بعدما قدّمه باول على أنه صلة الوصل بين صدام والقاعدة
العربية.نت
اعتبر تقرير أمريكي أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في صناعة "أسطورة الزرقاوي"، وساعدته، بشكل غير مباشر، على الوصول إلى أهدافه.
وتساءلت جنيفر سكالتز، في التقرير الذي نشرته Middle East Times، التابعة لصحيفة "واشنطن تايمز" الجمعة عما إذا كان الزرقاوي قادراً على صناعة "الهالة" العالمية الموجودة حوله اليوم، من دون مساعدة، مقصودة أو غير مقصودة، من الولايات المتحدة الامريكية.
البداية
كان أول تقديم للزرقاوي، بحسب سكالتز، من قبل الوزير السابق للخارجية الأمريكية كولن باول، في الكلمة التي ألقاها في الخامس من فبراير 2003 أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، خلال عرضه لتبريرات بلاده الموجبة للتدخل العسكري في العراق، بدعوى وجود أسلحة دمار شامل.
تحدث باول، في خطابه، عن كون الزرقاوي يمثل "صلة الوصل بين الرئيس العراقي، حينها، صدام حسين، وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن". ظهرت يومها، أولى مظاهر "أسطورة الزرقاوي"، كما تسميها الخبيرة الأمريكية في شؤون الإرهاب لوريتا نابوليوني، والتي ألفت كتاباً بعنوان "العراق المتمرد".
ويبدو أن الهالة التي أُحيط بها الزرقاوي، دون أن يكون له يد فيها، ساعدته على تعزيز أهميته، ونقله الحالة الجهادية إلى الداخل العراقي، الأمر الذي عجز عن بن لادن نفسه. وتقول نابوليوني بالقول: "لقد نقلناه إلى حيث نريده أن يكون. نحن صنعناه، وليس المجاهدون".
خلق حالة الزرقاوي
العربية.نت
اعتبر تقرير أمريكي أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في صناعة "أسطورة الزرقاوي"، وساعدته، بشكل غير مباشر، على الوصول إلى أهدافه.
وتساءلت جنيفر سكالتز، في التقرير الذي نشرته Middle East Times، التابعة لصحيفة "واشنطن تايمز" الجمعة عما إذا كان الزرقاوي قادراً على صناعة "الهالة" العالمية الموجودة حوله اليوم، من دون مساعدة، مقصودة أو غير مقصودة، من الولايات المتحدة الامريكية.
البداية
كان أول تقديم للزرقاوي، بحسب سكالتز، من قبل الوزير السابق للخارجية الأمريكية كولن باول، في الكلمة التي ألقاها في الخامس من فبراير 2003 أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، خلال عرضه لتبريرات بلاده الموجبة للتدخل العسكري في العراق، بدعوى وجود أسلحة دمار شامل.
تحدث باول، في خطابه، عن كون الزرقاوي يمثل "صلة الوصل بين الرئيس العراقي، حينها، صدام حسين، وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن". ظهرت يومها، أولى مظاهر "أسطورة الزرقاوي"، كما تسميها الخبيرة الأمريكية في شؤون الإرهاب لوريتا نابوليوني، والتي ألفت كتاباً بعنوان "العراق المتمرد".
ويبدو أن الهالة التي أُحيط بها الزرقاوي، دون أن يكون له يد فيها، ساعدته على تعزيز أهميته، ونقله الحالة الجهادية إلى الداخل العراقي، الأمر الذي عجز عن بن لادن نفسه. وتقول نابوليوني بالقول: "لقد نقلناه إلى حيث نريده أن يكون. نحن صنعناه، وليس المجاهدون".
خلق حالة الزرقاوي
تعرض سكالتز في تقريرها، لنشأة الزرقاوي، واسمه أحمد فاضل الخلايله، مواليد أكتوبر 1966، في مدينة الزرقاء الأردنية، الغارقة في الفقر والبؤس. وتقول أن طفولته كانت متواضعة، كأي شخص عادي، مشيرة إلى أن "تعرضه للعديد من الإخفاقات في بداية حياته، ربما كانت السبب في الصفات "الخطرة" في شخصيته. وحتى الصفات القيادية التي يظهرها الزرقاوي، ليست على مستوى متفوق، بل ربما يسهل منافستها، من قبل آخرين قادرين على شغل مكانه، وبسهولة".
إذاً، كيف استطاع الزرقاوي، بشخصيته "العادية"، احتلال مركز متقدم على لائحة الأعداء المعلنين للولايات المتحدة الأمريكية؟ يرى المختصون أن "الهالة الأسطورية" التي أحُيطت بالزرقاوي، لعبت دوراً أساسياً في تحويله إلى قائد مُطاع. إلى جانب استفادته من ظرف آخر، لا يد له فيه أيضاً، هو "ضياع" بن لادن على الحدود الباكستانية الأفغانية.
هذان العاملان، وكلاهما خارجي، ساعدا على خلق "حالة" الزرقاوي، وتحويله إلى رمز للجهاد، واتساع الحركة التي يقودها لتضم عدداً كبيراً من المتطوعين، بعد أن كانت محصورة بالقليل من "الجهاديين"، الراغبين بمحاربة الإمبريالية العالمية.
أما بالنسبة الإدعاء الأساسي الذي ساقه باول، ومهّد به لـ "الأسطورة"، فيمكن نقضه بسهولة، بحسب الخبيرة الأمريكية في شؤون الإرهاب، التي تشير إلى واقع أن العلاقة بين الزرقاوي وبن لادن، لم تتفعل إلا بعد الحرب على العراق، أي أن هذه الحرب كانت السبب في تعاون الرجلين، وليس العكس.
سبق للرجلان أن التقيا عام 2000 على فترات متقطعة. وكان الزرقاوي، حينها، لا يزال يعارض رفع راية الجهاد التي رفعها بن لادن ضد أميركا. بعدها، موّلت القاعدة معسكرات التدريب التي أقامها الزرقاوي في حيرات في أفغانستان.
بعد سقوط نظام طالبان في افغانستان، انتقل الزرقاوي إلى كردستان في العراق، ليجعلها مركز عملياته الجديد. وقد علم الأمريكيون بذلك، من قبل الزعماء الأكراد أنفسهم، عام 2001، لكنهم تغاضوا عن ذلك، حينها.
فجأة، ظهرت علاقة للزرقاوي بهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، وتحدث عنه باول، واصفاً إياه بـ "اللاعب الأساسي"، في تنظيم القاعدة، محققاً بذلك رضا كل الأطراف المتضررة من الحالة "الزرقاوية"، وهم أمريكا، الأكراد والأردنيون.
مرحلة القيادة
بعد الحرب الامريكية على العراق، توصل الزرقاوي لفهم نظرية "العدو الأول"، التي طرحها بن لادن منذ البداية. فهو لم يكن قد فهم، بعد، نظربة بن لادن، القائلة بوجوب مقاتلة الأمريكيين مباشرة، وليس النظم العربية التي نشأ على بغضها.
تطورت العلاقة بين بن لادن والزرقاوي، لتؤدي، في نهاية ديسمبر 2004، وبعد وقت قصير من سقوط الفلوجة، إلى تبني بن لادن للعمليات العسكرية التي ينفذها الزرقاوي في العراق، معلناً إياه "أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين".
بدا اللقب الجديد مناسباً للزرقاوي، الذي تبقى دوافعه أقل تسييساً من غيره من الأطراف المشاركة في المقاومة العراقية اليوم. وتختتم الصحافية الأمريكية بالتساؤل، عما إذا كانا الزرقاوي، رغم كل الأهمية المضفاة عليه، يعمل وفق رزنامة محددة، تمكنه، مثلاُ، من معرفة ماذا سيكون الحال عليه في حال انتصاره في الحرب التي يقودها ضد الأمريكيين اليوم.
إذاً، كيف استطاع الزرقاوي، بشخصيته "العادية"، احتلال مركز متقدم على لائحة الأعداء المعلنين للولايات المتحدة الأمريكية؟ يرى المختصون أن "الهالة الأسطورية" التي أحُيطت بالزرقاوي، لعبت دوراً أساسياً في تحويله إلى قائد مُطاع. إلى جانب استفادته من ظرف آخر، لا يد له فيه أيضاً، هو "ضياع" بن لادن على الحدود الباكستانية الأفغانية.
هذان العاملان، وكلاهما خارجي، ساعدا على خلق "حالة" الزرقاوي، وتحويله إلى رمز للجهاد، واتساع الحركة التي يقودها لتضم عدداً كبيراً من المتطوعين، بعد أن كانت محصورة بالقليل من "الجهاديين"، الراغبين بمحاربة الإمبريالية العالمية.
أما بالنسبة الإدعاء الأساسي الذي ساقه باول، ومهّد به لـ "الأسطورة"، فيمكن نقضه بسهولة، بحسب الخبيرة الأمريكية في شؤون الإرهاب، التي تشير إلى واقع أن العلاقة بين الزرقاوي وبن لادن، لم تتفعل إلا بعد الحرب على العراق، أي أن هذه الحرب كانت السبب في تعاون الرجلين، وليس العكس.
سبق للرجلان أن التقيا عام 2000 على فترات متقطعة. وكان الزرقاوي، حينها، لا يزال يعارض رفع راية الجهاد التي رفعها بن لادن ضد أميركا. بعدها، موّلت القاعدة معسكرات التدريب التي أقامها الزرقاوي في حيرات في أفغانستان.
بعد سقوط نظام طالبان في افغانستان، انتقل الزرقاوي إلى كردستان في العراق، ليجعلها مركز عملياته الجديد. وقد علم الأمريكيون بذلك، من قبل الزعماء الأكراد أنفسهم، عام 2001، لكنهم تغاضوا عن ذلك، حينها.
فجأة، ظهرت علاقة للزرقاوي بهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، وتحدث عنه باول، واصفاً إياه بـ "اللاعب الأساسي"، في تنظيم القاعدة، محققاً بذلك رضا كل الأطراف المتضررة من الحالة "الزرقاوية"، وهم أمريكا، الأكراد والأردنيون.
مرحلة القيادة
بعد الحرب الامريكية على العراق، توصل الزرقاوي لفهم نظرية "العدو الأول"، التي طرحها بن لادن منذ البداية. فهو لم يكن قد فهم، بعد، نظربة بن لادن، القائلة بوجوب مقاتلة الأمريكيين مباشرة، وليس النظم العربية التي نشأ على بغضها.
تطورت العلاقة بين بن لادن والزرقاوي، لتؤدي، في نهاية ديسمبر 2004، وبعد وقت قصير من سقوط الفلوجة، إلى تبني بن لادن للعمليات العسكرية التي ينفذها الزرقاوي في العراق، معلناً إياه "أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين".
بدا اللقب الجديد مناسباً للزرقاوي، الذي تبقى دوافعه أقل تسييساً من غيره من الأطراف المشاركة في المقاومة العراقية اليوم. وتختتم الصحافية الأمريكية بالتساؤل، عما إذا كانا الزرقاوي، رغم كل الأهمية المضفاة عليه، يعمل وفق رزنامة محددة، تمكنه، مثلاُ، من معرفة ماذا سيكون الحال عليه في حال انتصاره في الحرب التي يقودها ضد الأمريكيين اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق