السبت، ديسمبر 31، 2005

لا تعليق لبنانياً .. والديار تهاجم خدام بشراسة

إيلاف
قد يكون الوقت المتأخر الذي عرضت فيه المقابلة او قد تكون "المفاجأة " أو حساسية الموقف بشكل عام هي الاسباب الكامنة وراء التزام الصحف اللبنانية بعرض المقابلة التي بثتها محطة العربية امس مع عبد الحليم خدام .صحيفة المستقبل التابعة للرئيس لشهيد رفيق الحريري اكتفت بعرض المقابلة مع حديث مقتضب مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط حيث اكد فيه ان "شهادة النائب السابق لرئيس الجمهورية السوري تدحض كل محاولات النظام السوري الحديث عن شهود مزوّرين، وهي شهادة لصالح صدقية التحقيق الدولي ولجنته، وشهادة لصالح كل ما قالته قوى 14 آذار في مواجهة التمديد الذي أدى إلى كوارث على لبنان وسورية".غير أن جنبلاط سارع إلى القول إن "هذا لا يعني أن نطمئن لأن النظام السوري المتهم في مكان ما باغتيال الرئيس الحريري وغير الرئيس الحريري، سيزداد شراسة وإجراماً".من جهتها اوردت صحيفة النهار تصريحات مقتضبة مشيرة الى امتناع المسؤولين اللبنانيين عن اعطاء اي تصريح لكنها اوردت تصريحات لمسؤول كبير لم تذكر هويته قوله ان كلام نائب الرئيس السوري سابقاً عبد الحليم خدام "زلزال ارتدادي يوازي زلزال الانسحاب السوري بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري". واشارت النهار الى انه وعلى الرغم من امتناع الساسة والمراقبين من الادلاء باي تعليق الا ان الشعور العام يوحي بأن ان التفاصيل التي رواها نائب الرئيس السوري السابق عن التعامل مع الشهيد الرئيس الحريري تفوق في فظاظتها كل الذي رشح من الحريري نفسها اضافة الى اجماع في الرأي على تأثير كلام الخدام على مجريات تحقيق ديتليف ميليس ولجنته التي لن يمكنها تجاهل الموضوع والامتناع عن دعوة عبد الحليم خدام للادلاء بشهادته ثم، ربما، التوسع في التحقيق لمعرفة مدى صدق كلامه. اما صحيفة السفير فاكتفت بنقل المقابلة من دون التعليق .اما صحيفة الديار فقد هاجمت خدام وتصريحات .. وتحت عنوان خدام ينضم الى الصدّيق وهسام ويتحول مخبراً لدى ميليس :ابو جمال الساكن في قصور باريس يتحدث عن الفقر في سورية.وتابعت الديار هجومها على خدام واصفة اياه بانه يوضاس السوري خائن لبلاده .واشارت الصحيفة الى ان عبد الحليم خدام يملك قصراً في شارع في فرنسا ثمنه 40 ‏مليون دولار، وهذا القصر كان يسكنه الثري اليوناني اوناسيس.‏ كما يملك قصراً على شاطىء نيس قيمته اكثر من 20 مليون دولار ومسجل باسم ‏زوجته ام جمال على الشاطىء الجنوبي في فرنسا.‏ واضافت الصحيفة"ابو جمال الذي يتحدث عن الفقر لدى الشعب السوري يقوم الشعب السوري بسؤاله : هل راتبك ‏كنائب رئيس جمهورية او عضو قيادة قطرية جعلك تمتلك هذه القصور.‏ "واتهمت الديار خدام بانه قبض ثمن 30 مليون دولار ثمن مقابلته مع العربية من سعد ‏الحريري كي يطلق الاتهامات ويتحول مخبراً مثل المجند ‏السوري الفار زهير الصدّيق والمجند السوري الآخر هسام هسام على حد قول الصحيفة.‏ وتساءلت الصحيفة عن سبب اجتماع خدام بميلس 3 مرات سرا وسألت خدام ان كان يذكر من كان يذل المسيحين في لبنان وكيف ان اللبنانين كانوا يشكون بطشك للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي بدوره كان يطلب منهم "طول البال" .

عبد الحليم خدام يعلن انشقاقه عن النظام السوري مع استمراره في العمل السياسي

انتقد الرئيس الأسد وأخطاء الحكومة وامتدح مهنية تقرير ميليس
العربية .نت
وجه نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في حوار مع قناة العربية انتقادات حادة للنظام السوري وللرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى أخطاء عديدة في الإدارة السورية الحالية وفي التعامل مع الملف اللبناني الأمر الذي جعله ينشق عن النظام السوري الحالي رغم استمراره في ممارسة العمل السياسي.
وامتدح خدام في حوار فريد من نوعه بثته العربية مساء يوم الجمعة (30-12-2005) موضوعية تقرير ميليس وكون ميليس لم يسيس التقرير، وهو ما يخالف تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، كما أكد أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري لا يمكن إلا أن يكون قد نظم من خلال جهاز أمني ذي قدرة خاصة، ولا يمكن تنظيمه من قبل أفراد أو منظمات، مؤكدا كذلك أنه لو تورطت أجهزة الأمن السورية في مقتل الحريري فإن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بعلم الرئيس السوري. ووجه خدام انتقادات حادة لرستم غزالي وانتقد الرئيس الأسد لأنه لم يبادر بعزله ومعاقبته على سلوكياته أثناء وجوده في لبنان، وخاصة أنه كان يتصرف وكأنه "حاكم مطلق للبنان" وصدرت عنه سلوكيات كثيرة تسيء لسوريا حسب تعبير خدام.
عبد الحليم خدام الذي شارك في حكم سوريا إلى جانب الرئيس حافظ الأسد ومن بعده الرئيس بشار الأسد لأكثر من ثلاثين سنة، بدأ حواره مع "العربية" بأنه لم يغادر سوريا بسبب تلقيه تهديدات أو مضايقات، وإنما لرغبته التفرغ لكتابة تاريخ جديد للبلاد و"تأريخ المرحلة للاطلاع على الوقائع الصحيحة" في سياق ما أسماه بالواجب الوطني.وأكد خدام في حوار العربية الجمعة أن وجوده في باريس يعود إلى رغبته في الكتابة بهدوء "بعيدا عن الضجيج السياسي" وأنه غادر سوريا وعلاقته مع الرئيس بشار الأسد "ودية"، مؤكدا أنه لم يتلق تهديدات بشأن وجوده في باريس "حتى الآن".وأوضح خدام انه تعرض لخمس محاولات اغتيال "ليس لاختلاف في كازينو ولكن لأني مدافع عن سمعة سوريا"، مهددا من سيحاول إيذاءه بأنه سيكون في قفص الاتهام، وقال "لدي الشئ الكثير مما أقوله ولكنني لن أقوم بذلك لمصلحة البلاد، ومن يحاول أو يفكر في ذلك يعرف جيدا ما لدي ويعلم ان لدي الكثير والخطير".
وأقر عبد الحليم خدام بأنه ترك سوريا في الزمن الصعب، لأنه يريد كتابة تاريخ سوري جديد، مؤكدا أنه كانت له عدة لقاءات مع الرئيس بشار الأسد كان محورها الوضع الداخلي والعربي والدولي، ودعا خلالها إلى وجوب إحداث إصلاحات جذرية في البلاد فيما يتعلق بتوسيع مساحة المجال الديمقراطي عن طريق الأحزاب السياسية وإصلاح الوضع الاقتصادي مما يوفر لسوريا فرص الرفع من قيمة المعيشة ومحاربة البطالة.


دراسة لتطوير النظام السوري
وأكد خدام انه قدم دراسة مستفيضة -بعد اداء الرئيس بشار الأسد القسم الرئاسي- حول تطوير الحزب والنظام السياسي، من قبيل قضية الحريات العامة والديمقراطية والوضع الاقتصادي، وكيفية الخروج من الأزمة التي تواجه سوريا، وأضاف خدام بأنه لو تم تبني ماجاء في الدراسة "لما وقعت سوريا في هذه الحقول من الألغام، ولما واجهنا هذه الصعوبات الخارجية والداخلية، لأن المشكل هو أن الدولة التي لا سياسة لها تسير في حقول من الألغام، وفي ظلام دامس".
وأوضح عبد الحليم خدام أنه تم اتخاذ قرارات هامة بخصوص الإصلاح الاقتصادي من قبل حزب البعث عام 2000م تم إرسالها إلى الحكومة إلا أنها لم تر النور، موضحا أنه طلب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاستعانة ببعثة من الخبراء الفرنسيين لدراسة سبل تطوير الإدارة في سوريا، و هو ما تم فعلا حيث قدم هؤلاء الخبراء مقترحات عديدة "إلا أنها نامت في أدراج الحكومة، ولم ينفذ منها شئ".وقال خدام إن اتخاذه قرار الاستقالة من منصبه، جاء بعدما تكونت لديه قناعة أن الإصلاح سياسيا وإداريا لن يتحقق، و"بعد مراجعة نفسي كنت أمام خيارين إما ان أكون مع الوطن أو مع النظام، فاخترت الوطن، لأن النظام حالة عابرة".


موظف يموت عن ثروة 4 مليارات
وأكد خدام انفراد الرئيس بشار الأسد وفريقه بالسلطة، بشكل غابت فيه المؤسسات الدستورية حسب قوله، "وأصبح على الحزب تغطية القرارات الصادرة من الرئيس"، مشيرا إلى أن توقف الإصلاح أدى إلى ارتفاع حالات الفساد "لدرجة أن موظفا في الأمن عام 1970كان يتقاضى 200 ليرة توفي عن ثروة 4 مليار دولار، وان محاسبا في شركة للطيران يملك ثروة لا تقل عن 8 مليار دولار في الوقت الذي يزداد فيه الفقر، وهذا الأمر ظاهرة ملفتة وغير مسبوقة في تاريخ سوريا".
واتهم خدام الدائرة الضيقة في الحكم، بتراكم الثروة في أيديها "في الوقت الذي لا يجد فيه ملايين السوريين ما يأكلون، ويبحثون عن الطعام في القمامة، ونصف الشعب تحت خط الفقر والآخر في خط مواز له، والقلة القليلة تعيش في بحبوحة من العيش" مؤكدا ان الشعب السوري مصادر في حريته.وأكد خدام أنه اخذ على عاتقه الدعوة إلى إصلاح الحزب الحاكم، ولم يفوت فرصة خلال اجتماعات القيادة القطرية، إلا واستفاد منها للمطالبة بالإصلاح، "كنت حريصا على إجراء إصلاحات سياسية داخلية، في البلاد وكثيرا ما طرحت الأمر في اجتماعات القيادة القطرية، حتى لو كان الاجتماع يتعلق بمناقشة الأمور الاقتصادية".
ونفى نائب الرئيس السوري السابق أن يكون قد اتخذ موقفا متطرفا ضد إصلاحات داخلية بحسب ما تردد عموما من الحرس القديم في سوريا أعاق جهود الرئيس الأسد الإصلاحية، وقال "أجهزة الأمن أرادت أن تغطي تقصيرها الواضح، في تسيير عملية الإصلاح في السلطة، عندما روجت عن موقفي ضد الإصلاح بسبب رغبتها في الانفراد بالسلطة".



الرئيس أخطأ فهم الموقف الأمريكي
وأضاف خدام أن القيادة السورية لم تفلح في قراءة الوضع الدولي والظروف المحيطة، وأن الرئيس بشار الأسد جانبه الصواب، عندما راهن على وقوف الولايات المتحدة الأمريكية مع سوريا في لبنان، بحجة أن واشنطن ستفاوض المسؤولين السوريين، بخصوص العراق التي تهم الأمريكيين بدرجة اكبر، ولن تهتم بلبنان.وانتقد خدام عدم قدرة الرئيس بشار الأسد على التعامل مع الأحداث بسبب انفعاله الدائم، الذي يفقده استخلاص القرار المناسب، مضيفا الرئيس بشار يتحمس وينفعل ثم يتخذ قرارا خاطئا قبل أن يتراجع لاحقا، بعدما يكتشف أنه لم يتخذ القرار السليم ... من المؤسف أن هناك من المحيطين به، من يحاول أن يزرع به أنه على صواب بصفة دائمة، وهو ما أضاع الحقيقة، وغيب العدل.
وعن علاقته بوزير الخارجية فاروق الشرع قال نائب الرئيس السوري الأسبق لا أشعربالغبن من الشرع، ولا اقبل أن أضعه في مواجهتي، وليس صحيحا أن خدام الرجل الثاني في سوريا، لأنه ليس الثاني، ولا حتى العاشر.ونفى خدام أن تكون لديه معلومات عن انتحار غازي كنعان وقال بأن أحدا من المحيطين به لم يتصل به، ولكن لو أخذنا بالظروف النفسية الصعبة التي وضع بها كنعان يمكننا ترجيح أن يكون قد أقدم على الانتحار، وأضاف خدام بأنه حتى الآن لا يعلم ما إذا كان قد حصل تحقيق جاد في انتحاره.
وقال خدام عن علاقته بكنعان أنه لم يجتمع به منذ عام ونصف واقتصرت علاقته به على بعض الاتصالات الهاتفية، معبرا عن اعتقاده بأن هناك من طلب من غازي كنعان عدم الاجتماع به.وتحدث خدام عن تجاوزات رستم غزالي في لبنان، وأنه طلب كثيرا من الرئيس بشار الأسد معاقبته، مشيرا إلى أن غزالي كان يتصرف كحاكم للبنان وكثيرا ما شتم مسؤولين مثل الحريري وجنبلاط ونبيه بري وغيرهم، مؤكدا أنه طلب من الرئيس بشار الأسد أن يستدعي رستم إلى دمشق وأن "يقطع رقبته"، لأن غزالي رجل فاسد وساهم في قيادة العلاقات السورية – اللبنانية إلى أسوأ حال، وعلى الرغم من ذلك بدا واضحا أنه يحصل على حماية خاصة لأنه لم يعاقب حسب ما قال خدام.


سوريا هددت الحريري
وطالب خدام بانتظار نتائج التحقيق في اغتيال الحريري قبل توجيه اتهامات، ولكنه أشار أن تسليط الأضواء على العلاقة بين سوريا والحريري ستساهم في توضيح كثير من الأمور.وكشف خدام أن الرئيس بشار الأسد وجه تهديدا لرئيس وزراء لبنان رفيق الحريري في حال لم ينفذ الرغبة السورية في لبنان موضحا أن الأسد أخبره أنه أسمع الحريري تهديدا وقال له كلاما قاسيا، ملمحا أن الأسد قال بأنه سيسحق من يخرج عن قرار سوريا، وهو ما أدى إلى تعرض الحريري لنزيف في أنفه.
وأضاف خدام قائلا بأنه كان يتمتع بعلاقات صداقة متميزة مع الحريري، ولذلك ذهب إلى لبنان للمشاركة في جنازته بصفة شخصية، ولم يكن موفدا من الحكومة السورية، موضحا أن الحريري كان صديقا للسوريين وساعد البلاد كثيرا، وأن العلاقة مرت معه بمرحلتين، كانت الأولى في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، تميزت بعلاقات الصداقة والمواقف المشتركة والتعاون الدائم خصوصا أن الرئيس حافظ الأسد ضغط على الرئيس اللبناني أميل لحود لتعيين الحريري رئيسا للوزراء بديلا عن سليم الحص مؤكدا أن المرحلة التالية كانت في عهد الرئيس بشار، ولم تكن علاقة سوريا بالحريري جيدة بسبب أن المخابرات شنت حملة ضده وكان الرئيس بشار يتأثر بها مما جعل الحريري يقدم الكثير من التنازلات حتى لا يغضب الحكومة السورية، وأضاف خدام أنه في أحد زيارات الرئيس الحريري لسوريا طلب منه المغادرة حرصا على سلامته لأنه وضعه أصبح معقدا في سوريا، وكان هذا قبل أشهر من اغتياله.وينشر موقع العربية.نت يوم غد النص الكامل لحوار "العربية" مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، والذي يتضمن توضيحات لعدد من القضايا اللبنانية وقضايا الوضع الداخلي في سوريا.

الجمعة، ديسمبر 30، 2005

انشقاق عبد الحليم خدام

BBCArabic.com
ذكرت قناة العربية الفضائية ان نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام اعلن انشقاقه على النظام.
وبثت القناة مقابلة مع خدام من العاصمة الفرنسية باريس قال فيها ان القيادة السورية ارتكبت مجموعة من الاخطاء، كما قال ان لديه الكثير والخطير ليقوله في الوقت المناسب.
كما تحدث خدام عن توجيه تهديدات سورية الى رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري قبل اغتياله.

تعيين الجلبي وزيرا للنفط في الحكومة العراقية

BBCArabic.com
قال مسؤولون عراقيون إنه تم تعيين أحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء العراقي في منصب وزير النفط، خلفا لإبراهيم بحر العلوم الذي أعفي من منصبه.
وقال متحدث باسم الوزارة إن "الإنتاج في الشمال والوسط والجنوب على وشك الاختناق."
وجاء تعيين الجلبي بعد إغلاق كبرى مصفيات النفط في العراق بعد تلقي سائقي شاحنات النفط تهديدات بالقتل.
ويكلف إغلاق مصفاة النفط الوزارة 20 مليون دولار يوميا، إضافة إلى تأثيره على إمدادات الطاقة في شمال العراق. تفجيران في بغداد
من ناحية أخرى قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب 23 شخصا في انفجارين في وسط العاصمة بغداد.
وقال مسؤولون في وزارة الداخلية إن سيارتين ملغمتين انفجرتا في وقت متتابع، على الرغم من أن الشرطة تقول إن قذائف هاون قد تكون السبب في الانفجارين.
وأضاف المسؤولون أن أحد التفجيرين على الأقل وقع بالقرب من موقف لسيارات الأجرة حيث كان الركاب ينتظرون للتوجه إلى المناطق الشيعية من المدينة.
وقال شهود عيان إن عامودا من الدخان الأسود الكثيف ارتفع فوق مكان التفجيرات.

الوطنية السورية و الأفلاطونية الفاضلة

إحسان طالب

مدخل:

رسخ في المفهوم الفكري والثقافي المكون لمخيال العامة من أبناء سوريا ارتباط مفهوم الوطنية بالقيمة القومية، واختزال الوطن الأم في قطعة بازل تشكل جزءُ من مكون أكبر يشمل كل ما يصح إلحاقه بالانتماء القومي ، وتطور التداخل الصاهر للكيانات الأم بما أسهم في تشكيل وبناء مصطلح الأمة وفقاً للقواعد الراديكالية والاعتقادات الدوغمائية في مكون المنهج الديني والقومي.
ولعل المسيرة التاريخية لارتباط السوريين (وخاصة العرب منهم ) بالعروبة كقيمة إنسانية في مرحلة الحكم الوطني بعيد الاستقلال وإلى ما قبل 8 آذار يسمح باعتبار الشعب العربي في سورية حامل من أهم الحوامل الاجتماعية للمكون الثقافي البراغماتي لمفاهيم القومية العربية، بما أتاح الفرصة لإقامة وحدة قسرية بين بلدين من بلدان المنظومة العربية وذلك إلى جانب بروز الناصرية كفكرة قومية عربية مستندة إلى وجود شخصية ديكتاتورية بارزة، كما كان هو الحال السائد في المرحلة القومية الأوربية في سياق تاريخي متقدم فكراُ ومنهجاُ وممارسة عن التجربة العربية، حيث كانت المرحلة الأوربية موحدة بين الوطن والأمة ولم تشتط لتشمل أوطاناُ أو أمماًُ بحجة وحدة الدين أو الجغرافيا ـ الديغولية مثالاًـ في ذات الوقت الذي رأينا فيه مؤسسة الفكر القومي العربي منقسمة إلى فئة طالبت بالكيان القومي العربي الموحد كواجهة لمبارزة الاضطهاد القومي التركي وفئة متقدمة تاريخياُ تأثرت بدرجة أكبر بالأوربيين فدعت إلى أمة عربية واحدة تشمل كافة أوطان المنظومة العربية بالاعتماد على الدين والتاريخ والأمنيات المفروضة المشتركة .

مفهوم الوطن السوري :

لا يمكن لباحث في التاريخ والاجتماع إلا الإقرار بسورية كبلد موغل في الحضارة ومؤسس لتاريخ البشرية إنسانياُ وثقافياُ كوطن خاص ومميز يؤسس لعمق أصالة الأمة السورية بمفردها وبمعزل عن ارتباطات لاحقة كاللغة حيث لم تكن العربية هي المؤسسة التاريخية للعمق الحضاري السوري فالسريانية والآشورية هي الأصل الأسبق تاريخياُ كذلك يصح الأمر على الدين فالإسلام جاء لاحقاُ للمسيحية التي كانت مسيطرة على سورية وقبلها تعدد الآلهة الرومانية وليست الجغرافيا أمراُ حاسماُ فالحدود الطبيعية السورية لم تكن في يوم من الأيام الناظمة لوحدة البلد أو ارتباطه بغيره من الدول المجاورة فالحدود الخاصة بسوريا والدول العربية طارئة وفقاُ لمعايير واتفاقيات غدت معروفة وشائعة لا ضرورة لإعادة ذكرها.
إن البحث في الجذور التاريخية للحدود السياسية كفيل بإعادة إثارة النعرات الطائفية والحروب الإقليمية والصراعات القبلية والاقتتال انطلاقاُ من فكر العشيرة وحدود القبيلة حيث لا يمكن اعتبار الدولة الإسلامية الركيزة التاريخية للوطن العربي لأنه ببساطة ينبغي علينا ضم إيران وتركيا ودول من أسيا الوسطى وأسبانيا وجزء من الدول الإفريقية غير العربية باعتبارها كانت جزئياً و نظرياً تحت سيطرة الإمبراطورية الإسلامية لأننا بذلك نعلن الحرب العالمية الكونية بدون أدنى ريب أو تأخير.
إن تطور مفهوم الوطن في المفاهيم المعاصرة أصبح مرتبطاُ إلى حد كبير بالشرائع الدولية وميثاق الأمم المتحدة ووثيقة حقوق الإنسان فسورية الوطن هي الدولة المعترف بكيانها وحدودها وشعبها كما هو مقرر بالاتفاقيات الدولية الموقعة بينها وبين جيرانها عرباُ وأجانب كما في ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة وليس صحيحاُ أو معتبراُ أن تكون سورية الوطن ممتدة لتشمل دولاُ عربية مجاورة ذات كيان مستقل وحدود مستقلة معترف بها كلبنان مثلاُ ولا يصح أن تكون العلاقة بين الدول المؤسسة للجامعة العربية والأمم المتحدة علاقة خضوع وسيطرة وتسيير من قبل الأكبر نحو الأصغر فالعلاقة الأممية لا تسمح إلا بالتوازن والتعاون والاستقلال وليس بعيداُ في التاريخ ما نتج عن محاولة كيان كبير اغتصاب كيان أصغر منه ( اغتصاب نظام صدام للكويت ) حيث تحالف ما يقرب من مئة وتسعين دولة من أجل إخراج جيوش صدام حسين من الكويت وما زالت متوالية الأسباب والنتائج مستمرة إلى يومنا هذا وليس ببعيد أيضاُ تلك القرارات الدولية التي أجمعت عليها البلدان المنطوية تحت لواء مجلس الأمن وأمرت بخروج القوات السورية من لبنان بكامل أفرادها وعتادها وعددها ( القرار رقم 1559) .

المصلحة الوطنية السورية:

قامت الأنظمة الشمولية الاستبدادية في الدول العربية على شرعية دور إقليمي استمدت منه حصانة وجودها وضمانة بقائها واستمراريتها ولمعرفة تلك النظم لهذه الحقيقة دأبت على تضخيم وتغويل أمرين اثنين أعداء الوطن الخارجيين وارتباط مصلحة الوطن بالنظام الحاكم.( ويشكل اليوم ضمان أمن العدو وحماية مشروعها التوسعي سبباُ للإبقاء على النظم الاستبدادية المأزومة بقدر ما يشكل ضعفها قاعدة لشل إرادة الشعوب وتحييدها ) برهان غليون الإتحاد الإماراتية 21/12.
لذلك لا يعد موقفاُ مسبقاُ أو مفهوما لا عقلانياً انحياز المعارضة السورية إلى المصلحة الوطنية باعتبارها مصلحة الشعب السوري وباعتبارها الحفاظ على ثروات وخيرات الوطن وأرضه وبيئته وكل مفهوم لا يعد تلك الأولويات أساساً للوطنية يكون مخالفاُ لطبائع الأشياء ومناقضاً لمفهوم أن الإنسان هو الأصل والأساس ( إن وجه الوطنية المعاصر لم يعد محصوراً بمسائل الحدود والكرامة والاستقلال والانتماء وحدها بل انزاح تعبيرها الأهم نحو مسائل الحرية والمواطنة وحكم القانون وسيادة الشعب ) موفق نيربية.
( الوطنية مرتبطة بمواطنين أحرار وليس بالعداء للخارج كما هو سائد ومقياس وطنية أي نظام هو مدى احترامه لحقوق وحريات مواطنيه، فالاستبداد هو الخيانة الحقيقية للوطن وأي تحالف مع نظام استبدادي مدان ) جورج كتن .
إذن لا يمكن عزل المفاهيم عن السياسة ولا يمكن عزل السياسة عن الواقع أو الموقف فاغتيال الشهيد الحريري مثلاً جريمة إرهابية سياسية لا يمكن تجريدها عن دوافعها وحيثياتها واعتبارها جناية جزائية تختص بمعالجتها المحكمة الجزائية اللبنانية دون غيرها ومن هنا نستطيع تفهم تدخل المجتمع الدولي في خصوصيات الدول حيث لم تعد مراقبته للأنظمة الحاكمة خروجاً عن مفهوم الوطنية أو تعدياً عليها فكما تحاول أوربا مسائلة الولايات المتحدة عن السجون السرية في بعض بلدان أوربا الشرقية نجد أن الحكومة الإيرانية المتشددة وافقت على تخصيب اليورانيوم بمشاركة ومراقبة روسيا الاتحادية وعلى الرغم من النزوع الشديد نحو الخصوصية الوطنية للمحافظين الإيرانيين لم يعدو تلك المشاركة طعناً في خاصرة الوطن ، والأمثلة على تداخل النظام العالمي الجديد بمفاهيم الوطنية كثيرة ولعل أحدها موافقة النظام السوري على التعاون مع لجنة التحقيق الدولية المشكلة بالقرار 1595 واعتبر الشرع هذا التعاون وفقاً للمعايير الوطنية ولم يعد مثول مواطنين سوريين للتحقيق معهم في بلد أوربي أمام قضاة ومحققين أجانب خرقاً للسيادة .
ومن جهة أخرى نستطيع القول إن المعارضة الوطنية السورية تعتقد بوجود رابط بين مصلحة الوطن من جهة ومعارضة النظام من جهة أخرى لإيمانها بإخلال النظام بشروط المصلحة الوطنية التي بيناها أنفا وعلى النقيض يعتقد أولئك الموالون للسلطة بوجود ارتباط عضوي بين مصلحة الوطن واستمرار النظام على حاله آخذين المفاهيم الوطنية الغرائزية والعدائية والشفونية مقياساً وأساساً وتحقيقاً عليه يختزلون الوطن في شخص رأسه ويؤمنون بوجود ارتباط بيولوجي بينهما فالوطن هو الرأس والرأس هو الوطن .
والواقع أن هذا ما أشار له أعوان صدام حسين أثناء محاكمته حيث اعتبروا أي تهديد لشخص صدام هو تهديد للوطن و الأمة لذلك كان حجم الرد على التهديد عنيفا ً و إجراميا ً و إرهابيا ً لأبعد الحدود . و هذا ما يعد ربطا ً غير محق بين المصلحة الوطنية و مصلحة النظام الحاكم أيا ً كان و في أي بلد لا تكون السلطة فيه منتخبة وفقا ً لمعايير الحرية و النزاهة و الشفافية ، و ترتبط مصلحة الوطن بالسلطة طالما أنها حافظت على الشروط الديمقراطية التي وصلت إلى سدة الحكم من خلالها وطالما أنها كانت راعية لمصالح الأفراد والجماعات وفقاً للدستور الذي تمت الموافقة عليه باستفتاء شعبي كما هو معروف في بلدان العالم المتحضر شرقاً وغرباً.
(الاختيار الشعبي الحر في غيابه تنفصل الوطنية عن الخيارات الشعبية و يبقى تقدير مصلحة الوطن متروكا ً لأخلاقيات الحكام و نياتهم الحسنة) ياسين الحاج صالح.
الوطن كمفهوم مجرد و معزول عن أبنائه و نظام الحكم فيه قيمة فاضلة و كينونة فكرية يشبه بحثها و دراستها دراسة اللاهوت و يغدو الوطن جنة معزولة في طيات الكتب المقدسة لا يرى و لا يحس و لا يسمع.
إن اللحظة الملتهبة و الراهن المتأزم يعطي كل المبررات النظرية و العملية لربط المفاهيم بالممارسة و السياسة و عليه لا يمكن فصل المصلحة الوطنية السورية عن طموحات و تطلعات أبناء سورية نحو الحرية و الديمقراطية و المساواة و العدالة في دولة الحق و القانون دولة المواطنة القائمة على أسس دستورية ٍ ديمقراطية و قيم حضارية منبثقة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و ملحقاته.

الوحدة الوطنية السورية:

و انطلاقا ً من طرحنا السابق نرى أن الوحدة الوطنية السورية لا تتحقق بالتجاهل و التهميش و الإقصاء و رفع شعار لا شيء يعلو فوق صوت المعركة تلك المعركة التي ما زالت هزائمنا فيها تتوالى و الخط البياني لكرامة الوطن و قوته و عزته في انحدار شديد و مستمر.
وحدة الشعب السوري تتأتى من خلال مشاركته الفعالة في السياسة و الحكم عن طريق إقراره لمفاهيم دستورية معاصرة تحقق الاعتراف بكل مكونات الفسيفساء السوري المختلفة و كل الإثنيات القومية و الدينية و المذهبية و الطائفية.
وحدة الشعب السوري تتأتى من خلال تحقيق مستوىً معاشي لائق منضبط بالمعايير الدولية و من خلال كسر احتكار الثروة و الاقتصاد من يد ثلة قليلة لا تتجاوز نسبتها الأربعة في المئة تتحكم بما يزيد على خمسة و تسعين بالمئة من مقدرات و ثروات سورية
و كما هو الحال في الدول الكبرى و الصغرى في جميع أنحاء العالم حيث الحرية الدينية متاحة و تعدد القوميات متاح و الاختلاف الثقافي متوفر و حتى اللغات متباينة في الدولة الواحدة و الوطن الأم
الوحدة الوطنية السورية ليست شعارا ً فضفاضا ً مبثوثا ً في أحلام السوريين و أمنياتهم و ليست سلاحا ً يشهر في وجه كل من يدعو إلى التغيير و الإصلاح
إنها قيمة وجدانية و حقيقة واقعية يمكن الوصول إليها بتحقيق شروط التغيير الوطني الديمقراطي الذي يتوافق عليه أبناء سورية أيا ً كان وجودهم أو قناعا تهم طالما كانت مصالح الناس و الأرض محققة و مصانة.

السوري حسام يوم قتل حاوي

إيلاف
مفاجأة مفاجأة، ها هو الشاهد السوري في مقتل رفيق الحريري، حسام حسام، يظهر مجددا، ومنذ ان فر إلى سورية ويتوالى ظهور هذا الشاهد الذي تراجع عن شهادته عبر وسائل الاعلام، وهو ظهور مبرمج ينفي فيه الشاهد ما ورد عن لسانه في تقرير لجنة التحقيق الدولية، التي حاولت ان تبقي اسمه سرا دون ان توقفه او تضعه في الاقامة الجبرية.
وفي حين تهشمت شهادة الشاهد السوري الاول فور انكشاف اسمه وهو محمد زهير الصديق الذي اعتقل في فرنسا ولا يزال، خاصة مع ضخ معلومات تفيد بانه مجرد نصاب وهارب من الخدمة العسكرية ومطلوب للعدالة، فقد كانت شهادة حسام حسام لا تزال تحافظ على قيمة كبيرة في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس، بموازاة سرية اسم الشاهد.
وحين فضحت الصحافية في تلفزيون الجديد زاهرة بدران الشاهد السوري حسام حسام فر إلى سورية ليظهر هناك في مؤتمر صحافي ليعلن تراجعه عن افادته التي قدمها في ظل اغراءات مالية ومعنوية كبيرة بحسب ما قال في دمشق.
ومن يومها صار الشاهد السوري يتنقل بين محطات التلفزة ليروي سيرته في مقاومة شهادة الزور التي لن نعرف ان كان سيحافظ عليها ام سينفيها بحال استجوب مجددا خارج بلده.
ولكن المفاجأة الحقيقية كانت حين بدأ زميلنا في إيلاف وائل اللادقي بتنظيم جزء من ارشيفه، وظهرت صور الشاهد السوري حسام حسام مرتديا قميصا احمر ونظارات شمسية قرب شقيقة الامين العام الاسبق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وذلك في يوم مقتل حاوي الذي طالته عملية اغتيال بعبوة في سيارته يوم 21 حزيران (يونيو) من العام 2005، وبدا حسام حسام في عدة لقطات وهو يراقب ما يدور حوله ويحرص على ان يكون قرب عائلة المستهدف جورج حاوي.
يوم التقاط الصور كان الشاهد السوري قد ادلى بافادته ولا يزال يتحرك بحرية في لبنان، قبل كل كلامه عن الاغراءات والمراقبة اللصيقة التي عاشها بحسب مؤتمره الصحافي الشهير، ولكن كان شخصا مجهولا للصحافيين حينها، واليوم اصبح كل العالم العربي يعرف وجهه وهو يصف نفسه بانه كان بخدمة الاستخبارات السورية في لبنان.
كم من الاسئلة يمكن ان تثيرها صور مشابهة؟ كل الاسئلة والاجابات عنها متروكة لذوي الاختصاص، مع الشكر

صورة العام لمصور ايلاف

إيلاف
حازت صورة مصور إيلاف في بيروت وائل اللادقي لقب صورة العام 2005 من بيروت من قبل وكالة رويترز العالمية، وترشحت الصورة للقب صورة العام 2005 عالميا، وهي المسابقة السنوية التي تجريها وكالة رويترز لافضل صورة لها في كل العالم كل عام.
وصورة الزميل اللادقي التقطت خلال تشييع الزميل سمير قصير في الرابع من تموز (يوليو) العام الحالي حيث كانت ابنة سمير قصير تنتحب فوق نعشه.
ويعمل الزميل وائل اللادقي مع إيلاف منذ بداية العام 2005، وسبق ان حقق عدة انجازات صحافية عبر صوره التي نشرت إيلاف العشرات منها خاصة في فترة الاضطرابات التي سادت لبنان خلال مرحلة اغتيال رفيق الحريري وما بعدها من انتفاضة الاستقلال وعمليات التفجير والاغتيال.
وتمكن الزميل اللادقي من تمييز إيلاف بصوره سواء تلك التي كانت في اطار تغطية الحركات الاحتجاجية في لبنان، او الخاصة مثل تصوير المواقع السورية التي كان يقال انه تم تفكيكها وتثبت عدسة إيلاف انها لا تزال في مواقعها، كما حقق لإيلاف المصداقية عبر تصويره للشاحنات السورية المنسحبة من لبنان ليلا قبل الاعلان عن الانسحاب الفعلي، حيث كان يجول في مناطق لبنان من بيروت إلى جبل لبنان إلى ضهر البيدر إلى البقاع إلى النقطة الحدودية الفاصلة بين لبنان وسورية في المصنع.
كما تميزت صور اللادقي ليس فقط بحركة صاحبها السريعة التي كانت تؤمن لإيلاف الصور المميزة خلال وقت قصير من حصول الحدث، انما أيضا العين المتميزة التي تلتقط الصورة الجميلة من قلب الحدث المأسوي.
ويقول اللادقي إن إيلاف مكنته من الانتشار عربيا وفتحت له افاق العمل الصحافي على مستوى اوسع من المحلي، مضيفا ان فضل إيلاف عليه لا ينكر مهنيا.
واضاف اللادقي انه اضافة إلى إيلاف فهو يشكر الزميل جمال السعيدي من وكالة رويترز، متمنيا ان يحصل لبنان على الجائزة الدولية لصورة العام من رويترز

عملية جراحية ناجحة لطفل وليد في حمص

سانا
00نجح فريق طبي في مشفى الحياة بحمص من استرداد أمعاء طفل خديج ولد وأمعاوءه خارج بطنه0و ذكر الدكتور /غازي المعصراني / مدير المشفى ان المرأة الحامل دخلت المشفى بحال ولادة مبكرة في الشهر السابع و تبين لدى ولادتها ان كامل أمعاء الطفل متدلية من ثقب الى يمين السرة و متوزمة وسيئة الوظيفة ممايدل على وجودها خارج البطن خلال الحياة الجنينية 0وأشار الى انه تم استدعاء طبيب جراحة الاطفال الدكتور/ عدنان الحزوري/ الذي أكد ضرورة اجراء العمل الجراحي اللازم حيث تم وضع الامعاء في جوف البطن بشكلها الصحيح والآمن ومن ثم تصنيع جدار البطن والسرة وبعد ذلك أدخل الى الحاضنة واستمرت العناية بالطفل لمدة أسبوعين حيث تم تخريجه في الخامس والعشرين من الشهر الحالي وهو بحالة جيدة وتقوم والدته بارضاعه 0و نوه الدكتور /الحزوري/ الى ان هذا العمل ما كان ليتم لولا وجود فريق طبي متكامل وبجهود استثنائية خاصة وانه ليس لدى الطفل اصابات ولادية أخرى موءكدا ضرورة وجود مركز متخصص للعناية بخديجي الولادة و جراحتها بالمحافظة يذكر ان وزن الطفل بلغ عند ولادته /1600 /غرام و خرج من المشفى و هو بوزن 2200 غرام و ذلك في الولادة الاولى للام البالغة من العمر نحوعشرين

السفير تنشر أسماء 20 مشتبهاً بهم من قبل لجنة التحقيق في جريمة اغتيال الحريري

أزمة ثقة عميقة بين السنيورة والثنائي الشيعي وجنبلاط يفرط التحالف الرباعي
السفير
الأزمة الوزارية التي تحولت أزمة سياسية، بدت أمس في مرحلة ما قبل الانفجار. وإذا كان الطرفان تبادلا الاتهامات بشأن المسؤولية عن المأزق القائم حاليا، إلا أن الأمور تبدو معقّدة جداً ولا يظهر في الأفق أي علاج استثنائي، خصوصا أن أزمة ثقة كبيرة تلوح في أفق العلاقة بين <<الثنائي الشيعي>> ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي تلقى دعما كبيرا من النائب وليد جنبلاط الذي أعلن أمس انه لا وجود لتحالف رباعي، ناعيا التفاهمات السياسية التي جمعته والنائب سعد الحريري من جهة وحركة <<أمل>> و<<حزب الله>> من جهة ثانية. لكن ما هو أكثر حساسية في النقاش الذي جرى أمس كان يتصل بالموقف من الكلام الذي نشرته <<السفير>> أمس عن كلام رئيس الحكومة أمام وفد <<الثنائي الشيعي>> قبل أيام، وتبرير موقفه لجهة تحديد وظيفة المقاومة بأنه يرفض توقيع اتفاق قاهرة جديد. وهو الأمر الذي تلقاه الطرف الآخر على أنه طعن بلبنانيته الأمر الذي خلق أزمة من نوع مختلف. وقال زوّار رئيس الحكومة إنه مستاء من طريقة التعامل مع الأفكار التي طرحت في اجتماعه الأخير مع موفدي <<الثنائي الشيعي>> وإنه كان يعرض عليهم ما هو حصيلة تفاهم مع كل الفرقاء داخل الحكومة، وأضاف هذه المرة أن <<التيار الوطني الحر>> بزعامة العماد ميشال عون وافق على الصيغة المعروضة من جانب السنيورة على وفد الحركة والحزب بشأن الموقف من مستقبل سلاح المقاومة. كما اعتبر السنيورة ان تصريحات رئيس الكتلة النيابية ل<<حزب الله>> النائب محمد رعد تحمل نوعا من الرغبة بدفن المساعي الهادفة الى حل الأزمة الوزارية. وكانت الاتصالات المجمّدة تنتظر عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وصل عصر أمس الى بيروت وباشر اتصالات للوقوف على تفاصيل الاتصالات وعقد لهذه الغاية اجتماعات مع مساعديه، وأجرى اتصالات بالأمين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله، وهو امتنع مساء أمس عن الرد على الاعلاميين طالبا من مكتبه ابلاغهم انه ينوي اعلان الموقف اليوم الجمعة. من جانب <<حزب الله>> كان نصر الله وقياديو الحزب يواصلون إطلاع قوى عديدة على موقف الحزب من التطورات الحاصلة. واستقبل نصر الله لهذه الغاية النائبين السابقين سليمان فرنجية ونجاح واكيم، كما زار النائب رعد كلا من الرئيس سليم الحص ومفتي الجمهورية الدكتور محمد رشيد قباني، وأعلن <<ان محاولات التوصل الى حلول مرضية ومقنعة متعثرة بسبب موقف الأكثرية الحكومية التي لا تريد تفاهما والتي تعيق الحوار>>، ملوّحا بخيارات صعبة سيتخذها <<حزب الله وحركة أمل>> بعد اجتماع قيادتيهما إذا ما تفاقمت الأزمة. ورفض ما قاله الرئيس فؤاد السنيورة عن اتفاق قاهرة جديد واعتبار المقاومة حالة غير لبنانية. واصفا مطالبة السنيورة بسقف زمني لنزع سلاح المقاومة بالقول: <<كأنه يستعجل تحقيق كامب ديفيد لبناني من خلال هذا الطرح>>. وسرعان ما رد الرئيس السنيورة على رعد فقال حول الاستعجال لكامب ديفيد لبناني: إنه كلام غير جدي والوقت الحاضر ليس للمزاح. وقال من جهة ثانية إنه <<ما من طريق مسدود في العمل السياسي والوطني>>. وفي مؤتمر صحافي عقده أمس قال النائب وليد جنبلاط <<نحن نؤيد الرئيس السنيورة، لا نريد اتفاق قاهرة جديدا، لأن اتفاق قاهرة جديدا هذه المرة يعني ربط لبنان بمحور الى ما لا نهاية له، محور شعاره طبعا الصراع العربي الإسرائيلي، شعاره الظاهر، أما شعاره الباطن فالامساك مجددا بلبنان الذي استقل بالأمس وطرد السوريين، وطرد العملاء السوريين، لا أكثر ولا أقل، ولا بد أن يطرد بقايا هؤلاء>>. أضاف: فليتفضل الرفاق الحلفاء في حزب الله المقاومة ويعطونا أجوبة أين يقفون من نظام الشام، لأن ما سمي باتفاق رباعي غير موجود ولم يوجد ولن يوجد، علينا ان نتفق على التأكيد على حرية واستقلال وسيادة لبنان. فليتفضلوا ويعطونا جوابا>>. وفي مقابلة مع قناة <<الحرة>> التلفزيونية أشار جنبلاط الى معلومات تفيد أن السيارة الملغومة التي استهدفت الوزير مروان حمادة ربما تكون جهزت بالمتفجرات في مرأب في الضاحية الجنوبية، مضيفا ان هدف ذلك ربما يكون الإيحاء بتورط ل<<حزب الله>> في الأمر.
تحقيقات ميليس
من جهة ثانية وبينما يغادر الرئيس المستقيل للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس بيروت خلال الساعات المقبلة لتمضية الأعياد في بلاده، على أن يعود بعد السادس من الشهر المقبل، تحدثت مصادر في لجنة التحقيق عن استمرار المشاورات حول تعيين خلف لميليس في رئاسة اللجنة، وأن فريق اللجنة العامل في بيروت لم يتبلغ أي جديد بشأن تثبيت المرشح المدعي العام البلجيكي سيرج برامرتز. واستغربت مصادر اللجنة إلحاح اللبنانيين على الوصول الى نتيجة سريعة للتحقيق. وأضافت: إن اللجنة غير معنية بالخلافات السياسية اللبنانية ولا حتى بالاشتباك السياسي السوري اللبناني. وكشفت للمرة الأولى أن التخطيط والتدبير والتنفيذ لعملية اغتيال الرئيس الحريري استغرق أكثر من سنة بقليل حسب المعلومات المتوافرة للجنة. وتساءلت المصادر: كيف للتحقيق أن يصل الى نتائج مؤكدة ونهائية بأقل من هذا الوقت؟ أما عن لائحة اسماء المشتبه بهم في دمشق وبيروت التي حددتها اللجنة حتى الآن فهي: لبنانياً: الموقوفون: اللواء علي الحاج، اللواء جميل السيد، العميد مصطفى حمدان، العميد ريمون عازار، الأخوان أحمد ومحمود عبد العال ورائد فخر الدين، اضافة الى النائب السابق ناصر قنديل والضابط في أمن الدولة فيصل الرشيد، والمسؤول السابق عن التنصت في مخابرات الجيش العقيد غسان الطفيلي إضافة الى ماجد حمدان، شقيق العميد حمدان. سورياً: اللواء آصف شوكت، رئيس المخابرات وكان خضع للتحقيق في دمشق، اللواء بهجت سليمان وهو الرئيس السابق للأمن الداخلي، والرئيس السابق للمخابرات العسكرية اللواء حسن خليل، والمسؤول السابق عن الأمن في لبنان العميد رستم غزالي ومساعده جامع جامع والضباط: سميح قشعمي، عبد الكريم عباس وناظم اليوسف إضافة الى الشاهد الموقوف في فرنسا محمد زهير الصديق.

أنباء عن اعتقال منذر الأسد في بيروت

بهية مارديني - إيلاف
تردد في دمشق نبأ اعتقال منذر جميل الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الاسد في بيروت. وكان منذر قد غادر القرداحة في محافظة اللاذقية على الساحل السوري الى باريس منذ اكثر من ثلاثة شهور اثر اعلانه في اتصال هاتفي اجرته ايلاف معه عن اختطاف ابنه حافظ (16 عاما)، بعد اطلاق النار عليه في اوتستراد المزة وهي الحادثة الثانية من نوعها بعد محاولة اغتيال كان تعرض لها في منطقة المزرعة بدمشق اختفى على إثرها.
واتهم منذر انذاك الأجهزة الامنية السورية باختطاف حافظ ومرافقه، في ما وصفه بالضغط عليه بسبب تحيز ما اسماه" بعض المتنفذين لصالح زوجة أبيه في القضايا المرفوعة بينهما على النزاع الدائر حول تركة والده الراحل جميل الاسد عضو البرلمان السوري وشقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد".
ولم تؤكد جهات رسمية سورية نبأ الاعتقال ، إلا أن مصدرا سوريا رسميا أشار لـ"إيلاف" في اتصال هاتفي إلى الاتهامات المتلاحقة التي وجهت الى منذر الأسد على خلفية قضايا وأحكام جنائية. أضاف المصدر ان منذر يريد التغطية على نفسه من الملاحقة القضائية ببث مثل هذه الاخبار المغرضة، وشدد "ان اية ملاحقة لمنذر هي على خلفية ما قام ويقوم بعمله من عمليات تهريب، وان دمشق لن تتغاضى عن اية اعمال غير مسؤولة او غير قانونية ايا كان من وراءها ، وان ابواب الحساب وكشوفاته قد بدأت ولن نعود الى الوراء" .
من جانبه اعتبر تحسين طه محامي منذر الأسد لـ"ايلاف "ان منذر يلاحق منذ فترة للتنازل عن القضايا المبرمة من اجل تركة والده الراحل لصالح زوجة والده المطلقة طلاقا بينونة كبرى والتي اقامت الدعوى لاعادتها الى عصمة زوجها بعد وفاته حيث طلقها ثلاث مرات قبل وفاته واخر طلقة كانت قبل عام منذ وفاته".
ولفت طه الى ان منذر واشقائه أعلنوا اكثر من مرة عن استعدادهم لوضع كامل تركة والدهم بين يدي الرئيس السوري بشار الاسد ليتصرف بها كيفما شاء وكلهم ثقة به .

محامية ناريمان حجازي تتعرض لتهديدات

إيلاف تتابع ملف شبكة الدعارة والخطف في سورية
بهية مارديني - إيلاف
في الوقت الذي استغرب فيه ناشطون سحب المحامية ميساء حليوة، محامية الضحية المغتصبة ناريمان حجازي في قضية شبكة الدعارة وخطف الاطفال في سورية، تصريحاتها التي ادلت بها لـ"ايلاف" بعد تعرضها لضغوط، شجب حقوقيون ما تتعرض له من تهديدات ومحاولات تخويف. وأدان المحامي والناشط الحقوقي انور البني في تصريح لـ"ايلاف" محاولات التهديد والضغط والتخويف التي تتعرض لها المحامية حليوة لثباتها في معرض دفاعها عن موكلتها ناريمان حجازي بالكشف عن شبكة دعارة وخطف اطفال في سورية، معلنا تضامنه مع المحامية حليوة وطالب جميع المحامين بالتضامن معها في وجه هذه الضغوط خاصة وبعد تسرب معلومات عن نوايا لتوقيف المحامية للضغط عليها لوقف عملها بالدفاع عن موكلتها وكشف اعضاء الشبكة.
من جانبه اكد الدكتور عمار قربي الناشط الحقوقي لـ"ايلاف" انه لا يمكن ان نجزم ان هناك ضغوط على اي شخص يتراجع عن تصريحاته ويغير موقفه وخاصة اذا كان هذا الشخص هو محام يعرف القانون ويعلم الحدود التي يجب ان يقف عندها وتلك المساحات التي يمكن ان يتجاوزها في بلد مثل سورية تصبح فيه خبرة التعامل بمثابة قانون له كامل السلطة ولذلك لا نتعاطى مع هذه التهديدات بجدية لانه لا توجد شكوى من المحامية ولا توجد اية دلائل على هذه التهديدات وخاصة ان تهديد المحامي لاينفع ولا يضر القضية ، واعتبر قربي انه ربما كانت هذه القضية اكبر من حجم بعض الاشخاص الذين وجدوا انفسهم فجاة تحت الضوء وفي مواجهة صانعي الفساد فاثروا الانسحاب والعيش بسلام وكل ما يجب علينا عمله حاليا الاهتمام بالقضية الاصلية وهو الوقوف مع ناريمان التي تتعرض حقيقة الى التهديدات واخرها كان في جلسة المحاكمة وعلى مرأى ومسمع من الجميع وربما كان تعاطف الناس مع هذه القضية وجعل هذه القضية قضية رأي عام يدلل على ان هذا النوع من الفساد الذي يطال مواطنين عاديين واصحاب نفوذ وبعض عناصر الامن الجنائي وبعض المحامين وبعض القضاة امر متعارف عليه ويشعر به جميع السوريين ولكنه كان دائما ضمن المسكوت عنه وجاءت ناريمان وايقظته من غفوته .
وبعد توارد الانباء عن الضغوط على المحامية من قبل جهات متعددة سحبت ميساء حليوة محامية ناريمان تصريحاتها التي ادلت به واصدرت بيانا مساء الخميس ، تلقت ايلاف نسخة منه ، قالت فيه تداولت بعض النشرات الإخبارية ومواقع الانترنت مؤخراً تفاصيل قضية السورية ناريمان حجازي التي قُدمت أولا على التلفزيون السوري ونفت تقديمها " أي تصريح من أي نوع كان بخصوص هذه القضية إلى أية جهة إعلامية كانت، اعتبارا من اللحظة التي توكلتُ فيها عن الآنسة ناريمان والمعلومات التي تم تداولها عن تصريحات قدمتها بخصوص هذا الأمر، هي مجرد اختلاقات لا أساس لها من الصحة والواقع أنني لم أدل بأي تصريح لأية جهة كانت علماً أنني كنت قد قدمت للأستاذة بهية مارديني دراسة عامة حول مشكلة الدعارة في العالم، ليس فيها أية إشارة إلى ناريمان حجازي وقضيتها سوى إشارة سريعة إلى أن هذه الحالة هي نموذج حي للعنف الممارس في الدعارة دون أن تتضمن أية معلومات أو وثائق تخص القضية ، وإذ أجد نفسي مضطرة لتكذيب كل ما نشر عن لساني من تصريحات، فذلك تأكيدا للحقيقة".
واشارت الى انه يهمني أن أؤكد هنا أن قضية ناريمان حجازي منظورة أمام محكمة الجنايات الثانية بدمشق، وهي محكمة مشهود لها بالكفاءة والنزاهة كما يهمني أن أؤكد أن معالجتي قضايانا المجتمعية هي قضية لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال ببعض المحاولات التي جرت لتوظيف هذه المعالجة لغايات أخرى يأتي هذا التوضيح رداً ضرورياً على ما نشر في وسائل مختلفة عن تصريحات منسوبة إلي.
واوضحت المحامية السورية "وكنت قد قدمت قضية ناريمان حجازي ضمن تعاون مستمر مع التلفزيون السوري لتناول ومعالجة قضايا العنف ضد المرأة في سورية وكانت الآنسة ناريمان قد طلبت مني أن أقدمها كنموذج لهذا العنف. ضمن ما قدمته على مدى أكثر من عام من نماذج لهذا العنف. ولم تكن تربطها أية علاقة سابقة معي، ولم تكن قد طلبت توكيلي في قضيتها بعد. علماً أن تاريخ الوكالة هو 19/12/2005م . وتاريخ بث الحلقة على الفضائية السورية في 20/11/2005م. أي أن الفرق بين بث الحلقة وتاريخ الوكالة هو شهر تقريباً بعد ذلك مباشرة طلبت ناريمان مني أن أقبل توكيلها أمام القضاء في القضية التي رفعتها ضد من قام باختطافها. ووافقت على ذلك. مما عنى التزاماً مطلقاً مني بعدم تناول أي من تفاصيل القضية ووثائقها ووقائعها التي صارت أمام القضاء. وهو التقليد المتبع وفق القوانين السورية النافذة".

'البرلمان العربي' انجاز وهمي !

سركيس نعوم - النهار
من حق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان يفخر بـ"انجاز" البرلمان العربي الذي سعى اليه طويلا ونجح في تحقيقه اخيرا في القاهرة اثناء اجتماع الاتحاد البرلماني العربي. ذلك انه يتوج مسيرة برلمانية له لبنانية وعربية ويعطيه هالة معنوية كبيرة قد تفيد تاليا مسيرته السياسية اللبنانية المستمرة منذ سنوات طويلة في مواجهة تحديات داخلية كبيرة ابرزها اثنان. الاول، اضطراره الى الانسجام التام مع شقيقه اللدود داخل الطائفة الشيعية التي مثل خلال مدة طويلة من الزمن غالبيتها اي "حزب الله" وخصوصا بعدما نجح الاخير في تحرير معظم الاراضي اللبنانية التي كانت تحتلها اسرائيل، وفي الاستحواذ على تأييد قوتين اقليميتين كبيرتين ومهمتين هما سوريا وايران الاسلامية الامر الذي جعله يتوسع في شعبيته على حساب "امل" ورئيسها ومن يمثلان. والثاني، اضطراره الى خوض معركة داخلية شرسة في ظل ظروف محلية واقليمية ودولية صعبة هي معركة احجام الطوائف والمذاهب في التركيبة اللبنانية وذلك بعدما تبدلت هذه الاحجام كثيرا او على الاقل تعدلت في السنوات الـ15 التي اعقبت انتهاء الحروب في لبنان وعليه، وبعدما بدا ان المرحلة الحالية بكل عنفها وتأزمها ستشهد تركيزا للاحجام المذكورة قد يستمر سنوات طويلة. والمفارقة في التحديين المذكورين ان الاول يفرض على الرئيس بري اظهار مرونة هي في صلب شخصيته اساسا، حيال قيادات الشعوب او القبائل اللبنانية الاخرى وابداء استعداد للتفاهم معها حفاظاً على وضعه السياسي وعلى وضع "الشعب" او القبيلة التي يمثل وان ادى ذلك الى شيء من الافتراق عن "حزب الله" شريكه الاقوى حاليا في التمثيل الشيعي. وان الثاني يفرض عليه استمرار التضامن مع "اخيه ظالما او مظلوما" اي الحزب المذكور تلافيا لانعكاس اختلافهما او تباينهما على وضع من يمثلان. إذ بذلك يخسر ويعود من يمثلان الى الوضع السياسي الداخلي الهامشي الى حد بعيد الذي كان عليه قبل بدء الحروب في لبنان سواء قبل الاستقلال عام 1943 او بعده.
لكن الافتخار بـ"انجاز" البرلمان العربي قد لا يكون في محله كثيرا لانه اتى من فوق وليس من تحت ولم يكن لمعظم الشعوب العربية اي دور فيه. وكل ما يبنى من فوق يبقى معرضا للزوال او على الاقل للجمود والفشل والدليل الابرز على ذلك هو جامعة الدول العربية التي تأسست من فوق اي بقرار من ملوك الدول العربية ورؤسائها عام 1945 وبموافقة من بريطانيا القوة العظمى في حينه. اذ كان يفترض فيها وهي كونفيديرالية ان توصل الدول العربية وشعوبها مع الوقت ومن خلال الممارسة الى الوحدة العربية وفي حال التعذر الى الاتحاد العربي. وفي حال التعذر الى تنسيق وتكامل في القضايا السياسية. وفي حال التعذر الى تكامل في الموضوع الاقتصادي. وفي حال التعذر الى حال من الاخوة الحقيقية. لكنها لم تفعل شيئاً من ذلك. والذي حصل بدلا منه كان تحولها ادارة بيروقراطية توظفها الدولة العربية الاكبر والاقوى او مجموعة من هذه الدول وخصوصا بعدما صارت الثروات احد المعايير الاساسية للكبر او للغنى. وانحصرت مهمتها في عقد اجتماعات وزارية او لقاءات قمة لم تفلح يوما في حل مشكلة عربية او لم تساهم يوما في حل مشكلة عربية اجنبية. وكل ما فعلته على مدى نحو ستة عقود كان رعاية التوصل الى قرارات عامة غير صالحة للتنفيذ بغية الايحاء للشعوب العربية ان قادتها وزعماءها يتابعون مشكلاتها ويعملون لحلها. وكان ايضا لادارة الخلافات العربية من دون القدرة على حلها. وكان ايضا انشاء مؤسسات متنوعة تدرس وتبحث وتضع توصيات هي بدورها غير قابلة للتنفيذ ليس لان "القطرية" عند الانظمة التقدمية والانظمة المحافظة كانت طاغية بل لأن مصالح هذه الانظمة والرجال الاقوياء فيها كانت اهم وبما لا يقاس من مصالح الشعوب وقد اصاب ذلك الشعوب العربية بالاحباط كما انه دفع بها في مرحلة المد القومي التي اطلقها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الى تجاوز جامعة الدول العربية والى محاولة تحقيق احلامها الوحدوية بطرق اخرى. وطبعا فشلت هذه المحاولات لانها انطلقت من عواطف واحلام وليس من مؤسسات. وكان من الافضل ان يبدأ العرب مثلما بدأ الاوروبيون بتنسيق متواضع ومحدود في مجالات محددة كي يصلوا الى الحال القريبة من الاتحادية التي وصل اليها هؤلاء. لكنهم لم يفعلوا ذلك فبدأوا من القمة غير مدركين ان عدم البقاء عليها يعني النزول منها اي الانحدار. وذلك ما حصل، والآن يأتي البرلمان العربي الذي يفترض انه يمثل الشعوب العربية. لكنه في الحقيقة وربما باستثناء برلماني لبنان والكويت وجزئيا برلمانات اليمن ومصر والمغرب لا يمثل الا الانظمة وحكامها ورجالها الاقوياء. وذلك يعني ان المرض الذي قضى او كاد ان يقضي على جامعة الدول العربية سوف يقضي ايضا على البرلمان العربي، علما انه يمكن اعتباره احدى المؤسسات المتفرعة عن هذه الجامعة. واذا كان رأس الهرم فاشلا فكيف تكون المؤسسات المتفرعة عنه ناجحة؟ واذا كان التساهل في موضوع الجامعة قبل انضمام البرلمان العربي الى مؤسساتها الفاشلة ممكنا باعتبار انها قديمة وان مشكلتها مزمنة وان لا حل لها وان بقاءها يبقى افضل من عدمه لانها تبقى اطارا يمكن استعماله في اوقات الحشرة، وهي اوقات الرفض واوقات التجاوب، فان التساهل في موضوع البرلمان العربي لا يجوز. لان ذلك يعني المساهمة في "غش" الشعوب العربية ودفعها الى الاقتناع بان العالم العربي وشعوبه في وضع جيد ومتقدم باطراد. وذلك ليس حقيقة على الاطلاق.
واذا كان الرئيس بري وزملاؤه البرلمانيون العرب جادين في "انجاز" برلمان تاريخي فان عليهم لا أن يطالبوا بحصانات لأعضائه لان ذلك ليس مشكلة ولانهم قد يمنحون هذه الحصانات انطلاقا من اقتناع مانحيها بانهم يمثلونهم ولن يخرجوا عن طوعهم. بل ان يطالبوا بان تنتخب الشعوب العربية برلمانها العربي رغم معرفتهم بان الانتخاب في ظل الوضع الراهن والانظمة العربية الحاكمة لن ينتج برلمانا قوميا افضل من البرلمانات القطرية، علما ان تجربة الانتخاب هذه قد لا تلقى الترحيب العملي.
في اختصار ان الطريقة المعتمدة لتقريب الشعوب العربية من بعضها كي لا نقول لتوحيدها او لاتحادها منذ تأسيس جامعة الدول العربية حتى الآن اعطت نتائج معاكسة. والاستمرار فيها سيزيد من الشرخ وعدم التفاهم في ما بينها بسبب مصالح الانظمة. وثانيا، بسبب الفروق الكبيرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها بين الشعوب والدول العربية. وحده التعاون بين الانظمة في المجالات المذكورة واقدامها على انشاء "دول" حقيقية في الدول التي تحكمها يساعد مستقبلا على تقريب العرب من تحقيق احلامهم الوحدوية. والنجاح في التعاون وانشاء "الدول" الحقيقية يقتضي حرية وديموقراطية مفقودتين في العالم العربي. وفي النهاية لا بد من العمل لتقدم المجتمعات العربية لان التخلف يقسم والتقدم يوحد. مع الاشارة هنا الى ان اتقان اللغات الاجنبية او استعمال التكنولوجيا الحديثة المتسارعة في تطورها ليس وحدهما وبالضرورة دليلا على التقدم. فالتخلف والتقدم موجودان في العقول وفي النفوس اولا واخيرا.

محن محمود عباس (وزملائه)

حازم صاغيّة - الحياة
يلخص الوضع البائس كما يعانيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي حمل البعض على توقّع استقالته، بؤس العقل السياسي وبؤس الضمير معاً في هذه المنطقة من العالم.
فهو يناشد التنظيمات الراديكالية الفلسطينية ان توقف الهجمات الصاروخية على اسرائيل، فيما حركة «الجهاد الاسلامي» ترفض الدعوة سلفاً،ً متهمة الدولة العبرية بتصعيد العنف. وهو، طبعاً، يدافع عن مشاركة «حماس» في الانتخابات التشريعية المقبلة، وهي مهمة يزيدها صعوبة الرفضان الأخيران للاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية. أما «حماس» التي تخوض الانتخابات للمرة الأولى، فتتهيأ للحلول محل «فتح»، واجدةً في نتائج الانتخابات البلدية، وفي المناخ الأصولي المستشري، ما يشجّعها على ذلك.
وهو، وأركانه، يناشدون الاسرائيليين أن يعودوا الى العملية التفاوضية، والى السياسة، بدل اللجوء الى الحلول العنفيّة والتصعيديّة المعمول بها راهناً. لكن الاسرائيليين يلقون صاروخين على غزة بعد يوم واحد على إبداء رغبتهم في إنشاء منطقة عازلة تقيهم ضربات المسلّحين الفلسطينيين. ولا تلبث الطائرات الاسرائيلية ان ترمي مناشير تتوعّد فيها الفلسطينيين اذا ما دخلوا تلك المنطقة العازلة الجديدة... علماً أنها مأهولة وزراعية.
وهو يحاول رأب الصدع في حركة «فتح»، والحفاظ على تماسكها، وصولاً الى الصيغة التسووية الأخيرة كما عبّر عنها دمج اللائحتين. بيد ان أسباباً موضوعية كثيرة، تتعلق بالأجيال والتجارب، كما بتحول الأداة النضالية الى أداة سلطة، ناهيك عن الفساد والمحسوبيات، تجعل المهمة، على المدى الأبعد، مستحيلة. فهناك، بعد رحيل المؤسس ياسر عرفات، جماعة «المستقبل» وجماعة الماضي، وبينهما جماعات الحاضر الكثيرة.
ويعمل عباس على توحيد الأمن حيث تمتد سلطته، الجزئيّة دائماً، فإذا بمسلحين من «فتح» نفسها يحاصرون مراكز الاقتراع في غزة، ويتبادلون اطلاق النار مع الشرطة، كما يغلقون بالقوة المراكز الانتخابية في خان يونس ورفح، أو يستولون على مبانٍ ومقارّ للسلطة احتجاجاً منهم، كما قيل، على الفساد ومطالبةً بفرص عمل.
وهو يسعى الى تقديم صورة عن سلطة توحي للعالم بالطمأنينة والثقة، فضلاً عن إمساكها بأمن شعبها. لكن ثلاثة بريطانيين يُختطفون في غزة التي دخلوها من القاهرة، وقد خُطفوا بعد أيام قليلة على خطف الاستاذين الهولندي والاسترالي في بيت لهيا ممن أمكن تحريرهما. ويبقى غامضاً، كما الغموض في غابة، مَن الذي يخطف ولماذا.
وفي الواسع، طبعاً، تعداد أسباب عدة تقف وراء محن عباس الكثيرة، بعضها من ميراث الماضي المتراكم، وبعضها من نتائج التحول الذي تعرضت له «فتح» مع انتقالها الى «السلطة» والى الوطن. وهناك دائماً حصة للأسباب السوسيولوجية التي تشير اليها مسألة الأجيال، أو يدل عليها تعبير «التوانسة»، أو غير ذلك. بيد ان أمّ المسائل تكمن في أن الطرفين المعنيين مباشرة بالصراع، أي اسرائيل والتنظيمات الجهادية، لا يتعاملون بجد مع السياسة، ولا يمنحون الوضع الاقتصادي للفلسطينيين ما يستحق من عناية، مولين العنف أولويتهم المطلقة. ومحمود عباس سياسي، ما يحاوله اسمه انتخابات، وما يسعى اليه اسمه تفاوض، وما يستهدفه الحصول على ثقة تأتي إليه لا بالدولة فحسب، بل أيضاً بالمعونات والاستثمارات التي تجعلها قابلة للحياة. وهذا جميعاً ممنوع على عباس في فلسطين، كما هو ممنوع على فؤاد السنيورة في لبنان، أو العراقيين الذين يريدون لبلدهم فرصة حياة وبعضاً من مسافة عن طوائف هائجة قاتلة.

مقتل 10 في اشتباك الشرطة المصرية ولاجئين سودانيين

BBCArabic.com
أعلنت وزارة الداخلية المصرية ان عشرة لاجئين سودانيين قد قتلوا في اشتباكات مع الشرطة خلال محاولة إجلائهم من حي المهندسين بالقاهرة الذي يعتصمون به منذ 3 أشهر تقريبا.
وقال البيان "إن زعماء اللاجئين لجأوا إلى التحريض وهاجموا الشرطة". وأصيب 23 من رجال الشرطة في الاشتباكات التي جرت فجر الجمعة.
وأضاف البيان قائلا "إن الاشتباكات أدت إلى فوضى وتدافع مما أدى إلى إصابة نحو 30 من اللاجئين، وأغلبهم من كبار السن والأطفال، الذين تم نقلهم إلى مستشفى قريب حيث توفى 10 منهم".
وكانت قوات الامن المصرية قد تمكنت فجر اليوم من إجلاء مئات اللاجئين السودانيين الذين كانوا يعتصمون منذ ثلاثة اشهر في حى المهندسين بالقاهرة، حيث قام نحو 4000 من أفراد شرطة مكافحة الشغب بتطويق الموقع وحاولوا منع الناس من دخوله أو مغادرته.
ونقل اللاجئون السودانيون بحافلات الى اماكن قريبة.
وأفادت الأنباء بقيام قوات من شرطة مكافحة الشغب المصرية بمداهمة مخيم اللاجئين حيث استخدمت خراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين يعتصمون في شارع جامعة الدول العربية في ضاحية المهندسين في القاهرة في مسعى للسماح لهم ببدء حياة جديدة في الخارج.
وقال المسؤولون ان السلطات رتبت لنقل المحتجين الى موقع آخر به مرافق أفضل لكن المحتجين السودانيين قالوا انهم لا يصدقون الوعود.
المساعدات
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قد قالت انها مُستعدة لتقديم المزيد من المساعدة للسودانيين في مصر الفارين من الصراع في بلدهم لكنها لا يمكنها ان ترتب لإعادة توطينهم جميعا في بلد آخر.
وكانت الحرب الاهلية التي استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب في السودان قد تسببت في تشريد حوالي 4 ملايين شخص، كما أسفر النزاع في منطقة دارفور بغرب البلاد عن مليوني لاجيء آخرين.
وكان اتفاق سلام وقع في يناير كانون الثاني الماضي قد أنهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، لكن كثيرين يقولون انهم لا يأمنون العودة الى وطنهم لان الاتفاق هش.

ومن ناحية أخرى، قالت متحدثة باسم مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان المفوضية على اتصال مع السلطات المصرية بشأن المحتجين.
وأضافت أن المفوضية كانت قد أبلغت السلطات المصرية أنه ينبغي التعامل مع الوضع سلميا، مشيرة إلى أن الشرطة المصرية لم تبلغ مسؤولي المفوضية أنها ستحاول نقل المحتجين.

المنجم الشارني: المقاومة العراقية ستقوم بعملية ضخمة في 2006 تربك الأمريكيين

انقلاب في دولة عربية وتعكر صحة بعض القادة العرب
قدس برس 24/12/2005

تنبأ المنجم التونسي ونائب رئيس اتحاد الفلكيين العالمي حسن الشارني بوقوع حوادث كبرى خلال العام القادم، ستؤثر على البشرية، ومنها نجاح المقاومة في العراق في القيام بعملية كبيرة يموت فيها المئات من الجنود الأمريكيين وتتسبب في تغيير جوهري في السياسة الأمريكية في العراق والخليج.
كما تنبأ الشارني في حديث مع جريدة /الصباح/ اليومية التونسية بوقوع محاولة انقلابية العام القادم في بلد عربي، تقع السيطرة عليها في وقت لاحق. كما ستتوعك صحّة ملك في دولة خليجية، وستشهد دولة خليجية أخرى أعمالت إرهابية خطيرة، كما سيصاب رئيس دولة عربية بمرض تفتح بعده معركة الخلافة.
أما في المغرب العربي فستكون صحّة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قضيّة تشغل الجزائريين عام 2006. في حين توقع أن تمر تونس بصعوبات اقتصادية كبيرة، وأن يشهد المغرب الأقصى مظاهرات وقلاقل اجتماعية.
وقال الشارني إن السلاح سيتكلم بين الفصائل الفلسطينية، وستندلع مناوشات بين حزب الله وإسرائيل. أما في العالم فستشهد فرنسا أعمالا إرهابية شبيهة بأحداث لندن التي وقت في تموز (يوليو) 2005، في حين سيكون رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عرضة لفضائح وأزمات جديدة.
وفي ألمانيا التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم ستقع حوادث لن تؤثر على سير الكأس الذي سيكون للبرازيل، متوقعا أن يبدع المنتخب التونسي في تصفيات الكأس، وأن يثلج صدور العرب.
وكان الشارني قد توقع العام الماضي في حديث لوكالة "قدس برس" باغتيال الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن يصاب رئيس الوزراء الإسرائيلي آرائيل شارون بالشلل. غير أنه علق بأن تباطؤا في سير بعض الكواكب تسبب في تأخير وقوع هذه الأحداث إلى العام 2006.

ماريان وكريستين: أسلمنا وتزوجنا بعقد شرعي وأنجبنا دون إكراه

مصر: نفي اختطاف مسيحيات بعد مطالب مبارك ببحث الأمر
قدس برس 26/12/2005

نفت فتاتان مسيحيتان ما قالته والدتهما في برنامج (الحقيقة) الذي تذيعه قناة "دريم" الفضائية الأسبوع الماضي عن خطفهما وإكراههما على التحول إلي الإسلام. وأكدتا - في رسالة فيديو و"سي. دي" نشرت تفاصيلهما صحيفة "الأسبوع" المستقلة اليوم الأحد أنهما أسلمتا وتزوجتا من شابين مسلمين بعقود شرعية وأنجبتا بدون إكراه من أحد، وطالبتا بحمايتهما من تعرض أحد لهما مع الاستعداد لأي مناظرة تلفزيونية مع المتشككين في إسلامهما.
ووجهت الفتاتان رسالة إلى الرئيس حسني مبارك أكدتا خلالها أنهما ليستا مخطوفتين أو أجبرتا على الإسلام الذي يحبانه، أو تزوجتا وأنجبتا من زنى أو سفاح كما يقال، ولكن بعقد زواج رسمي، وقالتا إن هذا ثابت أيضا في محاضر شرطة مركز (بلقاس) محافظة الدقهلية شمال مصر، وأن "هذه ليست المرة الأولى التي نغادر فيها بيتنا إلى الإسلام " علي حد قولهما.
وقالت الفتاتان - ماريان وكريستين نادر كمال - في الرسالة التي نشرتها "الأسبوع": "إنني خائفة جدا وأنا أرى دولة تتحرك بكاملها من خلفي تطاردني.. نناشدك بالله الذي تؤمن به أن تبسط حمايتك علينا وأن لا ترجعنا إلى ما نكره ونحن على استعداد عند ذلك لمواجهة إعلام العالم لبيان الحقائق، إننا أحرار ولكننا خائفون جداً من المصير الذي لقيته كل فتاة أسلمت قبلنا".

بداية الأزمة
وسبق أن أثار أقباط مصريون ما سمي "قضية أسلمة فتيات مسيحيات"، وزعم أقباط في المهجر عبر مواقع إنترنت أنه جرى اختطافهن وإكراههن على التحول إلي الإسلام، في حين نفت جهات رسمية وإسلامية ذلك، وقالت إن ما جرى لا يعدو أن يكون قصص حب بين شبان مسلمين وفتيات مسيحيات يهربن على إثرها بإرادتهن من منازلهن ويتزوجن ويتحولن إلى الإسلام، كما أن هناك تحول حقيقي لهؤلاء الفتيات والسيدات إلى الإسلام بدون قصص حب، كما حدث مع بعض زوجات كهنة الكنيسة المصرية في كانون أول (ديسمبر) 2004.
وعادت القضية لتثار مرة أخرى من خلال حلقة من برنامج "الحقيقة" على قناة دريم الفضائية الأسبوع الماضي للصحفي "وائل الإبراشي" رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "صوت الأمة" المستقلة، بعنوان "اختطاف واختفاء المسيحيات". وكان الموضوع يتعلق بما يقال عن اختفاء فتاة أو سيدة مسيحية كانت على علاقة بشاب مسلم ثم هربت من أسرتها وأسلمت وأحيانا يقال إنهن تعرضن للخطف عن عمد.
واستضاف البرنامج المفكر القبطي جمال أسعد الذي أثار سخط بعض الأقباط، حينما نفى ما يقال عن اختطاف أو إجبار مسيحيات على الإسلام، واتهم جماعات قبطية في الخارج باستغلال هذه الأمور، كما شارك في البرنامج المستشار نجيب جبرائيل وتليفونيا موريس صادق من أقباط المهجر، ووالدة الفتاتين، وأثارت الحلقة ردود فعل واسعة.
ووجهت في نهاية البرنامج السيدة "ماري بلاق دميان" نداء إلى الرئيس "مبارك" ناشدته فيه التدخل للبت في مسألة اختفاء ابنتيها "ماريان" و"كريستين"، وكانت المفاجأة حين اتصل الرئيس "مبارك" تليفونيا بالبرنامج وكان يشاهد الحلقة، ليؤكد أنه مهتم شخصيا بهذا الموضوع بل ودعا لضرورة فتح مثل هذه الملفات الشائكة، وكلف وزير الداخلية بتقصي حقيقية الأمر، وأعلن بيان لاحق للوزارة أن الفتاتين لم يتم اختطافهما.

الحقيقة من وجهة أخرى
وقد عرضت جريدة "الأسبوع" في عددها تفاصيل ما قالت إنه "سي دي" تضمن كل التفاصيل بداية بمجموعة صور حديثة لبطلتي الواقعة بعد إسلامهما وإقرارات كتابية تنفيان فيها ما تردد عن الاختطاف وتؤكدان: "ذهبنا مع زوجينا بمحض إرادتنا، وأن أحداً لم يكرهنا على شيء، واحتوى الـ"سي دي" أيضا على تسجيل فيديو للفتاتين.
وقالت (ماريان): "أنا ماريان نادر كمال بنت السيدة التي ظهرت في برنامج (الحقيقة)، وادعت أننا اختطفنا، وهذا الكلام غير صحيح لأننا ذهبنا بمحض إرادتنا، وكنت مرتبطة بزوجي الذي تزوجت به الآن عاطفيا، وعشنا في بيت إسلامي في صعيد مصر، ووجدت أن الإسلام هو دين الحق، ولن أعود إلى المسيحية مرة أخرى، أقول هذا الكلام بعيدا عن أي تأثير أو تهديد، وأنا لست مربوطة أو مخطوفة".
وأضافت ماريان: "ليس من المعقول أن تكون هناك واحدة لها سنتان أو أكثر مخطوفة وعايشة بشكل طبيعي، كما أنني معي طفل وأحب زوجي"، وأضافت أنها لا تريد أن ترجع مرة أخرى لأنها وشقيقتها أسلمتا وأشهرتا إسلامهما ونطقتا بالشهادتين.
وردت على كلام والدتها بقولها: "نعيش حياة طبيعية جدا ويا ريت يسيبونا في حالنا، إحنا مش راجعين تاني خالص"، وأنها وأختها لا تريدان مصير وفاء قسطنطين (زوجة قس مصري قيل إنها أسلمت ثم رجعت للمسيحية) أو غيرها من الموجودات في الأديرة ولا أحد يعرف ما هو مصيرهن؟".
وأضافت: "أنا أسلمت ونطقت بالشهادتين، ولا أريد أن أحيا مطاردة أنا وزوجي وطفلي كل يوم في مكان وبلد.. لماذا؟"، وأنها مستعدة لأي مناظرة مع أي أحد، أو أي رجل دين مسيحي على أن تذاع على أي قناة تليفزيونية ليسمعنا العالم كله".
وبعد أن أكدت: "أنا لن أرتد، ولو أكرهوني على ذلك مثل الكثيرات سأحتكم إلى كل من علم بقصتي أنا وأختي أمام الله يوم القيامة"، اختتمت رسالتها، وفق الأسبوع، بقولها: "استحلفكم بالله.. أنا وطفلي وزوجي نعيش مطاردين في بلدنا، لم نسرق أو نقتل، أنا أسلمت فقط، ونحن نعيش في دولة إسلامية أين الشرع والقانون وحقوق الإنسان؟ حرام عليكم.. اتقوا الله فينا..".
وأكدت "الأسبوع" أن نفس الكلام تقريبا جاء على لسان كريستين الأخت الصغرى التي اختتمت كلامها بثقة قائلة: "أسلمنا والحمد لله، ولن نترك أولادنا ولا أزواجنا، ولن نترك ديننا" ثم نطقت مثل شقيقتها بالشهادتين.

لجنة إشهار الإسلام تنفي إجبار أحد
وكان الشيخ عبد الله مجاور رئيس لجنة إشهار الإسلام وأمين لجنة الفتوى بالأزهر، أكد أن الأزهر لا يجبر أحداً، مطلقا على اعتناق الدين الإسلامي، وإنما تترك حرية اعتناق العقيدة لإرادة المواطنين.
وقال مجاور في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم" السبت (24/12): "لم نجبر كريستين ومريان كمال، أو أي مواطن قبطي على اعتناق الإسلامي وإنما نترك الحرية لجميع المواطنين، انطلاقا من قول المولى عز وجل "لا إكراه في الدين".
وأوضح مجاور أنه تتم مقابلة الشخص الذي يرغب في إشهار إسلامه، والتأكد تماما من أنه أتى إلى اللجنة بمحض إرادته دون أي لون من الضغط، كما أننا نسأل المواطنين سواء كان رجلا أو امرأة عن السبب الذي دفعه للإقبال على اعتناق الإسلام، ويتم توجيه العديد من الأسئلة للتأكد تماما من أنه يرغب في اعتناق الإسلام عن اقتناع تام.
أما الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق فقال لصحيفة "الأسبوع": إنهما أعلنتا إسلامهما ووجب على الشرطة حمايتهما، وأن عليهما أن تقوما بتسجيل إسلامهما إذا لم تكونا قد فعلتا ذلك، مشيرا إلى أن "لكل حالة ظروفها الخاصة، وإن ردة الفتيات اللاتي عدن إلى الكنيسة مرة أخرى كان لادعائهن أنهن أكرهن وهكذا الظاهر، وفيما يخص هاتين الحالتين فإن الأمر يختلف خاصة أنهما أسلمتا وأنجبتا وهما في ظل الإسلام".
وتعتبر قصة السيدة وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير بمصر أكثر القصص التي راجت عن خطف وأسلمة مسيحيات شهرة بسبب تسليط الأضواء عليها، ولأنها أقرت رسميا في زيارة للأجهزة الأمنية وفي زيارة للأزهر الشريف منذ اليوم الأول لتركها منزلها أنها أسلمت سرا منذ عام وتصلي وتصوم وتحفظ ثلث القرآن، قبل أن تثور قيادة الكنيسة المصرية ويعتكف البابا شنودة في أحد الأديرة احتجاجا، وتعود السيدة لتعلن أنها لا تزال مسيحية.
ونشرت الصحف حينئذ وقائع أخرى مثل واقعة زوجة كاهن "الشرابية" شمال القاهرة التي ذهبت بالفعل إلى شيخ الأزهر في مكتبه، كما روي الشيخ طنطاوي ذلك، تطلب إشهار إسلامها لكن الشيخ نصحها بالتروي حقنا للفتنة وصرفها من مكتبه لأن هناك قواعد لتحول المسيحيات وخاصة زوجات الكهنة للإسلام تشترط موافقة الجهات الأمنية والكنيسة نفسها على إشهار أي مسيحي أو مسيحية إسلامه منعا للفتنة الطائفية.
وفي هذه الحالات هربت الزوجات دون إكراه من أحد، ولم تكن هناك قصص وهمية عن سعي مسلمين للزواج منهن كما روجت شائعات بعض أقباط مصر، كما أكدت هذا الجهات الأمنية المصرية، وفي نهاية الأمر عادت زوجة قس الشرابية إلى بيتها بعدما رفض الأزهر إشهار إسلامها في البداية، وأقنعها رجال الكنيسة، فيما يسمي "جلسات الإرشاد"، بالعودة لبيتها، كما عادت زوجة قس أبو المطامير ولكن وفق اتفاق، كما تقول مصادر مصرية، غير واضح المعالم بحيث لا تعود لزوجها ولا تشهر إسلامها وتبقي مسيحية قانونا وربما مسلمة قلبا.

مسلحون يطلقون النيران قرب منزل عباس في غزة ويثيرون الذعر

رويترز
وقع اطلاق للنيران يوم الخميس قرب منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء تواجده في رحلة بالخارج مما أثار حالة من الذعر بالمدينة التي يخيم عليها التوتر.
وقالت الشرطة ان اطلاق النار وقع خلال جنازة شرطي قتل في اشتباكات سابقة مع مسلحين ينتمون الى احدى عشائر المحلية.
وأطلق أقارب الشرطي الذي يتهمون السلطة الفلسطينية بالتراخي الرصاص في اتجاه مركز للشرطة قرب مقر اقامة عباس. ورد رجال الشرطة الموجودون بالداخل لكن لم ترد تقارير عن وقوع اصابات.
وقالت الشرطة انه ليس هناك قتال داخل منزل عباس نفسه حيث اتخذ حرسه الشخصي مواقعهم. وقال سكان ان بعض المدنيين حاولوا تسلق الجدران ذعرا اثناء اطلاق النار.
وقتل شرطي ومسلحون من احدى العشائر في وقت سابق في اشتباك جاء علامة اخرى على تزايد الفوضى التي يشترك فيها مسلحون وعصابات وقوات أمن منذ انسحاب اسرائيل من غزة في سبتمبر ايلول بعد 38 عاما من الاحتلال.
وتزايدت حدة الفوضى مع محاولة الجماعات المسلحة المتنافسة الحصول على نصيب من السلطة.

متحدث اوروبي: اغلاق الحدود بين مصر وغزة

رويترز
قال متحدث باسم بعثة المراقبة الامنية التابعة للاتحاد الاوروبي ان حدود قطاع غزة مع مصر اغلقت يوم الجمعة بعد ان طوقت الشرطة الفلسطينية ومسلحون نقطة عبور رفح الرئيسية.
وقال المتحدث باسم بعثة المراقبة الامنية التابعة للاتحاد الاوروبي جوليو دي لا جوارديا "الشرطة الفلسطينية نصحتنا بالرحيل. وانتقلنا الى كيريم شالوم" مشيرا الى نقطة اسرائيلية على حدود غزة.
واستطرد "اغلق معبر رفح لان المراقبين غادروه."

مراقبون:بوادر أزمة داخل الطائفة الدرزية بسبب الخلاف اللبناني السوري

الدروز .. يعتقدون بتناسخ الأرواح وفي رمضان يصومون عن الكلام
حيان نيوف و لميس حطيط - العربية.نت
قال مفتي طائفة الموحدين (الدروز) الأول في سوريا أحمد الهجري إن مواقف الزعيم اللبناني وليد جنبلاط التي أطلقها مؤخرا ضد النظام السياسي في دمشق لا تتم بالاتفاق مع الطائفة الموحدية (الدرزية) وإنما هي تعبير عن رأي حزب سياسي، فيما تحدث مراقبون عن بوادر أزمة داخل الطائفة الدرزية بسبب الخلاف السوري اللبناني.
وبخصوص موقف الدروز في سوريا، أوضح أحمد الهجري وهو ما يعرف بـ"شيخ عقل الدروز"، في تصريح خصّ به "العريبة.نت"، معلقا على تصريحات جنبلاط، أن الهيئة الروحية أو الدينية للطائفة الموحدية (الدرزية) "ليس هذا رايها بلبنان وفي النهاية وليد جنبلاط يمثل حزبا سياسيا فيه من كل الطوائف ونحن في سوريا نشعر بالراحة لأننا دولة مؤسسات وقواينن بينما في لبنان الطائفية تاخذ دورها، وعندما يتحدث ويصرح فهو لا يتكلم باسم الطائفة وإنما باسم الحزب".
وإزاء التصريحات التي أطلقها الشيخ الثاني للطائفة في سوريا حسين جربوع عندما هاجم جنبلاط دون أن يسميه، قال الشيخ أحمد الهجري:"لا أريد أن نمزق بعضنا ونضرب الحجارة على بعضنا. دعنا نفصل موضوع سوريا عن موضوع لبنان وهذا موضوع سياسي يبقى بين الحكومتين. صارت الأمور تحصل بشكل ارتجالي، الشيخ حسين العضو الثاني بهيئة الافتاء نحترم رايه لكنه ليس ناتج مشاورة وحصل الامر حسب تصوره هو، وهو يعبر عن رأيه".
وأكد الشيخ الهجري، عضو مؤتمر حوار الاديان العالمي الأول في بلجيكا عام 2001 ، أن الطائفة الموحدية (الدرزية) تدعم النظام في سوريا "لأنه يسهر على أمننا ولن نتخلى عنه وهذا ليس تصنعا"- حسب تعبيره.

بوادر ازمة داخل الطائفة
على صعيد آخر، تحدث مراقبون عن بوادر أزمة داخل الطائفة الدرزية بسبب الخلاف السوري اللبناني. وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي اللبناني سليمان تقي الدين لـ"العربية.نت" أنه "لا يوجد نظام طائفي في سوريا، كالذي يحكم لبنان، كما لا توجد حريات سياسية. إلى جانب أن دروز سوريا مندمجين في نظامهم السياسي، ومرتاحين للأمان الذي يوفره لهم. والنظام السوري، منذ 35 عاماً، يتعامل مع الدروز بشكل ايجابي، عكس الأنظمة السابقة التي كانت ظالمة تجاههم".
تساهم كل هذه العوامل، بحسب تقي الدين، في تغليب الاتجاهات السياسية على العلاقة بين دروز لبنان وسوريا، لتظهر بوادر "أزمة" في داخل الطائفة، نتيجة الاختلاف الحاصل. ويقول: "لا تلعب العصبية الطائفية الدرزية أي دور يذكر في توحيد الموقف الدرزي بين لبنان وسوريا. لأن كل مجموعة تغلب الالتزام الحزبي على الديني، ما يعزز الاختلاف بينهم في هذه المرحلة".
لكن، هذا الاختلاف الدرزي، بين لبنان وسوريا، ليس له عمق تاريخي، إذ يشير تقي الدين إلى أن القسم الأكبر من الدروز في لبنان منذ العام 1976 "وتحديداً من زمن الزعيم الراحل كمال جنبلاط، كان الميل الغالب هو لعدم الاختلاف مع الموقف الدرزي السوري. لكن تختلف الأمور اليوم، إذ يميل الجو الدرزي اللبناني لتبني موقف وليد جنبلاط المعلن".

خيارات غير استراتيجية
يرى تقي الدين أن الوضع الحالي، يمثل واحداً من "الظروف الصعبة التي تمر بها الطائفة الدرزية، والتي تواجه فيها خيارات، يظهر أنها لا تتفق مع موقفها الاستراتيجي" مع دروز سوريا. ويشير إلى أن الطائفة في لبنان "تعيش حالة يسود فيها شعور بأنها متروكة، نتيجة قطيعتها مع سوريا، التي كانت تشكل، تاريخياً، ملاذاً وملجأ للطائفة". ويستشهد تقي الدين في حديثه بالعام 1958، "حين حضر مقاتلون من جبل العرب للقتال إلى جانب كمال جنبلاط".
ويشير المحلل اللبناني إلى أن الاتفاق السياسي بين الدروز في لبنان وسوريا "لا بد ان ينعكس ايجاباً على العلاقة بين الطرفين"، مؤكداً على ضرورة أن يكون الوضع اللبناني الداخلي مستقراً، "ليخفف من حدة "القلق الطائفي" السائد حالياً، ما سينعكس انفراجاً في العلاقة بين دروز لبنان وسوريا. لأن العداء لسوريا مخالف لمسار التاريخ، كما أنه مضر لجميع اللبنانيين".
ويصف تقي الدين الحالة السياسية التي يعيشها لبنان حالياً بأنها "موجة جنون سياسي كبيرة، تتحرك فيها الناس منقادة لعواطفها وغرائزها، ولا أعرف أين يمكن أن يوصلنا هذا الوضع".
وتقود تصريحات الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط وردود الفعل عليها من قبل مشايخ عقل الطائفة في سوريا إلى الوقوف عند تاريخ ومعتقدات طائفة الموحدين (الدرزية) ودورها السياسي في الحياة السورية المعاصرة.

دروز السويداء
السويداء .. جنوب سوريا، مدينة أخرى يجهل تاريخها الكثيرون إلا أن زائرها للمرة الأولى سوف تتبادر إليه حكاية سلطان باشا الأطرش ورائحة بارود بندقيته بين صخور الريف هناك ذات الرمزية السياسية السورية عندما قاد هذا الزعيم السوري من أبناء الطائفة الدرزية الثورة السورية الكبرى في وجه الانتداب الفرنسي بالتنسيق مع ابراهيم هنانو في الشمال (سني) وصالح العلي في الساحل (علوي).
السويداء.. لن تنتهي اسطورتها عند "حقبة الأطرش"؛ بل تستمر بنكهة العمل السياسي والصراع على السلطة هذه المرة من خلال الدور البارز الذي لعبه ضباط دروز خلال الحياة السياسية السورية المعاصرة، من مواجهة الرئيس الشيشكلي في الخمسينات، إلى محاولة انقلاب سليم حاطوم على قيادة حزب البعث على أبواب سبعينات القرن المنصرم.في السويداء، وما يعرف بـ"جبل الدروز"، يقطن السوريون من أبناء الطائفة الدرزية، فضلا عن الدروز المتواجدين في الجولان السوري المحتل.
وبعيدا عن الدور السياسي للطائفة الدرزية، تبدو في الافق مجموعة من التساؤلات حول العقيدة التي يعتقنها أبناء هذه الطائفة وعلاقتها بالاسلام.

موحدون أم دروز ؟
يقول نبيه السعدي، أحد أبرز الباحثين في تاريخ هذه الطائفة وهو من أبنائها، إنه جرى التباس كبير بين مفهومي الموحدين والدروز. وأوضح، في حديثه لـ"العربية.نت"، أن " هناك تسمية خاطئة للطائفة و الاسم الاصلي في الكتب المذهبية هو الموحدون أو طائفة التوحيد وأما الدرزية فهي عقيدة أخرى نشأت إلى جانب التوحيد وكان مؤسسها نوشتكين الدرزي وهي طائفة حاربها التوحيد لأن أتباعها ألغوا التكاليف الشرعية وأباحوا المحظورات والمحرمات".
وتابع السعدي :"كشف التوحيد عن الدعوة عام 408 هجرية فحصل هناك حرب بين الجهتين كانت النصرة في البداية لأتباع نوشتكين الدرزي فأجبر حمزة بن علي بن أحمد إمام طائفة التوحيد على الاختفاء سنة 409 ولم تحسب هذه السنة من التقويم التوحيدي وفي بداية العام 410 قتل الدرزي ، علما أن الدرزي كان قد قام بانتحال صفة الامام للكشف عن الدعوى التوحيدية وادعى الامامة مكان حمزة الامام الاصلي فتبعه البعض وجمع حوله المئات وهاجموا الازهر و المصلين فحصلت معركة وهزموا ولحقتهم الناس واجتمع أهل السنة وعلمهم أنه هو المسؤول عن دعوة التوحيد و التبست الامور ".
وحسب السعدي تتألف الطائفة من مرتبتين : عقّال وجهّال ، وأما العقّال هم من التزموا بالمسلكية الدينية وارتدوا لباس رجال الدين والجهّال هم البعيدون عن العقيدة التوحيدية ولا يعرفون عنها شيئا ".

تناسخ الأرواح
وينفي السعدي ما يشاع عن أن طائفة الموحدين أنها تعتقد بألوهية الحاكم بأمر الله، ويوضح أن الحاكم بأمر الله هو "الخليفة الفاطمي في 386 واختفى سنة 411 الذي كان يقول أنا مخلوق من خالق أبي العزيز وجدي المعز وهو رجل تولى الخلافة وناصر دعوة التوحيد حتى اختفائه".
إلا أن نبيه السعدي لا ينفي اعتقاد معتنقي طائفة الموحدين بالتناسخ أي أن الإنسان إذا مات فإن روحه تتقمص إنساناً آخر يولد بعد موت الأول.
ويشدد السعدي على أن الكتاب المنزل عند الدروز هو القرآن الكريم لافتا إلى أنه لا كتاب منزلا غيره ولكن يوجد كتب مذهبية تسمى رسائل الحكمة ولا تدعي الانزال ولا تخلو أي صفحة منها من آيات القرآن الكريم.
كما نفى السعدي ما يشاع حول أن طائفة الموحدين استبدلت أركان الاسلام أو أن اتباعها يحجون إلى الكنيسة المريمية في دمشق، وقال "نحن نحج إلى مكة المكرمة ولكن الباطنية عندنا تضيف إلى أركان الاسلام أركانا أخرى مثل الولاية والطاعة والجهاد حت تصبح 7 ولها معان جوهرية مثل الصيام فهو الامتناع عن الكلام إلا عن توحيد الخالق".
ويؤكد السعدي أن الموحدين يمنعون تعدد الزوجات "انطلاقا من القرآن" ، و"لا اعتراف بحرمة الأخ أو الأخت من الرضاعة ولكن هناك اختلافات حيث هناك من يعود إلى الفكر السني الحنفي وهناك من من يجتهد اجتهادات شخصية ".

الدور السياسي والعسكري
يشير نبيه السعدي إلى أن وجود الموحدين في سوريا منذ زمن الشهابيين في القرن السادس عشر وخاصة في جبل العرب، لكن بعد التناحرات بين المسيحيين والدروز في لبنان نزح البعض إلى جبل العرب، مشيرا إلى أن عددهم بين 350 إلى 400 ألفا، ويقطنون أيضا في في جبل الأعلى وفي الجولان وقرية مجدل شمس وفي جبل الشيخ وفي غوطة دمشق أيضا.
وعن التمثيل السياسي الحالي للدروز في سوريا، يقول السعدي " يوجد ممثلون في مجلس الشعب وإنما ليس كدروز وإنما كمواطنين من محافظة السويداء لها عدد من السكان، وسوريا دولة علمانية لاتعترف بالطوائف والمذاهب، وأما عدد السكان في السويداء أكثرهم أو 90 % منهم من الدروز الموحدين لذلك لهم 6 نواب لا بحكم كونهم دروز لكن بحكم عددهم".
وتوجد محكمة خاصة بالطائفة الموحدية في سوريا سميت المحكمة المذهبية وأنشئت بقانون السلطة القضائية بالمادة رقم 10 ، "وتوجد محكمة واحدة نختلف فيها عن بقية المسلمين هي أنها تحكم بأمور الزواج والطلاق باعتبار أن الطلاق لا رجعة فيه والزواج لا يصح لأكثر من واحدة والوصية خلافا لما عند أهل السنة"– حسب السعدي.
مؤخرا، شيعت محافظة السويداء "نواف غزاله" عن عمر ناهز الثمانين عاما ، و هو قاتل الرئيس السوري الأسبق "أديب الشيشكلي" ( 1949- 1954) عندما قرر الانتقام من ممارسات الشيشكلي العسكرية ضد الدروز في منطقة جبل العرب.
ولعب الدروز دورا سياسيا بارزا في الحياة السورية المعاصرة حيث ظهرت شخصيات سياسية وعسكرية منهم في حقبة الانقلابات العسكرية وما بعدها، وقام الدرزي سليم حاطوم في نهاية الستينات بمحاولة انقلابية فاشلة على قيادة حزب البعث.وفشل انقلاب سليم حاطوم في 8 سبتمبر (أيلول) 1966، قبل أن يلجأ مع رفاقه إلى الأردن.
وقبل ذلك، كان قد شارك اثنان من الدروز هما حمد عبيد وسليم حاطوم القيادة القطرية السورية المؤقتة التي تقلدت زمام الحكم رسمياً في 23 فبراير (شباط) 1966. إلا أن حمد عبيد فقد مركزه في الحزب وفي الجيش نتيجة الموقف الذي اتخذه بعد فترة وجيزة من انقلاب 23 فبراير (شباط) 1966 .وكان عبيد وزيراً للدفاع بوزارة الدكتور يوسف زعين التي استقالت في 22 ديسمبر (كانون الأول) 1965 اثر حل القيادة القطرية السورية، واعتقد أن لديه الحق في استعادة مركزه السابق بالحكومة كمكافأة لدعمه صلاح جديد ضد أمين الحافظ .

دروز لبنان
تتركز تجمعات الدروز في لبنان في منطقة جبل لبنان الجنوبي، المعروفة تاريخياً بـ "الشوف القديمة". وهي منطقة تمتد، حالياً، من المتن الأعلى حتى اقيلم الخروب شرقي صيدا في جنوب لبنان.
وتشكل مناطق انتشار دروز لبنان ثلاثة أقضية، هي بعبدا، وعاليه، الشوف، إلى جانب مناطق حاصبيا في الجنوب اللبناني ومنطقة راشيا في البقاع الغربي.
أما عددهم فيبلغ نحو 250 ألف نسمة، كحد اقصى، يتوزعون بين كتلتين أساسيتين في الشوف وعاليه، حيث يعيش نحو 75 ألف درزي في كل منطقة، فيما يتوزع بقية الدروز بأعداد متقاربة بين 15 و20 ألف نسمة في باقي مناطق تواجدهم.

دروز.. واشتراكية
في لبنان، يتماهى موقف الطائفة الدرزية في لبنان بالمواقف السياسية للحزب التقدمي الاشتراكي، خاصة بعدما خوله قانون الانتخاب الأخير "احتكار" التمثيل الدرزي السياسي.يتخذ هذا الاحتكار الاشتراكي، بزعامة وليد جنبلاط، شرعيته، بحسب المحلل السياسي سليمان تقي الدين، من تأييد أغلبية الطائفة الدرزية للحزب، "إلى جانب التأثير الكبير لمستوى التوتر العالي الذي يشهده البلد".
ويوافق تقي الدين، في تصريح خاص لـ "العربية.نت"، على اعتبار مواقف جنبلاط تمثل موقف الدروز "تقريباً"، وإن كان لا ينفي وجود "فريق درزي آخر"، يمثلون اتجاهاً آخراً، "لكن سقط التمثيل السياسي لهذا الفريق، بسبب النظام الانتخابي المعتمد في الانتخابات الأخيرة، ما مكن جنبلاط من الاستفراد بالصوت الدرزي في البرلمان، من خلال ثمانية نواب"، هم مجموع نسبة التمثيل الدرزي في لبنان.
ويتحدث تقي الدين عن "مجموعة عوامل، أدت لتمكين جنبلاط ليكون له التمثيل الأقوى، وإدارة أمور الطائفة، ما يدفع الدروز لتأييده، بشكل عام".
وعن التزاوج السياسي والديني عند الدروز في لبنان، يقول: "كان في لبنان، تاريخياً، هيئة روحية دينية للطائفة، لكن ليس لها رأي سياسي مستقل، والجزء الأكبر من تيار رجال الدين ملتحقين، عملياً، بمواقف زعيم الاشتراكي جنبلاط"، مشيراً إلى وجود رآي آخر في الكتلة الدينية، "لكنه، أيضاً، ضعيف".
ويفسر تقي الدين العلاقة، في لبنان، بين مشيخة العقل الدرزية، والعمل السياسي، فيقول: "منذ أيام الإنتداب في لبنان، لم يكن لشيخ عقل الدروز أية سلطة، ولا حتى على رجال الدين. فهو مجرد تمثيل سياسي للهيئة الروحية، لكنه ليس مرجعية دينية". أما المرجعية الدينية فتعود لمجموعة من الشيوخ "عميقي التقوى، ذوي الرتبة الدينية العالية، لكنهم لا يتعاطون بالشؤون الزمنية، ولا يقبلوا بأن يكونوا في موقع مشيخة العقل". فيحضروا، لذلك، شخص يمثلهم، ويكون منضوياً تحت لواء السلطة السياسية، "التي يمثلها جنبلاط حالياً".

الزرقاوي يتبنى الهجوم الصاروخي على اسرائيل من لبنان

العربية.نت نقلا ً عن رويترز
تبنى "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" الذي يتزعمه أبومصعب الزرقاوي عملية اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل من لبنان والتي ردت عليها تل أبيب بغارات جوية على قاعدة تدريب تستخدمها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.
وقال التنظيم في بيان نشر على موقع على الانترنت انه أطلق صواريخ على اسرائيل من لبنان في اطار ماسماه "غزوة جديدة" على الدولة اليهودية.
وذكر في البيان الخميس 29/12/2005 أن "أسد الشرى قام باطلاق 10 صواريخ ...من أرض المسلمين في لبنان على أهداف منتخبة شمال دولة اليهود".
وكان الجيش الإسرائيلي شن فجر أمس الأربعاء غارات على قاعدة التدريب التي تستخدمها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة- بزعامة أحمد جبريل، جنوبي بيروت، رداً على الهجمات الصاروخية, واسفرت الغارات عن إصابة اثنين من عناصر الجبهة بجروج طفيفة, فيما أدت الصواريخ المطلقة التي سقطت في مناطق سكنية في بلدة كريات شمونا الشمالية الى اصابة 5 اسرائيليين.
ويشار أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أدان, أمس, إطلاق الصواريخ من بلاده على شمال اسرائيل والغارة الاسرائيلية على جنوب بيروت, ووجه رسالة الى مجلس الامن الدولي يطالب فيها بموقف حازم تجاه اسرائيل لوقف التعديات المتكررة, موضحاً أن حكومته مصممة على تعقب مطلقي الصواريخ والعمل للحؤول دون تكرار ذلك في المستقبل.
وأضاف في الرسالة أن "السلطات المختصة تجري تحقيقا لكشف القائمين باطلاق الصواريخ باتجاه الجهة الجنوبية من الخط الازرق وأن الحكومة اللبنانية مصممة على تعقب هؤلاء والعمل للحؤول دون تكرار مثل هذه الأعمال مستقبلا".
وذكر في بيان صدر عن رئاسة مجلس الوزراء اللبناني أن "هذه الاعمال (اطلاق الصواريخ والغارات الاسرائيلية والانتهاكات الجوية) هدفها في النهاية زعزعة الاستقرار في لبنان وصرف النظر عن الجهود المبذولة لمتابعة الحوار الداخلي حول القضايا والمسائل التي تهم اللبنانيين وجر لبنان الى معارك تلهيه عن قضاياه الاساسية الملحة".

الخميس، ديسمبر 29، 2005

صواريخ جبريل لضرب الحوار الداخلي ومنع فك الارتباط بين «سلاحي» المقاومة والفلسطينيين

حزب الله يتحمل مسؤولية في تطويق تداعيات العملية
محمد شقير - الحياة

لم يبدّل استياء رئيس المجلس النيابي نبــيه بري (الموجود حالياً في القاهرة) من اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبـنانية في اتجاه مستعمرتي شلومي وكريات شمونة (الخالصة) ولا نفي «حزب الله» علاقته بها، من المشهد المستجد في الجنـــوب وارتبــاطه بالتطورات المحلية لجهة التداعيات المترتبة على هذه العمـلية، التي جاءت متزامنة مع استمرار المفـــاوضات بيــــن رئيـــس الحكومة فـــؤاد الســـنيـورة وقيادتي «حزب الله» وحركة «أمل» بغية التوصل الى صيغة مشــتركة تتـعلق بسلاح المقاومة ومستقبله بعد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وفي تقدير المراقبين السياسيين ان اطلاق الصواريخ هذه المرة لم يكن رد فعل عشوائياً او «فشة خلق» يراد منها تسجيل موقف او تنفيس اجواء الاحتقان في الجنوب على غرار ما كان يحصل في السابق، وإنما أريد منها تمرير رسالة من الجنوب الى الداخل اللبناني في محاولة لاستحضار جدول اعمال جديد بخلاف الجدول الراهن الذي يدور حول الاستعداد لبدء حوار سياسي من جهة والانتهاء من المفاوضات في شأن سلاح المقاومة لمصلحة التوصل الى تفاهم يعيد الوزراء الشيعة الى طاولة مجلس الوزراء.
ويضيف هؤلاء «ان الجهة التي تقف وراء اطلاق الصواريخ ارادت استدراج عروض اسرائيلية» كرد فعل عسكري على استهداف مستعمرتي شلومي وكريات شمونة، في محاولة لقلب الطاولة في وجه الاطراف المتفاوضة حول الصيغة الفضلى لحماية سلاح المقاومة، اضافة الى توجيه الانظار جنوباً في الوقت الذي تتوقع فيه الاوساط اللبنانية من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ان تبادر الى تذخير تحركها على خلفية خطة العمل التي تعدها مع تعيين قاضٍ بلجيكي رئيساً لها خلفاً للقاضي الألماني ديتليف ميليس.
ويعتقد المراقبون بأن اطلاق الصواريخ شكل احراجاً لـ «حزب الله» الذي يفترض ان يكون ممسكاً بالوضع الجنوبي ولا يكفيه نفي علاقته بها، من دون ان يبادر عبر اتصالاته مع سورية الى تطويق الجهة التي تقف وراء العملية لمنع تكرارها في ضوء المعلومات الرسمية التي اخذت تحمل الجبهة الشعبية – القيادة العامة بزعامة احمد جبريل مسؤولية مباشرة عنها.
ويؤكد المراقبون انفسهم ان الإحراج سيظل يلاحق الحزب الى ان ينجح في فرض سيطرته على الجنوب وقطع الطريق على جبريل او بعض القوى المنتمية الى التحالف الفلسطيني ومقر قيادته في دمشق لمنعه من التجرؤ مجدداً على اللعب بالوضع الامني والسياسي في الجنوب، خصوصاً ان الصواريخ، كما يقول مسؤول لبناني، وان كانت فلسطينية، فإنها استخدمت لتوجيه رسالة سورية لمن يعنيهم الأمر في لبنان.
ويتابع المراقبون: «ان اطلاق الصواريخ أتاح للقيادة العامة او القوى الفلسطينية المتحالفة معها ان تشكل اختراقاً للعمق الأمني والسياسي للمقاومة بعد ان نجحت في تجاوز الخط الأحمر المفروض ان يبقى تحت سيطرتها وعدم السماح لأي طرف بالتلاعب في المعادلة».
وفي هذا السياق، يبدي المراقبون خشيتهم من ان يكون جبريل ومن يتحالف معه، قد نجح في تحويل قسم من ساحة المواجهة في الجنوب التي يتزعمها الحزب الى «جبريل لاند» على غرار ما حصل في اوائل السبعينات عندما نجحت منظمة التحرير في التوصل مع السلطة اللبنانية في عهد الرئيس الراحل شارل حلو الى اتفاق القاهرة الذي سمح لحركة «فتح» بأن تقتسم جزءاً من الجنوب وتلحقه بها والتعامل معه على أنه منطقة عمليات عسكرية خاضعة لها.
ويستبعد المراقبون ان يكون للحزب علاقــة لوجستية او ميدانية باطلاق الصواريخ، لكن مجرد ايصالها الى المنطقة الحدودية يعزّز مخاوف لدى السلطة اللبنانية من حصول خرق تحت ضغط جهات اقليمية وتحديداً سورية من اجل تحويل مسار الأمور في لبنان من ناحية، أو لقطع الطريق امام احتمال التوصل بين الحكـــومة و «الثنـــائية الشيعية» الى تفاهم حول تنظيم سلاح المـــقاومة، على رغم ان الاتفاق لا يزال بعيداً ويحتاج الى مداخلات من خارج القوى المعنية للتغلب على نقاط الخلاف.
وبكلام آخر يرى المراقبون انه تقع على الحزب مسؤولية معنوية إزاء اطلاق الصواريخ بسبب سيطرته على الوضع في الجنوب وتفرده في قيادة المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
ويشير المراقبون الى اهمية التوقيت الذي اعتمد لقرار جبريل ومن يقف معه استباحة ارض الجنوب لاطلاق صواريخه، وهو قرار جاء متزامناً مع الجهود المشتركة للحكومة اللبنانية وقيادتي الحزب والحركة لتحقيق فك ارتباط بين سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني.
ويضيفون ان الهدف من العملية ضرب الجهود الهادفة الى الفصل بين سلاح المقاومة الذي ما زالت له وظيفة محورها تحرير المزارع، وبين السلاح الفلسطيني الذي لم يعد له أي وظيفة سياسية، وبالتالي لا بد من التوصل الى حل يحول دون استمرار انفلاشه خارج المخيمات التي يجب ان تخضع ايضاً الى خطة يراد منها ضبط السلاح وتنظيمه للحفاظ على الاستقرار العام، في ظل لجوء البعض الى استخدامه كعامل لضرب التهدئة سواء في المخيمات او المناطق المجاورة لها.
ويؤكد المراقبون ان من خطَّط لاطلاق الصواريخ أراد جرّ البلد الى عملية يمكن ان تؤدي من وجهة نظره الى خلط الاوراق والى استقدام اولويات جديدة للإطاحة بالحوار الداخلي وبالمفاوضات الخاصة بحماية سلاح المقاومة.
ويعتقدون بأن ما حصل في الجنوب يأتي من ضمن مسلسل مواصلة الضغط على لبنان لضرب امكانية التوافق بين قواه الاساسية من ناحية، وتقديم خدمة مجانية لاسرائيل للقيام برد فعل انتقامي قد يحتاج اليه رئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون الذي يراهن على ان الانتخابات الاسرائيلية ستكون بمثابة محطة سياسية لانتاج قوى جديدة قادرة على الإمساك بمقاليد السلطة بعد ان انسحب من حزب الليكود.
وإذ يستبعد هؤلاء مبادرة شارون الى توجيه ضربة انتقامية واسعة النطاق، والاكتفاء بعمليات أمنية انتقائية، يؤكدون في المقابل ان السنيورة لم يخف في مفاوضاته مع الحزب و «أمل» من لجوء اطراف متضررة الى العبث بأمن الجنوب لتوفير الذرائع لشارون لشن هجوم عسكري بذريعة حماية أمن المستعمرات وذلك في محاولة لكسب اصوات الناخبين المتشددين في اسرائيل.
وفي الختام يؤكد المراقبون ان من يقف وراء اطلاق الصواريخ سيجد صعوبة في وضع البلد امام خيارين لا ثالث لهما، اما الفوضى او التسليم بسلاح المقاومة من دون أي ضوابط سياسية، مشيرين الى رهانهم على قيادة «حزب الله» التي تتصرف بحكمة حيال من يحاول جر لبنان الى المجهول، وبالتالي فهي تعرف كيف تتصرف لمحاصرة التداعيات السياسية والامنية الناجمة عن العملية والالتفات صوب الاطراف الفاعلة من اجل ضبط الوضع الجنوبي على ايقاع عدم التفريط بالإجماع اللبناني حول المقاومة.

موجة استنكار تثيرها تصريحات وزير تونسي اعتبر الحجاب زيا طائفيا

أكاديمية تونسية اعتبرت الصحابي عمر بن الخطاب "عدو" المرأة
العربية.نت (نقلا ً عن قدس برس)
أثارت تصريحات وزير الشؤون الدينية التونسي أبوبكر الأخزوري لجريدة (الصباح) التونسية، وتصريحات الدكتورة منجية السوائحي، الأستاذة بجامعة الزيتونة، والمختصة في التفسير وعلوم القرآن، لقناة لبنانية بشأن الحجاب، واعتبار الصحابي عمر بن الخطاب العدو الأول للمرأة في التاريخ، ردود فعل غاضبة داخل تونس وخارجها.
إذ اعتبر الشيخ ونيس المبروك الأستاذ بالكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في ويلز، والعضو المراقب في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ما أعلنه وزير الشؤون الدينية التونسي من تصريحات "سابقة خطيرة من مسؤول ديني في تاريخ تونس"، معتبرا أنها تمثل "مخالفة صريحة لنص قرآني محكم، امتثلت له الأمة الإسلامية من عصر النبوة إلى يومنا هذا، ولم يكن له من كل طوائف أهل القبلة مخالف معتبر".
كما اعتبرها "شذوذا علميا في تقويم هوية المجتمع التونسي، الذي يقع الإسلام منه موقع الروح السارية، والمنارة الهادية، وهو انتهاك واضح لحق مقدس من حقوق الإنسان في أن يختار لنفسه ما يشاء من لباس، ما دام لا يضر ذلك بحقوق الآخرين، أو أن يمنعهم من أداء واجب مفروض".
وأعرب الشيخ المبروك في حديث لوكالة "قدس برس" عن مخاوفه من "أن تكرس هذه التصريحات الفجوة بين الشارع التونسي المسلم وبين الدولة، بدل أن تقارب بين الناس، وتقدم مصلحة الوفاق الوطني في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة"، راجيا من وزير الشؤون الدينية التونسي "أن يراجع نفسه، ويستشير إخوانه من العلماء الثقاة في هذه الأمة"، على حد قوله.
من ناحيته استنكر عالم دين بارز من داخل تونس تصريحات الوزير الأخزوري والجامعية السوائحي بقوة، معتبرا إياها اعتداء جديدا على الشعائر الإسلامية. وقال عالم الدين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لأسباب أمنية، ان هذه التصريحات تندرج ضمن سلسلة ما وصفها بالاعتداءات المتتابعة على الإسلام، ابتداء من حث الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الناس على إفطار رمضان، إلى سخريته من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن تجويز التبني في مجلة الأحوال الشخصية التونسية، الذي يحرمه القرآن الكريم بشكل قاطع، على حد قوله.

"نسخة من التراث الستاليني"
في حين اعتبر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية تصريحات الوزير "نسخة منتزعة من تراث الإدارة الدينية في الاتحاد السوفييتي المقبور برئاسة بباخانوف"، مشيرا إلى أنها تعبر "عن الهوة الشاسعة التي تتزايد اتساعا بين الدولة والمجتمع في تونس، (...) حيث نجد مجتمعا يتجه قدما وبسرعة هائلة نحو التدين.. نحو المساجد والحجاب"، مستنكرا الأصوات النشاز التي قال إنها "تطلع علينا بين الفينة والفينة" و"تحاول أن تغمض الأعين عن هذا التطور، وتضع البلاد في بداية التسعينيات"، مشددا على "أن مياها غزيرة مرت تحت الجسور"، على حد قوله.
وكان الوزير الأخزوري قد اعتبر الحجاب، في حوار نشرته جريدة "الصباح" التونسية الثلاثاء (27/12)، "ظاهرة دخيلة" على تونس، و"نشازا" و"زيا طائفيا" و"ظاهرة غير مقبولة في تونس"، قائلا إن "الحجاب دخيل، ونسميه بالزي الطائفي، باعتبار أنه يخرج من يرتديه عن الوتيرة، فهو نشاز وغير مألوف ولا نرضى بالطائفية عندنا"، منوها إلى "تراجعه في تونس، لأن الفكر المستنير الذي نبث كفيل باجتثاثه تدريجيا بحول الله"، كما قال.
في حين اعتبرت الدكتورة منجية السوائحي، الأستاذة بجامعة الزيتونة، في لقاء مع قناة "ANB" بثته مساء الثلاثاء (27/12) الحجاب من الموروثات الإغريقية والرومانية، وأنه ليس أمرا إسلاميا أصيلا، معتبرة أن الإسلام يحث على الستر والحشمة، وأنه لا ينص على الحجاب، الذي اعتبرته زيا طائفيا مرفوضا في تونس، وأن التونسيين تخلوا عنه باختيارهم، بعد أن ترسخت الثقافة الحديثة بينهم، على حد قولها، نافية أن يكون الشرع قد حث على الحجاب، معتبرة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أكبر عدو للمرأة في التاريخ، الأمر الذي جعل المذيع يستوقفها عند هذا التصريح.
وصف الشيخ الغنوشي، في حديث لوكالة "قدس برس"، تصريحات الوزير الأخزوري وموقف الدكتورة السوائحي، بأنه أمر غير جديد عن الثقافة، التي تحاول الدولة التونسية، التي وصفها بالاستبداد، فرضها على التونسيين، قائلا "هذه السياسة ليس فيها جديد، هي جزء من منزع استبدادي موغل في الستالينية، تبنته الدولة التونسية الحديثة، باسم حداثة مزيفة، لا تكتفي بالسيطرة على الشأن العام كمصادرة الحريات، وإفراغ الحياة السياسية من كل مضمون إلا النفاق، وإنما تتجاوز ذلك إلى الشأن الخاص، تتصدى للتحكم في أخص خصوصيات الإنسان في زواجه ولباسه ومظهره"، على حد قوله.

تعليقات متنوعة
وكان حوار الوزير الأخزوري قد أثار كما هائلا من التعليقات على موقع "العربية.نت"، التي أعادت نشره، بلغ حجمها أكثر من 30 ألف كلمة، وشارك فيه المئات من قراء الموقع، من دول عربية وأجنبية مختلفة، حتى كان ذلك الخبر هو الأكثر قراءة وطباعة وحفظا وإثارة للتعليقات وإرسالا بالبريد الإلكتروني.
وجاء بعض التعليقات جادا غاضبا، في حين جاء بعضها الآخر هازلا ساخرا. وفي حين هاجم معظم القراء تصريحات الوزير، وقف البعض معه، معتبرين إياه رمزا من رموز التنوير في العالم العربي والإسلامي. وتساءل أحد القراء قائلا إذا كان هذا موقف وزير الأوقاف والشؤون الدينية، فكيف يكون موقف وزير السياحة؟ وأجاب بلهجة عامية ساخرة "أكيد بيقول إن المرأة لا تلبس فستان طويل من شأن (حتى) لا تكون طائفية.. الله يخلف على الإسلام والمسلمين هذا كلام وزير دولة موعامل في بنك".
أما القارئ الذي عرف نفسه بخالد فيقول "المشكلة أنه وزير الشؤون الدينية.. لو واحد ثاني كان قلنا عادي"، متسائلا كيف يسمح بالحجاب في أمريكا وبريطانيا ويمنعه بعض العربان، على حد قوله. أما ابن رجب الحنبلي، ويبدو متشددا في حكمه، فيقول للوزير "خلي الحداثة تنفعك وتنفعك رئيسك يوم العرض على الديان جل جلاله!! نحن متمسكون بالحجاب ودونه ضرب الرقاب".
في حين يذهب ميسرة إلى القول "ده مش عدل أنت تفرض على الناس إلي أنت عايزه، وفين الديموقراطية إلي انتوبتتكلموا عاليها وفالقينا بها؟". أما فاتن فترى أن الوزير يريد ترقية من رئيسه ومن ثم "منحه المزيد من الأموال والقصور، نظرا لقيامه بالمهمة المكلف بها على أكمل وجه"، على حد قولها.
في حين يخالف قارئ عرف نفسه بأنه مسيحي لبناني "متنوّر" الوزير في تعريفه للطائفية قائلا "الطائفية هي في ازدراء أمثالك لحقوق المرأة التونسية، بالحفاظ على هويتها الإسلامية والعربية.. ولا تكون الطائفيّة بتأكيد المرء على هويته الدينيّة، بل بالتعصّب ضد أتباع الأديان الأخرى من بني البشر". وبلهجة قاسية يضيف "تعالى عندنا إلى لبنان وتعلّم الطائفية ثم تكلم". أما أبوأحمد من فلسطين فيعتبر "هذا الوزير وأمثاله من علامات الساعة".
ويذهب علي التونسي نفس المذهب حين يتساءل "عن أي طائفية يتحدث هذا... تراه سمع هذه الكلمة في السياق العراقي أو اللبناني فأراد استعمالها"، قائلا إن "99 في المائة من التونسيين عرب سنة، وأغلبهم متسامحون، وتونس من البلدان الإسلامية القلائل التي ليست فيها صراعات مذهبية أو عرقية". لكن من عرف نفسه بأنه علماني سوري يؤازر الوزير التونسي بالقول "الله معك يا وزير.. أنت مثال الرجل المتحرر.. الله يوفقك خلينا نتخلص من هكذا تخلف، لأن الإسلام دين متحرر ومتسامح وقابل للتطور".
ويذهب سيد عبد الجبار، من مصر، نفس المذهب، حين يتساءل "أين كان الحجاب والنقاب في الستينيات والسبعينيات وما قبل ذلك؟". ويضيف "الراجل بيقول الحق.. الحجاب ظاهرة جديدة دخيلة على مجتمعنا المصري خصوصا. أدخلها الإخوان المسلمون علينا لمصدر رزق لهم، لبيع ملابس المحجبات والمنقبات، فأصبحت شوارعنا وجامعاتنا مليئة بالمجرمين والهاربين من القانون وتجار المخدرات والرجال، الذين يختبئون تحت النقاب"، على حد قوله.
لكن سعيد الجطلاوي من سويسرا فيعبر عن غضبه وتعجبه لأن "الحجاب في أمريكا وأوروبا منتشر وفي بلاد العرب يحارب؟؟ عجبي والله". في حين يتحدى أبووليد علي "وزير الشؤون الدينية التونسي أن يتلو جزء عم تلاوة صحيحة وليس حفظه، لأنه إن كان يحفظه فهو يستحق الإمامة على الأمة"، كما قال.
ويتساءل محمد من مصر إن كان الوزير المعني هو حقا وزيرا تونسيا، قائلا بسخرية "أنا يا جماعة قرأت المقال مرتين لأني مش مصدق أنه من وزير تونسي"، مضيفا القول "لوسمحت حد يفهمنى هي دي تونس اللي في إفريقيا اللي بين ليبيا والجزائر، ولا في دولة جديدة اسمها تونس، وبيفكروا لسة يبقوا مسلمين ولسة عايزين يتعلموا ألف باء إسلام.. يا جماعه حد يراجعني لوغلطان".
في المقابل يعتبر حسين كامل، وهو من مصر، الوزير أبوبكر الأخزوري أعظم وزير عربي، ويقسم بالله لو أن الأمر بيده لجعل الوزير يحكم مصر بل يحكم كل الأمة العربية، "علشان تخلصنا من الجهل والتخلف اللى احنا عايشين فيه"، كما قال. لكن التونسي منصف العياري يتهم الوزير بأنه يقرأ قرآنا مستوردا من فرنسا في إشارة لمنع فرنسا للحجاب على المسلمات.
أما أطرف مقترح فجاء ممن عرف نفسه بـ"عربي"، مقترحا إرسال بعثة من البرلمان المصري إلى تونس لإثارة القضية أمام نوابها. وفي هذا يقول "أنا لدي سؤال ألا يوجد إخوان مسلمون في تونس، ولو موجودون ألم يصلوا للبرلمان بعد، ولو وصلوا ألم يقدموا استجوابا للوزير التونسي، ولو كانوا قدموا لماذا لم نر أي نتيجة". ومن ثم يقترح "أن نبعث لتونس مجموعة من نواب الإخوان في مجلس الشعب المصري ليعلموا نواب تونس أصول العمل البرلماني في المسائل الحجابية!"، كما قال.

جنبلاط يتهم سورية بالاعتداء الثالث على قاضي بنك المدينة

ضُرب بعصا على رأسه قرب مقر البطريرك
الحياة
شهد لبنان امس فصلاً جديداً من فصول فضيحة «بنك المدينة»، التي كُشفت العام 2002 على خلفية سحب اكثر من بليون دولار من موجوداته بطرق غير قانونية، إذ تعرض القاضي اللبناني، الذي يتابع هذا الملف، ناظم الخوري أمس الى اعتداء هو الثالث من نوعه خلال اقل من ثلاثة شهور نجا منها جميعاً وإن كان يخضع للمراقبة الطبية في المستشفى نتيجة الاعتداء الأخير. ووجّه رئيس «اللقاء الديموقراطي النيابي» وليد جنبلاط اصابع الاتهام الى «النظام السوري»، معتبراً ان هذا «نموذج جديد عن الإرهاب المنظم الذي يقوم به هذا النظام للحؤول دون كشف الشبكات التي مولت اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، مذكراً بأنه كان «أول من طالب بفتح ملفات بنك المدينة لترابطها الوثيق والأكيد مع جرائم الاغتيال».
وكان القاضي الخوري يمارس في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر امس، رياضة المشي وحيداً في أحراج حريصا وعلى بعد نحو مئتي متر من بكركي، مقر البطريركية المارونية، عندما تلقى ضربة قوية على رأسه بواسطة عصا من مجهولين افقدته الوعي للحظات تابع خلالها المعتديان هجمتهما عليه في محاولة لإزاحته عن الطريق الى منطقة الأحراج. وعندما استفاق من غيبوبته اضطر الى الزحف للبحث عن هاتفه الذي وجده بعيداً عنه ومصاباً بأضرار واتصل بشقيقه الذي يسكن قريباً من المنطقة لنقله الى مستشفى سيدة لبنان في جونيه، والدماء تسيل من رأسه وهو مصاب برضوض وخدوش في انحاء جسده.
وسبق للقاضي الخوري ان أصدر قراراً بإقفال الفرع الرئيسي لـ «بنك المدينة» في شارع الحمراء بالشمع الأحمر منعاً لإخراج اوراق او مستندات من المبنى. وتلقى تهديداً هاتفياً عندما قرر ترقيم المستندات الموجودة في الفرع وتلقى تهديداً آخر بعد نصف ساعة من شكواه الى الأجهزة الأمنية عن التهديد الأول. وتردد، بحسب معلومات مصادر عائلة الخوري، ان المتصل المجهول هدد كل من يشارك في عملية الترقيم «بتدمير البنك على الرؤوس»، اذا فعلوا. وثمة من غادر لبنان لأسابيع خوفاً من التهديد.
وقالت المصادر لـ «الحياة» ان القاضي الخوري لم يتمكن من الاحتفاظ بالحرس، الذين كُلّفوا حمايته بسبب الضغوط التي كانت تُمارس عليهم، «ما دفعه الى الاستعانة بحارس شخصي يدفع له بدل أتعابه من حسابه الخاص»، إلا انه بالأمس لم يكن معه ما يشير الى ان القاضي يخضع للمراقبة 24 ساعة، علماً ان المنطقة التي كان يمارس فيها رياضة المشي تخضع لتدابير امنية كونها تحيط ببكركي.
وكان الاعتداء الأول تمثل بمحاولة تفخيخ سيارة الخوري، التي كانت مركونة في مرآب منزله في منطقة ساحل علما في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي إلا ان المعتدين فروا بعدما كشف أمرهم، والاعتداء الثاني تمثل بالعثور على قنبلة بالقرب من سيارته ايضاً، اضافة الى تهديدات اخرى بينها واحد بخطف ابنه. ولم تتمكن التحقيقات التي أجريت في السابق من كشف الفاعلين بما في ذلك الأرقام الهاتفية التي كانت تتم عبرها التهديدات.

برلمان عربي... لماذا؟

عبدالوهاب بدرخان - الحياة
من الواضح ان افتتاح البرلمان العربي خطوة في رحلة الألف ميل، تكمن أهميتها في ذاتها، أي في أن هذا «البرلمان» أبصر النور، لا أكثر ولا أقل. ومع انها بداية خجولة، إلا أنها طموحة، ولا يبدو أن المتاح عربياً يتجاوز مثل هذه البدايات التي لا ترقى أبداً الى مستوى الطموحات. ومن أين للعرب أن يتوقعوا الكثير طالما أنهم لم ينجزوا محلياً واقليمياً إلا القليل، فمثل هذا «البرلمان» يعبّر عن أحوالهم الراهنة، وهي بائسة عملياً، وكل الأمل في أن يكون واعداً وأن يتمكن بسرعة من ضخ دينامية جديدة ومختلفة في العمل العربي المشترك، اذا كان لا يزال هناك شيء اسمه عمل عربي مشترك.
وليحذر أعضاء هذا «البرلمان»، فمنذ جلسته الافتتاحية يتساءل المواطنون عن الحاجة اليه والدواعي لتشكيله وأهدافه... وهي تساؤلات غير مجحفة، لأن المواطنين يطرحونها في أحيان كثيرة خلال تقويمهم لمجالسهم المحلية، يتساوى في ذلك أن تكون هذه المجالس منتخبة مباشرة من الشعب أو معينة بمراسيم تصدرها السلطات. ولا شك ان الوصول الى مرحلة تأسيس برلمان عربي كان يفترض ان الحكومات بلغت مرحلة من التنسيق والتفاهم والالتزام في العمل العربي المشترك تحتم الانتقال الى الجانب البرلماني، أو أن الحكومات وجدت في سياق تنسيقها وتفاهمها والتزامها أن هناك عقبات باتت تتطلب إقحام الحقوقيين والمشرعين ليقولوا كلمتهم، طالما أن القيم والمفاهيم والأعراف والتقاليد ومصادر التشريع واحدة أو متقاربة الى حد كبير.
هذا ما كانت دول أوروبا توصلت اليه في تجربة «السوق المشتركة» وقبل الولوج في مرحلة «الاتحاد». لذلك جاء البرلمان الأوروبي تلبية لحاجة وهدف محددين، وحين ولد من صناديق الاقتراع كانت له وظيفة وصلاحية معروفتان، وراح يعمل وفقاً لجدول أعمال واضح، ولا تزال أمامه مهمات لم تكتمل. ومنذ وجد هذا البرلمان أصبح اطاراً للتفاعل المجتمعي مع الاتحاد، كما أنه أعطى قيمة قانونية حاسمة للشأن الأوروبي المواطني، خصوصاً عندما أصبح مثلاً مرجعية في حقوق الانسان تعلو على المرجعيات المحلية، أو حين أصبح مرجعاً للتحكيم في اختصامات بين الشركات الصناعية وغيرها. وبذلك استطاع هذا البرلمان ان يسد ثغرات في «دولة القانون» على رغم ان أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لا بد أن تكون دولة قانون، وإلا فإن عضويتها تبقى معلقة في انتظار ان تطور تشريعاتها وممارساتها.
لا داعي للمقارنة، أو بالأحرى لا مجال لها، لكن التجربة الأوروبية موجودة كي يستفاد منها. ولا بأس في القول ان التجربة العربية لا يمكنها إلا أن تعكس الواقع أو أنها ستكون لها خصوصيتها وفرادتها. مع ذلك، تبقى هناك أساسيات وبديهيات لا يحسن تجاوزها، وإلا فقدت التجربة معناها وجدواها. ولو اتفقنا على تخطي الاعتبارات «الاجرائية» (الانتخاب والتعيين)، ولو بصعوبة، لأمكن مثلاً انتهاز وجود هذا «البرلمان» للقيام بمهمة عربية تاريخية لم تتح مقاربتها منذ نشوء الجامعة العربية، وهي اختبار مقومات الانتماء لهذه الجامعة ومكوناته ومفاهيمه واسقاط الثوب القانوني عليها لئلا تعود موضع شك أو تساؤل أو ردح هجائي فارغ. ثم ان «البرلمان»، متى وجد، لا بد ان يكون المكان المناسب لوضع معايير الالتزام بالقرارات العربية وتبعات عدم الالتزام، وإلا فما مبرر الانتماء والعضوية اذا كانت كل دولة تعتبر مسبقاً ان لا مصلحة لها في ما هو «مصلحة عربية» تتحدد معظم الاحيان «بالاجماع».
يبقى الأهم، وهو ان يبرهن «البرلمان العربي» انه يستطيع ان يطرح على مستوى عربي، الملفات التي باتت تفتح على مستوى محلي وداخلي، ولو بشكل مقنن ومحدود، ومن ذلك: أحوال الدساتير، تطبيق القوانين، المواجهة مع متطلبات العولمة، قضايا الفساد، برامج التعليم، خطط التنمية... وطبعاً لا بد ان يعني ذلك التزاماً عربياً عاماً باستحقاق الاصلاح السياسي والاقتصادي.
وهكذا، فإن «البرلمان» سيمضي سنوات طويلة أولى من عمره وهو مطالب بأن يعطي مبرراً لوجوده وان يقنع بجدواه، إلا اذا استطاع فعلاً ان يدخل في صلب الموضوع ويحدد إجابات عن التساؤلات الكثيرة المطروحة عربياً.