الحياة
فيما «يستريح» علم حزب «البعث» الحاكم في الظل مع اعلام الاحزاب المرخصة الاخرى عن المشهد السياسي - الاجتماعي في سورية، يتقدم العلم الســوري الى الواجهة مليئاً بعواطف حامليه في المناســبات الكثيرة في هذه الايام، فيـــتدلى من شرفات المـــنازل في احياء دمشق الراقـــية، ويرفرف في واجهات الابنية الحكومية، ويرفع على مكاتب ممثلي القطاع الخاص والعام، ويسـتلقي على واجهات السيارات الفارهة والحافلات وسيارات «التاكسي»، و»يحدق» بالمارة في اللوحات الاعلانية، و»ينام» على اكتـاف الخيم المنصوبة في بعض ساحات العاصمة... الى ان وصل مذهبا الى ياقات بدلات وقمصان الشبان الى جانب القلب بـ»اعتباره حيا يمثل بلدا حيا»
ومثلما طغى علم لــبنان على اعـلام الاحزاب السياسية اللبنانية عـقب اغتــيال رئيس الوزراء السابق رفبق الحريري، بات علــم سورية الحاضر الوحيد في التظاهرات المناهضة للضغوط والمسيرات المؤيدة للموقف الرسمي مـــن هــــذه الضغوط. بل ان علم «البــــعث» تراجع للمرة الاولى الى الصفوف الخلفــــية في مسارح الخطابات والمناسبات، فيمــــا غابت اعلام الاحزاب المرخصة مثل «الحزب الشيوعي» و»السوري القومي الاجتماعي» عن الساحة.
الوان الاحمر والاسود والابيض المنقوشة بنجمتين خضراويين هي الاكثر انتشارا في ارجاء البلاد بفضل عدد من المبادرات، اطلق بعضها ممثلو الدوريات الخاصة ضمن مبادرة: «ارفع علمك، علم كل السوريين». وتشمل هذه المبادرة عددا من النشاطات بينها اقتراح مشروع قانون يقر في مجلس الشعب (البرلمان) يتضمن في احدى فقراته قوننة لاولوية علم البلاد، اذ تنص على «عدم رفع أي علم في المستوى نفسه او على يمينه»، في اشارة الى علم «البعث» الحاكم الذي اعتاد في العقود الاربعة الماضية على ان يجاور العلم السوري في كل المراحل التي طرأت عليه.
وكان لافتا ان راية حزب «البعث» لم تكن موجودة وراء الرئيس بشار الاسد لدى القائه خطابه الاخير في التاسع من الشهر الجاري، اذ وضع عدد من الاعلام السورية عن يمينه ويساره، كما ان علم «البعث» لم يكن مرفوعا من قبل الذين تجمعوا امام مدرج الجامعة دعما للخطاب، ولم يكن حاضرا في كل التظاهرات والمسيرات. حتى ان ممثلي مسرحية «قيام، جلوس، سكوت» التي تعرض حاليا في دمشق يرفعون يوميا في نهاية كل عرض، علم سورية مع النشيد الوطني وليس أي نشيد اخر.
الهدف المباشر من كل هذه الاشارات هو «اعادة الاعتبار» الى علم البلاد. والرسالة السياسية هي ان «سورية مستهدفة، وليس النظام ولا بعض مسؤوليه»، ردا على الخطاب الذي تقدمه باريس وواشنطن من ان «الشعب ليس مستهدفا ولا سورية، بل نريد الحقيقة باغتيال الحريري».
ويقول احد مطلقي المبادرة رجل الاعمال عبد السلام هيكل رئيس تحرير مجلة «الاقتصاد والنقل» ان «الوطن يمر في ظروف ضاغطة، وهو في حاجة الى عنفوان كل مواطن ومواطنة وصلابتهم وايمانهم بسورية، جمهورية مستقلة ذات سيادة وكرامة، ووطنا للسوريين، موالين ومعارضين، حزبيين ولاحزبيين، وبفسيفسائهم الدينية والعرقية والثقافية. وطن واحد لشعب واحد».
وبالتزامن مع المبادرة، اعد هيكل مشروع قانون سيقدمه بعد ايام الى نواب سوريين، يقع في صفحتين ليحدد اصول رفع العلم وتنكيسه مع اقتراح عقوبات بحق المسيئين له. وتضمنت المادة الخامسة من المشروع فقرة تشدد على عدم رفع أي علم اخر مع العلم السوري وعلى ان «لا يرفع الا العلم السوري في المؤسسات الحكومية والرسمية والعامة» ووجوب عدم رفعه «اذا كان باليا او ممزقا او كانت حالته لا تتلاءم مع شرف مكانته او لا تتوفر فيه المقاييس والمواصفات».
كما اقترح وضع خطة لشن حملة شعبية ورسمية لـ»رفع مستوى العلم في ذهنية ابناء سورية المقيمين والمغتربين وتدعيم الانتماء والولاء للهوية العربية السورية وللخصوصية الثقافية والحضارية» للبلاد، ذلك بتخصيص اسبوع للعلم يلي عيد الاستقلال في 17 نيسان (ابريل) من كل عام.
وبحسب نص القانون يتألف العلم السوري من ثلاث وحدات افقية: الاحمر في الاعلى، الابيض في الوسط، الاسود في الاسفل. وتتوسط نجمتان خضراوان بخمسة اشعة المستطيل الاوسط.
وكانت الحكومة السورية اعتمدت هذا العلم عام 1982، وهو العلم نفسه الذي كان قائما في زمن الجمهورية العربية المتحدة بين سورية ومصر بين عامي 1958 و1961. واللافت ان العلم المذكور في الدستور السوري المقر عام 1972، ليس العلم الحالي بل علم اتحاد الجمهوريات العربية (سورية، مصر، ليبيا). وهو ذاته علم مصر الحالي، ذو النسر المذهب في وسطي مستطيلين: احمر واسود.
وطرأت على العلم السوري تغيرات عدة في القرن الماضي منذ قيام الثورة العربية الكبرى في 1916 الى شكله الاخير. لكن الوانه بقيت على حالها، فاقتصر التغيير على موقع كل لون، باستثناء العلم الذي فرضته فرنسا عام 1920 وهو ازرق سماوي مع كرة بيضاء في المنتصف وعلم فرنسا في الزاوية اليسرى. كما ان سلطات الانتداب الفرنسي فرضـــت بـــعد الثورة السورية عام 1925، علما آخر يتألف من مستطيلين أخضرين يفصل بينهما اللون الابيض، مع صورة لعلم فرنسا.
ربما كانت صدفة ان علم «الجمهورية المتحدة» اعتمد لسورية في بداية الثمانينات عندما كانت تواجه البلاد ضغوطا، وها هم السوريون «يستذكرونه» في هذه المرحلة الاصعب من الضغوط، لعله يكون الجدار الذي يستند اليه كل المواطنين بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية.
ومثلما طغى علم لــبنان على اعـلام الاحزاب السياسية اللبنانية عـقب اغتــيال رئيس الوزراء السابق رفبق الحريري، بات علــم سورية الحاضر الوحيد في التظاهرات المناهضة للضغوط والمسيرات المؤيدة للموقف الرسمي مـــن هــــذه الضغوط. بل ان علم «البــــعث» تراجع للمرة الاولى الى الصفوف الخلفــــية في مسارح الخطابات والمناسبات، فيمــــا غابت اعلام الاحزاب المرخصة مثل «الحزب الشيوعي» و»السوري القومي الاجتماعي» عن الساحة.
الوان الاحمر والاسود والابيض المنقوشة بنجمتين خضراويين هي الاكثر انتشارا في ارجاء البلاد بفضل عدد من المبادرات، اطلق بعضها ممثلو الدوريات الخاصة ضمن مبادرة: «ارفع علمك، علم كل السوريين». وتشمل هذه المبادرة عددا من النشاطات بينها اقتراح مشروع قانون يقر في مجلس الشعب (البرلمان) يتضمن في احدى فقراته قوننة لاولوية علم البلاد، اذ تنص على «عدم رفع أي علم في المستوى نفسه او على يمينه»، في اشارة الى علم «البعث» الحاكم الذي اعتاد في العقود الاربعة الماضية على ان يجاور العلم السوري في كل المراحل التي طرأت عليه.
وكان لافتا ان راية حزب «البعث» لم تكن موجودة وراء الرئيس بشار الاسد لدى القائه خطابه الاخير في التاسع من الشهر الجاري، اذ وضع عدد من الاعلام السورية عن يمينه ويساره، كما ان علم «البعث» لم يكن مرفوعا من قبل الذين تجمعوا امام مدرج الجامعة دعما للخطاب، ولم يكن حاضرا في كل التظاهرات والمسيرات. حتى ان ممثلي مسرحية «قيام، جلوس، سكوت» التي تعرض حاليا في دمشق يرفعون يوميا في نهاية كل عرض، علم سورية مع النشيد الوطني وليس أي نشيد اخر.
الهدف المباشر من كل هذه الاشارات هو «اعادة الاعتبار» الى علم البلاد. والرسالة السياسية هي ان «سورية مستهدفة، وليس النظام ولا بعض مسؤوليه»، ردا على الخطاب الذي تقدمه باريس وواشنطن من ان «الشعب ليس مستهدفا ولا سورية، بل نريد الحقيقة باغتيال الحريري».
ويقول احد مطلقي المبادرة رجل الاعمال عبد السلام هيكل رئيس تحرير مجلة «الاقتصاد والنقل» ان «الوطن يمر في ظروف ضاغطة، وهو في حاجة الى عنفوان كل مواطن ومواطنة وصلابتهم وايمانهم بسورية، جمهورية مستقلة ذات سيادة وكرامة، ووطنا للسوريين، موالين ومعارضين، حزبيين ولاحزبيين، وبفسيفسائهم الدينية والعرقية والثقافية. وطن واحد لشعب واحد».
وبالتزامن مع المبادرة، اعد هيكل مشروع قانون سيقدمه بعد ايام الى نواب سوريين، يقع في صفحتين ليحدد اصول رفع العلم وتنكيسه مع اقتراح عقوبات بحق المسيئين له. وتضمنت المادة الخامسة من المشروع فقرة تشدد على عدم رفع أي علم اخر مع العلم السوري وعلى ان «لا يرفع الا العلم السوري في المؤسسات الحكومية والرسمية والعامة» ووجوب عدم رفعه «اذا كان باليا او ممزقا او كانت حالته لا تتلاءم مع شرف مكانته او لا تتوفر فيه المقاييس والمواصفات».
كما اقترح وضع خطة لشن حملة شعبية ورسمية لـ»رفع مستوى العلم في ذهنية ابناء سورية المقيمين والمغتربين وتدعيم الانتماء والولاء للهوية العربية السورية وللخصوصية الثقافية والحضارية» للبلاد، ذلك بتخصيص اسبوع للعلم يلي عيد الاستقلال في 17 نيسان (ابريل) من كل عام.
وبحسب نص القانون يتألف العلم السوري من ثلاث وحدات افقية: الاحمر في الاعلى، الابيض في الوسط، الاسود في الاسفل. وتتوسط نجمتان خضراوان بخمسة اشعة المستطيل الاوسط.
وكانت الحكومة السورية اعتمدت هذا العلم عام 1982، وهو العلم نفسه الذي كان قائما في زمن الجمهورية العربية المتحدة بين سورية ومصر بين عامي 1958 و1961. واللافت ان العلم المذكور في الدستور السوري المقر عام 1972، ليس العلم الحالي بل علم اتحاد الجمهوريات العربية (سورية، مصر، ليبيا). وهو ذاته علم مصر الحالي، ذو النسر المذهب في وسطي مستطيلين: احمر واسود.
وطرأت على العلم السوري تغيرات عدة في القرن الماضي منذ قيام الثورة العربية الكبرى في 1916 الى شكله الاخير. لكن الوانه بقيت على حالها، فاقتصر التغيير على موقع كل لون، باستثناء العلم الذي فرضته فرنسا عام 1920 وهو ازرق سماوي مع كرة بيضاء في المنتصف وعلم فرنسا في الزاوية اليسرى. كما ان سلطات الانتداب الفرنسي فرضـــت بـــعد الثورة السورية عام 1925، علما آخر يتألف من مستطيلين أخضرين يفصل بينهما اللون الابيض، مع صورة لعلم فرنسا.
ربما كانت صدفة ان علم «الجمهورية المتحدة» اعتمد لسورية في بداية الثمانينات عندما كانت تواجه البلاد ضغوطا، وها هم السوريون «يستذكرونه» في هذه المرحلة الاصعب من الضغوط، لعله يكون الجدار الذي يستند اليه كل المواطنين بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق