الجمعة، يناير 06، 2006

خطر النرجسيه العقائديه على العالم بأسره

أحلام اكرم - إيلاف
قرأت بتمعن كبير تعليقات القراء على مقالتي.. الخطر الايراني الإقليمي والدولي.. ما أثار رغبتي في الرد هو تعليق الفاجومي: "نفسي أن أرى لك مقالا تنتقدين فيه إسرائيل.. وأن إسرائيل أشد خطرا من ايران.. وأن الايرانيون منا ونحن منهم ولا تدقي طبول الحرب".أبتدئ بالتوجه إلى القارىء وكل القراء.. بأن من يتتبع مقالاتي يرى جيدا بانني انتقدت وأنتقد السياسه العنصريه الإسرائيليه سواء في ديمقراطيتها المزيفة. أم في تعاملها الوحشي والبربري مع الحقوق الفلسطينيه.. ولكني وفي ذات الوقت لا أستطيع أن أنكر حق اليهودي والمسلم والمسيحي والبوذي وكل البشر في الحياة بحرية وأمن وأمان في أية بقعة في العالم.. إضافة إلى أن إسرائيل كدوله وبرغم ديمقراطيتها السوداء التي تميز في معاملتها بين مواطنيها... تبقى أفضل حالا من ديمقراطيات الدول العربية... أما عن الأسلحه النوويه الإسرائيليه.. فلقد كتبت أولى مقالاتي عن الخطر النووي الإسرائيلي على المنطقه العربيه كلها في 7-2-2000.. ولا زلت أعتبر أنه إذا كان هناك من ورقة ضغط تستطيع الدول العربيه استعمالها في التفاوض العربي الإسرائيلي للسلام فهي الإصرار على.. جعل منطقة الشرق الأوسط منطقه خاليه من أسلحة الدمار الشامل.. توقيع إسرائيل على معاهدة حظر الأسلحه النوويه التي وقعت عليها الدول العربيه.. إجبار إسرائيل على إخضاع منشآتها النوويه لفرق التفتيش الدوليه حيث أن الخطر النووي يطال الإسرائيليين أنفسهم إلى جانب سكان الأردن والسعوديه وفلسطين.. ويتمثل هذا الخطر في ازدياد نسبة مرضى السرطان في كل هذه الدول...
هناك مفاعلان نووييان في إسرائيل.. الأول.. مفاعل ديمونه في صحراء النقب.. الذي بدأت إسرائيل بإنشائه في أواخر الخمسينات. ويكمن خطره في انتهاء العمر الإفتراضي للمفاعل.... وبعد أن رفضت إسرائيل الدعوة المتكرره التي تقدم بها أحد علمائها عوزي ايفين بإغلاقه نظرا لقدمه وخوفا من تسرب إشعاعاته.. إضافة إلى ما صرح به البرادعي في شهر أغسطس عام 2004.. بعد تردد أنباء عن حدوث تسرب إشعاعي وتوزيع إسرائيل مواد وقائيه على مواطنيها.. بأنه سيرسل بعثات للتفتيش حين تتقدم البلدان القريبه من المفاعل بطلب بذلك... ولكن الوكاله الدوليه للطاقه لم تتلق أي طلب للمساعده من البلدان العربيه المجاورة.. أي الأردن والسعوديه وفلسطين.. الثاني : مفاعل سيروك بالقرب من تل أبيب ويوازي قوة مفاعل ديمونه.... والذي أبدت قوات الطوارىء الدوليه التي عملت في جنوب لبنان تخوفا من المعلومات التي ترددت حول تسريب إشعاعات نوويه منه.. أيضا فإنه وبالرجوع إلى مقاله الأخ خلف خلف في ايلاف.. في 31 أكتوبر عام 2005نجد بأن القضاء الإسرائيلي ذاته أكد هذا الخطر حين اعترف عبر تأكيد محكمه إسرائيليه في مدينة بثر السبع أن وفاة أحد العاملين جاءت نتيجة إصابة عمل.. وأن المفاعل حصد أرواح 31 عاملا إسرائيليا من خبراء وفنيين وعاملين بعد إصابتهم بالسرطان.. وأكدت مصادر طبيه بأن حالات مرض السرطان في ارتفاع متزايد جنوب فلسطين.. هذا إلى جانب العدد الغير معروف من الضحايا العرب في الدول المجاوره.. والسبب عدم وجود معلومات دقيقه من هذه الدول.. لعدم احترام حياة مواطنيها.. أما بالنسبة لإمتلاك إيران للقوة النووية أسوة بإسرائيل فاسمح لي أن أوضح التالي..
سيدي القارىء والقارئة.. هناك استياء شعبي عالمي من الأسلحه النووية وخطرها على المدى القصير والبعيد.. و تتزايد فيه القناعه العالميه بأهمية نزع الأسلحه النوويه.. والتحرر من الخوف الدولي منها.. هناك إحساس بالذنب شعبي طاغ في الولايات المتحده الأميركيه بمسؤوليتها عن ضرب هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالميه الثانيه.. من الممكن الإستفادة منه وتعميقه حين نبين للعالم كله بأننا حريصون على البشر والبيئه.. وأن التعامل السياسي الدولي يجب أن يتم عن طريق الديبلوماسيه.. والمعاهدات الدوليه.. ووقف التجارب لأنها تفسد وتقتل البيئه.. قبل وبعد أن تقتل الإنسان...
في هذا الوقت وبالذات.. وحيث يتخوف فيه العالم أجمع من تصاعد عمليات القتل والإرهاب المتصل بالعنف الديني وبالتحديد الخوف من تصاعد الدوله الدينيه الإسلاميه التي تشكل خطرا سياسيا على جيرانها لأنها تقوم على فكرة تصدير الثوره الدينيه.. والطموح لقيادة المنطقه المبني على إثبات بأن الإسلام هو الدين الأوحد.. وعليه فإنها تشكل خطرا ليس له حدود.. نرى الرئيس الايراني... يتفوه بتصريحات لا تعمل على التهدئه بل على التصعيد ورفض المطالب الدوليه بالتفتيش للتأكد من أن هذه القوه النوويه ستستعمل للأغراض السلميه فقط.. تحدي ايران للمجتمع الدولي هو ما يصعد الأزمه إضافة إلى تصريحاته الأخرى التي تشكك في المحرقه اليهوديه.. ونقل اليهود إلى الدول الأوروبيه.. كلها أدت إلى تأزم الموقف.. تحدي ايران للمجتمع الدولي وتغيبها عن اجتماعات خبراء الوكاله الدوليه للطاقه الذريه التي تجتمع في فينا خصيصا لبحث الملف النووي الايراني كلها تعمل على تأكيد الشكوك حول صدقها بأن برنامجها للأغراض السلميه.. رفضها الإلتزام بتعليق كل الأنشطه المرتبطه بالتخصيب.. وإصرارها على استئناف أنشطتها في 9-1- يشكك في صدق نواياها.. لو أن الرئيس الايراني استعمل منطق الحجة والإقناع وسمح للمفتشين الدوليين التأكد بأن تطويره لهذه الطاقه فقط للإستعمالات السلمية.. وأنه لا ينوي التقدم في هذا المجال حفاظا منه على أرواح البشر في المناطق المجاوره.. في ذات الوقت الذي يطالب فيه المجتمع الدولي بأهمية نزع هذه الأسلحه من الجميع.. بما فيها إسرائيل لكان كسب معركة الرأي العام العربي والعالمي... امتلاك أي من الدوليتين (إسرائيل – ايران) لهذه القوة النووية لن يخدم سوى أطماعهما.. فتحت مبرر الخوف من عداء الدول العربيه تعرّض إسرائيل سكانها وسكان الدول المجاوره لخطر هذه الإشعاعات.. برغم علمها الأكيد بأن الدول العربيه كلها جادة في مساعيها للسلام..أما بالنسبة لإيران فإذا صحت التوقعات.. بأن هدفها الحقيقي هو إمتلاك القوه النوويه لأغراض عسكريه.. فإن امتلاكها لهذه القوه فيه خطورة على بقية دول المنطقه العربيه... وجر المنطقه لحرب عداء سافر بين الأديان.. إن رفض إمتلاك هذه الأسلحه يجب أن يكون مطلب جميع شعوب العالم بما فيها الشعوب العربيه.. أسوة بما يحدث الآن في الولايات المتحده.. وفي بريطانيا.. وفي العديد من الدول الأوروبيه. للتحرر من الخوف الدولي من مجرد احتمال استعمال هذه القوه.....
أميركا تستطيع مهاجمة ايران او أي من الدول الأخرى ولكنها لن تقدم على على أي هجوم عسكري بعد وقوعها في المستنقع العراقي.. وأيضا لأن هذا الهجوم لن يكون في مصلحة الإقتصاد الأميركي.. خاصة وأن هناك الكثير من التساؤلات الأميركيه بأنه كيف من الممكن لأكبر دوله في العالم أن تتأخر في تقديم المساعدة لأبنائها بعد إعصاري كاترينا وريتا في نيوأوليانز الأخير.. وماجدوى حرب يدفع فيها الأميركي الضحايا وتستعدي العالم كله على الولايات المتحده الأميركيه... هناك الكثيرون من أعضاء الكونغرس يتساءلون ويلحون على إنهاء الحرب على العراق.. وبعدم جدوى الحروب إطلاقا في التعامل الدولي وهناك من يدعو إلى إلغاء الحروب من القاموس الدولي.. ولكن وبالتأكيد فإن الولايات المتحده لن تعدم من إيجاد وسيله للضغط على ايران للإذعان... وعلى سوريا لتورطها الواضح في اغتيال الحريري.. وقصير وتويني.. وشدياق.. وغيرهم الكثيرون... نعم وجود 75 قاعده عسكريه اميركيه في أي بقعه في العالم خطر على الجميع لأنها تكون دوما على أهبة الحرب.. ولكن من الذي دعا وسمح لهذه القوات بالتواجد في المنطقه العربيه ابتداء من حرب الخليج.. ثم دعوة الدول العربيه الأخرى لها لحمايتها من خطر جيرانها العرب.... القوات الأميركيه ستبقى هناك لحماية مصالحها الإقتصاديه. وأيضا لحماية الأنظمه الفاسده التي دعتها.... ولن تتحرك هذه القواعد بدون وجود بديل عن هذه الأنظمه يتعامل مع العالم كله بعقلانيه بما يحفظ مصالح الجميع. على قاعدة التعامل الإقتصادي العادل ولمصلحة الطرفين وليس لطرف على آخر.. سيدي لقد كنت من أشد المعارضين للحرب على العراق.. إلا أنني لا أستطيع إنكار أن هذه الحرب أنقذت العراق من الطاغيه.. من نظام أرهب شعبه على مدى ثلاثين عاما..وكان من المفروض أن ترحل هذه القوات بعد سقوط صدام.. ولكن الخوف من الفوضى التي انتشرت بعده هو ما أبقى وورط هذه القوات أكثر فأكثر في المستنقع العراقي.. عدم وجود خطه شامله لما بعد الإطاحه بصدام وإشتعال فتيل الطائفيه هو ما يؤخر رحيل هذه القوات.. بحيث أصبح وجود هذه القوات الداء دواء للبعض.. الخطر الايراني.. والخوف من انتشار الثوره الإسلاميه يطيل من عمر هذا الإحتلال.. عمليات الزرقاوي وغيرها من العمليات الوحشيه التي تقتل العراقيين تحت مسمى المقاومه المشروعه تقتل في ذات الوقت الحس الإنساني للتعاطف مع الإنسان في كل مكان في العالم.. هو ما يطيل من وجود هذا الإحتلال.. ما سيعجل من خروج هذه القوات هو التعامل المتمدن والحضاري بين العراقيين أنفسهم من جميع الطوائف والقبول بالمساواة في حقوق الجميع من سنه وشيعه وصابئه ومسيحيين.. وكل من له دين.. الدين لله.. ولكن الأرض والوطن للجميع. هذا هو الشعار الذي نحتاجه في المنطقه العربيه.. وهذا ما توصلت إليه الولايات المتحده الأميركيه بعد الحرب الأهليه ما بين الشمال والجنوب.. حين لم ترفض ولاية تكساس الغنيه بالنفط من مشاركة دخلها مع أفقر الولايات الأخرى أيوا.. تأكيدا للروح الإنسانيه التي تجمع كلتا الولايتين.. هذا ما جعل الولايات المتحده أقوى دوله في العالم..وهو نفس التعاون والترابط الذي توصلت إليه أوروبا بعد الحرب العالميه الثانيه لتضع حماية حقوق الإنسان في الغذاء والأمن معادلتين يجب التوفيق بينهما للإبتعاد عن خطر الحروب... في ذات الوقت الذي نجد فيه أن الدول العربيه تصرف ماقيمته 90 بليون دولار سنويا على شراء وتكديس الأسلحه.. وأن الإستثمارات الخليجيه في الخارج عام 2004 زادت عن 1413 مليار دولار.. ترى ما قيمة هذه الإستثمارات اليوم بعد إرتفاع أسعار النفط إلى درجه قياسيه؟لقد كلف إعداد قصر المؤتمرات للقمه العربيه في عمان عام 2004 34 مليون دولار وما يزيد عن 400 سياره مصفحه لحماة الزوار من الرؤساء.... في ذات الوقت الذي يرزح فيه الإنسان العربي في سوريا.. وفي الأردن.. وفي فلسطين تحت خط الفقر... نرى أثرياء الخليج يتنافسون على اقتناء القصور الطائره (عدد المشاهد السياسي الأخير – يناير 2006 ). أخيرا.. أود الإجابه على أن ايران منا ونحن منهم.. وهنا أعود إلى مقالة الأستاذ شاكر النابلسي في ايلاف.. حين كتب.. بأن العرب يقبلون الإحتلال إذا كان من دوله عربيه لأخرى.. أيضا إذا كان من دوله مسلمه لأخرى. تحت مسمى أن المسلم لا يقتل مسلما حتى ولو كان محتلا وغاصبا.. فما يجوز للمسلم المحتل والغاصب في بلاد الإسلام لا يجوز لغيره من غير المسلمين.. نظرا لأن أي قوات أخرى.. قوات كفار.. لقد جربت المنطقه العربيه الإحتلال العثماني وهو مسلم أيضا لمدة أربعة مائه عاما.. كلها ظلام وتخلف تعاني منه المنطقه العربيه حتى الآن. أليس هو أيضا منا.... أنا أرفض العنف والإحتلال.. وأرفض حرمان الشعوب من حقوقها تحت أي مسمى.. وأرفض الهيمنه على الشعوب أيضا.. ولكني في ذات الوقت أتمنى أن أرى شيىء من العداله الإجتماعيه في كل المنطقه العربيه.. أتمنى أن تتنور هذه الشعوب وتسعى لما فيه خيرها وخير العالم كله أيضا.. أنا لا أدق طبول الحرب.. ولكني أفتح أبواب الحوار والتساؤل الموضوعي الجاد.. قد أخطىء وقد أصيب.. ولكن السؤال يبقى:
- هل تطبيق الإسلام السياسي كما هو في ايران في مصلحة الشعوب العربيه.. تصريحات نجادي تؤثر سلبا على العالمين العربي والإسلامي. وتطيل من أمد الإحتلالين الأميركي.. والإسرائيلي.. إضافة إلى أنها ستخدم الإقتصادات الغربيه كلها.. بالميارات التي ستتدفق لشراء أسلحه لحماية الجميع من الخطر الايراني..

ليست هناك تعليقات: