السبت، نوفمبر 12، 2005

بن لادن صامت والزرقاوي يوسع جبهة الحرب

إيلاف
ما سبب هذا الصمت الذي اصاب اسامة بن لادن...وبينما لم يكتف مساعده في العراق ابو مصعب الزرقاوي بتصعيد العنف المسلح هناك بل اعلن مسؤوليته عن ثلاثة تفجيرات انتحارية هزت الاردن في وقت سابق من الاسبوع لم يبث زعيم تنظيم القاعدة اي رسالة صوتية منذ ديسمبر كانون الاول الماضي ولم ير في اي شريط مصور منذ اكثر من عام.وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بسخرية لمجلة دير شبيجل الالمانية الشهر الماضي عن اطول فترة صمت التزمها ابن لادن منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة انه من غير المحتمل انها ترجع الى انه اصبح خجولا فجأة.
ويرى مسؤولو المخابرات والمحللون لشؤون الامن تفسيرين محتملين لصمت ابن لادن... اما انه مختبئ في مكان لا يستطيع منه تهريب رسائل او انه ينتظر الوقت المناسب لاعلان امر مهم.وقال مسؤول اميركي في مكافحة الارهاب دون ذكر تفاصيل "جفت بعض قنوات الاتصال التي كانت متاحة له. اصبح معزولا ويواجه صعوبة في الاتصال".
ووصف ذلك بانه عقبة في سبيل حملة تنظيم القاعدة الدعائية. ويقول مسؤولون في اجهزة المخابرات الغربية ان مثل هذه الرسائل التي تعرضها شبكات تلفزيونية عربية مثل قناة الجزيرة لها تأثير تعبوي ملموس على الانصار المحتملين.وفي غياب اي مادة جديدة من ابن لادن الذي يعتقد على نطاق واسع انه يختبئ في منطقة جبلية وعرة لا يمكن الوصول اليها بين باكستان وافغانستان اصبح نائبه ايمن الظواهري الناطق الرئيسي بلسان قيادة تنظيم القاعدة حيث اصدر رسالة صوتية وخمسة اشرطة مصورة منذ بداية العام الجاري.
وقال مدير المخابرات الخارجية الالمانية اوجست هانينج للصحفيين في وقت سابق من الاسبوع "لا توجد لدينا مؤشرات على ان ابن لادن لم يعد حيا. لم نر اي رسائل من ابن لادن لكننا رأينا رسائل من الظواهري."واضاف "اعتقد ان كل قنوات الاتصال التي انشأها تنظيم القاعدة في باكستان لا تزال فعالة للغاية وتعمل بصورة جيدة."وقال مصطفى العاني محلل الشؤون الامنية في مركز ابحاث الخليج في دبي ان ذلك ربما يشير الى ان الظواهري وابن لادن يختبئان في مكانين مختلفين.او قد يعني ان ابن لادن اوكل شؤون الاتصالات لنائبه لزيادة وقع المرات القليلة التي يظهر هو فيها مثل الرسالة المصورة التي بثها قبل قليل من انتخابات الرئاسة الاميركية العام الماضي.
وقال العاني انه بحسب هذه النظرية "سيظهر اسامة بن لادن عندما تكون هناك عملية كبيرة اخرى.. سيحقق ذلك اقصى تأثير دعائي."واضاف "سيعطي هذا انطباعا بوجود هيكل ما لا يزال يعمل داخل القاعدة وبان الزعيم لن يظهر الا عند وجود امر بالغ الاهمية. لكن التعامل اليومي مع وسائل الاعلام متروك لاحد اخر."واشار العاني الى ان الظواهري لا ابن لادن هو الذي وجه رسالة طويلة في يوليو تموز الماضي الى الزرقاوي تمكنت الولايات المتحدة من الحصول عليها واستخدمتها واشنطن دليلا على وجود خلافات بين الزرقاوي وقيادة تنظيم القاعدة.
وتضمنت الرسالة تشكيكا في جدوى بعض اساليب الزرقاوي مثل الهجمات التي تستهدف الشيعة وذبح الرهائن لكنها اثنت على اعماله "البطولية".ولكن جماعة الزرقاوي نفت صحة تلك الرسالة.ولم ينجح الزرقاوي في تعزيز سمعته كانجح قادة التنظيم الميدانيين في العراق واكثرهم قسوة فحسب بل وجه ضربة الى الاردن مسقط رأسه بالهجمات الانتحارية التي استهدفت ثلاثة فنادق في العاصمة عمان وراح ضحيتها 57 قتيلا على الاقل.
وقال هانينج ان حملة الزرقاوي التي تلقى تغطية اعلامية كبيرة في العراق وخارجه تجعله بشكل متزايد مثالا للمتشددين في اوروبا وفي انحاء الشرق الاوسط.لكن العاني قال ان الاحتمال غير قائم ان يحل الزرقاوي محل ابن لادن من حيث النفوذ.واضاف "لا يمكن ان ينافس اسامة بن لادن. اسامة بن لادن اكبر واهم من ذلك.. عندما تقول تنظيم القاعدة فلا مفر من ان يربط الناس بينه وبين اسامة بن لادن. مثل هذه المكانة لا يمكن ان يملأها قائد ميداني مثل ابو مصعب الزرقاوي."
ورغم ان الزرقاوي هو اكبر شخصية في تنظيم القاعدة في مجال العمليات قال العاني ان ابن لادن اصبحت له مكانة رمزية في الاساس منذ اصبح التنظيم مجزءا واكثر انتشارا وتعتبره جماعات وخلايا زعيما روحيا.واضاف العاني ان اصداره رسائل مصورة من عدمه "ليس له تأثير يذكر على العمليات."وقال "اجتازت القاعدة تلك المرحلة. تستطيع القاعدة العمل فعلا بدون ابن لادن وبدون قاعدة في افغانستان وبدون مقر رئيسي او قيادة وسيطرة.. اصبح الان تنظيمات القاعدة لا تنظيم القاعدة."