الجمعة، يناير 06، 2006

خدام خطط لاسقاط الحكم في سورية

رسالة رايس لدمشق الضغط لن يخف
إيلاف
أطلق نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام سلسلة أحاديث – قنابل في اتجاه الفريق الحاكم في دمشق، كاشفاً بعض أسرار مرحلة اتخاذ القرار السوري بتمديد ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود، في حين علقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على التحركات الديبلوماسية بين مصر والسعودية وفرنسا في شأن سورية ولبنان. وفي تطور لافت نقل عن عبد الحليم خدام انه كان يسعى لاسقاط حكومة الرئيس بشار الاسد من خلال انتفاضة شعبيةوابلغ خدام صحيفة الشرق الاوسط من منزله في باريس انه كان يحشد احزاب المعارضة السورية لخلق الجو المناسب كي يسقط الشعب السوري النظام
وفيما يتعلق برايس فقالت أن "الرسالة" التي ينقلها الجميع إلى سورية هي انه يجب ان يكون هناك تعاون سوري كامل مع القرار الرقم 1636 وتعاون كامل مع التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري". ولم تحدد الخطوات التالية حيال دمشق، وإن تكن أشارت إلى ان "الضغط لن يخف على سورية الا حين تعرف الحقيقة عما حدث للحريري".وكانت رايس تتحدث الى المراسلين المعتمدين في وزارة الخارجية. وقالت ان الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يوجب التعاون على اي دولة، و"لا استثناءات من ذلك" و"سنرى ما سيفعلونه". وأضافت ان "النقطة الأوسع هي ان علينا ان نصل الى قعر ما حدث بالنسبة إلى اغتيال الحريري، وهذا يجب ان يحصل لأنه يجب ألا يكون هناك أي ترهيب متبق للشعب اللبناني من القوات السورية او القوى المتحالفة مع سورية، سواء أكان ذلك كرد فعل على ما يجري بالنسبة إلى التحقيق في قضية الحريري أم ببساطة لزرع الخوف والفوضى في لبنان".وأعربت عن اعتقادها " ان الناس قلقون جداً من استمرار الاغتيالات السياسية مثل اغتيال (الصحافي والنائب جبران) تويني. والضغط لن يخف على سورية الا حين تعرف الحقيقة عما حدث للحريري... علينا ان نعود الى القرار 1559 الذي لا نزال نعمل في سياقه... لا اعتقد انكم ترون تخفيفاً للضغط على سورية، اعتقد ان ما ترونه هو ان جميع هذه الدول تقول لسورية انكم ستكونون معزولين الا اذا تعاونتم تعاونا كاملا".وعن احتمال انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا لحرمان "حزب الله" سلاحه وعما قيل من انها، أي رايس، ستساهم في حل مشكلة مزارع شبعا، قالت وزيرة الخارجية الاميركية :"فلننظر الى بعض الاشياء، اولا بالنسبة إلى نشاط الأمم المتحدة، اعلنت الامم المتحدة ان المسألة مقفلة بالنسبة إلى طبيعة مزارع شبعا، ولذلك لن اتحدث عن هذا الموضوع". ورأت ان السياق الذي يجب ان ينظر من خلاله الى ما يجري في لبنان والشرق الاوسط هو انه "ستكون هناك تسوية شاملة للمسائل المتعلقة بالاراضي. ومن السابق لأوانه الان محاولة معرفة ما اذا كان في الامكان فعل شيء في هذا الإطار". وأشارت إلى ان "ما يجب فعله وفقاً للقرار 1559 هو تطبيق البند المتعلق بنزع سلاح الميليشيات. هذا ما يجب ان يحصل، ونحن كما تعلمون، كنا راغبين ومتفهمين لحقيقة ان هذه عملية انتقالية، مع ان سياساتنا حيال حزب الله لم تتغير، فإننا فهمنا ان الامر يحتاج الى عملية انتقالية. ولكنني آمل ان تركز الحكومة اللبنانية الآن، أولاً، على حل مشاكلها الداخلية". واضافت :"أتذكر جلسة واعدة جداً مع رئيس الوزراء (فؤاد) السنيورة عندما كنت في الامم المتحدة، مع فريق العمل الخاص حول لبنان حين تحدثنا عن الاصلاحات الاقتصادية". ودعت إلى عدم الخلط بين "مزارع شبعا والـ1559".خدام على قناة فرنسيةوبعد أقل من أسبوع من حديثه-القنبلة إلى قناة "العربية" الفضائية في دبي، ظهر خدام على شاشة قناة "فرانس 3" الفرنسية العامة. وقال رداً على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الأسد ان عليه "ان يرحل... الى البيت ... الى السجن... المهم هو انقاذ سوريا من هذا النظام". وأضاف ان "الذين يقفون وراء الاغتيالات الاخيرة في لبنان سيستمرون في القتل لأن هدفهم هو اشاعة الفوضى في هذا البلد". ولاحظ ان حياته باتت "في خطر"، الا أنه "غير خائف".وفي "الأسوشييتدبرس"وأجرت وكالة "الأسوشييتد برس" اتصالاً من بيروت بخدام في مقر إقامته في باريس. وسألته هل يدعم تغيير النظام في سورية، فأجاب: "نعم"، لكنه أضاف انه لن يقود جهود إطاحة الأسد. وأكد ان هذا الأمر "آخر اهتماماتي، ما يهمني هو ان يستعيد شعب سورية حريته وقدرته على تقرير مصيره". واعتبر ان "أخطاء" الأسد أضعفت النظام السوري بما لا يمكن إصلاحه، إذ "لم يعد يستطيع إصلاح نفسه وأصبح مثل سيارة من طراز عام 1916 ... أنا مقتنع أن النظام ارتكب أخطاء كبرى ضد سورية ولبنان وعليه ان يتحمل مسؤولياته امام الشعب السوري. أعتقد أن لا فرصة للنظام للاستمرار على المدى الطويل". وكرر اتهام الأسد بأنه مسؤول شخصياً من خلال قراراته وتصرفاته عن عزل سورية، وقد "أضعف النظام نفسه نتيجة رؤيته الخاطئة والأخطاء على الجبهتين الداخلية والدولية... الرئيس بشار الأسد اتخذ قرارات فادحة، في شكل أحادي وضد نصائحنا"، منها التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود. ونفى ان يكون قرر الانشقاق عن النظام بتشجيع من المملكة العربية السعودية او اي بلد آخر. ... و"الحياة"وفي حديث آخر إلى جريدة "الحياة" تنشره كاملاً غداً (راجع جريدة الجرائد) ، أكد خدام ان الرئيس بشار الأسد قال في أحد اجتماعات حزب البعث ان «رفيق الحريري طبخ القرار 1559 مع الرئيس جاك شيراك، وان الحريري يتآمر على سورية».وروى انه قبل صدور القرار 1559، بيوم طلب الرئيس الأسد من وزير الخارجية فاروق الشرع الاتصال بنظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس، ومطالبته بمساعدة اسبانيا مع الدول الغربية لوقف صدور هذا القرار، وابلاغه أن سورية مستعدة للتخلي عن الرئيس اللبناني اميل لحود. وذكر ان موراتينوس عرض الموضوع على رئيس حكومة اسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو الذي طلب منه ان يبلغ نظيره السوري بأنه يرغب بأن يتصل به الاسد مباشرة وقد حصل ذلك. فطلب الأسد من ثاباتيرو التدخل وأبلغه الاستعداد للتخلي عن لحود اذا تخلت الدول الغربية عن قرار مجلس الأمن الذي كان على وشك الصدور.واضاف خدام ان ثاباتيرو اتصل من جانبه بالرئيس جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير وربما قد يكون اتصل بالولايات المتحدة، وان الغرب وافق على عدم عقد جلسة مجلس الأمن اذا تخلت سورية عن التمديد للحود.وذكر خدام ان موراتينوس اتصل بالشرع ليبلغه نجاح المسعى، وأن مجلس الأمن لن ينعقد، على ان يعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلغاء الجلسة النيابية التي كانت مخصصة لتعديل الدستور فأجابه الشرع «تكلم أنت مع السيد بري». ففوجئ موراتينوس بهذا الكلام، وأجاب «أنتم قمتم بمبادرة وطلبتم المساعدة منا ونجحنا في اقناع الدول الأخرى فعليكم ان تتصلوا ببري» فرد الشرع قائلاً: «اتصلوا أنتم». وفعلاً اتصل وزير الخارجية الاسباني برئيس مجلس النواب اللبناني فأجابه: «نحن دولة مستقلة ذات سيادة، ولا نتأثر بالضغوط السورية». فصدر القرار 1559.

ليست هناك تعليقات: