الأربعاء، يناير 11، 2006

مراقبون: ذهب ضحية محاربته للفساد وانتقاده اللجان الثورية الليبية

والدة الصحفي ضيف الغزال تناشد نجل القذافي كشف الحقيقة
قدس برس
ناشدت والدة الصحفي الليبي المقتول ضيف الغزال، نجل العقيد القذافي سيف الإسلام، الذي يترأس مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية، الكشف رسميا عن هوية الجناة، وحقيقتهم، وتقديمهم للقانون، لتأخذ العدالة مجراها بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الحادثة.
وقالت سالمين عبد الزين الشهيبى في رسالة خاصة وجهتها إلى سيف الإسلام، وحصلت وكالة "قدس برس" على نسخة منها: "هذه رسالة من أمٍّ مكلومة، كتَبتُها على استحياء وبعد تردّدٍ وطول انتظار، أمسكتُ بالقلم مرات فحجزتْه العبرة، وأوقفتْه الدمعة مرات، فجرى أنين القلب، يا بنــى (سيف الإسلام): أرجو أن يتسع صدرك للكلام، وأنا آمل أن تصل كلماتي البسيطة هذه إليك، وتحقق المراد في اقرب وقت".
وأضافت والدة الصحفي المقتول: "يصادف اليوم مرور ستة أشهر على مقتل ابني ضيف، إلا انه إلى الآن لم توافنا الجهات المختصة، بأي معلومات حول حيثيات ودوافع الجريمة، ولا حتى نتيجة التحقيق سلباً كانت أم إيجاباً، ولاحظنا منهم التكتّم حول الكثير من حيثيات التحقيق في الوقت الذي كان لزاما عليهم إخطارنا بكل جديد" .
وأوضحت أم الغزال أن "قضية الفقيد" صارت "غير واضحة بالنسبة لنا، وتسير في نفق مظلم، والكل يريد إجابة وحلاً واضحاً ومرضياً للجميع، يحاسب فيه المجرم، ويأخذ ذو الحق حقه" .
وكشفت سالمين بأنها خاطبة مؤسسة القذافي في أربع نداءات، كانت في: "5/6 و24/7 و28/8 وآخرها كان في 16/11 من عام 2005، لكونها هي المؤهلة، حسب قولها، "للدفاع عن حريات ورعاية حقوق الإنسان في ليبيا، بما يجعلهم مستعدين لتحمّل المسؤولية التاريخية والإنسانية لهذا الموقف، ولن يتهربوا منه بحال".
وأشارت إلى أنه بعد "معاناة طويلة"، استبشرت بكلام سيف الإسلام الذي أعلن فيه عبر قناة /الجزيرة/ مساء السبت في 20 آب أغسطس 2005، "القبض على الجناة في قضية مقتل الغزال، واعترافهم الكامل بجُرمهم" حسب قولها.
وأوضحت أن نجل القذافي، قد وعد أسرة الغزال خلال لقاء جمعهم به في 25 تشرين أول (أكتوبر) 2005 ببنغازي (شرق ليبيا)، أكد فيه مجددا قرب الكشف عن أسماء قاتلي الغزال، مضيفة أنه سيف الإسلام: "أخذ على عاتقه الإعلان قريبا، عن أسماء الجناة وحقيقتهم وتقديمهم للعدالة في أقرب وقت ممكن"، غير أن "المؤسسة التزمت الصمت بعدها!! وهذا الصمت يبعث على الحيرة و التساؤل"، على حد قول الرسالة.
وأشارت والدة الغزال إلى حيرتها، وعدم تفهمها مما وصفته بـ "التباطؤ في إخطارنا والإعلان رسميا عن أسماء الجناة، ودوافعهم في ارتكابهم لشنيع جرمهم، وهم قد اعترفوا بكامل جرمهم كما أعلن رئيس المؤسسة"!!.
وتابعت قائلة: "يا بنى في الوقت الذي أشكرك فيه على رحابة صدرك ومتابعتك الشخصية لقضية ابني، فان تصريحاتك عبر قناة /الجزيرة/ تواجه تحديا، وتقف أمام اختبار متمثل في أن تستجيب لصوت الحق والعدل الذي أمرت بتطبيقه في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، والحق بالباطل، فالقضية مازالت غامضة لنا، ولا ندري ما الغائب المنتظر فيها".
ووجهت سالمين في ختام رسالتها دعوة جديدة إلى نجل القذافي إلى الكشف عن ملابسات الجريمة، وقالت: "هذه دعوة جديدة لك لترسم البسمة من جديد على وجوهنا والقيام بواجبك والدفاع عن فكرك المضيء، بالكشف رسميا عن هوية الجناة، وحقيقتهم، وتقديمهم لعدالة القانون، ومن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها".
وكان الشرطة الليبية قد عثرت في 30 أيار (مايو) 2005 الماضي على جثة الغزال ليلا، في منطقة بوفاخرة القريبة من قنفودة (غرب بنغازي) على البحر، وهي في حالة مشوهة، وممثل بها، كما أن الجثة قد بدأت في التحلل، مما جعل أهله يتعرفون عليه بصعوبة.

الغزال دفع الثمن غاليا
وتشير صحيفة /ليبيا اليوم/ الإلكترونية المستقلة، التي دأب الكاتب على نشر مقالته فيها، بأن ضيف الغزال من مواليد 8 أيار (مايو) 1976، وينتمي إلى قبيلة الشهيبات ذات الانتشار الواسع شرق ليبيا.
وعمل الغزال الذي تحصل على ليسانس الآداب من جامعة قار يونس، قسم التاريخ، ككاتب وصحفي في جريدة الزحف الأخضر التابعة لمكتب الاتصال باللجان الثورية، والتي تدرج في عضويتها (الحركة) حتى تولى منصب "منسق قسم التثقيف والإعلام" بمثابة (مقر الحركة) بنغازي.
وفي مطلع عام 2005 كشف الغزال في حديث /لليبيا اليوم/ عن انتهاكات وتجاوزات كثيرة تعرض لها بسبب مقالاته وتحقيقاته وانتقاداته الصحفية، وقال: "إنني أحد الذين تعرضوا لانتهاكات اشتملت التحقيق والمقاضاة، كان سببها الرئيسي مقالاتي وتحقيقاتي الصحفية، التي أجريتها حول كل ما يسئ إلي بنى مجتمعي، من سلوكيات وممارسات خاطئة، أرهقت الكادح المعدوم دون غيره، وقد تجاوزتها بحقائق أكدتها المستندات التي معي".
وأعلن الغزال مقاطعته للعمل "الثوري"، وقال: "لن أدفع باسمي مجددا، لقناعتي التامة أن الأمر غير مجدي، ما لم يكن هناك رغبة لدى أركان الدولة الليبية في تصحيح المسار المعوج"، واستدعي إثر ذلك التصريح، للتحقيق معه من قبل أحد مكاتب حركة اللجان الثورية.
وفي 21 أيار (مايو) 2005 اختطف ضيف من قبل شخصين مسلحين، ادعوا أنهم من الأمن الداخلي (جهاز المخابرات الليبية)، عندما كان في طريق عودته من منزل أحد أصدقائه.
وفي 30 أيار (مايو) 2005 وبعد تسعة أيام من الاختطاف، أبلغ مركز شرطة قاريونس (بنغازي) أسرة الغزال، بأنهم عثروا على جثته صباحا، وطلبوا منهم التعرف على الجثة، والتي بسبب تحللها لم يتعرفوا عليها للوهلة الأولى.
وكان تقرير الطبيب الشرعي قد أكد أن الوفاة، كانت بسبب إطلاق الرصاص في الرأس، خلف الأذن اليمنى، من مسدس بلجيكي الصنع، ويقول شهود عيان إن هناك أثرا واضحا لآثر كدمات في مناطق حساسة، وطعنات بالسكين، وبدت ملابسه ممزقة، وكانت الجثة مقيدة اليدين.
وتشير أصابع الاتهام كما يقول عدد من نشطاء حقوق الإنسان في ليبيا، إلى أن الغزال ذهب ضحية خلافات بينه وبين قيادات في داخل اللجان الثورية، التي كان على خلاف معها، بعد سنوات قضاها داخلها، وأن تهديدات كان يتلقاها عبر عنها بوضوح خلال عدد من مقالاته المنشورة.
ويخشى هؤلاء أن تكون تصفيته جاءت بسبب كتاباته التي كشف فيها جوانب من الفساد، وقضايا انتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب المعلومات والوثائق التي كانت بحوزته بسبب تقلده مناصب قيادية في حركة اللجان الثورية، لسان حالة النظام الليبي.

ليست هناك تعليقات: