د. خالد منتصر - إيلاف
الإجهاض أكبر جراحة سرية تجرى فى العالم العربى، ويكاد لا يمر يوم إلا وعشرات النساء فى أماكن متفرقة منه من المحيط إلى الخليج يتعرضن لهذه العملية المحاطة بالشكوك والمخاطر وإحساس الذنب والندم أحياناً، وأحياناً أخرى إحساس الإرتياح والتخلص من مشكلة أو عار أو حمل مزعج أو مشوه، والمدهش والعجيب أن الإجهاض قد دخل هو الآخر عصر الخصخصة والعولمة والشركات عابرة القارات، فتطورت هذه الممارسة السرية من الإجهاض الشعبى التقليدى الذى مارسته بطلة رواية "الحرام" ليوسف إدريس بعود الملوخية، إلى الإجهاض الأرستقراطى السهل اللطيف بمجرد الحبوب والأقراص، مروراً بطريقة القفز من فوق السرير وضرب البطن باللكمات والذهاب للعيادات المتخصصة فى الإجهاض والتى يكسب أصحابها الملايين من الباحثات عن الإستقلال التام وموت الجنين الزؤام!.
وقد لوحظ فى الفترة الأخيرة إنتشار أقراص الإجهاض المحظورة ووصولها إلى مصر بكميات كبيرة مهربة، والخطير أن السيدات يتناولن هذا الدواء وكأنه "بونبون" أو قرص أسبرين، ولا يعرفن أنه دواء له أعراضه الجانبية مثله مثل الأدوية الأخرى، وأن إستعماله له حدود وضوابط يحددها الطبيب ولا تحددها الصديقة أو الجارة، والخطورة أن الخجل من إعلان الرغبة فى الإجهاض تجبر المرأة على تناول هذه الأقراص بطريقة سرية تجعل من علاج مضاعفاتها أمراً صعباً بعد فوات الأوان، ولهذا سنحاول أن نشرح ما هى هذه الأقراص؟ وما هى طبيعتها وأعراضها الجانبية؟
حبوب الإجهاض يطلق عليها ال آر يو 486(RU 486) أو الميفيبركس MIFIPREX أو الميفيجين، وكلها أسماء لقرص الإجهاض السحرى، ولكن ما هو هذا الدواء وما طبيعته؟ إنه هورمون يشبه فى تركيبه هورمون البروجيسترون، وهو دواء فرنسى إخترع فى عام 1980 وإكتسب إسمه من الحروف الأولى لشركات الأدوية التى صنعته وهى روسيل يوكلاف، وهورمون البروجيسترون هو هورمون ضرورى لإكتمال الحمل، وإسمه مشتق من اللاتينى PRO بمعنى من أجل و GESTARE بمعنى يحمل، والدواء بذلك ينافس البروجيسترون الطبيعى الموجود فى جسم الحامل على المستقبلات الموجودة فى الرحم ويحتلها ويغلقها، ولا يجد البروجيسترون الطبيعى مستقبلاً ليرتبط به فى الرحم ولذلك تسقط بطانة الرحم بنفس الطريقة التى تسقط بها أثناء الدورة الشهرية، وينتهى الحمل، وبالإضافة إلى سقوط بطانة الرحم فإن الدواء يفتح عنق الرحم ويؤدى إلى إنقباضه وخروج الجنين وطرده إلى الخارج.
ولكن هل يحل هذا الدواء محل جراحة الإجهاض؟ بالطبع لا، فحبوب الإجهاض تعمل فقط أثناء التسعة أسابيع الأولى من الحمل، أو بالدقة خلال 63 يوماً من بداية آخر دورة شهرية للسيدة الحامل، بعد مرور هذا الوقت يزيد معدل البروجيسترون بشكل كبير لا يجدى معه تنافس هذا الدواء، ويلجأ الأطباء فى الدول المصرح فيها بحبوب الإجهاض إلى إضافة مادة البروستاجلاندين معها وهى مادة تسبب إنقباضات فى الرحم وهذا الكوكتيل ساهم فى رفع نسبة الإجهاض الناجح، لينتشر بسرعة الصاروخ فى فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وألمانيا وهولندا وسويسرا وأمريكا والإتحاد وروسيا وإسرائيل، وقد بلغ عدد السيدات اللاتى إستعملنه فى أوروبا فقط 200 ألف سيدة حتى عام 2000، وهو مسئول عن نسبة 30% من محاولات الإجهاض فى فرنسا والتى طالبت وزيرة التعليم فيها سنة 1999 بالسماح بتوزيعها فى المدارس!!.
السؤال المهم والخطير هو هل هذا القرص السحرى يحل كل مشاكل الإجهاض بمجرد أن تتناوله المرأة فى منزلها أم أن له إحتياطات معينة؟ والإجابة هى أن حبوب الإجهاض ليست بضاعة سوبر ماركت، ولكنها أقراص دوائية.
الإجهاض أكبر جراحة سرية تجرى فى العالم العربى، ويكاد لا يمر يوم إلا وعشرات النساء فى أماكن متفرقة منه من المحيط إلى الخليج يتعرضن لهذه العملية المحاطة بالشكوك والمخاطر وإحساس الذنب والندم أحياناً، وأحياناً أخرى إحساس الإرتياح والتخلص من مشكلة أو عار أو حمل مزعج أو مشوه، والمدهش والعجيب أن الإجهاض قد دخل هو الآخر عصر الخصخصة والعولمة والشركات عابرة القارات، فتطورت هذه الممارسة السرية من الإجهاض الشعبى التقليدى الذى مارسته بطلة رواية "الحرام" ليوسف إدريس بعود الملوخية، إلى الإجهاض الأرستقراطى السهل اللطيف بمجرد الحبوب والأقراص، مروراً بطريقة القفز من فوق السرير وضرب البطن باللكمات والذهاب للعيادات المتخصصة فى الإجهاض والتى يكسب أصحابها الملايين من الباحثات عن الإستقلال التام وموت الجنين الزؤام!.
وقد لوحظ فى الفترة الأخيرة إنتشار أقراص الإجهاض المحظورة ووصولها إلى مصر بكميات كبيرة مهربة، والخطير أن السيدات يتناولن هذا الدواء وكأنه "بونبون" أو قرص أسبرين، ولا يعرفن أنه دواء له أعراضه الجانبية مثله مثل الأدوية الأخرى، وأن إستعماله له حدود وضوابط يحددها الطبيب ولا تحددها الصديقة أو الجارة، والخطورة أن الخجل من إعلان الرغبة فى الإجهاض تجبر المرأة على تناول هذه الأقراص بطريقة سرية تجعل من علاج مضاعفاتها أمراً صعباً بعد فوات الأوان، ولهذا سنحاول أن نشرح ما هى هذه الأقراص؟ وما هى طبيعتها وأعراضها الجانبية؟
حبوب الإجهاض يطلق عليها ال آر يو 486(RU 486) أو الميفيبركس MIFIPREX أو الميفيجين، وكلها أسماء لقرص الإجهاض السحرى، ولكن ما هو هذا الدواء وما طبيعته؟ إنه هورمون يشبه فى تركيبه هورمون البروجيسترون، وهو دواء فرنسى إخترع فى عام 1980 وإكتسب إسمه من الحروف الأولى لشركات الأدوية التى صنعته وهى روسيل يوكلاف، وهورمون البروجيسترون هو هورمون ضرورى لإكتمال الحمل، وإسمه مشتق من اللاتينى PRO بمعنى من أجل و GESTARE بمعنى يحمل، والدواء بذلك ينافس البروجيسترون الطبيعى الموجود فى جسم الحامل على المستقبلات الموجودة فى الرحم ويحتلها ويغلقها، ولا يجد البروجيسترون الطبيعى مستقبلاً ليرتبط به فى الرحم ولذلك تسقط بطانة الرحم بنفس الطريقة التى تسقط بها أثناء الدورة الشهرية، وينتهى الحمل، وبالإضافة إلى سقوط بطانة الرحم فإن الدواء يفتح عنق الرحم ويؤدى إلى إنقباضه وخروج الجنين وطرده إلى الخارج.
ولكن هل يحل هذا الدواء محل جراحة الإجهاض؟ بالطبع لا، فحبوب الإجهاض تعمل فقط أثناء التسعة أسابيع الأولى من الحمل، أو بالدقة خلال 63 يوماً من بداية آخر دورة شهرية للسيدة الحامل، بعد مرور هذا الوقت يزيد معدل البروجيسترون بشكل كبير لا يجدى معه تنافس هذا الدواء، ويلجأ الأطباء فى الدول المصرح فيها بحبوب الإجهاض إلى إضافة مادة البروستاجلاندين معها وهى مادة تسبب إنقباضات فى الرحم وهذا الكوكتيل ساهم فى رفع نسبة الإجهاض الناجح، لينتشر بسرعة الصاروخ فى فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وألمانيا وهولندا وسويسرا وأمريكا والإتحاد وروسيا وإسرائيل، وقد بلغ عدد السيدات اللاتى إستعملنه فى أوروبا فقط 200 ألف سيدة حتى عام 2000، وهو مسئول عن نسبة 30% من محاولات الإجهاض فى فرنسا والتى طالبت وزيرة التعليم فيها سنة 1999 بالسماح بتوزيعها فى المدارس!!.
السؤال المهم والخطير هو هل هذا القرص السحرى يحل كل مشاكل الإجهاض بمجرد أن تتناوله المرأة فى منزلها أم أن له إحتياطات معينة؟ والإجابة هى أن حبوب الإجهاض ليست بضاعة سوبر ماركت، ولكنها أقراص دوائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق