الجمعة، يناير 06، 2006

سياح في صنعاء لايخشون الخطف

سياح أجانب في صنعاء لـ"إيلاف" : لا نخاف من الاختطافات
محمد الخامري - إيلاف
أكد عدد كبير من السياح الأجانب الذين التقتهم "إيلاف" في أحياء وأزقة وحارات صنعاء القديمة والحديثة ومن جنسيات مختلفة على أنهم لا يخافون من الاختطافات التي عادت إلى الحياة اليمنية من جديد بعد اختفاءها فترة ليست بالقصيرة، مشيرين إلى أن عدداً من السياح الذين تم اختطافهم في أوقات سابقة استمتعوا بحياتهم أثناء تلك الحوادث وقاموا بتسجيل مذكراتهم الرائعة والممتعة لتلك الأيام التي عاشوها في مضارب القبائل اليمنية.وأضافت مارفيك جيلينيك وهي استرالية الجنسية أنها تشوقت كثيراً لليمن من خلال قراءتها لقضية الاختطافات وما يتم فيها من متعة للسائح، مشيرة إلى أنها قرأت مذكرات لا تذكر لمن من السياح الذي عاش تجربة في إحدى القبائل اليمنية التي اختطفته وكانت تعلمه إطلاق النار وركوب الخيل والجمل وبعض المهارات العربية الأصيلة.
تتمنى الاختطاف
أما مارغريتا شيميل وهي ألمانية الجنسية فتقول أنها شغوفة بخوض تجربة الاختطاف "وتضحك عالياً" لتقول أنها تتمنى أن تعيش أسبوعاً واحدا فقط في إحدى القبائل اليمنية لتنقل حياة اليمنيين وعاداتهم إلى شعبها الألماني الذي وصفته بأنه يحب اليمنيين ويفضل زيارة اليمن على غيرها من دول الشرق الأوسط، مؤكدة ان حوادث الاختطاف لا تؤثر في الشعب الألماني المغامر "تضحك ثم تستأذن لتكمل رحلتها في أزقة صنعاء القديمة برفقة عدد كبير من زملائها من الجنسين".
أعراف الجنبية والسلاح
من جهته قال أوجوا دانيال اميركي من أصل أفريقي أن اليمن بلد امن وان شعبها طيبين للغاية ولا يوجد لديه أي خوف من ناحيتهم، مشيراً إلى انه رغم السلاح الذي يحمله اليمنيين ويشير إلى بطنه "يقصد الجنبية" فانه لم يرى إلى الآن ما بداخل جراب الجنبية وقد سال كثيراً عن الأسباب التي تجعل اليمنيون يحجمون عن التباهي بالجنبية فقيل له أنها عادات قبلية قديمة لكنها بقوانين عرفية تقيدها كثيراً.وقال دانيال انه إذا كان لهذه السكين البسيطة "الجنبية" أعراف قبلية تقيدها فلا شك أن للسلاح الناري أيضاً أعراف قبلية صارمة وقوانين تنظم استخدامه بين الناس وهذا يجعله مطمئنا على حياته.
الإعلام يشوه اليمن!
باكو منيور ليزارازو وهو إسباني من منطقة الباسك يشير إلى انه مستاء من الحملات التشويهية التي يتعرض لها اليمن والتي قال أنها تضر بمصالحه الاقتصادية من قبل الإعلام الخارجي، مشيراً إلى انه كان يخاف المجيء إلى اليمن إلا أن زملائه أقنعوه بالمغامرة وعندما وصل إلى اليمن التي مضى له فيها أربعة أشهر وجدها غير تلك التي رسمها وتخيلها في صورته من خلال قراءاته في الإعلام من أنهم أجلاف وأشداء ويخطفون السياح ويتمنطقون السلاح ليخوفوا فيه البشر.
اختطاف فايف استارز
فاجأنا السائح الفرنسي موريس روبير الذي يتكلم العربية الفصحى بطلاقه بان السياح الذين يتم اختطافهم في اليمن يعيشون في رفاهية كبيرة، وقال وهو يضحك أي انه يعيش عملية اختطاف فايف استارز (خمسة نجوم) حيث يكرمون كرما مبالغاً فيه من حيث الأكل وممارسة حياته الطبيعية والتنقل والسياحة في الأماكن التي يختارونها له، لذلك أصبح "لدينا نحن السياح" شغف للتعرض للاختطاف حتى نتمتع بهذه المزايا "يضحك"، أما من ناحية الخوف أنا لا أخاف من أي شئ لأنني جئت إلى هنا لأخرج من قانون الحياة الرتيبة التي أعيشها في بلدي ويمكن أن أتحمل أي شئ خلال الفترة التي حددتها لذلك.
اليمن ليست استثناء
ادواردوا من اسبانيا يقول انه لا يخاف من الاختطاف وانه قد يتعرض لعملية ابتزاز في أي بلد في العالم سواء كان في اليمن أو غيره ولكن بنسب متفاوتة حسب البيئة التي يتم فيها عملية الابتزاز فهناك عصابات في دول كبرى قد تقتله لشئ في يده لكن القبائل اليمنية لا تريد منه أي شئ وإنما تستخدمه كأداة للضغط على الدولة، إذن فاليمن ليست استثناء في هذه الظاهرة وأنها أفضل من غيرها بكثير.وأضاف ادواردوا أن احد أصدقائه اختطف في وقت سابق لمدة 3 أيام وانه جاء يحكي لهم قصصاً رائعة من عادات القبائل اليمنية التي اختطفته، وأنهم أكرموه وأحسنوا ضيافته وأعطوه هاتفاً دولياً يتصل منه إلى أهله في بلده الأوروبي لذلك أنا لا أخاف أبداً من الاختطاف ولا اكترث للإثارة التي ينشرها الإعلام ويضخمها كثيراً.
الإصلاح بين السلطة والقبائل
من جانبها أكدت آنا كافالوتو أن مشكلة الاختطاف لا تتعدى عن كونها مجرد خلافات محدودة بين بعض القبائل والسلطة المركزية، ونعتقد لو أن السلطة تفاهمت مع القبائل، وتفهمت كيفية التعامل معها فلن تحصل مشكلة في المستقبل.وحول فيما إذا كانت تعتبر الاختطاف عملاً إرهابياً، قالت أنها مسألة مختلفة تماماً عن الإرهاب ولا مقارنة بين الحالتين، مشيرة إلى أنها تختلف مع بعض وسائل الإعلام، وأولئك الذين يقولون أن هناك مشكلة إرهابية في اليمن لأن هؤلاء القبائل يستخدمون هذا الأسلوب ليس للإضرار بمن يختطفوهم، وإنما لأجل المقايضة مع السلطة، مشيرة إلى أنها تبقى في الأسواق حتى ساعة متأخرة من الليل "نتمشى، ونتسوق، ونتزاور، ونلتقط بعض الصور دون أن يقلقنا شيء، لأن الشعب اليمني طيب، وطوال تجوالنا لم يحدث أن تعرضنا للتحرش من أحد، أو النشل، أو حتى الاحتكاك من قبل شخص ما، منوهة إلى أنها حذرة جداً من التقاط صور للنساء اليمنيات احتراماً لعادات الشعب اليمني.
الاختطاف خبرة شيقة
وكان يورغن غروبوغ وكيل وزارة الخارجية الألمانية السابق الذي أطلق سراحه أمس الأول بعد اختطافه في منطقة شبوه في اليمن مع زوجته وأولاده الثلاثة الأسبوع الماضي على يد أفراد من قبيلة يمنية أكد في تصريحات صحافية أن عملية اختطافه لم تستهدف ألمانيا ولم يضع الخاطفون أي شرط على برلين مقابل إخلاء سبيله وعائلته ولم تدفع لهم أي فدية مالية، واصفاً الخطف بأنه خبرة شيقة له للتعرف بشكل مكثف على ثقافة شعوب أخرى، ولان زوجته مصرية الأصل وتتكلم العربية لم تواجه العائلة مشاكل اتصال مما سمح لها بالتعرف على عائلات الخاطفين والتحدث مع كل أفراد القبيلة ولاقى وعائلته معاملة لائقة واحتراما كاملا.وفي الأخير اجمع جميع السياح الذين التقتهم "إيلاف" أنهم يستمتعون بأوقاتهم في اليمن، ومطمئنون على حياتهم، معللين ذلك بأن ظاهرة الاختطاف ليست بالعمل الإرهابي وإنما مجرد خلافات بين بعض القبائل والسلطة المركزية، مؤكدين بأنهم يتجولون بحرية مطلقة، ولا تخيفهم ظاهرة حمل السلاح في المناطق التي يرتادونها.

ليست هناك تعليقات: