السبت، يناير 28، 2006

زواج "المقايضة" يطرد شبح العنوسة في الريف السوري

طلاق نادية دفع بشقيقها لتطليق زوجته
العربية.نت
يبدو أن مبدأ "المقايضة" وصل في عدد من قرى ريف دمشق للزواج، مع انتشار ما صار يُعرف باسم "زواج المقايضة"، وهو أن يتزوج الشاب فتاة تعهد أخوها من الزواح من أخت العريس.
وفي تحقيق نشرته صحيفة الحياة 26-1-2006، يقول أكرم، وهو في منتصف العقد الثالث من العمر: "تزوجت وعمري 23 عاماً، من فتاة تكبرني بثماني سنوات. كان سبب زواجي أنّ لدي أختاً بلغت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج". وبعدما عرض عليه ابن حميه بأن يتزوج أخته مقابل اقتران اكرم بزوجته الحالية، وافق هذا الأخير والسبب الأساسي هو أن "تنستر" شقيقته. ويعتبر أكرم أنّه "ضحّى" كي لا تبقى أخته عازبة أو تصل إلى مرحلة العنوسة.
واذا كان "زواج المقايضة" أتى نتيجة خوف الأخ على بلوغ أخته مرحلة العنوسة، فانّ عواقبه كارثية. فنادية أضحت مطلّقة بعد زواجها من طريق المقايضة، إذ أنّ زواجها كان الشرط ليتزوج أخيها بامرأته الحالية، التي سرعان ما طلّقها بعدما تطلّقت نادية من زوجها.
دام زواج نادية سنة واحدة إذ لم تستطع تحمّل أكثر من ذلك. وتقول: "لم أستطع تحمّل هذا الرجل. كان مدمناً على الكحول، ما دفعه الى بيع أثاث المنزل ليبتاع به الخمر". وعن سبب طلاق زوجة أخيها، قالت نادية: "اشترط أهلي أنّه في حال وقع الطلاق بيني وبين زوجي، فانّ على أخي أن يطلّق أخت زوجي أيضاً. تلك هي شروط زواج المقايضة". والمؤلم في الموضوع أنّ زوجة أخيها أنجبت طفلاً تربّيه نادية حالياً.
ثريا في بداية العقد الثالث من العمر، تزوجت بعد إلحاح والدها الذي غرس في ذهنها انها قد تكبر وتصبح عانساً. وعندما تقدم لها أحد الشباب الذي أصبح زوجها، اشترط والد زوجها أن يتزوج أخوها من ابنته التي كانت تبلغ 28 عاماً. قبلت ثريا لكنّ زواجها استمر شهراً واحداً فقط. تقول: "لم أكن أعلم انه سيأتي اليوم الذي أصبح فيه امرأة مطلقة بهذه السرعة. كنت في غاية السعادة عندما اقترنت بزوجي. وبدلاً من استمرار سعادتي، بدأت المشكلات في الأسبوع الثالث من زواجنا. إذ وقع خلاف بين أخي وزوجته التي تكبره بثلاث سنوات فكانت النتيجة أن طلّقني زوجي".
وأشارت إلى أنّ أخاها كان يحضّر لامتحانالتخرج في الأدب الإنكليزي فيما زوجته لم تكن حاصلة على شهادة التعليم الابتدائي.
في المقابل، نجد فتيات يرفضن هذا المبدأ، ويتحملن النتائج. مثال عائشة، التي رفضت زواج المقايضة في البداية، لكنها عادت لترضخ بعد تعرضها لضرب مبرح من والدها وشقيقها، اللذين أراداها الموافقة على الزواج من رجل كبير متزوج ولديه أولاد. قبلت عائشة، خاصة وأنّ زوجها أراد من شقيقها أن يتزوّج أخته التي وصلت الى مرحلة العنوسة.
وبعد الزواج، امتنعت عائشة عن القيام بواجباتها الزوجية تجاه زوجها، ما أدى إلى طلاقها بعد أسابيع فقط فيما طلّق شقيقها زوجته وسط خلافات عائلية كادت تؤدي إلى وقوع جريمة قتل لولا تدخل الجهات الأمنية. وهكذا، عادت عائشة فتاةً إلى بيت أهلها فيما عادت زوجة أخيها إلى عنوسة من نوع آخر.

ليست هناك تعليقات: