السبت، نوفمبر 05، 2005

السعوديات يقبلن على أول عرض مسرحي بالرياض.. رغم فتاوى التحريم


حملة عبر رسائل الجوال والمنتديات لإجهاض التجربة
العربية.نت
لاقى أول عرض مسرحي تشهده السعودية منذ عقود إقبالا جماهيريا منقطع النظير من السعوديات حيث نفدت جميع تذاكره مبكرا على الرغم من انتشار فتاوى عبر منتديات الإنترنت ورسائل الجوال تحرم المسرحية وتحذر النساء –اللاتي خصص العرض لهن- من حضورها.
وكانت أمانة منطقة الرياض قد سمحت بعرض مسرحية نسائية تحت عنوان "أخيرا عادوا" ضمن فعاليات الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وذلك في سابقة تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقام ببطولة هذه المسرحية التي اقتصرت على النساء تمثيلا وحضورا ممثلات سعوديات شاركن في المسلسل التلفزيوني الشهير "طاش ما طاش".
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن شوارع العاصمة السعودية الرياض امتلأت بإعلانات تدعو السيدات إلى حضور العرض الذي تقدم فيه بطلات "طاش ما طاش" دراما محلية بسيطة، وأشارت إلى أن المسرحية شهدت إقبالا منقطع النظير من المواطنات والمقيمات عند عرضها في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، حتى نفدت تذاكرها قبل بداية العرض بساعات.
ونقلت الصحيفة عن أم بندر (وهي سيدة سعودية حضرت العرض) قولها "مسرحية جميلة حرصت أنا وبناتي على حضورها.. كانت تحمل شيئا كثيرا من الضحك والفائدة"، وأكدت أنها سوف تنصح جاراتها بالقدوم لها وحضور المسرحية لتميزها ولأنها "أول مرة يقدم فيها عرض مسرحي في السعودية بهذا الشكل الجميل"، واعتبرت أن عروض المسرح والسينما والسيرك التي قدمتها الرياض هذا العام في إطار احتفالات عيد الفطر ستسهم في جعل السعوديين أكثر تواجدا في عاصمتهم بدل اللجوء للدول الخليجية المجاورة لحضورها.
ورصدت الصحيفة في المقابل ما قالت إنه "حملة تشويش" من قبل متشددين عبر منتديات الإنترنت الأصولية ورسائل الجوال ذهبت إلى تكفير قاصدي عروض المسرحية النسائية وعروض السيرك في الرياض، فقالت إن رسائل جوال كانت منتشرة قبل عرض المسرحية تقول إحداها "لا يجوز الحضور لما فيه من إعانة على المنكر"، وذكرت أخرى "سبحان الله لا والله لا يجوز"، وطالبت ثالثة السعوديين "بالإنكار على هذه المسرحيات والسينما والإنكار على كل من يذهب لها وأكدت أنها لا تجوز إقامتها".
وقالت الصحيفة إن فتوى انتشرت عبر مواقع الإنترنت والرسائل منسوبة إلى الداعية خالد الراشد صاحب التسجيلات الإسلامية والتي اعتبر فيها أن حضور ودعم منظمي سينما الأطفال والمسرحية النسائية التي تنظمها أمانة الرياض في العيد هو "أول خطوات الشيطان".
واتصلت "الشرق الأوسط" بداعية آخر هو سعد الأحمد فأكد أنه أصدر الفتوى التي نسبت إليه في المنتديات والتي قال فيها بعدم جواز العرض المسرحي وعدم جواز حضوره.
ولكن الصحيفة ذكرت أن هذه الفتاوى لم تلق استجابة من السكان الذين أقبلوا على حضور المسرحية ودخول السينما مع أطفالهم، مشيرة إلى أن المواطنين كانوا يذهبون في الأعياد للدول المجاورة لحضور المسرحيات وأفلام السينما.
وتعد هذه اول مرة تشهد فيها السعودية عرضا مسرحيا نسائيا وعروضا سينمائية منذ أكثر من 30 عاما حيث كانت دور المسرح والسينما تعرض نشاطا مسرحيا في الستينيات والسبعينيات في عدة مدن سعودية ثم توقف ذلك بعد حملة قام بها دعاة متشددون ضد دور السينما والمسرح.

ليست هناك تعليقات: