حازم صاغيّة - الحياة اللندنية
... أما البديهة المزعجة فإن الإرادات الطيّبة والنيّات الحسنة، حتى لو توافرت، قد لا تكون كافية لدفع الكوارث التي تنتجها عقود وعلاقات وتراكيب وأنماط سلطة ومواقف...
وأما الحقيقة الأولى، فإن التعارض بين دمشق والشرعية الدولية يجد مصدره في قيام النظام السوري على عدم التجانس مع مبدأ الشرعية أصلاً. فما من تمثيل، هناك، يحصل بموجب إرادة الشعب. فكيف وأن النظام المذكور اعتاد، ابان الحرب الباردة، وأيضاً بعدها، على أن ينجو مما يفعل؟ ولا يزال بعضنا يذكر كيف أن المخطوف الغربي في الضاحية الجنوبية من بيروت، أواسط الثمانينات، كان يبادر، لدى تحريره، الى توجيه الشكر للرئيس للقيادة السورية. أما «الغرب» فكان يصدّق، أو يتظاهر بالتصديق، وفي الحالين يتصرّف بموجب التصديق والتظاهر به.
وأما الحقيقة الثانية، فتتعلق بمسألة السيادة. ذاك أن اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان تتويجاً لنهج مديد لا يستحق القائمون عليه تركهم يمارسون السيادة. والآن، نشأت ازدواجية في السيادة حقاً، لكن الأمم المتحدة، لا الولايات المتحدة، شريك دمشق الجديد فيها. وهي واقعة ينبغي ن لا يعارضها الذين انتقدوا الحرب الأميركية في العراق تبعاً لغياب الأمم المتحدة عنها. إن الأخيرة، وقد تكشّفت السلطة السورية عما تكشّفت عنه، هي بديل الولايات المتحدة والحرب. إنها الشيء الوحيد السلمي المتاح في ظل ما هو متوافر.
وأما الحقيقة الثالثة فعنوانها الورطة. ذاك أن النظام السوري لا يقوم على تعدد المستويات ومراكز السلطة، بقدر ما ينهض على دمجها وتلخيصها. وهو ما يجعل من الصعب ألا يفضي انهيار مركز (عائلي أو...) الى تصدع النظام ككل. بمعنى آخر، يفتح الانهيار «الصغير» على عملية نزع البعث ويتصل بها. لكننا، هنا، يواجهنا سؤال حاسم: هل يمكن الرهان على تضافر الحكمة الدولية وحسن نيّة ما يتبقى من النظام، فضلاً عن الحكمة وحسن النيّة لدى المعارضة (على غموض معناها)، بما يؤمن العبور الانتقالي الهادئ والتدريجي؟
إن لم يحصل هذا، فالأمر خطير تماماً مثل خطر عدم التعاون مع لجنة التحقيق الدولية. في الحالين، هناك فراغ سوف ينشأ، وأكثر من زرقاوي يتهيأ لملء الفراغ. أما التبشير الأميركي بالديموقراطية فلن يعصم من السيناريو العراقي البغيض.
والحقيقة الرابعة هي أن سورية (والمنطقة) ربما كانت تعاني، في غضون ذلك، إحدى الحالات النادرة من ازدواج الديكتاتورية والضعف.
والحقيقة الخامسة، أخيراً، أن الغرب أميركا وإسرائيل لها استهدافاتها. وهذا مؤكد. لكننا نحن نواجه تاريخنا. لقد حصل البعث - الذي وصل الى السلطة قبل 42 عاماً (تخيّلوا: 42 عاماً) - على فرصته الكاملة. فلماذا لم يفعل غير زيادة السوء سوءاً؟
... أما البديهة المزعجة فإن الإرادات الطيّبة والنيّات الحسنة، حتى لو توافرت، قد لا تكون كافية لدفع الكوارث التي تنتجها عقود وعلاقات وتراكيب وأنماط سلطة ومواقف...
وأما الحقيقة الأولى، فإن التعارض بين دمشق والشرعية الدولية يجد مصدره في قيام النظام السوري على عدم التجانس مع مبدأ الشرعية أصلاً. فما من تمثيل، هناك، يحصل بموجب إرادة الشعب. فكيف وأن النظام المذكور اعتاد، ابان الحرب الباردة، وأيضاً بعدها، على أن ينجو مما يفعل؟ ولا يزال بعضنا يذكر كيف أن المخطوف الغربي في الضاحية الجنوبية من بيروت، أواسط الثمانينات، كان يبادر، لدى تحريره، الى توجيه الشكر للرئيس للقيادة السورية. أما «الغرب» فكان يصدّق، أو يتظاهر بالتصديق، وفي الحالين يتصرّف بموجب التصديق والتظاهر به.
وأما الحقيقة الثانية، فتتعلق بمسألة السيادة. ذاك أن اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان تتويجاً لنهج مديد لا يستحق القائمون عليه تركهم يمارسون السيادة. والآن، نشأت ازدواجية في السيادة حقاً، لكن الأمم المتحدة، لا الولايات المتحدة، شريك دمشق الجديد فيها. وهي واقعة ينبغي ن لا يعارضها الذين انتقدوا الحرب الأميركية في العراق تبعاً لغياب الأمم المتحدة عنها. إن الأخيرة، وقد تكشّفت السلطة السورية عما تكشّفت عنه، هي بديل الولايات المتحدة والحرب. إنها الشيء الوحيد السلمي المتاح في ظل ما هو متوافر.
وأما الحقيقة الثالثة فعنوانها الورطة. ذاك أن النظام السوري لا يقوم على تعدد المستويات ومراكز السلطة، بقدر ما ينهض على دمجها وتلخيصها. وهو ما يجعل من الصعب ألا يفضي انهيار مركز (عائلي أو...) الى تصدع النظام ككل. بمعنى آخر، يفتح الانهيار «الصغير» على عملية نزع البعث ويتصل بها. لكننا، هنا، يواجهنا سؤال حاسم: هل يمكن الرهان على تضافر الحكمة الدولية وحسن نيّة ما يتبقى من النظام، فضلاً عن الحكمة وحسن النيّة لدى المعارضة (على غموض معناها)، بما يؤمن العبور الانتقالي الهادئ والتدريجي؟
إن لم يحصل هذا، فالأمر خطير تماماً مثل خطر عدم التعاون مع لجنة التحقيق الدولية. في الحالين، هناك فراغ سوف ينشأ، وأكثر من زرقاوي يتهيأ لملء الفراغ. أما التبشير الأميركي بالديموقراطية فلن يعصم من السيناريو العراقي البغيض.
والحقيقة الرابعة هي أن سورية (والمنطقة) ربما كانت تعاني، في غضون ذلك، إحدى الحالات النادرة من ازدواج الديكتاتورية والضعف.
والحقيقة الخامسة، أخيراً، أن الغرب أميركا وإسرائيل لها استهدافاتها. وهذا مؤكد. لكننا نحن نواجه تاريخنا. لقد حصل البعث - الذي وصل الى السلطة قبل 42 عاماً (تخيّلوا: 42 عاماً) - على فرصته الكاملة. فلماذا لم يفعل غير زيادة السوء سوءاً؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق