طالب بتسليم المتورطين في اغتيال الحريري
العربية. نت
حذر المحامي علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، النظام الحاكم في بلاده، من تدمير سوريا، بسبب التمسك بمن وصفهم مجموعة من المجرمين، في إشارة إلى المسؤولين الستة، الذين تطالب لجنة التحقيق الدولية بالتحقيق معهم.
وقال إن الأولى من التمسك بهؤلاء المسؤولين، إن ثبت تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هو العمل على حماية سورية من الخراب والتدمير، الذي قد تسببه سياسة النظام الحاكم.
ولم يستبعد تورط سوريا في اغتيال الحريري مشيرا إلى أنه "لا يمكن لجريمة بهذا الحجم أن تتم في لبنان والسوريون لا يعلمون عنها شيئا". وتحدث عن نظرية انتحار غازي كنعان بقوله "لا يمكن أن يقتل نفسه وليس هناك ما يدعوه للانتحار" مرجحا قتله ومتوقعا تكرار ظاهرة الانتحار مع المقتولين الآخرين.
وأعلن استعداد الاخوان للدفاع عن سوريا في وجه اي اعتداء حتى في ظل حكم النظام الحالي، مؤكدا أن هناك صيغة وطنية جاهزة لتكون بديلة عن هذا النظان ممثلة في صيغة "اعلان دمشق للتغيير الديمقراطي".
ونفي وجود أي نوع من الحوار بين الاخوان في سوريا وبين الولايات المتحدة الأمريكية في ضوء ما تردد عن وجود شريط وثائقي يثبت ذلك. إلا أنه قال "ليس لدينا تحفظ على الحوار مع أية جهة" مؤكدا حدوث حوار بينهم وبين عدة جهات غربية على مستوى بعض المسئولين والمستشارين.
وانتقد البيانوني بشدة خطاب الرئيس بشار الأسد، الذي ألقاه الخميس 10/11/ 2005مشيرا إلى أنه كان خطابا غير موفق في إدارة الأزمة، التي تمر بها البلاد داخليا وخارجيا.
واستطرد: "إن الرئيس بشار خرج على النص في خطابه"، واستفز جيرانه، "وهاجم الجميع"، وأن كلامه كان فيه شيء من الانفعال، وبعيداً عن التفنيد الموضوعي أو القانوني، لما أوردته لجنة التحقيق وتقرير ميليس.
ورفض البيانوني بشدة في حوار مطول أجراه معه الزميل سليمان دوغة من وكالة "قدس برس" اتهام الأسد للمعارضة السورية بأن صوتها يعلو مع ارتفاع وتيرة الضغط الدولي على سوريا، مشددا على أن صوت المعارضة لم يتوقف يوما، لكن الظروف الدولية هي التي تتغير، تجاه موقفها من النظام الحاكم.
وقال البيانوني إن هناك وقائع ومعلومات في تقرير ميليس، مهما قيل عنه، ومهما قيل عن تسيّسه، والحديث عن التعاون بشكل نظري لا يعني شيئا، إذا لم تتبعه خطوات عملية. لم يكن في الخطاب أي توجه نحو التعاون، بل كان هناك تهرب من موضوع الاتهامات والإدانات.
وأضاف: " لا يمكن إخراج النظام السوري من دائرة الاتهام، على الأقل من حيث أنه كان مسؤولا عن الأمن في لبنان، لكن الخطاب اعتبر أنه لا علاقة لهم بالأمر.. ومن الطريف، أنه اعتبر أن تقرير لجنة التحقيق يبرئ ساحة النظام السوري على قاعدة (المتهم بريء حتى تثبت إدانته).. الخطاب على طريقة خطابات الستينيات والسبعينيات، والشعارات الجوفاء، لم يعد له مكان اليوم".
تكرار المشهد العراقي غير وارد
وحول قاله الرئيس الأسد بخصوص الشأن الداخلي بأن "الانفتاح الآن يعني الفوضى" رد المراقب العام لاخوان سوريا بأن " احتمال الفوضى وتكرار المشهد العراقي أمر غير وارد، لا من حيث التركيبة السكانية، ولا من حيث العلاقة الاجتماعية بين أبناء الشعب، كما أن الإدارة الأمريكية ليست مستعدة أن تخوض حربا جديدة، كما حصل في العراق".
وحول هدف الولايات المتحدة من الضغط على سورية قال صدر الدين البيانوني إن هناك أكثر من توجه في الإدارة الأمريكية، فهناك من يعتقد بأن هذا النظام قد أدّى دوره، واستنفد أغراضه وانتهت مدة صلاحيته، وينبغي إسقاطه، مهما كانت النتيجة. لكن هذا الرأي يقف أمامه أمران: الأول: من هو البديل الذي يمكن أن يحقق المصالح الأمريكية؟، والثاني: الخوف من الإسلاميين، وهم يتوقعون مع انتشار ظاهرة التدين في الشارع السوري أن الإسلاميين هم البديل القادم. وهناك من يرى أنه ليس من مصلحة الإدارة الأمريكية إسقاط النظام، ويفصل سياسة الضغط عليه، لكي يبقى ضعيفا، مستعداً لتقديم التنازلات، وقبول ما يطلب منه ، ويبدو أن هذا هو أيضا الموقف الإسرائيلي. فالإسرائيليون أعلنوا في أكثر من مناسبة أنهم لا يرغبون في إسقاط النظام، لأن البديل قد يكون حكومة وطنية متشددة، وهم يفضلون التعامل مع نظام ضعيف
البديل الوطني جاهز
لكن البيانوني اردف بقوله إن البديل الوطني جاهز، وأن اجتماع معظم الأطياف السورية في صيغة "إعلان دمشق" للتغيير الديمقراطي، الذي ضم كل المكونات الرئيسية، والتفاف الشعب السوري حول هذه المبادرة، يعني أن هناك صيغة وطنية جاهزة لأن تكون البديل عن هذا النظام، ونحن لا نحاصر أنفسنا بين مطرقة الاستبداد والدكتاتورية من جهة، وبين سندان الاحتلال من جهة ثانية.. نحن ندفع بخيار وطني، يمكن أن يكون البديل الحقيقي.
وأضاف البيانوني: "نحن منذ خمس سنوات، ومنذ استلام الرئيس بشار.. نادينا بالإصلاح الداخلي، على يد النظام نفسه. قلنا إن هناك فرصة تاريخية لحوار وطني، وفتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن.. طالبنا بإصلاح يبدأ بمعالجة الملفات الإنسانية، ثم عقد المؤتمر الوطني للحوار، والخروج من الأزمة وحالة الاحتقان.. دعواتنا للإصلاح سابقة للضغوط الخارجية، ولم تتوقف.. ولا أعتقد أنه مطلوب من القوى الوطنية أن تتوقف عن المطالبة باحترام حقوق المواطنين. بل على العكس المطلوب من النظام أن يتوقف عن انتهاكاته لحقوق المواطنين، ويلتفت إلى الشعب، ويتلاحم معه في مواجهة هذه الهجمة".
وواصل: "نحن نرفض الضغوط الخارجية على سورية الدولة والمجتمع.. لكننا في الوقت نفسه نؤيد التحقيق الدوليّ في جريمة اغتيال رفيق الحريري، حتى ينكشف المجرم الحقيقي. ونطالب بالتعاون مع قرار مجلس الأمن الأخير.. بل نعتقد أنه جاء متأخرا، وكان ينبغي على مجلس الأمن والمجتمع الدولي أن يتدخل لحماية الشعب السوري، والشعب اللبناني من جرائم النظام".
وشدد على أنه "عندما يكون هناك اعتداء على سوريا فنحن سنقف بقوة ضد هذا الاعتداء، وسوف ندافع عن سوريا، حتى ولو كان النظام الحالي هو الحاكم. مع أنه أجرم في حق الجميع".
وردا على سؤال حول اعتقاده بشأن ما اذا كان الرئيس الأسد على علم بمقتل الحريري، أجاب البيانوني بأنه "ربما لا يكون على علم، فبعض الأجهزة الأمنية أحيانا تقوم بتصرفات تعتقد أنها ترضي الرئيس.. لست في موقع يسمح لي أن أجيب على هذا السؤال".
لا نستبعد تورط سوريا
وحول عدم استبعاد الاخوان لتورط سوريا أجاب " لسنا نحن فقط .. ليس هناك إنسان في سوريا، إلا ويعتقد - بغض النظر عن نتيجة التحقيق - أن النظام السوري له دور ما في الجريمة، لأنه لم تكن هناك أي قضية أمنية أو سياسية تجري في لبنان إلا بمعرفة القوات السورية والأمن السوري، ولا يمكن لجريمة بهذا الحجم أن تتم في لبنان، والسوريون لا يعلمون عنها شيئا، والآن هناك أربعة من قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية متهمين فيها، وهؤلاء مرتبطون ارتباطا وثيقا بالأمن السوري. أنا لم ألتق بإنسان سوري، أو لبناني، إلا ويقول جازما إن النظام السوري يقف وراء الاغتيال، أو له دور ما في هذه الجريمة، خصوصاً وأن للنظام سوابق عديدة في هذا المضمار".
واستطرد "نحن نرجح أن واحدا مثل غازي كنعان وهو من أقوى الرجال حول بشار، لا يمكن أن يقتل نفسه، وليس هناك ما يدعوه للانتحار.. على الأرجح أنه قتل، وعائلته تعتقد ذلك، ورفضت قبول العزاء من النظام.. حتى الرسالة التي أذيعت تثير العديد من الأسئلة والشكوك حول لهجتها، وأسلوبها.. المشكلة في سوريا أنه ليست هناك شفافية، حتى في حالة الانتحار كان من الممكن أن توثق الحكومة، هذه الحادثة، ولا تترك مجالاً للشكوك".
لكنه استبعد ان يكون كنعان متورطا في قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق " أستبعد ذلك لأنه كان من أصدقاء الحريري، ولم يكن موافقا على التمديد للرئيس لحود". ثم أردف " أعتقد أن التخطيط (لقتل الحريري) تم في الشهور الأخيرة فقط قبل جريمة الاغتيال.
ظاهرة انتحار الغازي قابلة للتكرار
وتوقع صدر الدين البيانوني تكرار ظاهرة الانتحار مع المطلوبين الآخرين مضيفا " كما أننا لا نستبعد وقوع تصفيات داخل أجهزة النظام نفسه، وصراع حاد بين أجنحة النظام وقياداته الأمنية، لأن استدعاء هؤلاء الستة سوف يجعلهم يتساءلون عن سبب نجاة رموز أخرى من التحقيق، وخطاب الرئيس نفسه يوحي بذلك، ولغة المواجهة التي ظهرت في خطابه ضد المجتمع الدولي بهذه الطريقة، تدل على أنه مستعد لتدمير البلاد بأكملها، من أجل حماية أركان النظام".
وحول ما تردد عن وجود شريط وثائقي، يكشف النقاب عن اتصالات بين الاخوان وبين الأمريكيين، وحقيقة ومستوى هذه الاتصالات، نفي البيانوني ذلك " ليس هناك أي نوع من الاتصال بيننا وبين الحكومة الأمريكية.. وقد أعلنت مرارا أنه ليس لدينا تحفظ على الحوار مع أي جهة. وليست عندنا مشكلة في الحوار مع أي طرف من الأطراف.. الحوار يكون لتوضيح وجهات النظر، وبيان المواقف، ولا تحفظ لنا على ذلك".
وأضاف "لم نسع إلى الحوار مع أمريكا، ولم تطلب منا هي أن نحاورها، ولم يتصل بنا أحد لهذا الغرض، نحن حاورنا عدة جهات غربية بناء على طلبهم، وشرحنا وجهة نظرنا حول مستقبل سوريا، وأجبنا على تساؤلاتهم حول برنامجنا السياسي، وما هي رؤيتنا لمستقبل سورية.. أجبنا على تساؤلات كثيرة.. وليس عندنا ضير في اللقاء مع أي جهة، لتوضيح مواقفنا، وبيان رؤيتنا ووجهة نظرنا".
وقال إن هذه الحوارات كانت "على مستوى بعض المسئولين والمستشارين. نحن لا نتردّد في بيان حقيقة مواقفنا.. النظام السوري لا يتوقف عن تشويه صورتنا، يحاول أن يخوف الغرب من الإخوان المسلمين، وبأن الفضل له في قمعهم.. نحن نريد أن يعرف الجميع حقيقة مواقفنا وحقيقة ما ينسب إلينا من تهم باطلة، وبعد أن قمنا بتوزيع برنامجنا السياسي باللغتين العربية والإنجليزية بادرت أكثر من جهة، وحاورتنا حول هذا المشروع".
لكن البيانوني رفض الكشف عن اسماء هذه الجهات بقوله " ليس من حقي أن أعلن ذلك دون اتفاق مع هذه الجهات، وقد لا يكون لهم مصلحة أو رغبة في إعلانها".صياغة اعلان دمشق قامت على حوارات شاركنا فيها
وحول عدم مشاركة الاخوان في التوقيع على اعلان دمشق قال " لم نشارك في صياغة إعلان دمشق، إنما تمت صياغته من قبل بعض الأطراف في الداخل، بناء على حوارات تمت في الماضي بيننا وبين عدد من الجهات في الداخل والخارج، ويبدو أن بعض القوى رغبت أن لا نوقع نحن في البداية ، حتى لا نسبب لهم إحراجا أمنيا، أمام السلطات السورية، لكننا كنا على اطلاع على هذه الحوارات، وعلى الصيغة الأخيرة التي تم الاتفاق عليها، وبمجرد أن صدر الإعلان في دمشق، بادرنا إلى تأييده وأعلنا انضمامنا إلى الموقعين عليه".
وأضاف "ليس بين الأحزاب العربية والكردية الموقعة على إعلان دمشق، ولا من الشخصيات الوطنية، من يرفض التعاون والتنسيق معنا، ومعظم هذه الأحزاب أعلنت استعدادها للتعاون مع الإخوان، مثل التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يضم خمسة أحزاب، وكذلك لجان إحياء المجتمع المدني، التي تضم مجموعة من الشخصيات الوطنية والعلمانية والقوى اليسارية، ومنتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي، كما أن لنا صلة مع بعض الأحزاب الكردية، لاسيما بعدما قدمنا رؤيتنا للقضية الكردية، ولقيت ترحيباً واسعاً في الأوساط الكردية.. الجهة الوحيدة التي تتحفّظ على جماعة الإخوان المسلمين وتعتبرها خطا أحمر، هي النظام الحاكم".
وحول المقصود بالتغيير الجذري الذي يطالب به الموقعون على اعلان دمشق قال المراقب العام للاخوان في سوريا " المقصود إحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في سوريا، فإذا كان لدى الرئيس بشار الاستعداد لأن يقوم بهذا التغيير، بالتعاون مع القوى الوطنية، فهذا جيد.. وليس عندنا فيتو على أحد. صحيح أننا نتحفظ على بعض المسئولين الذين أجرموا بحق شعبنا، لكن إعلان دمشق فتح الباب أمام أي جهة تريد أن تشارك فيه، بما فيها حزب البعث، شريطة أن تقبل بالتغيير السلمي الديمقراطي، وتعديل الدستور، بحيث يسمح بالتداول، والتعددية، وإلغاء القوانين والمحاكم الاستثنائية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وهذا لا شك تغيير جذري".
وقال إن الأولى من التمسك بهؤلاء المسؤولين، إن ثبت تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هو العمل على حماية سورية من الخراب والتدمير، الذي قد تسببه سياسة النظام الحاكم.
ولم يستبعد تورط سوريا في اغتيال الحريري مشيرا إلى أنه "لا يمكن لجريمة بهذا الحجم أن تتم في لبنان والسوريون لا يعلمون عنها شيئا". وتحدث عن نظرية انتحار غازي كنعان بقوله "لا يمكن أن يقتل نفسه وليس هناك ما يدعوه للانتحار" مرجحا قتله ومتوقعا تكرار ظاهرة الانتحار مع المقتولين الآخرين.
وأعلن استعداد الاخوان للدفاع عن سوريا في وجه اي اعتداء حتى في ظل حكم النظام الحالي، مؤكدا أن هناك صيغة وطنية جاهزة لتكون بديلة عن هذا النظان ممثلة في صيغة "اعلان دمشق للتغيير الديمقراطي".
ونفي وجود أي نوع من الحوار بين الاخوان في سوريا وبين الولايات المتحدة الأمريكية في ضوء ما تردد عن وجود شريط وثائقي يثبت ذلك. إلا أنه قال "ليس لدينا تحفظ على الحوار مع أية جهة" مؤكدا حدوث حوار بينهم وبين عدة جهات غربية على مستوى بعض المسئولين والمستشارين.
وانتقد البيانوني بشدة خطاب الرئيس بشار الأسد، الذي ألقاه الخميس 10/11/ 2005مشيرا إلى أنه كان خطابا غير موفق في إدارة الأزمة، التي تمر بها البلاد داخليا وخارجيا.
واستطرد: "إن الرئيس بشار خرج على النص في خطابه"، واستفز جيرانه، "وهاجم الجميع"، وأن كلامه كان فيه شيء من الانفعال، وبعيداً عن التفنيد الموضوعي أو القانوني، لما أوردته لجنة التحقيق وتقرير ميليس.
ورفض البيانوني بشدة في حوار مطول أجراه معه الزميل سليمان دوغة من وكالة "قدس برس" اتهام الأسد للمعارضة السورية بأن صوتها يعلو مع ارتفاع وتيرة الضغط الدولي على سوريا، مشددا على أن صوت المعارضة لم يتوقف يوما، لكن الظروف الدولية هي التي تتغير، تجاه موقفها من النظام الحاكم.
وقال البيانوني إن هناك وقائع ومعلومات في تقرير ميليس، مهما قيل عنه، ومهما قيل عن تسيّسه، والحديث عن التعاون بشكل نظري لا يعني شيئا، إذا لم تتبعه خطوات عملية. لم يكن في الخطاب أي توجه نحو التعاون، بل كان هناك تهرب من موضوع الاتهامات والإدانات.
وأضاف: " لا يمكن إخراج النظام السوري من دائرة الاتهام، على الأقل من حيث أنه كان مسؤولا عن الأمن في لبنان، لكن الخطاب اعتبر أنه لا علاقة لهم بالأمر.. ومن الطريف، أنه اعتبر أن تقرير لجنة التحقيق يبرئ ساحة النظام السوري على قاعدة (المتهم بريء حتى تثبت إدانته).. الخطاب على طريقة خطابات الستينيات والسبعينيات، والشعارات الجوفاء، لم يعد له مكان اليوم".
تكرار المشهد العراقي غير وارد
وحول قاله الرئيس الأسد بخصوص الشأن الداخلي بأن "الانفتاح الآن يعني الفوضى" رد المراقب العام لاخوان سوريا بأن " احتمال الفوضى وتكرار المشهد العراقي أمر غير وارد، لا من حيث التركيبة السكانية، ولا من حيث العلاقة الاجتماعية بين أبناء الشعب، كما أن الإدارة الأمريكية ليست مستعدة أن تخوض حربا جديدة، كما حصل في العراق".
وحول هدف الولايات المتحدة من الضغط على سورية قال صدر الدين البيانوني إن هناك أكثر من توجه في الإدارة الأمريكية، فهناك من يعتقد بأن هذا النظام قد أدّى دوره، واستنفد أغراضه وانتهت مدة صلاحيته، وينبغي إسقاطه، مهما كانت النتيجة. لكن هذا الرأي يقف أمامه أمران: الأول: من هو البديل الذي يمكن أن يحقق المصالح الأمريكية؟، والثاني: الخوف من الإسلاميين، وهم يتوقعون مع انتشار ظاهرة التدين في الشارع السوري أن الإسلاميين هم البديل القادم. وهناك من يرى أنه ليس من مصلحة الإدارة الأمريكية إسقاط النظام، ويفصل سياسة الضغط عليه، لكي يبقى ضعيفا، مستعداً لتقديم التنازلات، وقبول ما يطلب منه ، ويبدو أن هذا هو أيضا الموقف الإسرائيلي. فالإسرائيليون أعلنوا في أكثر من مناسبة أنهم لا يرغبون في إسقاط النظام، لأن البديل قد يكون حكومة وطنية متشددة، وهم يفضلون التعامل مع نظام ضعيف
البديل الوطني جاهز
لكن البيانوني اردف بقوله إن البديل الوطني جاهز، وأن اجتماع معظم الأطياف السورية في صيغة "إعلان دمشق" للتغيير الديمقراطي، الذي ضم كل المكونات الرئيسية، والتفاف الشعب السوري حول هذه المبادرة، يعني أن هناك صيغة وطنية جاهزة لأن تكون البديل عن هذا النظام، ونحن لا نحاصر أنفسنا بين مطرقة الاستبداد والدكتاتورية من جهة، وبين سندان الاحتلال من جهة ثانية.. نحن ندفع بخيار وطني، يمكن أن يكون البديل الحقيقي.
وأضاف البيانوني: "نحن منذ خمس سنوات، ومنذ استلام الرئيس بشار.. نادينا بالإصلاح الداخلي، على يد النظام نفسه. قلنا إن هناك فرصة تاريخية لحوار وطني، وفتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن.. طالبنا بإصلاح يبدأ بمعالجة الملفات الإنسانية، ثم عقد المؤتمر الوطني للحوار، والخروج من الأزمة وحالة الاحتقان.. دعواتنا للإصلاح سابقة للضغوط الخارجية، ولم تتوقف.. ولا أعتقد أنه مطلوب من القوى الوطنية أن تتوقف عن المطالبة باحترام حقوق المواطنين. بل على العكس المطلوب من النظام أن يتوقف عن انتهاكاته لحقوق المواطنين، ويلتفت إلى الشعب، ويتلاحم معه في مواجهة هذه الهجمة".
وواصل: "نحن نرفض الضغوط الخارجية على سورية الدولة والمجتمع.. لكننا في الوقت نفسه نؤيد التحقيق الدوليّ في جريمة اغتيال رفيق الحريري، حتى ينكشف المجرم الحقيقي. ونطالب بالتعاون مع قرار مجلس الأمن الأخير.. بل نعتقد أنه جاء متأخرا، وكان ينبغي على مجلس الأمن والمجتمع الدولي أن يتدخل لحماية الشعب السوري، والشعب اللبناني من جرائم النظام".
وشدد على أنه "عندما يكون هناك اعتداء على سوريا فنحن سنقف بقوة ضد هذا الاعتداء، وسوف ندافع عن سوريا، حتى ولو كان النظام الحالي هو الحاكم. مع أنه أجرم في حق الجميع".
وردا على سؤال حول اعتقاده بشأن ما اذا كان الرئيس الأسد على علم بمقتل الحريري، أجاب البيانوني بأنه "ربما لا يكون على علم، فبعض الأجهزة الأمنية أحيانا تقوم بتصرفات تعتقد أنها ترضي الرئيس.. لست في موقع يسمح لي أن أجيب على هذا السؤال".
لا نستبعد تورط سوريا
وحول عدم استبعاد الاخوان لتورط سوريا أجاب " لسنا نحن فقط .. ليس هناك إنسان في سوريا، إلا ويعتقد - بغض النظر عن نتيجة التحقيق - أن النظام السوري له دور ما في الجريمة، لأنه لم تكن هناك أي قضية أمنية أو سياسية تجري في لبنان إلا بمعرفة القوات السورية والأمن السوري، ولا يمكن لجريمة بهذا الحجم أن تتم في لبنان، والسوريون لا يعلمون عنها شيئا، والآن هناك أربعة من قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية متهمين فيها، وهؤلاء مرتبطون ارتباطا وثيقا بالأمن السوري. أنا لم ألتق بإنسان سوري، أو لبناني، إلا ويقول جازما إن النظام السوري يقف وراء الاغتيال، أو له دور ما في هذه الجريمة، خصوصاً وأن للنظام سوابق عديدة في هذا المضمار".
واستطرد "نحن نرجح أن واحدا مثل غازي كنعان وهو من أقوى الرجال حول بشار، لا يمكن أن يقتل نفسه، وليس هناك ما يدعوه للانتحار.. على الأرجح أنه قتل، وعائلته تعتقد ذلك، ورفضت قبول العزاء من النظام.. حتى الرسالة التي أذيعت تثير العديد من الأسئلة والشكوك حول لهجتها، وأسلوبها.. المشكلة في سوريا أنه ليست هناك شفافية، حتى في حالة الانتحار كان من الممكن أن توثق الحكومة، هذه الحادثة، ولا تترك مجالاً للشكوك".
لكنه استبعد ان يكون كنعان متورطا في قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق " أستبعد ذلك لأنه كان من أصدقاء الحريري، ولم يكن موافقا على التمديد للرئيس لحود". ثم أردف " أعتقد أن التخطيط (لقتل الحريري) تم في الشهور الأخيرة فقط قبل جريمة الاغتيال.
ظاهرة انتحار الغازي قابلة للتكرار
وتوقع صدر الدين البيانوني تكرار ظاهرة الانتحار مع المطلوبين الآخرين مضيفا " كما أننا لا نستبعد وقوع تصفيات داخل أجهزة النظام نفسه، وصراع حاد بين أجنحة النظام وقياداته الأمنية، لأن استدعاء هؤلاء الستة سوف يجعلهم يتساءلون عن سبب نجاة رموز أخرى من التحقيق، وخطاب الرئيس نفسه يوحي بذلك، ولغة المواجهة التي ظهرت في خطابه ضد المجتمع الدولي بهذه الطريقة، تدل على أنه مستعد لتدمير البلاد بأكملها، من أجل حماية أركان النظام".
وحول ما تردد عن وجود شريط وثائقي، يكشف النقاب عن اتصالات بين الاخوان وبين الأمريكيين، وحقيقة ومستوى هذه الاتصالات، نفي البيانوني ذلك " ليس هناك أي نوع من الاتصال بيننا وبين الحكومة الأمريكية.. وقد أعلنت مرارا أنه ليس لدينا تحفظ على الحوار مع أي جهة. وليست عندنا مشكلة في الحوار مع أي طرف من الأطراف.. الحوار يكون لتوضيح وجهات النظر، وبيان المواقف، ولا تحفظ لنا على ذلك".
وأضاف "لم نسع إلى الحوار مع أمريكا، ولم تطلب منا هي أن نحاورها، ولم يتصل بنا أحد لهذا الغرض، نحن حاورنا عدة جهات غربية بناء على طلبهم، وشرحنا وجهة نظرنا حول مستقبل سوريا، وأجبنا على تساؤلاتهم حول برنامجنا السياسي، وما هي رؤيتنا لمستقبل سورية.. أجبنا على تساؤلات كثيرة.. وليس عندنا ضير في اللقاء مع أي جهة، لتوضيح مواقفنا، وبيان رؤيتنا ووجهة نظرنا".
وقال إن هذه الحوارات كانت "على مستوى بعض المسئولين والمستشارين. نحن لا نتردّد في بيان حقيقة مواقفنا.. النظام السوري لا يتوقف عن تشويه صورتنا، يحاول أن يخوف الغرب من الإخوان المسلمين، وبأن الفضل له في قمعهم.. نحن نريد أن يعرف الجميع حقيقة مواقفنا وحقيقة ما ينسب إلينا من تهم باطلة، وبعد أن قمنا بتوزيع برنامجنا السياسي باللغتين العربية والإنجليزية بادرت أكثر من جهة، وحاورتنا حول هذا المشروع".
لكن البيانوني رفض الكشف عن اسماء هذه الجهات بقوله " ليس من حقي أن أعلن ذلك دون اتفاق مع هذه الجهات، وقد لا يكون لهم مصلحة أو رغبة في إعلانها".صياغة اعلان دمشق قامت على حوارات شاركنا فيها
وحول عدم مشاركة الاخوان في التوقيع على اعلان دمشق قال " لم نشارك في صياغة إعلان دمشق، إنما تمت صياغته من قبل بعض الأطراف في الداخل، بناء على حوارات تمت في الماضي بيننا وبين عدد من الجهات في الداخل والخارج، ويبدو أن بعض القوى رغبت أن لا نوقع نحن في البداية ، حتى لا نسبب لهم إحراجا أمنيا، أمام السلطات السورية، لكننا كنا على اطلاع على هذه الحوارات، وعلى الصيغة الأخيرة التي تم الاتفاق عليها، وبمجرد أن صدر الإعلان في دمشق، بادرنا إلى تأييده وأعلنا انضمامنا إلى الموقعين عليه".
وأضاف "ليس بين الأحزاب العربية والكردية الموقعة على إعلان دمشق، ولا من الشخصيات الوطنية، من يرفض التعاون والتنسيق معنا، ومعظم هذه الأحزاب أعلنت استعدادها للتعاون مع الإخوان، مثل التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يضم خمسة أحزاب، وكذلك لجان إحياء المجتمع المدني، التي تضم مجموعة من الشخصيات الوطنية والعلمانية والقوى اليسارية، ومنتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي، كما أن لنا صلة مع بعض الأحزاب الكردية، لاسيما بعدما قدمنا رؤيتنا للقضية الكردية، ولقيت ترحيباً واسعاً في الأوساط الكردية.. الجهة الوحيدة التي تتحفّظ على جماعة الإخوان المسلمين وتعتبرها خطا أحمر، هي النظام الحاكم".
وحول المقصود بالتغيير الجذري الذي يطالب به الموقعون على اعلان دمشق قال المراقب العام للاخوان في سوريا " المقصود إحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في سوريا، فإذا كان لدى الرئيس بشار الاستعداد لأن يقوم بهذا التغيير، بالتعاون مع القوى الوطنية، فهذا جيد.. وليس عندنا فيتو على أحد. صحيح أننا نتحفظ على بعض المسئولين الذين أجرموا بحق شعبنا، لكن إعلان دمشق فتح الباب أمام أي جهة تريد أن تشارك فيه، بما فيها حزب البعث، شريطة أن تقبل بالتغيير السلمي الديمقراطي، وتعديل الدستور، بحيث يسمح بالتداول، والتعددية، وإلغاء القوانين والمحاكم الاستثنائية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وهذا لا شك تغيير جذري".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق