الجمعة، يناير 27، 2006

اسرائيل ترفض التفاوض مع حكومة تقودها حماس

BBCArabic.com
قالت مصادر الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية اعتقلت 15 شخصا في الضفة الغربية ليلة أمس منهم ثمانية من نشطاء حماس جرى اعتقالهم في مدينة الخليل وجوارها وأربعة أعضاء في تنظيم فتح اعتقلوا شمالي مدينة رام الله، كما اعتقل ثلاثة اخرون في منطقة نابلس يشتبه بانتمائهم لحماس وفتح والجبهة اشعبية.
وكان ايهود اولمرت، رئيس الحكومة الاسرائيلية المؤقت، قد قال ان بلاده "لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم، ولو جزئيا، مجموعة ارهابية تدعو الى تدمير دولة اسرائيل".
وجاء كلام اولمرت في بيان صدر بعد اجتماع طارئ عقده مع وزير الدفاع شاؤول موفاز ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وفي مقابلة اجرتها معه قناة فوكس نيوز الامريكية، قال زعيم حزب الليكود بنيامين ناتانياهو ان "على اسرائيل ان تتعامل بقسوة اكبر مع حماس، وان تقول لها ان نجاحها في انتخابات ديمقراطية لا يعطيها اي شرعية".
واعاد ناتانياهو فوز حماس الى عاملين اساسيين هما الفساد المستشري والمتجذر داخل السلطة الفلسطينية، والانسحاب الاحادي الاسرائيلي من غزة.
ودعا ناتانياهو الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الى "مقاطعة حماس لانها تشكل خطرا ارهابيا". تشكيل الحكومة
وفي الوقت ذاته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه سيشرع على الفور في إجراء مشاورات لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدت فوز حركة حماس ب76 مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وجاء في الكلمة التي القاها عباس: "اني ملتزم بالبرنامج الذي انتخبت من اجله منذ عام وهو برنامج مبني على سياسة التفاوض مع اسرائيل حتى التوصل الى اتفاق سلام وقيام الدولة الفلسطينية".
وكان قادة فتح قد استبعدوا مشاركة الحركة في حكومة تقودها حماس.
إلى ذلك قالت الدكتورة حنان عشراوي إن فوز حماس يرجع إلى الفساد المستشري في صفوف حركة فتح والعنف الإسرائيلي وفشل عملية السلام.
ومن جانبه قال محمود الزهار القيادي في حماس إنه في حال توقف إسرائيل عن القيام بأعمالها العدوانية، فإن الحركة ستلتزم بما سماه بالهدوء أو الهدنة.

بوش يرفض
وفي واشنطن، جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش رفض بلاده التعاون مع "قادة فلسطينيين لا يعترفون بحق إسرائيل في الوجود".
وقال بوش إنه لا يرى "كيف يستطيع حزب سياسي يدعو إلى تدمير إسرائيل أن يكون شريكا للسلام". إلا أنه أثنى في المقابل على "الطابع السلمي والديموقراطي" للانتخابات وقال ان النتائج قد تكون "تنبيها للادارة الفلسطينية بأن الشعب يريد حكومة شريفة".
وبدورها قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الخميس ان القوى الرئيسية التي تقوم بالوساطة في عملية السلام في الشرق الاوسط تتفق على انه يجب على حركة حماس ان تنبذ العنف بعد فوزها المفاجيء في الانتخابات الفلسطينية.
وقالت رايس في مقابلة مع رويترز بعد ان تباحثت مع مسؤولين كبار من رباعي الوساطة روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة هاتفيا:" لقد أكدنا من جديد انه لا يجوز ان تكون لك قدم في الارهاب والأخرى في العمل السياسي."
واستبعدت رايس ان تقدم أمريكا معونة الى حماس بشكل مباشر وقالت انها طمأنت اسرائيل في مكالمة هاتفية منفصلة مع نظيرتها الاسرائيلية ان المجتمع الدولي سيطالب حماس بالاعتراف باسرائيل.
وفي رد دولي مُنسق للضغط على حماس أصدر رباعي الوساطة أيضا بيانا يوجه مطالب الى حركة حماس بعد ان فازت في الانتخابات.
وقال البيان "يتطلب حل الدولتين للصراع ان ينبذ كل المشاركين في العملية الديمقراطية العنف والارهاب ويقبلوا حق اسرائيل في الوجود وينزعوا أسلحتهم."
وحققت حركة حماس فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، حاصدة 76 مقعدا في البرلمان الفلسطيني مقابل 43 لفتح، الأمر الذي وفر لحماس الأغلبية في المجلس النيابي الذي تبلغ عدد مقاعده 132 مقعدا. وقد بلغ معدل الاقبال على مراكز الاقتراع 77 بالمئة.
وفي مدينة غزة، خرجت تظاهرة مسلحة غاضبة لمسلحين من فتح ودعت مسؤولي الحركة الى التنحي.
تظاهرة لفتح
ونزل نحو 500 مسلح من كتائب شهداء الاقصى (الجناح المسلح لفتح) الى الشوارع، واطلقوا النار في الهواء.
وعلى الاثر، امرت حماس عناصرها بالانسحاب من طرقات غزة لتفادي اي اشتباك بين الطرفين.
وقد نقل عن الاتحاد الأوروبي قوله انه سيتعاون مع أي حكومة فلسطينية قادمة اذا أبدت استعدادها للعمل بالوسائل السلمية. ودعا القادة الأوروبيون حماس إلى نبذ العنف.
وقال رئيس الحكومة البريطانية توني بلير: "لقد بات على حماس أن تختار بين طريق الديموقراطية وطريق العنف".
في المقابل، حذر عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، الولايات المتحدة من ممارسة الكيل بمكيالين قائلا: "لا يمكن أن تسعى واشنطن لتعزيز الديموقراطية فيما ترفض نتائج هذه الانتخابات الديموقراطية".
وعن حسن سير العملية الانتخابية، قال رئيس فريق المراقبين الأوروبيين ان "الانتخابات كانت حرة ونزيهة وقد جرت في ظل قيود شديدة"، وذلك في إشارة إلى الاجراءات الاسرائيلية للحد من التصويت في القدس الشرقية.

ليست هناك تعليقات: