الاثنين، يناير 16، 2006

دمشق "حثّت" السيستاني على الثورة.. و"الاضطهاد" في عهد عبدالناصر

تقرير "العربية.نت" الأسبوعي للكتاب
حيان نيوف - العربية.نت
يلقي تقرير "العربية.نت" للكتاب هذا الأسبوع الضوء على كتاب صادر حديثا لـ"بول بريمر" يذكر فيه أن سوريا طلبت إلى آية الله علي السيتاني النهوض بثورة شيعية مقدسة ضد القوات الأمريكية والبريطانية مشابهة لتلك التي قامت ضد الاحتلال البريطاني للعراق عام 1920. إضافة إلى كتب أخرى منها كتاب صادر حديثا عن شخصية الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.

ثورة شيعية مقدسة
يعيد بول بريمر، الدبلوماسي المقرب من وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، ذكريات إدارته المدنية لشؤون العراق، ولكن عبر "تصريحات" يطلقها للمرة الأولى حول سوريا. وقبل ذلك لا بد من الإشارة إلى أن صحفا أمريكية وصفت بريمر منذ سنوات أنه "السفير المتجوّل للمحافظين الجدد". فيما ذهب آخرون إلى حد اعتبار أن بريمر من الذين ساهموا في نقل المشاكل الأمريكية في العراق إلى سوريا رغبة من الإدارة الأمريكية في تحميل سوريا ما يحصل في العراق، وهذا ما أدى إلى انطلاق خلاف سوري أمريكي في هذا الموضوع تحديدا، مما حدا إلى القول إنها "ترعد في بغداد وتمطر في دمشق"!.
يدّعي بريمر أن الرئيس السوري بشار الأسد "حثّ الزعيم الشيعي آية الله علي السيستاني على شن حرب مقدسة ضد القوات الأمريكية والبريطانية المتواجدة في العراق".
ويذكر بريمر، في كتابه "عامي في العراق.. النضال لبناء مستقبل الأمل"، أنه تلقى معلومات استخباراتية مصدرها السياسي الشيعي موفق الربيعي الذي كان يقود المفاوضات مع آية الله علي السيستاني، تفيد بأن أجواء توتر طائفي تحوم في سماء العراق. ويستطرد قائلا:" هذه المعلومات أفادت أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من السيستاني قيام ثورة شيعية مشابهة لتلك الثورة التي قامت ضد القوات البريطانية في العراق عام 1920 راجيا إياه إعادة التاريخ".
ويزعم بريمر في كتابه أن هذه "كانت رسالة من الرئيس الأسد تحث الشيعة على الثورة ولو كان كتب له النجاح بذلك لواجه التحالف في العراق تمردا دمويا يزهق آلاف الأرواح".ورغم المزاعم الجديدة في هذا الكتاب، عقب الانتقاد الأمريكي لسوريا وإيران للتدخل في العراق، فإن مؤلف الكتاب يشير إلى أن مشكلة العراق الأكثر صعوبة وجدية كانت تنبع من داخله وبشكل خاص من قبل مقتدى الصدر.
ومعلوم أن بريمر تولى منصب الحاكم الأمريكي في العراق بعد غزوه عام 2003، وغادر بريمر بغداد في الشهر العاشر من عام 2004 بعد أن كان الحاكم الفعلي للعراق خلال أكثر من عام اتخذ خلاله جملة قرارات أثارت جدلا واسعا في الأوساط العراقية وخاصة قراره حل الجيش وأجهزة الأمن والشرطة العراقية.
ويمثل بول بريمر وجها من الوجوه السياسية العديدة التي مثلت الفكر الإيديولوجي لمدرسة المحافظين الجدد في وزارة الخارجية الأمريكية. ومن الجدير هنا التذكير أن بريمر حث الرئيس كلينتون على مواجهة الإرهاب و"الدول التي أطلق ععليها مارقة مثل سوريا وإيران والسودان بشكل اكثر عدوانية". جاء ذلك في فترة عمله كرئيس مشارك للجنة الوطنية للإرهاب، وهي اللجنة التي أصدرت تقريرا في صيف عام 2000 لمراجعة سياسة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
وبعد التقاعد من عمله في وزارة الخارجية دخل عالم رجال الأعمال وعمل في إدارة مؤسسة وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر والتي تحمل اسمه للاستشارات. وتولى بريمر عددا من المناصب الهامة في وزارة الخارجية من بينها عمله كمساعد لستة من وزراء الخارجية قبل تقاعده عام 1989.

ناصر بين القومية والاستبداد
على الرغم من مرور 35 عاما على وفاته، ما زال جمال عبد الناصر يستقطب الدارسين والباحثين. يأتي كتاب الصحافية الانكليزية آن الكسندر "ناصر: حياته وعصره" ليضئ جوانب أساسية من حياة الزعيم المصري الراحل جما عبد الناصر وحكمه، فعرضت إلى البيئة السياسية والفكرية التي تكوّن خلالها ناصر السياسي. كما تناولت أزمة النظام القديم وثورة 1952، وتطرقت إلى ناصر القائد التحرري وإلى هزيمة يوينو/حزيران 1967 وما تبعها من محاولات إصلاحية يائسة حاول ناصر أدخالها قبل وفاته إلى داخل الجيش والمجتمع المصريين.
تشير الكاتبة إلى أن عبد الناصر كان يرى في ثورة 1952 أهم إنجازاته. فهي فتحت الطريق إلى سائر التغيرات التي شهدتها مصر لاحقا. مكنت الثورة ناصر من إجراء إصلاحات زراعية واقتصادية واجتماعية كانت أساسية في تطور مصر، على رغم ما شابها من سلبيات.
ثم تتحدث المؤلفة عن الوحدة المصرية السورية 1958، كما تورد صحيفة "السفير" اللبنانية، أول إنجازات مشروع التوحيد القومي. أرادها ناصر وحدة اندماجية كاملة، لم تراعَ في ممارستها خصوصيات كل من البلدين. شابتها تصرفات بعيدة عن الديموقراطية فأساءت إلى الأهداف المرجوة منها، وهوما أدى إلى انفكاكها بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على قيامها. اكمل ناصر سعيه إلى الوحدة لاحقا بعد الانقلاب في سوريا والعراق في العام 1963 ومجيء حزب البعث الى السلطة. لم يتمكن آنذاك من انجاز مشروعه لأسباب تتعلق بحزب البعث نفسه وتحفظاته ورفضه في النهاية لمشروع التوحيد.
وتقول الكاتبة إنه كان على ناصر ان يبني نظاما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على أنقاض النظام السابق. كانت خياراته الخارجية أشد وضوحا من خياراته الداخلية. شكلت وجهة الإصلاح الزراعي احد الملفات المركزية في سياسة النظام الاجتماعية، فكان خصما للرأسمالية والاقطاع. يعتبر تأميم قناة السويس، وبناء السد العالي والاصلاحات الزراعية وعمليات التأميم، خطوات هدفت الى الارتفاع بمستوى مصر وشعبها. قال بالاشتراكية، وادخل عليها تنويعات فوصفها بالاشتراكية العربية غير المتعارضة مع الإسلام، تأثر بالنظريات السوفياتية حول الطريق غير الرأسمالي إلى الاشتراكية وحاول تطبيقه في مصر.
لم يترافق بناء النظام الناصري مع تحقيق الحريات الديموقراطية والتعبير الحر عن الرأي والسماح بحرية الأحزاب. كان ناصر منذ الأيام الأولى لانقلاب تموز متشككا بالأحزاب السياسية وغير مؤمن بجدواها. على رغم صلاته الأولى بالإخوان المسلمين ودعمهم لسلطته، وعلى رغم دعم الحزب الشيوعي والتيارات اليسارية لحركة الضباط الاحرار، إلا انه عاد وانقلب عليهم ومارس نظامه ابشع انواع الاضطهاد ضد المعارضة في مصر سواء كانت من الإخوان المسلمين أم من الشيوعيين. شهدت السجون المصرية في عهده شتى انواع القهر والاذلال والموت. لم تقتصر سياسته تجاه الأحزاب على مصر، بل كان أول شروطه للوحدة مع سوريا حل الاحزاب السياسية فيها. ومارس نظامه سياسة الاضطهاد نفسها ضد معارضيه في سوريا إبان حكم الوحدة.

تاريخ العراق
صدر عن الدار العربية للعلوم كتاب "صفحات من تاريخ العراق" من تأليف تشارلز تريب. تغطي هذه الطبعة الجديدة من هذا الكتاب الأحداث التي استجدت منذ عام 1998 وحتى أواسط عام 2002.
فمنذ تأسيس الدولة العراقية على أيدي البريطانيين في عشرينيات القرن المنصرم، شهدت البلاد ولادة وسقوط أنظمة سياسية متعاقبة، بلغت أوج ديكتاتوريتها في عهد صدام حسين.
يروي المؤلف "التاريخ السياسي للعراق منذ جذوره التي ترجع إلى القرن التاسع عشر إبان الإمبراطورية العثمانية، وحتى تطور الدولة وتحولها من الملكية إلى الجمهورية ونشأة حزب البعث وتولي صدام حسين للسلطة، إنها قصة صراع اجتماعي، نزاع على السلطة بين عشائر متنافسة، عداوة وحروب مع الدول المجاورة، فضلاً عن عواقبها وانعكاساتها وتدهور علاقات العراق مع الغرب" كما جاء على صفحات "الوطن" السعودية. كما يقدم الكتاب تحليلاً دقيقاً عن إنشاء الدولة الحديثة وكيفية صنعها لسياساتها المميزة الخاصة بها.ويقدم الكتاب عرضاً لمختلف الوجوه السياسية العديدة، كما يصف حركة مد وجزر علاقات الحكومة المركزية مع الأكراد والشيعة، والتغطية المحلية والدولية المتواصلة للأحداث.

خيانة بوش
يصدر قريبا كتاب "خيانة بوش" عن "الدار العربية للعلوم" للمؤلف جايمس بوفارد الذي يوضح كيف أن الرئيس "تخلّى عن الوعود التي قطعها أثناء حملته الانتخابية، ونكث بالقسم الذي تعهّد فيه بصيانة الدستور، وأعطانا بدلاً من ذلك بلداً غارقاً في الحرب، وغارقاً في الديون، ومسخّراً لخدمة المصالح الخاصّة للشركات الكبيرة والحقّ الديني" ـ على حد تعبير المؤلف. وعلى العكس من التهجمات الحزبية - والليبرالية غالباً - على إدارة بوش، يقدّم بوفارد تحليلاً مفصلاً من منظور محافظ ومتحرّر. وهذا ما يجعل استنتاجات خيانة بوش أكثر دقة ـ حسب قوله، وكما أوردت "الوطن" السعودية.

كيف ترى الاستخبارات الأمريكية عالمنا ؟
"تقرير ال سي. أي . إيه كيف سيكون العالم عام 2020" هوكتاب للناشر روبير لافون في باريس.
هذا كتاب أعدّه 25 خبيراً دولياً، بالاعتماد على مجموعة من المعطيات السرية حتى الآن من أجل تقديم صورة لما سيكون عليه العالم الذي نعيش فيه عام 2020.
التقرير والمقدمة يحاولان الإجابة عن عدد من الأسئلة التي تشغل العالم اليوم مثل: هل ستتسع دائرة الإرهاب؟ هل سيشهد العالم انهيار الهيمنة الأميركية؟ وهل سيتحول مركز الثقل الدولي إلى آسيا؟. إن المساهمين في هذا التقرير يقومون بالاعتماد على المعطيات المتوفرة لديهم.
كما "ينظر فيها معدوالتقرير بالنسبة لتطور الحركة الإسلامية المتطرفة ممثلة بالقاعدة.. ودائرة الخوف" فيما يخص أحادية القطبية الدولية أوتعدد الأقطاب حسب الأطروحات الفرنسية المعروفة"كما أوردت "البيان" الإماراتية.
وتبدو روسيا في التقرير ضعيفة جداً في أفق الخمس عشرة سنة المقبلة ولكنها ذات ميول "قتالية" بحيث أنها لن تستطيع إقامة كيان حدودي يتمتع بالاستقرار كما يتوقع بأن عزلة موسكوسوف تتزايد أكثر بفعل تضاؤل قوتها العسكرية وعواقب الحروب الانفصالية التي شهدتها يوغسلافيا السابقة بين الكرواتيين (الكاثوليك) والصربيين (الأرثوذكس) والبوسنيين (المسلمين).
ومن جهة أخرىسيزداد ضعف روسيا بسبب كون أن القوتين المجاورتين الصاعدتين، أي بولندا (الكاثوليكية وتركيا المسلمة) والتي لابد منهما بالنسبة لعودة موسكو بقوة إلى المسرح الدولي إنما قد أصبحتا، وستظلان، البلدين الإقليميين الأكثر وثوقاً بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية.
أما بالنسبة للصين التي برزت بقوة على المسرح الدولي بفضل نجاح استراتيجيتها بتحقيق معدل نمواقتصادي مرتفع التي عمل من أجلها دينغ هسياوبينغ لتكون بمثابة "معادل" لتناقضات الصين الشيوعية التقليدية، فإنها تأمل بأن تزيد حصتها كثيراً في السوق الأميركي والأسواق العالمية الأخرى مما سيؤدي إلى عودة نوع من الحرب الباردة تكون الصين إحدى رحاها الأساسية.
ويرى التقرير ان مناطق الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وإفريقيا سوف تشهد استمرار وجود قوى مهمة لعدم الاستقرار. لكن بالمقابل يتوقع واضعوالتقرير أن الحريات والتعددية السياسية سوف تحرز تقدماً، ولوبواسطة الدم، انطلاقا من الجزائر المأزومة. ثم ان تراجع السوق النفطي سوف يخفض من الصرامة الايديولوجية للبلدان المعنية. هذا مع الإشارة إلى أن التوترات الاجتماعية سوف تخف في بلدان مثل السعودية والعراق.

ليست هناك تعليقات: