الاثنين، يناير 16، 2006

إيران وسوريا تُعدمان طيوراً وإجراءات عراقية ومصرية

شام برس
أعلنت وزارة الصحة التركية ان ولداً في الخامسة يُدعى محمد أوزجان يعالج في مستشفى فان بشرق البلاد من اصابته بانفلونزا الطيور، فارتفع الى 19 عدد الاصابات المؤكدة بهذا المرض، بينها ثلاث كانت مميتة اضافة الى شقيقته فاطمة التي فارقت الحياة امس "نتيجة مضاعفات" من دون تأكيد طبي انها ذهبت هي ايضا ضحية سلالة "اتش 5 ان 1" القاتلة من الفيروس. واتخذت سلطات العراق وايران وسوريا ومصر اجراءات تحسبا لانتقال هذا المرض الى اراضيها، وايد نائب فرنسي "حق التدخل الصحي" ووضع معاهدة دولية تعطي منظمة الصحة العالمية مزيدا من السلطات.
وسجل معظم الاصابات البشرية بانفلونزا الطيور حتى الآن في الارياف او في ضواحي المدن حيث تربي الكثير من العائلات التركية بعض الدواجن التي تتنقل بحرية فتدخل المنزل وتختلط بالاولاد.
وجاء في بيان اصدرته وزارة الصحة التركية ان التحاليل التي اجريت لمحمد اوزجان اثبتت اصابته بالمرض، مشيرا الى ان الفحوص الاولية التي اجريت لفاطمة (12 سنة) "كانت سلبية" من حيث حملها سلالة "اتش 5 ان 1"، وان الا
طباء سيجرون مزيدا من التحاليل للتحقق مما اذا كانت هذه السلالة سببت وفاتها الساعة 13:50 بالتوقيت المحلي (11:50 بتوقيت غرينيتش). وقال البيان انه لم يكن ممكنا انقاذ فاطمة على رغم كل الجهود التي بذلت.
واذا تأكد ان سبب وفاة الفتاة كان الفيروس القاتل، يرتفع عدد الاصابات البشرية في تركيا الى 20. ولا بد من اجراء بضعة اختبارات لتحديد ما اذا كان المريض مصابا بالفيروس. وكانت الاختبارات على ولد توفي الاسبوع الماضي جاءت سلبية في البداية.
وصرح كبير الاطباء في مستشفى فان، حسين أفني شاهين، بان الشقيقين من بلدة دوغوبيازيت المجاورة لفان قرب الحدود الايرانية، مسقط ثلاثة اولاد توفوا الاسبوع الماضي لاصابتهم بانفلونزا الطيور، وقد ادخل محمد وفاطمة المستشفى قبل خمسة ايام. وقال الطبيب احمد فايق اونر ان محمد اوزجان "يعاني حمى والتهاب في رئته خفيف ولا يتقدم" وان وضعه "مستقر" وليس في حاجة الى تنفس اصطناعي كما كان حال شقيقته، وهو يعالج بدواء "تاميفلو". اما فاطمة فقد وصلت الى المستشفى وحالها "سيئة للغاية وتعاني مشاكل خطيرة في التنفس. لقد ادخلت وشقيقها المستشفى بعد ستة ايام من ظهور اول اعراض المرض" عليهما. وكان الشقيقان "على اتصال" بلحم طير ويبدو انهما تناولا دجاجا مصابا بانفلونزا الطيور. ورجح شاهين ان تكون فاطمة قطعت دواجن مريضة وطهتها واطعمتها لافراد عائلتها وتناولت منها هي ايضا.
وتجرى فحوص اضافية في انقرة للتحقق مما اذا كانت هناك اصابات اضافية بانفلونزا الطيور، وادخل عشرات الى المستشفيات في انحاء البلاد لاصابتهم باعراض تشبه الانفلونزا، بينهم ثلاثة اولاد في اسطنبول، الامر الذي يعني ان الخطر يقترب من ابواب اوروبا.
وافاد مسؤولون طبيون ان كل الاصابات المثبتة بفيروس "اتش 5 ان 1"، بما فيها الوفيات الثلاث قبل فاطمة، كانت لاشخاص لمسوا دواجن مصابة او لعبوا بها، ولا دليل في هذه الحالات على انتقال العدوى بين البشر.
وألفت السلطات التركية لجنة لاتخاذ توصيات سريعة من اجل انقاذ قطاع صناعة الدواجن في البلاد الذي يعمل فيه مئة الف شخص.
وتراقب منظمة الصحة العالمية الحالات عن كثب وهي تحاول تحديد سبل تحول الفيروس، ذلك ان الخبراء قلقون من امكان تطور الفيروس الى نوع يسهل انتشاره بين البشر. ويذكر ان الوفيات في تركيا هي الاولى خارج جنوب شرق آسيا وشرقها حيث قضى 77 شخصا منذ عام 2003.
سوريا
وشنت الدائرة الصحية في مدينة القامشلي القريبة من الحدود السورية – التركية حملة واسعة على اسواق بيع الطيور في المدينة واقفل مسؤولون صحيون سوق الطيور الحية في المدينة الذي يقام ايام الاحد، والزم اصحاب محلات بيع الفراريج التقيد بشروط النظافة العامة. وقال رئيس مجلس مدينة القامشلي غبريال كورو ان "المجلس يتخذ التدابير الوقائية لمنع انتقال عدوى انفلونزا الطيور".
واوردت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان السلطات اعدمت طيورا جاءت من المناطق الريفية وكانت تباع خارج القواعد المتبعة، من دون الاشارة الى الاشتباه في اصابتها بالمرض.
ويبلغ طول الحدود التركية – السورية 480 كيلومترا. ويقول العلماء ان من الممكن انتقال المرض مع الطيور المهاجرة جنوبا في فصل الشتاء. ولم تسجل اي اصابة بشرية او بين الطيور في سوريا.
ايران
وكما في تركيا، قتلت السلطات الايرانية آلاف الدواجن في المنطقة المحاذية للاراضي التركية لمنع انتشار انفلونزا الطيور فيها. وصرح رئيس القسم البيطري في ماكو الواقعة في منطقة اذربيجان الغربية على الحدود مع تركيا هومايون حميدي: "خلال الايام العشرة الاخيرة، قتل 2600 من الدواجن في تسع قرى في منطقة برلان التابعة لمقاطعة ماكو المحاذية لمنطقة دوغوبيازيت التركية".
واضاف: "سنقتل جميع الدواجن الموجودة في 12 قرية اخرى في المنطقة اليوم (امس)، وخلال الايام الستة المقبلة ستقتل جميع الدواجن في 23 قرية اضافية".
واوضح رئيس القسم البيطري الوطني حسين حسني انه "سيقتل ما بين 120 الفا و150 الفا من الدواجن في قطاع من عشرة كيلومترات على طول الحدود مع تركيا في 239 قرية".
واكد وزير الصحة الايراني كمران لنكراني ان لا اصابات بانفلونزا الطيور في البلاد.
العراق
واتخذت الحكومة العراقية اجراءات احترازية لمنع انتقال انفلونزا الطيور الى اراضيها، منها حظر استيراد الطيور من تركيا.
وقال وكيل وزارة الصحة عمار الصفار ان لجنة تألفت لمتابعة الموضوع، وخصوصا في مناطق شمال العراق المتاخمة للحدود مع تركيا. واضاف ان الوزارة استوردت "قبل شهر تقريبا" مواد لكشف الفيروس.
وتقر السلطات العراقية بافتقارها الى سجلات كاملة عن اماكن ذبح الدواجن الموجودة في العراق، مما يجعل مهمة مراقبة اي انتشار للمرض اكثر صعوبة.
واظهرت نتائج تحليل العينات في معظم المحافظات المصرية خلو البلاد من انفلونزا الطيور.
حق التدخل الصحي
وفي بانكوك، رأى النائب الاشتراكي الفرنسي جان – ماري لو غوين، رئيس بعثة برلمانية فرنسية كلفت متابعة قضية انفلونزا الطيور، ان "على منظمة الصحة (العالمية) ان تملك الوسائل نفسها التي تملكها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وعن تفاقم ازمة انفلونزا الطيور في تركيا، ابرز ضرورة ان "نفرض طلبات اضافية" ضمن الاسرة الدولية مع "ضمانات لاعتماد الشفافية". وقال ان "السلاح الاساسي" لمكافحة مرض انفلونزا الطيور وخطر انتشاره هو "اعتماد الحكمة"، وتاليا "يحق لنا ان نطالب كل الدول بالتعاون في مجال نقل المعلومات وتطبيق السياسات الموضوعة"، ملمحا الى ان تركيا لم تفعل ذلك.

ليست هناك تعليقات: