتي لثقب أسود
قاعه العد م
امرأة لعوب
جميلة مخادعة
هي الحياة
*****
بعد العشرين
بعد الثلاثين
بعد ....
بحثت عن امرأة في مفكرة الأيام
عن لعوب في دفتر أزماني
عن جميلة مخادعة
ضحكاتها عذبة شيطانية
تروج لها الجرائد و المجلات
تفيض صورها في وساوس الرجال و النساء

طلبت ابتسامة صغيرة
فسحة أمل ضيقة
هواء نقيا ً و ماءً باردا ً
فتشت عن لقاء حميم أو لمسة محرمة
تمنيت أن تصلني رسالة غرام
أن تغويني جميلة من الجيران
سأترك ذلك كله
سأدفن أوهامي و أعتزل
و أبيع كلماتي في سوق اللصوص
*******
قالوا ..
الجد و الصبر
العلم و الأدب
مزايا تحتفل بها الحياة
ليست لك يا عزيزي
اخترت لك السقف
وبالغت في عمق الجهد
هذا ما قالته لي اللعوب
لا تحزن ..
كنت خيرا ً و معطاءً
أمينا لا تخترق ذمتك رأس إبرة
محبا ًكبير القلب
صادقا صبورا ً
رضيت بمقالها
و صالحت نفس على و قع ضحكاتها

الإرهاب الإسلامي القوي

إحسان طالب


29-12-2007



أعلنت الإذاعة الرسمية الباكستانية تبني القاعدة لاغتيال شهيدة الوطنية والديمقراطية، الشجاعة البطلة بي نظير بوتو ، ولا يبدو ذلك مستغربا أو مستبعدا فيد الغدر و الإرهاب الديني في باكستان ضربت بقوة خلال العام الماضي ورفعت من وتيرة معارضتها الإرهابية بعد سقوط المسجد الأحمر .ما يميز باكستان عن غيرها من الدول أنها دولة قامت و نشأت على أساس ديني وتشكلت لحماية المسلمين الهنود و استقلالهم السياسي و الثقافي و لم يكن في نية أو تصور أحمد علي جناح المؤسس، الذهابُ إلى دولة دينية أو إقامة نظام حكم إسلامي بل توجه إلى إقامة بنيان سياسي حديث ديمقراطي .بعد عقود طويلة من قيامة الدولة لم يتمكن القادة التاريخيون لباكستان من وضع القطار على سكة الديمقراطية و انتهت مسيرة قادة الفعل السياسي بالموت و القتل .
في باكستان قوة عسكرية نووية يسيطر عليها الرئيس مشرف مباشرة وهو حليف الولايات المتحدة و يحظى بتأيد شعبي عشائري و تأيده المؤسسة العسكرية مما قد يخفف المخاطر المرتقبة في ظل الأوضاع المتأزمة و المتفجرة حاليا في باكستان و يبقى الخطر ماثلا للعيان من استيلاء أو سيطرة قوى متشددة على أزرار النووي الباكستاني .
الإرهاب الديني المتفيء في ظلال التشدد و التطرف الإسلامي خطر داهم يمتلك كل عناصر القوة الأزمة للتغير و الثورة أولها الفكر و الفقه و النص و التراث الداعم لما يطرحه من مواقف و آراء و ثانيها الغلبة الشعبية و الأكثرية المنحازة المؤيدة أو المتعاطفة مع ما يلقيه من أفكار و متفجرات، وثالثها السلاح و الدعم الخارجي من دول إقليمية ترى الخلاص في خراب العالم مما يتيح ظهور المهدي كما أعلن أحمدي نجاد على رؤوس الأشهاد في منبر الأمم المتحدة .
قرب و مجاورة باكستان لمناطق طالبان والتداخل القبلي و العشائري بين الأفغانيين و الباكستانيين يجعل من التقارب و التوحد بينهما قوة أكبر لديها الرغبة الإرادة للتدمير و القتل. وهذا يظهر بجلاء حقيقة الخطر الداهم في باكستان و ما يترتب من انتصار أو سيطرة قوى الظلام على مقدرات البلد.
ليس هناك أدنى شك في أن استشهاد بوتو ضربة قوية للديمقراطية المتعثرة أصلا و المتنقلة فوق طريق وعرة من الانقلابات العسكرية المصاحبة لفكر الاغتيال السياسي المشهود في راهن الزمن الباكستاني كما ليس هناك صعوبة في الوصول إلى قرار باستمرار الوضع السائد و تأجيل الانتخابات المقررة بعد أسابيع .
و التساؤل الحائر هنا هل الشعوب الإسلامية ومنها العربية عصية على الديمقراطية كونها غربية الصنع كافرة الأم و لأب كما يصنفها الإسلامويون المتشددون أم أن قيم الديمقراطية تتعارض مع مثل الحق و العدل الكلية ولا تناسب ثقافتها و قيمها الراسخة و الموروثة عبر قرون مديدة لم تعرف خلالها ولم تنفتح في مجموعها سوى على ما ينفثه الفكر الديني الأصولي . الأتراك و الاندونيسيون عرفوا الديمقراطية و مارسوها و هم شعوب إسلامية هذه حقيقة لكن الحقيقة المغفلة هنا أن تلك الديمقراطية الهشة نشأت وترعرعت في ظل دساتير علمانية و أنظمة حكم علمانية كانت تفصل الدين عن الدولة أي تعزل الأصولية من صياغة و بناء القانون و النظام ، عندما تبنت النخب السياسية الحاكمة في البلدان العربية تيار التطرف ِلما و جدت فيه من فوائد جمة ترسخ الاستبداد وتحارب الديمقراطية لم يشهد العالم العربي استنكارا حقيقيا على الطغيان و الاستبداد بل تحولت الثورة نحو المختلف دينيا و ثقافيا في الداخل و الخارج . وما يشهده الميدان السياسي العربي من معارضة متكئة على أحزاب دينية ليس في واقع الأمر صورة ديمقراطية بقدر ما هو إستراتيجية دعوية مسموح بها فقهيا للوصول إلى السلطة .
التيار الأصولي الديني الإسلامي العنيف في باكستان قريب من أشقائه في غزة و العراق ولا يختلف الخطاب المعلن و المبطن في دلالاته و سياقاته من مكان لآخر، فالمرجعية واحدة يحكمها ارث عملي وثقافي شديد التمكن صلب التماسك قوي التأثير حي لا تخفف من غلوائه فتاوى و اجتهادات هنا و هناك .
التيار الديمقراطي المسلم حقيقة واقعة نلمسها و ماثلة أمامنا في المشهد السياسي و نثق بالأفراد و المجموعة التي قامت بمراجعات حقيقية و صلت من خلالها لضرورة نقد النص ألا أننا في واقع الحال ندرك مدى ضعف قدرة التيار التنويري في التأثير جماهيريا و ندرك أيضا ضعف حججه الفقهية و أدلته الشرعية
كلما طال الزمن أخفينا رؤوسنا في التراب مبعدين التهمة عن أصحابها الحقيقيين كلما طال العصر الذي يسيطر فيه التشدد و التطرف على المشهد السياسي و الفضاء الفكري حتى يأتي زمان لا يرتفع فيه سوى شعار المؤسسات الدينية القديمة و لا نرى في سوى اللحى و السواد، ونعيش في دول و مجتمعات تقطع فيها الأيدي و الرؤوس و ترجم فيها النساء و الرجال و يغدو السوط أقوى من أي صوت.
إننا نسير بسرعة نحو هزيمة حضارية مفزعة نعالجها بالهروب إلى الأمام و كلما طالبنا بالتحرر و الديمقراطية حوربنا بزعم يقول أن تلك المطالب غربية أمريكية لا تنسجم مع طبيعة مجتمعاتنا و أوطننا و حقيقة الأمر أن الغرب بشقية الأمريكي و الأوربي لا يعنيه ما تعانيه الشعوب العربية و الإسلامية من استبداد و فقر و تخلف و جهل ، لديه مجموعة من المصالح والحاجات يرغب بالوصول إليها بصرف النظر عن القيم الغربية و يمارس النفاق الأخلاقي و يدعم و يبرر كل ما يؤدي لتحقيق مطالبه ويدعم دولة إسرائيل و من يدعم و جودها من أنظمة متحالفة معه ضمنا متعارضة ظاهراً. الغرب لا يبالي في نهاية الأمر بالشعوب ولا بالديمقراطية و لقد وجدت الحكومات العربية في الدعوة الغربية المنافقة للديمقراطية و الحرية قميص عثمان لتبرر ما تفعله من بطش و طغيان يساعدها في ذلك
التشدد والتطرف والغلو الديني الإسلامي الذي يصب في المحصلة في جيوب الحكام ويدعم تطلعات السيطرة على شعوب العالم بحجة محاربة الإرهاب الموجود و المترعرع في أحضاننا المنتشي في جنبتنا . كلما نجح الإرهاب تأصلت الهزيمة الحضارية التي نعيشها و كلما كشفنا الغطاء الإسلامي عن القتل و العنف و التعصب كلما خففنا من وطأة التدهور الإنساني و الأخلاقي الذي نعانيه .
الإرهاب لا دين له هذه حقيقة لكن تجاوز ما يقوم به مسلمون من أعمال إرهابية خطأ لا يحل المشكلة بل يعمقها ، الفتاوى والنصوص التي يطرحها أنصار القاعدة مدونة و مكتوبة و معروفة و مشهورة في تراثنا وليست دخيلة علية و يملكون من الحجج و البراهين الشرعية ما يسكت مجادليهم ، محاربة الإرهاب في شقه الشرعي أمر مفيد لكنه في النهاية غير ناجح ،و النقاش مع الظواهري بذات الشروط الشرعية السلفية سيمكنه من إظهار قدرته و يدعم منطلقاته و أفكاره
الوقوف بصدق و شجاع و في مواجه المنقول و معالجته سبيل صريح و بناءٌ في صد موجة الإرهاب المتعاظمة و المنذرة بدمار لا حدود له

امرأة تتحدث

إحسان طالب


26-12-2007


أمام بريق خداع
و سوار أحكمه الصناع
جلست تتساءل بخشوع
عن سر العدد الموضوع
الرجل بأربع نساء
و المرأة آنية... و وعاء
أرض يحرثها الزَّرَّاع
يأتيها الذكر بالحَب
أو كيفما... شاء
سكن مرهون بالإمتاع
يخليه الرجل بكلمة سواء
و بكلمة يملؤه إماء
بنزوة أو شهوة
تبدَّل النساء

***

يا امرأة..
كوني في عداد الأشياء
محظوظة أن تكوني
تحت عباءة الأولياء
إن أَحببْت أَطَعْت
و إن كرهْتِ صبرْت

***
يا امرأة..
كوني قيد الجدران
لا تشغلي البال بعدل أو مساواة
لا تسألي الرجل
عن فكرٍ أو تفاهات

***

أمام ظلم مشروع
و واقع رسَّخه الخضوع
وقفت تتساءل..
من يصنع التشريع
من يقيِّم الأشياء
زعموا في حديث الزمان
أن المرأة نصف السكان
نصف العدل
و نصف العقل
زعموا في قديم الزمان
أن الرجل كمال الإنسان
بيده الحل
بيده العقد
و لا غيره أهل..
لمسك الزمام

***


إنه في حاجةٍ إليها
و لا يمكنه البعد..
عن جسدها
بيد أنه..
قوَّام عليها
في رتبةٍ..
لا تحل لها
لا يبالي بكسرها
و لا يؤذيه فطر
فؤادها
سيطرت شهواته
على مقدراتها..
فغدى كائناً
أفقده الموروث
جوهر الإنسان
لكنهما في الخلق
سواء..
و المرأة كانت مثال
الأتقياء
جنتها و نارها
بيد الأوصياء

***

عقول تجاوزها الزمان
بقبضتها عنق الإنسان
تستغل الصاروخ
تستغل الفضاء
تشتري الأقمار
تمتطي صهوة المحمول
كل ذلك..
كي تعود إلى الوراء
تحيي أضرحة المومياء
تملأ الرؤوس بالخوف
و تحاصر بالقيود الرجاء

الغارقون في الوهم


إحسان طالب

23-12-2007


إنهم كالغبار في العيون
كالدخان الأسود في الأنوف
كالعفن يغزو مواطن الغفلة
كالسوس يبني أعمدة الزيف
يملؤون الفراغ يحتلون فضاءات التواصل
يختلطون بذرات الهواء
يتسللون إلى أوراق الشجر
يمتزجون بنويات حبات القمح
يفترشون بتلات القطن
أصواتهم طاغية و مدادهم فيضان
أقلام و أصابع و أوراق
تسود الصحائف
تطغى على كل الألوان
تتغلغل في تفاصيل الروائح و الصور
تسيل في أحلام و خيلات الأطفال
تنام في الفراش مع الكبار
تقدم النص الأخير لوصايا الراحلين...
و تفاصيل سير القادمين
في أول رضعة لمولود جديد
في أول قذفة لشاب عنيد
و بوادر الحمرة
لمرأة تولد في أحضان حلم سعيد
الضائعون
الهائمون
التائهون
لهم ملاذ
و حضن و قضية
صغار القوم و المهمشون
العابرون السائرون بأقدام عارية
على درب الزمان
لهم بعد التوقف كيان
و مقر
قصور و خلان و عشرات
الحور في الخدور