الأربعاء، يناير 11، 2006

أميركا تلوح لإيران بورقة مجلس الأمن.. والخيار العسكري مستبعد

رافسنجاني أكد إصرار بلاده في خطبة عيد الأضحى
العربية.نت
قلل البيت الأبيض الأميركي من احتمال استعمال القوة العسكرية ضد إيران بسبب برنامجها النووي غير القانوني, لكنه قال أنه يأمل في أن يقوم مجلس الأمن الدولي باتخاذ القرارات المناسبة في هذا الشأن. وفي المقابل اعلن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام اكبر هاشمي رفسنجاني في خطبة عيد الأضحى اليوم الأربعاء 11-1-2006م ان ايران لن تتخلى عن برنامجها النووي رغم التنديدات الغربية مؤكدا أنه لا يوجد إيراني يقبل بذلك.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أمس الثلاثاء "أعتقد أن الرئيس أوضح المسألة حين قال سابقاً أن إيران ليست العراق. نحن نعمل مع المجتمع الدولي من أجل حل هذه المسألة بطريقة سلمية ودبلوماسية. هذا ما كنا نقوم به وهذا ما سنستمر في القيام به".
وأضاف "فيما يتعلق بالخيارات, تعلمون أن الرئيس حددها سابقاً. لقد أوضح الرئيس أننا لا نستثني أي خيار موجود على الطاولة"، وقال ماكليلان أن الولايات المتحدة ستستمر بالعمل مع حلفائها من أجل دفع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد إيران إذا استمرت بتحدي قرارات الأمم المتحدة.
وأضاف "هناك عدد متزايد من الدول داخل المجتمع الدولي الذين يقولون لإيران أنه إذا لم تستجب لمطالبه وإذا لم تفاوض بنية طيبة, فإن الخيار الوحيد المتبقي أمامها سيكون آنذاك, إحالة ملفها على مجلس الأمن الدولي".
وجاءت تعليقات البيت الأبيض في الوقت الذي أزالت فيه إيران الأقفال التي وضعها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة أصفهان وهددت باستئناف تخصيب الوقود النووي, في خرق واضح لتعهدها السابق أمام
الدول الأوروبية.
وكانت إيران قد تعهّدت طوعاً بوقف نشاطات التخصيب التي تقوم بها في بادرة حسن نية تجاه بريطانيا وفرنسا وألمانيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. غير أن تصريحات الرئيس الإيراني الجديد المتشدد محمود أحمدي نجاد حول وجوب "محو إسرائيل عن الخارطة" أثارت قلق صانعي السياسة الأميركية حول الخطر الذي قد تشكله إيران النووية في المستقبل.
وقال ماكليلان "نناقش مع الأوروبيين كيفية تحقيق تقدم في هذه المسألة. لهذا السبب قلت إن الجميع أرسلوا إشارات واضحة إلى إيران, الأوروبيون وغيرهم, عليهم العودة إلى طاولة المفاوضات وعليهم الالتزام باتفاقية
باريس وتوفير الضمانات الإيجابية حول برنامجهم النووي, لكي نتأكد من أنهم لا يحاولون تطوير سلاح نووي".
وأضاف "إذا استمرت إيران في هذا المسار, وأدركنا أن المفاوضات لم تصل إلى أهدافها, أعتقد أن المجتمع الدولي يصبح عندها جاهزاً لاتخاذ الخطوة التالية".

رافسنجاني: لن نتخلى عن برنامجنا النووي
وردا على التهديدات التي صدرت من المجتمع الدولي، اعلن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام اكبر هاشمي رفسنجاني اليوم ان ايران لن تتخلى عن برنامجها النووي على الرغم من التنديدات الغربية باستئناف ابحاثها في هذا المجال واحتمال فرض الامم المتحدة عقوبات على طهران.
وقال رفسنجاني خلال صلاة عيد الاضحى "انها مسألة حساسة. لا يمكننا التخلي عن حقنا. ما من ايراني مستعد للتخلي عن ذلك وعليهم ان يعرفوا اننا سنبقى حازمين (في هذا الموضوع)"، واضاف "سندافع بحكمة عن حقوقنا واذا تسببوا لنا بالمتاعب, سيندمون على ذلك وايران ستكون المنتصرة في نهاية المطاف".
وكانت ايران استأنفت الثلاثاء نشاطات الابحاث في مجال الوقود النووي بعد سنتين على تعليقها, متسببة بتفاقم الازمة مع الدول الغربية التي تخشى ان تكون طهران عازمة على اكتساب وسائل صنع قنابل ذرية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الابحاث ستتضمن تخصيب اليورانيوم على نطاق صغير يمكن ان يستخدم في محطات الطاقة او صنع اسلحة.
وحذرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في وقت مبكر أمس ايران من انها تخاطر بامكان احالتها الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لاحتمال فرض عقوبات عليها، كما اانتقدت روسيا شريك ايران في الطاقة النووية ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الخطوة التي اقدمت عليها طهران.
وقالت واشنطن انه اذا بدأت ايران تنقية اليورانيوم فان ذلك سيكون "تصعيدا خطيرا" ولكن مسؤولين امريكيين قالوا ان الاحالة الى مجلس الامن ليست مؤكدة في ضوء الشكوك بشأن ما اذا كانت روسيا والصين ستؤيدان مثل هذه الخطوة.
وقال محمد سعيدي نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية للتلفزيون الحكومي "مراكز الابحاث النووية الايرانية استأنفت نشاطها"، ونفى مع ذلك ان ايران تعتزم انتاج اي وقود نووي، وقال في مؤتمر صحفي "هناك فرق بين الابحاث وانتاج الوقود النووي. انتاج الوقود النووي لايزال تحت التعليق".
وتنفي طهران سعيها للتكنولوجيا النووية لاي غرض سوى برنامج مدني لتوليد الطاقة يهدف الى تلبية الطلب المتنامي على الكهرباء في الجمهورية الاسلامية.
وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان النزاع مع ايران يتعين حله بالوسائل الدبلوماسية وغير العسكرية. وقال سترو للبرلمان "العمل العسكري ليس على جدول اعمالنا.. ولا اعتقد في واقع الامر انه مدرج على جدول اعمال اي طرف اخر".
وقال انه يتشاور مع زملائه في الاتحاد الاوروبي بشأن الى أي مدى يتم الضغط من اجل احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الذي قال دبلوماسيون انه يمكنه عقد اجتماع طاريء في غضون اسابيع قليلة، واضاف انه اذا أظهرت طهران نية لتطوير أنشطة نووية فانها تخاطر بجلب عدم الاستقرار الى منطقة الشرق الاوسط.
وقال وزير خارجية بريطانيا انه سوف يجتمع ووزيري خارجية فرنسا والمانيا ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في برلين يوم الخميس لمناقشة ما يمكن ان يفعلوه حيال ايران. وكانت الدول الثلاث تجري مفاوضات مع ايران نيابة عن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات: