بسام طالب - صحيفة الدبور
المخبر يزوّرنا وسائق المسؤول لا مانع عنده إذا دهسنا وابن المسؤول " ما لو شايفنا " وكم واحد " آكلنا ومستوكلنا". شرطي المرور عينه حمراء علينا والموظف إذا لم ندفع له تقف معاملتنا وعلينا أن نقبل مئة يد كي نصل إلى حقنا، ونقبل مئتي يد حتى لا أحد يتبلانا. يجب أن نكون طلائع وشبيبه واتحاديين ورفاق ونحضر اجتماعات وندفع اشتراكات ونناقش بالمنطلقات ونعمل عمل طوعي بالمناسبات، وإذا قالوا صفقوا صفقنا وإذا قالوا انكتموا انكتمنا.علينا أن ندرس حتى تطلع عيوننا لنأخذ البكالوريا وبعدها يطلع بلعنا حتى نتخرج من الجامعة ونموت مئة موتة حتى نتوظف، وإذا توظفنا علينا أن نعمل عملين إضافيين حتى نؤمن " خبزاتنا وشرباتنا" يجب أن ندفع لسكرتيرة المحامي والمحامي والشرطي والمُحضر وكاتب المحكمة والقاضي ومحامي الخصم وبعض المساعدين حتى نكسب القضية التي نحن أصحاب حق فيها. يجب أن ندفع ثمن مئة مفتاح لنفتح مئة قفل حتى نستطيع الدخول وغيرنا تُفتح له البوابات وتضرب له السلامات ويقولون له تفضل: شرفتنا يا معلم؟ نقتصر الشر مع الشرطي ومع الموظف ورجل الأمن ورجل الإطفاء ومصلح التلفونات وموظفة الاستعلامات والجابي والمسؤول وسائق المسؤول ومرافق المسؤول واللفاية التي تشطف درج بيت المسؤول. نحن نفعل ذلك لأننا نحب وطننا ولأننا نحب بلادنا ولأنها سوريا. نفعل ذلك لأن الوطن بالنسبة لنا ليس صفقة أو مناقصة أو مشروعاً تجارياً أو بقرة نحلبها أو دجاجة تبيض ذهباً. نحن نفعل ذلك لأن الوطن بالنسبة لنا بكاءً مراً، بكيناه في حزيران ولحظة فرح لم تكتمل في تشرين وقشعريرة تنتابنا من قمة رأسنا إلى أخمص قدمينا حين نسمع: بكتب اسمك يا بلادي عالشمس إلما بتغيب. رغم الزحمة والشحاحير والزبالة وروائح المازوت والطرطيرات والسوزوكيات والهوندايات والميكروباصات فإننا نرى أن وطننا الأجمل ووطننا الأغلى.رغم أننا شعب كله رؤوس ويحب الازدحام ويكره الاستحمام وكتير غلبه ويحب الحكي بالسياسة، لكنه شعب يحب وطنه ومستعد للموت والذوذ عن حماه. نحن نفعل ذلك لأن صحن الفول عند بوز الجدي أطيب من " الستيك أوبوافر" عند مكسيم بباريس ولأن حديقة تشرين أحلى ألف مرة من الهايد بارك والهولاند بارك والسنترال بارك. نحن نفعل ذلك لأن رائحة تراب بلادنا غير، ومطر بلادنا غير، وشمس بلادنا غير، وبحر بلادنا غير، وطعم الفواكه في بلادنا غير. نحن نفعل ذلك ومستعدون لأن نبلع ألف موس ولا نقبل أن تؤول حالنا إلى ما آل إليه حال العراق الحبيب وشعب العراق الحبيب.
المخبر يزوّرنا وسائق المسؤول لا مانع عنده إذا دهسنا وابن المسؤول " ما لو شايفنا " وكم واحد " آكلنا ومستوكلنا". شرطي المرور عينه حمراء علينا والموظف إذا لم ندفع له تقف معاملتنا وعلينا أن نقبل مئة يد كي نصل إلى حقنا، ونقبل مئتي يد حتى لا أحد يتبلانا. يجب أن نكون طلائع وشبيبه واتحاديين ورفاق ونحضر اجتماعات وندفع اشتراكات ونناقش بالمنطلقات ونعمل عمل طوعي بالمناسبات، وإذا قالوا صفقوا صفقنا وإذا قالوا انكتموا انكتمنا.علينا أن ندرس حتى تطلع عيوننا لنأخذ البكالوريا وبعدها يطلع بلعنا حتى نتخرج من الجامعة ونموت مئة موتة حتى نتوظف، وإذا توظفنا علينا أن نعمل عملين إضافيين حتى نؤمن " خبزاتنا وشرباتنا" يجب أن ندفع لسكرتيرة المحامي والمحامي والشرطي والمُحضر وكاتب المحكمة والقاضي ومحامي الخصم وبعض المساعدين حتى نكسب القضية التي نحن أصحاب حق فيها. يجب أن ندفع ثمن مئة مفتاح لنفتح مئة قفل حتى نستطيع الدخول وغيرنا تُفتح له البوابات وتضرب له السلامات ويقولون له تفضل: شرفتنا يا معلم؟ نقتصر الشر مع الشرطي ومع الموظف ورجل الأمن ورجل الإطفاء ومصلح التلفونات وموظفة الاستعلامات والجابي والمسؤول وسائق المسؤول ومرافق المسؤول واللفاية التي تشطف درج بيت المسؤول. نحن نفعل ذلك لأننا نحب وطننا ولأننا نحب بلادنا ولأنها سوريا. نفعل ذلك لأن الوطن بالنسبة لنا ليس صفقة أو مناقصة أو مشروعاً تجارياً أو بقرة نحلبها أو دجاجة تبيض ذهباً. نحن نفعل ذلك لأن الوطن بالنسبة لنا بكاءً مراً، بكيناه في حزيران ولحظة فرح لم تكتمل في تشرين وقشعريرة تنتابنا من قمة رأسنا إلى أخمص قدمينا حين نسمع: بكتب اسمك يا بلادي عالشمس إلما بتغيب. رغم الزحمة والشحاحير والزبالة وروائح المازوت والطرطيرات والسوزوكيات والهوندايات والميكروباصات فإننا نرى أن وطننا الأجمل ووطننا الأغلى.رغم أننا شعب كله رؤوس ويحب الازدحام ويكره الاستحمام وكتير غلبه ويحب الحكي بالسياسة، لكنه شعب يحب وطنه ومستعد للموت والذوذ عن حماه. نحن نفعل ذلك لأن صحن الفول عند بوز الجدي أطيب من " الستيك أوبوافر" عند مكسيم بباريس ولأن حديقة تشرين أحلى ألف مرة من الهايد بارك والهولاند بارك والسنترال بارك. نحن نفعل ذلك لأن رائحة تراب بلادنا غير، ومطر بلادنا غير، وشمس بلادنا غير، وبحر بلادنا غير، وطعم الفواكه في بلادنا غير. نحن نفعل ذلك ومستعدون لأن نبلع ألف موس ولا نقبل أن تؤول حالنا إلى ما آل إليه حال العراق الحبيب وشعب العراق الحبيب.
*بسام طالب-رئيس التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق