عدنان علي - الحياة
تشهد العاصمة السورية هذه الايام موجة من الحماسة الوطنية تعبيراً عن رفض الضغوط
الخارجية على البلاد والتي يشكل تحقيق القاضي الالماني ديتلف ميليس باغتيال رفيق الحريري رأس حربتها.
وهذه الاجواء التي تبدو الى حد ما ذات صبغة رسمية او شبه رسمية، لا تخلو من مشاركة شعبية
حقيقية ولو بأشكال وتعبيرات مغايرة للطقس الرسمي الذي يتمظهر بمسيرات واعتصامات
ومؤتمرات وبيانات يومية لمجمل الفاعليات الرسمية والنقابية والاهلية، تضاف الى استنفار اعلامي يعزف سيمفونية واحدة عن «الاستهداف الخارجي وذيوله العميلة» وعن «جاهزية
البلد والشعب للتصدي للمؤامرة وافشالها».
والبارز ايضا في هذه اللوحة التي تبدو، ويا للاسف، وكأنها مستنسخة عن الوضع في العراق قبل سقوط صدام، هو زيارة «الوفود التضامنية» العربية والدولية التي تضم ممثلين عن منظمات
نقابية ومهنية وبرلمانيين واعلاميين وكل الهيئات والهياكل والشخصيات العاطلة او المعطلة داخل بلدانها وفي الساحة القومية، او من تنطبق عليهم تسمية اهل الشام «العواطلية» أي العاطلين عن العمل.
ولعل السؤال الذي يتبادر الى الذهن بداهة هو: لماذا تتكرر في التعامل مع الازمات الخطيرة، هذه الاشكال العقيمة من التضامن مع بلد عربي مهدد؟ ولعل ما ينقص المشهد السوري اليوم هو فقط الاعلان عن تشكيل خلايا مسلحة على غرار «فدائيي صدام» وتوزيع السلاح على الناس... وقد صدرت بالفعل دعوات للقيام بذلك.
لقد نعت الكثيرون، ومنهم مسؤولون سوريون، نظام صدام بالحماقة بسبب طريقة تعاطيه مع الازمات التي قادته من ورطة الى اخرى، حتى انتهى الامر بسقوطه ووقوع البلاد تحت الاحتلال الاجنبي. واليوم ثمة من يريد ان يسير على الدرب ذاتها التي سلكها صدام من دون ان يحاول تفادي حتى تلك الاخطاء الواضحة التي جعلته هدفاً سهلاً للاستهداف الخارجي في ظل جبهة داخلية مهيجة لكنها خاوية عمليا، بعدما تبخرت سريعا الجماهير الحاشدة التي تهتف بحياة القائد المعظم، ومعها فلول المنافقين الذين يهونون كل عظيم، ومعهم ايضا قادة المنظمات والهيئات التشريعية والنقابية والمهنية العربية الذين تعودوا الوقوف مع الدول المأزومة على طريقتهم في اطلاق الشعارات ومحاربة طواحين الهواء... ويمضون خلال ذلك بعض الايام «الترفيهية» في عاصمة ذلك البلد وفي فنادقه الفخمة على حساب بند «نفقات التضامن».
كان صدام على استعداد تام للقيام بكل ما تطلبه واشنطن وغير واشنطن في سبيل الحفاظ على حكمه، لكنه لم يفكر جديا ابدا في تقديم اي تنازل لشعبه. وربما أضعف تاريخه الدموي تجاه شعبه وجيرانه صدقيته الى درجة ما كانت لتنجح معها أي مبادرات انفتاحية داخلية. ولعل هذه نقطة تسجل لصالح النظام الحالي في سورية المتحرر نسبيا من تلك الاوزار، والذي لا يزال يملك وقتا، ولو محدودا، للقيام بمبادرات ذات صدقية، لكنها تحتاج بالتأكيد الى قدر كبير من التصميم والشجاعة والجدية، وكل ذلك استنادا الى تبني رؤية استراتيجية نهائية للتغيير الديموقراطي في البلاد.
لقد مل المطالبون بالاصلاحات من تكرار مطالبهم التي باتت معروفة للقاصي والداني ومبتغاها كلها اطلاق سراح المجتمع ليكون شريكا حقيقيا في الحياة العامة وفي ادارة الازمة الحالية والبلاد، عبر اطر ديمقراطية مشروعة، فلا يتم من الان فصاعدا اهمال المجتمع في الرخاء وتذكره في الشدة فقط .
ولعل أبسط أمثلة ذلك أن يكون متاحا لهذا المجتمع أن يعبر عن نفسه في الازمة الحالية بطريقة تختلف عن «الاهزوجة الوطنية» اياها، فلا يخون كل من يسهم برأي مخالف او يوجه انتقادا الى اسلوب ادارة الازمة والبلاد، ليكون لدينا مجتمع حقيقي يناقش قضاياه بلا خجل او وجل، ولا تعبأ أصواته وارادته في عبوات محكمة الاغلاق تخزنها السلطة في ثلاجاتها، لتفرج عن بعضها ساعة تشاء، وتقول: هذه هي ارادة المجتمع.
الخارجية على البلاد والتي يشكل تحقيق القاضي الالماني ديتلف ميليس باغتيال رفيق الحريري رأس حربتها.
وهذه الاجواء التي تبدو الى حد ما ذات صبغة رسمية او شبه رسمية، لا تخلو من مشاركة شعبية
حقيقية ولو بأشكال وتعبيرات مغايرة للطقس الرسمي الذي يتمظهر بمسيرات واعتصامات
ومؤتمرات وبيانات يومية لمجمل الفاعليات الرسمية والنقابية والاهلية، تضاف الى استنفار اعلامي يعزف سيمفونية واحدة عن «الاستهداف الخارجي وذيوله العميلة» وعن «جاهزية
البلد والشعب للتصدي للمؤامرة وافشالها».
والبارز ايضا في هذه اللوحة التي تبدو، ويا للاسف، وكأنها مستنسخة عن الوضع في العراق قبل سقوط صدام، هو زيارة «الوفود التضامنية» العربية والدولية التي تضم ممثلين عن منظمات
نقابية ومهنية وبرلمانيين واعلاميين وكل الهيئات والهياكل والشخصيات العاطلة او المعطلة داخل بلدانها وفي الساحة القومية، او من تنطبق عليهم تسمية اهل الشام «العواطلية» أي العاطلين عن العمل.
ولعل السؤال الذي يتبادر الى الذهن بداهة هو: لماذا تتكرر في التعامل مع الازمات الخطيرة، هذه الاشكال العقيمة من التضامن مع بلد عربي مهدد؟ ولعل ما ينقص المشهد السوري اليوم هو فقط الاعلان عن تشكيل خلايا مسلحة على غرار «فدائيي صدام» وتوزيع السلاح على الناس... وقد صدرت بالفعل دعوات للقيام بذلك.
لقد نعت الكثيرون، ومنهم مسؤولون سوريون، نظام صدام بالحماقة بسبب طريقة تعاطيه مع الازمات التي قادته من ورطة الى اخرى، حتى انتهى الامر بسقوطه ووقوع البلاد تحت الاحتلال الاجنبي. واليوم ثمة من يريد ان يسير على الدرب ذاتها التي سلكها صدام من دون ان يحاول تفادي حتى تلك الاخطاء الواضحة التي جعلته هدفاً سهلاً للاستهداف الخارجي في ظل جبهة داخلية مهيجة لكنها خاوية عمليا، بعدما تبخرت سريعا الجماهير الحاشدة التي تهتف بحياة القائد المعظم، ومعها فلول المنافقين الذين يهونون كل عظيم، ومعهم ايضا قادة المنظمات والهيئات التشريعية والنقابية والمهنية العربية الذين تعودوا الوقوف مع الدول المأزومة على طريقتهم في اطلاق الشعارات ومحاربة طواحين الهواء... ويمضون خلال ذلك بعض الايام «الترفيهية» في عاصمة ذلك البلد وفي فنادقه الفخمة على حساب بند «نفقات التضامن».
كان صدام على استعداد تام للقيام بكل ما تطلبه واشنطن وغير واشنطن في سبيل الحفاظ على حكمه، لكنه لم يفكر جديا ابدا في تقديم اي تنازل لشعبه. وربما أضعف تاريخه الدموي تجاه شعبه وجيرانه صدقيته الى درجة ما كانت لتنجح معها أي مبادرات انفتاحية داخلية. ولعل هذه نقطة تسجل لصالح النظام الحالي في سورية المتحرر نسبيا من تلك الاوزار، والذي لا يزال يملك وقتا، ولو محدودا، للقيام بمبادرات ذات صدقية، لكنها تحتاج بالتأكيد الى قدر كبير من التصميم والشجاعة والجدية، وكل ذلك استنادا الى تبني رؤية استراتيجية نهائية للتغيير الديموقراطي في البلاد.
لقد مل المطالبون بالاصلاحات من تكرار مطالبهم التي باتت معروفة للقاصي والداني ومبتغاها كلها اطلاق سراح المجتمع ليكون شريكا حقيقيا في الحياة العامة وفي ادارة الازمة الحالية والبلاد، عبر اطر ديمقراطية مشروعة، فلا يتم من الان فصاعدا اهمال المجتمع في الرخاء وتذكره في الشدة فقط .
ولعل أبسط أمثلة ذلك أن يكون متاحا لهذا المجتمع أن يعبر عن نفسه في الازمة الحالية بطريقة تختلف عن «الاهزوجة الوطنية» اياها، فلا يخون كل من يسهم برأي مخالف او يوجه انتقادا الى اسلوب ادارة الازمة والبلاد، ليكون لدينا مجتمع حقيقي يناقش قضاياه بلا خجل او وجل، ولا تعبأ أصواته وارادته في عبوات محكمة الاغلاق تخزنها السلطة في ثلاجاتها، لتفرج عن بعضها ساعة تشاء، وتقول: هذه هي ارادة المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق