الجمعة، نوفمبر 04، 2005

انفلونزا الطيور: الأعراض - العدوى - مكامن الخطر

سيريا نيوز
غالبا ما يتوقع العلماء حصول ثلاث إلى أربع موجات من الانفلونزا الوبائية في كل قرن غير أنه لا يمكنهم توقع الشكل الذي يتطور فيه.
ففي القرن العشرين تسبّب وباء الانفلونزا الاسبانية في العامين 1918 و1919 بوفاة ما بين أربعين إلى خمسين مليون إنسان. وبعد مئة سنة من اكتشافه للمرة الأولى في ايطاليا، احدث فيروس انفلونزا الطيور، او بالأحرى النوع المسمى «اتش5آن1» منه، موجة وباء فتّاك بين الدواجن عالمياً لم يقدر البشر على احتوائها لحد الآن، من خلال موجتين عالميتين لفيروس الانفلونزا، ما بين عامي 1957 و1968، وكان اقل قوة من موجة 1918 بكثير. أي قبل العام 1997 في جنوبي شرقي آسيا. وكما هي حال فيروسات الانفلونزا العادية، كانت عوارضه على الطيور غير قاتلة وتنحصر في جعل ريشها ينفش وتقليل قدرتها على إنتاج البيض. غير أن تعديلاً ما حصل على الفيروس جعله يظهر في العام 1997 بمظهر قاتل بنسبة قاربت المئة في المئة من حالات الإصابة بعد 48 ساعة فقط من التقاط الفيروس إنما بشكل بقي محصور. ويمكن القول أن غالبية الأوبئة تنشأ في منطقة جنوبي شرقي آسيا حيث التجمّعات السكانية تعيش في احتكاك مباشر مع البط والخنازير، وهما الحيوانان اللذان يمكنهما استقبال ونشر فيروس الانفلونزا بشكل واسع لدى البشر.
وقد تبين أن هاتين الموجتين قد حدثتا بأثر من امتزاج فيروس الانفلونزا عند الإنسان مع نظيره عند الطيور. وعلى رغم شراسة فتكه بالطير، فانه لم يعف عن الإنسان. ولقد أصاب 114 شخصاً في سنتين قضى منهم 64 شخصاً، ويشير هذا العدد إلى أن قدرة الفيروس على إصابة الناس، محدودة راهناً، إضافة إلى انه لا ينتقل من إنسان إلى آخر، وتحدث بصعوبة بالغة. . غير أن موجة أوسع من الإصابات لدى الطيور ظهرت في العام 2003 في كوريا الجنوبية وهي التي دقت ناقوس الخطر حول إمكانية حصول وباء. وتبين أنها ناتجة عن نوع معدل من الفيروس H5N1 من عائلة فيروسات الانفلونزا A وهو ما زاد من القلق إزاء خطره على البشر. إذ يكمن الخطر في أن هذا النوع من الفيروسات قادر على الانتقال مباشرة من الطيور إلى البشر دون المرور بوسيط حيواني آخر، وعند دخوله الجسم البشري يتسبّب هذا الفيروس بمضاعفات خطيرة تؤدي للوفاة.
وفي المقابل، تسود خشية من أن يطوّر الفيروس نفسه، بمعنى أن تحدث قفزات مفاجئة في تركيب جيناته. وحينها، قد يمتلك القدرة على إصابة البشر، بمعنى أن يصبح قادراً على الانتقال بسهولة من الدواجن إلى البشر، وكذلك على الانتقال من إنسان إلى آخر، وحينها، يصبح الوضع أكثر من كإرثي، عندها، سيواجه البشر فيروساً جديداً كلياً، لم يُصابوا به من قبل. ولا تحتوى أجسادهم على تجارب ولا مكوّنات، للتعامل مع الفيروس المُفترض وصدّه إذا حدث الأسوأ.
هذا عدا عن الخسائر المالية الفادحة، نتيجة إعدام طيور مزارع كاملة عند ظهور إصابة بالمرض أو انتقال للفيروس، أو حتي اشتباه في الإصابة بالفيروس. كما يسبب ظهور الوباء في دولة ضربة شديدة لاقتصادها، نتيجة توقف صادراتها من الطيور إلي البلاد الأخرى خوفاً من انتقال العدوى. بالإضافة لإعدام مئات الآلاف أو ملايين الطيور المصابة أو المشتبه فيها.

الأعراض المرضية في الدواجن المصابة
ينتج هذا المرض عن الإصابة بفيروسيات الأنفلونزا من النوع A والتي تشتمل على العديد من النويعات مثل HI5 - H5 وتعتبر معظم نويعات هذا الفيروس شديدة الضراوة إلا أن الإصابات الوبائية كانت بسبب النوعينH7, H5 . وتعتبر الدواجن والدجاج الرومي أكثر أنواع الطيور تأثراً بالفيروس . تتم عملية الانتشار بسرعة فائقة بين قطعان الدواجن حيث ينتقل الفيروس من قطيع لآخر بعدة طرق منها: التماس المباشر بالإفرازات المعدية (ذرق الطيور) من الطيور المريضة ـ الطعام والمياه الملوثة ـ البيض المعدي داخل حضانات البيض.
وتكمن خطورة المرض في أن الفيروس يظل حياً لفترات طويلة وفي ذرق الطيور الملوث والأنسجة الحيوانية كذلك والمياه. وتستغرق فترة حضانة المرض من 3-7 أيام وتختلف هذه المدة بحسب نوع الطائر وعمره ونويعات الفيروس.
الأعراض المرضية الواضحة كثيرة منها هبوط عام ـ قلة شهية ـ انخفاض في إنتاج البيض ـ ظهور وذمة في الوجه قد تمتد إلى العنق مع توذم وازرقاق العرف والداليتين مترافق بنزف مدمى متعمم على سطح الأغشية المصلية وارتفاع في نسبة النفوق وتصل إلى 100% من القطيع وسيلانان أنفية فموية مع احتقانات في ملتحمة العين ووجود نزف نقطي. ‏
ولا يوجد علاج نوعي لهذا المرض لكن بتطبيق بعض من إجراءات الأمن الحيوي يمكن منع المرض من الوصول إلى المزارع عن طريق تجنب إدخال طيور مجهولة والحد من حركة الناس والعمال بين المداجن والقيام بإجراءات التعقيم والتنظيف المناسبة داخل المزارع والتخلص الفني من مخلفات مسالخ الدواجن ومفاقسها وعدم رميها على قارعة الطرقات والمناطق النائية وتطهير سيارات المفاقس كلياً قبل نقل الصيصان وحماية المستودعات والتخلص من الحيوانات الشاردة وإراحة المدجنة مدة لا تقل عن خمسة عشر يوما بعد انتهاء فترة التربية. ‏
وفي حال حدوث العدوى لابد من إتلاف كافة منتجات الدواجن بطريقة الإتلاف الصحي /الحرق والدفن العميق/ ومنع التربية في منطقة الإصابة لفترة لاتقل عن شهر وفرض الحجر البيطري الصارم بالتعاون مع الجهات المعنية والسلطات الإدارية في مناطق الإصابة والعمل ما امكن لمنع انتشار الإصابة خارج البؤرة. ‏

كيف تنتقل العدوى للإنسان؟

في الوقت الحاضر يعتبر الطريق الرئيسي لهذه العدوى الإنسانية عن طريق الاتصال المباشر بالدواجن المُصابةِ، أو السطوح والأجسام الملوثة بروث الدجاج. حتى الآن، أكثر حالات إصابة الإنسان حدثتْ في أماكن ريفية أو مناطق حول المدن حيث تربي العديد من العائلات قطعان دواجن صغيرة، التي تتنقل، كيفما شاءت إذ تدخل البيوت أحياناً وتكون على تماس مباشر مع الإنسان. حيث تترك الطيور المصابة كميات كبيرة من الفيروس في مخلفاتها، مما يعطي فرصة كبيرة للتعرض إلى الفيروس الممرض و يوسع مدى تلوث البيئة بالفيروس كما أن العديد من العائلات تعتمد على الدواجن كمصدر للدخل والغذاء.
ليس هناك دليل على أن لحم الدواجن أو بيضها المطبوخ جيداً يمكن أن يكونا مصدرا العدوى، إلا أن التعرض للتماس مع الدواجن المصابة. أثناء ذبحها, ونتف ريشها وتحضيرهاِ للطبخ يمكن أن ينقل العدوى، ويبقى ان نشير هنا إلى أولئك الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض وهم:
- العاملون في مزارع الدواجن ومنتجو الدجاج والطيور الداجنة.
- تجار وناقلوا الدواجن.
- البياطرة والفنيون العاملون في حقول الدواجن.
- العاملين في مخابر المهتمة بهذا الفيروس

‏الأعراض السريرية عند الإنسان
وتتلخص الأعراض المرضية للإصابة بفيروس الأنفلونزا عند الإنسان بـ : ارتفاع في درجة حرارة المصاب او الحمى - وهن عضلي وتوعك شديد - سعال جاف غير مخاطي - التهاب البلعوم والأنف - صداع - فهو مرض فيروسي حاد يصيب المجاري التنفسية العليا عند الإنسان حيث تتركز الإصابة في البلعوم والقصبات ونادرا ما يصيب الرئتين. ‏
كما أن حالات الإصابة الشديدة بالأنفلونزا تتطلب الدخول إلى المستشفى والمعالجة بالمضادات الحيوية والرعاية الصحية الفائقة وإعطاء الأوكسجين في أغلب الحالات.
ومن الجدير بالذكر أن هناك أنواع مختلف من فيروس «أنفلونزا الطيور» كنوع H5 يشبه الأنفلونزا العادية لكنه أقوى منها، وقد يتحول إلى ذات الرئة بسرعة أكبر. أما نوع H7 فهو يصيب الجهاز التنفسي العلوي أي الأنف والحنجرة وتبدأ عوارضه باحمرار في غشاء العين، والتهاب في الجفن الأسفل منها. يبقى ان نوع H9 لا ينتقل إلى البشر، ولا تزال الطيور المصابة به تحت المراقبة الشديدة لكشف أي سلالة جديدة محتملة من الفيروس.

مكامن الخطر بالنسبة للبشر
يكمن الخطر في أن إمكانية تمييز الإصابة بـ «أنفلونزا الطيور» عن أي نزلة برد عادية غير ممكن، لأن العوارض متشابهة الى حد بعيد. ففيما يعاني المصاب بنزلة برد «بشرية» من تعطل للجهاز التنفسي وتعطيس متواصل وآلام في كل أعضاء جسده وإرهاق، وارتفاع بدرجات الحرارة أحياناً، كذلك يبدأ فيروس «أنفلونزا الطيور» بالعوارض نفسها، لكنها تكون أكثر حدة وأسرع تفاعلاً. فالأنفلونزا العادية يمكن أن تنال من الجهاز العصبي وعضلات القلب إذا ما أهملت ولم تعالج، وبالتالي تقضي على المصاب بها، تماماً مثل «أنفلونزا الطيور» بفارق أن الأخيرة أسرع في إصابة عضلات القلب. وأكثر الفئات تأثراً بها هم صغار السن والمتقدمون به، لان جهاز المناعة لديهم يكون أضعف وأكثر هشاشة.
وفي غياب أي لقاح ضد فيروس «انفلونزا الطيور»، ظن الناس أن المضادات الحيوية التي يستعملونها عادة في مكافحة الرشح ونزلات البرد العادية قد تقيهم من شرور الفيروس فدأبوا على شراء المضادات الحيوية والفيتامينات المقوية للمناعة تحسباً لأي عارض. لكن، مرة أخرى اتضح أن كل تلك التدابير الاحترازية غير مجدية لان الانفلونزا لا تعالج بالمضادات الحيوية كما هو شائع بل بمضادات الفيروسات، فهي تقضي على البكتيريا فقط وليس على الفيروسات. ومن الجدير الذكر أنه لم تثبت نجاعة أي من الأدوية في مكافحة فيروسات هذا المرض سوى عقار " تامفيلو " إلا أنه لا يستخدم إلا في حالات خاصة جداً وتحت إشراف طبي، كما انه لم يتأكد بعد مدى تأثيره أو عدم تأثيره في مكافحة الفيروس، أما الهلع الذي أصاب المواطنين من تهافت على شراء الأدوية، وامتناع عن أكل الدواجن ليس له ما يبرره. فالحرارة تميت الفيروس، وبالتالي تمنع انتقاله إلى الإنسان بكل الأحوال. وينحصر الضرر في هذه الحالة في التسمم الغذائي جراء تناول لحم فاسد.

ماذا عن خطر الوباءَ؟
أي وباء يمكن أن يبْدأَ متى توفر له ثلاثة شروط:
1- ظهور نوع فيروسِ إنفلونزا فرعي جديد.
2- قدرة إصابته الإنسان وشده إمراضيته.
3- سرعة العدوى والانتقال بين البشر.
بالمقابل H5N1 يحمل الشرطان الأولان بوفرة: هو فيروس جديد. أصاب أكثر من 100 إنسان، قتل النصف منهم، ولا أحد عنده مناعة ضده.
الشروط لبداية الوباء متوفرة.. والخطر الحقيقي إذا اكتسب الفيروس قدرة أكبر على إحداث الإصابات الإنسانية و هذه الفرصة، ستحدث طالما يواصل الفيروس انتشاره في الطيور، وهذه الحالة تحتاج بضع سنوات للحدوث.

متى يتحول فيروس H5N1 إلى فيروس وبائي؟
الفيروس يمكن أَن يزيد قدرته ليصبح معدياً بين البشرِ عن طريق آليتين رئيسيتينِ. الأولى عن طريق إعادة تشكيلة لمادته الوراثية. مما يؤدي إلى فيروس وبائي قابل للانتشار بين البشر، و يدعى بالانتشار المتفجر. إن الآلية الثانية هي التغير التكيفي. عملية أكثر تدرجاً من الأولى، حيث قابلية الفيروس للانتقال إلى الخلايا الإنسانية تزيد أثناء حدوث إصابات متكررة لدى البشر، ولكن حتى الآن لم تعزل حالات عدوى بين البشر.

الموجة مستمرة ومكافحتها كذلك
يختلف وباء انفلونزا الطيور عن هذه الكوارث الطبيعية في انه مرض فيروسي، يغير تركيبته الوراثية عدة مرات في العام الواحد، مما يصعب إمكانية ابتكار لقاح أو مصل واق من الإصابة بالمرض. بالإضافة للصعوبة شبه المستحيلة لإنتاج علاج شاف من هذا المرض القاتل وقد أدت هذه العوامل والمتغيرات إلي انتقال الوباء من دولة إلي دولة مجاورة، فمن منتصف شهر كانون الأول 2003 وحتى أوائل شهر شباط 2004، أُبلغَ عن حالات تفشي المرض في الدواجنِ سببها الفيروس في ثمان دول آسيويةِ جمهورية كوريا، فيتنام، اليابان، تايلاند، كمبوديا، جمهورية لاوس، اندونيسيا، والصين..
في أوائل آب 2004، أبلغَت ماليزيا عن تفشّي الفيروس الذكور الأولِ في الدواجنِ، لتُصبحُ الدولة الآسيويةَ التاسعةَ. ثم انتقل الوباء عبر القارات إلى أوروبا وأبلغت روسيا عن أول إصابة في الدواجن في تموز 2005، وظهرت تقارير عن وجود المرض في الأجزاء المجاورة مثل كازاخستان في أوائل آب، ثم ظهرت حالات إصابة في رومانيا و تركيا، وبعدها كولومبيا في قارة أمريكا الجنوبية كما شهدت عدة دول أوروبية وأمريكية ظهور حالات اشتباه في الإصابة بأنفلونزا الطيور خلال العام الماضي، لكنها لم تتأكد بشكل قاطع.
وقد أصدر الاتحاد الأوروبي قرارات متعددة لتنفيذ إجراءات وقائية فورية ومشددة لمنع انتقال الوباء إلي أراضي الدول الأعضاء، ولم يكتف الاتحاد بإجراءات حماية أراضي وشعوب دوله، بل أصدر تحذيرا إلي الدول الأفريقية من الاحتمالات الكبيرة لانتقال المرض إلي أراضيها مع الطيور المهاجرة من أوروبا إلي أفريقيا في موسم الهجرة القريب مع برودة الشتاء في أوروبا والطقس الدافئ في أفريقيا خلال الشتاء. وأنه يمكن أن يسبب خسائر بشرية ومالية ضخمة في هذه البلاد، بسبب إقبال سكانها علي استهلاك لحوم الطيور.
كما بذلت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية طوال العامين الماضيين، منذ ظهور المرض لأول مرة في آسيا نهاية عام 2003، جهوداً كبيرة في مساعدة الدول المصابة بالمرض في مكافحته ومحاولة القضاء عليه بالإضافة لحث باقي الدول علي اتخاذ الإجراءات الدقيقة والمشددة لمنع انتقاله إليها. ولكن جهود الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لم تفلح في محاصرة هذا الوباء، أو منعه من الانتقال الي خارج الدول المصابة.
ومع بداية الخريف الحالي وفي سبتمبر الماضي أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً شديد اللهجة، طالبت فيه جميع الدول باتخاذ إجراءات وقائية مشددة من انتقال عدوى أنفلونزا الطيور. وأكدت في تحذيرها تزايد احتمالات تحول وباء أنفلونزا الطيور إلي مرض وبائي ينتقل بين البشر، ويمكن أن يتحول الي وباء عالمي، يحصد أرواح عشرات الآلاف من البشر في كل مكان.
ففي آسيا ووافقت الحكومة التايلاندية ، التي تعهدت بجعل الوضع تحت السيطرة خلال فترة مدتها ثلاثة أشهر، على مجموعة إغاثة قيمتها 3 مليارات بات ( 76.3 مليون دولار ) لمساعدة مزارعيها الذين قضى الوباء على مخزونهم . كما حدث فرز مماثل للدجاج المريض من السليم في كوريا الجنوبية واليابان وفيتنام وباكستان -- وذبح حوالي 20 مليون طائر داجن .وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس القاتل أسفر حتى الآن عن وفاة 10 أشخاص ، اثنان في تايلاند وثمانية فى فيتنام.
وكطريقة وقائية، أعلنت باكستان حظر نقل الدجاج بين المقاطعات. ودعت إلى تطهير مناسب بالدخان لمزارع الدجاج بعد إخراج الطيور وفضلاتها منها . وقد تم نصح ملاك المزارع ومن يربون الطيور باتباع إجراءات مناسبة ليحموا أنفسهم بما فى ذلك ارتداء الأقنعة والأغطية والقفازات الحمائية .
وفى الفيليبين، وبالرغم من العزل الجغرافي النسبي المطبق فى البلاد وحظر الحكومة لواردات الطيور ، إلا ان المسؤولين بدأوا حملة توعية تطلب من الناس الابتعاد عن الطيور المهاجرة التي تتدفق بصورة تقليدية على الفلبين خلال الشتاء .
أما في تركيا فقد قامت الحكومة باتخاذ كل التدابير اللازمة لمحاصرة المرض ومنع انتشاره، فقد منعت الحكومة صيد الطيور في جميع إنحاء الجمهورية، وذلك على رغم أن الفحص العشوائي لتلك الطيور لم يكشف عن حادثة إصابة أخرى غير تلك التي اكتشفت في السابع من شهر تشرين الأول والتي أدت إلى موت 2000 من طيور الديك الحبشي فيها.
عربياً: حظرت الإمارات العربية المتحدة استيراد جميع أنواع الدواجن ومنتجاتها من جميع الدول الآسيوية، كما بدأت الجزائر بالفعل تنفيذ برنامج وطني لمكافحة أنفلونزا الطيور علي أراضيها. يتضمن تطعيم كبار السن والفئات الأكثر تعرضا للعدوى باللقاح المضاد للأنفلونزا العادية. وتوفير جرعات كبيرة من اللقاح المضاد لأنفلونزا الطيور، المستخدم في فرنسا. علي أن يبدأ استخدامه عند أي اشتباه بالإصابة.
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية تخزين كميات كبيرة من عقار تاميفلو تحسباً لوصول انفلونزا الطيور إليها، وخصوصاً مع موسم الحج ، كما تم وضع خطة شاملة لمنع تسلل أنفلوانزا الطيور في أبو ظبي وذلك بتأمين ثلاثة ملايين جرعه إضافية من لقاحات انفلونزا الطيور والبالغة تكلفتها 28 مليون درهم وتغطي 27% من سكان الإمارات في حال تفشي الوباء .
أما في لبنان فقد تم إثبات وجوده، منذ حزيران (يونيو) الماضي وتم التكتم عنه من قبل الحكومة ، ونقلت التصريحات مؤخراً بأن مرض "طاعون الطيور" ينتقل بين المناطق، مخلفاً المزيد من الإصابات في الدواجن التي نفق منها في اليومين الأخيرين 750 دجاجة في القرعون في البقاع الغربي، وخمسون في بكاسين في منطقة جزين. وتتزايد المخاوف لدى المواطنين من شبح "انفلونزا الطيور" علماً أن المراجع الرسمية المعنية والمراجع الطبية أكدت عدم وجود الوباء في لبنان، فيما تمنى وزير الزراعة على وزير الداخلية الإيعاز بإفراغ البرك الاصطناعية التي تشكل محطة للطيور المهاجرة.

سورية تحظر إدخال جميع أصناف الطيور
بالرغم من أن سورية خالية حتى تاريخه من أية إصابات، ولكن يمكن القول أن الخطر آت من الجو وذلك عن طريق الطيور أثناء هجرتها فهي تأتي من تركيا وتمرّ حكماً بلبنان في سياق خط الهجرة إلى الجنوب صوب أفريقي ، لذلك فقد وضعت الحكومة خطة وطنية تطبق منذ شباط عام 2004 للوقاية من أنفلونزا الطيور تضمنت لجنة طوارئ مركزية تضم ممثلين عن الجهات ذات العلاقة ولجان كشف في المحافظات فضلاً عن وقف استيراد الدواجن وطيور الزينة من كل دول آسيا وتنظيم حملات توعية لندوات مركزية للوقاية من المرض.
إضافة إلى أنها قامت مؤخراً بضم وباء أنفلونزا الطيور إلى العنوان الأول في أجندة وزارة الزراعة والى مادة رئيسة على جدول اجتماعها بعد التحذير المباشر الذي أطلقه المرض بوصوله أخيراً إلى تركيا والمخاطر الحقيقية بانتقاله إلى سورية في ظل وجود ظروف بيئية مواتية تتعلق بموسم هجرة الطيور من جانب ولاتساع الحدود السورية - التركية ووجود حركة نقل كثيفة على المعابر البرية بين البلدين في جانب آخر.
فقد قامت على منع دخول الطيور بأنواعها كافة إلى سورية، ولو بطريق الترانزيت، مع تكليف الأمانات الجمركية بتطيبق هذا المنع وإعلام المحاجر البيطرية المتواجدة في منافذ الحدود اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة، وفي الوقـت ذاته بدأت الجهات الحكومية تطبيق إجراءات مباشرة تتعلق بإغلاق كل محلات بيع الطيـور الحية في مراكز المدن أو نقلها خارجها باعتبارها المسؤولة عن نقل عدوى المرض، وتشديد الرقابة الصحية على أماكن ذبح الطيور وبيعها وتعقيم مياه الصرف الصحي الناتجة من مسالخ الدواجن، وإجراء عمليات كشف مستمرة على الطيور الداجنة وإرسال تقارير دورية مع عينات من الدواجن المريضة إلى الوزارة والإشارة إلى أي خلل أو ما يستوجب تحليلها مجددا في المختبرات المركزية في دمشق فضلاً عن إنشاء محطات لمراقبة هجرة الطيور وأماكن استراحتها وتزويد وزارة الزراعة بتلك المعلومات .
وتتجه وزارة الصحة السورية حالياً لتخصيص جناح في كل مستشفى وطني بكامل تجهيزاته الطبية لاستقبال حالات مشتبه بها في حال حدوثها ومتابعتها، كما تجرى عمليات تلقيح العاملين والمشرفين على تربية الطيور في المناطق المكشوفة المعرضة للاختلاط بالطيور البرية.
كما قامت وزارة الزراعة بتجنيد كل اطبائها البيطريين حيث يعمل الآن أكثر من 1400 طبيب بيطري في عملية التقصي والمراقبة والقيام بالجولات الميدانية على أماكن تربية الدواجن ومزارع الأخوة المربين وكل الأجهزة الفنية والعناصر الصحية بحالة استنفار كامل في المحافظات وعلى الحدود. وقد تم تشكيل لجان للمتابعة والتقصي ومتابعة عمل مراكز الحجر البيطري، وتم اتخاذ مجموعة من قرارات منع استيراد الطيور بأنواعها ومنتجاتها والتعميم على المحاجر.
أما الشارع السوري بدأ يهتم شيئاً فشيئاً بالخطر المحدق في ظل انشغال العالم به فيما لاحظ مسافرون عبر الحدود البرية إجراءات مشددة تقوم على منع إدخال أي صنف من الطيور.

إجراءات وقائية للأفراد
قدّمت منظمة الصحة العالمية عدداً من التوصيات والنصائح الوقائية التي يمكن للفرد اعتمادها لتخفيف خطر التقاطه للفيروس من الطيور المصابة أو المشكوك بإمكانية إصابتها. فبخلاف الامتناع عن الاحتكاك مباشرة بالطيور أو الريش الناتج عنها أو حتى بقاياها توصي منظمة الصحة العالمية بالتأكد من طهو اللحوم والدجاج جيداً وعلى حرارة تزيد عن 70 درجة مئوية قبل أكلها، لأن الفيروس يقتل في هذه الحال ولا يعود هناك خطر إصابة به في حال كان الدجاج مثلاً مصاباً. يعني السلق هو الأفضل. أما الشوي فيجب التأكد أن داخل الطير قد استوى تماماً وإلا لكان الخطر مساوياً لعدم الطهو.
لا خوف من استهلاك المعلبات والمرتديلات كالحبش والدجاج لأنها بالأصل تُطهى على درجة عالية.
والأمر ينطبق أيضاً على البيض الذي يمكن للفيروس أن يستوطن داخله كما على غلافه الخارجي وبالتالي يجب التنبّه إلى غسل البيض من الخارج بالصابون والماء ثم غسل اليدين جيداً بعد لمس البيض وطهو البيض على درجة حرارة تزيد عن 70 مئوية.
ومن الضروري عزل اللحوم والدجاج النيء عن المأكولات المطبوخة وعدم استخدام خشبة التقطيع أو السكين نفسه في التعامل مع اللحوم والدجاج النيء والأطعمة المطبوخة.
كما يجدر التأكد من نظافة الأدوات التي تُستخدم لتقطيع أو حفظ اللحوم والطيور من خلال غسلها جيداً بالماء والصابون والحرص على غسل اليدين جيدا بعد الاستخدام.
لا خوف من المخدّات المحشوة بريش الطيور على أنواعها واللحف، لأنها هي الأخرى تتعرّض للتعقيم على درجات عالية، إضافة إلى أن الفيروس لا يعيش أكثر من خمسة عشر يوما حيث إن الطير المصاب يكون قد مات.

نصائح وقائية لمربي الدواجن وكشاشي الحمام
تعيّن على مربي الدواجن وكشاشي الحمام مراقبة طيورهم ودواجنهم صحياً. فمن عوارض المرض سيلان الأنف والعيون والهمود وعدم الرغبة بالطعام.. وفي حال بروز تلك العوارض، عليهم عزل القن بكامله وعدم الاقتراب منه لأي سبب من الأسباب لكي لا ينتقل المرض باللمس أو التنفس إلى الإنسان حيث يصبح مميتاً لأن لا علاج له. ويجب عدم التفكير، مجرد التفكير، بذبحها وبيعها أو استهلاكها.
وعلى كشاشي الحمام أن لا يطيّروا طيورهم مطلقاً خلال كل الفترة الممتدّة من اليوم وحتى نهاية تشرين الثاني. وأن يشرطوا الأقنان أي يضعوا عليها شريطاً لا تتسع خرومه لمرور عصفور صغير، ويسقفوها ويضعوا الأغذية والمياه داخل القن لكي لا تتحوّل إلى فخ يستدرج الطيور المهاجرة المصابة.
وعلى مربّي الدواجن المنزلية أن يضعوا طيورهم في داخل أقنان مسقوفة ومشرّطة من كل الجوانب وأن لا يضعوا الغذاء بمتناول أي طير قد يحطّ ليأكل منه من الجو.
وعلى الصيادين أن لا يعترضوا طريق الطيور المهاجرة وهي خمسة عشر نوعاً، فإن وقع طير من السماء يجب عدم لمّه او لمسه والاتصال بالسلطات المختصة للإبلاغ.
وينصح ممن يملكون طيوراً أو دواجن في المنزل بعزلها في أقفاص من الأسلاك الحديدية لمنع احتكاكها بالطيور المهاجرة، مع ضرورة التزام الصيادين بالامتناع عن الصيد خلال هذه الفترة.

الأدوية والعلاجات المتوفرة
إذا كان أول رصد وعزل للفيروس H5N1 قد حصل في العام 1997 وبدأ البعض يبحث عن لقاحات مضادة له إلا أن الفيروس الجديد الذي رصد في العام 2003 أظهر حصول تعديلات عليه مما جعل أي لقاح سبق تطويره غير فعال. وبالتالي عاد البحث عن لقاح مضاد لهذا الفيروس بعد الاجتماع الذي دعت إليه منظمة الصحة العالمية في العام 2004. غير أنه، وحتى الآن لم يتمّ التوصل إلى لقاح فعال مئة في المئة ضد هذا الفيروس. وتشير بعض الدراسات إلى أن اللقاحات المتوفرة حاليا ضد الأنواع الموسمية من الانفلونزا قد تساعد في بعض الحالات لكنها ليست مضمونة النتائج. وهي لا تستهدف عادة سوى الأنواع الموسمية التي وضعت لمحاربتها في الأصل. وبالتالي، ومع الإقرار بأن اللقاح يشكل الشكل الأول لمحاربة المرض ومنع انتشاره بين البشر إلا أن مشاكل عدة تواجه توفيره. فهناك مشاكل في تصنيعه في الأساس ثم في إنتاجه بكميات كافية.
ويعود ذلك إلى عوامل عدة منها أن العلماء يواجهون صعوبات في تحضير لقاحات للفيروس بسبب عدم قدرتهم على استخدام الطرق التقليدية في زرع الفيروس نتيجة قدرته العالية على الفتك بأجنة الدجاج التي يتمّ الزرع فيها مما يحتّم عليهم استخدام وسائل أخرى لتطوير اللقاح، بعضها تخضع لقوانين حقوق الملكية. يعني ذلك أن استخدام هذه الوسائل المسجلة باسم شركة ما يستدعي دفع مبالغ مالية كبيرة تزيد بالتالي من سعر اللقاح وتجعله غير متوفر لكل الناس، كما أن الشركات نفسها التي يمكنها إنتاج اللقاح تواجه مشكلة في إنتاج كميات منه بحجم الطلب الذي يمكن أن يطرأ عالمياً في حال حصول وباء.
إلى ذلك هناك نوعان من مضادات الفيروسات أثبتت قدرتها على العلاج وهي متوفرة في الأسواق غير أن سعرها العالي قد لا يجعلها أيضا في متناول كل الناس. وهي كلها عوامل تشكل عوائق في العلاجات وفي السيطرة على كافة أنواع الأوبئة في الدول الفقيرة. ولاحتواء أو تأخير انتشار المرض من المنشأ ينبغي أن تشمل الإجراءات الوقائية بالأدوية المضادة للفيروسات ما نسبته 80 في المئة من السكان خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من ظهور الحالة الوبائية الأولى. وقد اعترفت منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته حول الإجراءات الإستراتيجية الموصى بها لمحاربة انتشار المرض أنه في ظل الاتجاهات السائدة حالياً لن يُتاح إنتاج أي من هذين الحلين (أي اللقاحات ومضادات الفيروسات) بمقادير كافية ولن يوزع أي منهما على نحو عادل في بداية أي جائحة (وباء) وخلال الشهور العديدة التي تليها.
وعلى الرغم من تحذير الخبراء من أن تطعيم الدجاج ضد فيروس انفلونزا الطيور يمكن أن يؤدي إلى ظهور نوع جديد من المرض يمكن أن يكون أكثر خطورة على الإنسان فقد قامت الصين واندونيسيا، بالإضافة إلى دول أخرى، بتطعيم ملايين الدجاج ضد الفيروس، ولكن الخبراء قالوا إنه يمكن أن يتغير فيروس انفلونزا الطيور في الدجاج الذي تم تطعيمه إلى نوع أخر يمكن أن ينتقل بين البشر. وهذه الأنواع الجديدة مختلفة عن تلك التي تم التطعيم ضدها، مما يعني إن الطيور المصابة ستنشر الفيروس بصورة أسرع.لذا من الأفضل ذبح الطيور والحيوانات المصابة بدلا من التطعيم.

هَل يمكن أن يمنع الوباء؟
أفضل طريق لمنع وباء سيكون إزالة الفيروس من الطيور، و هذا لا يمكِن أن ينجَز ضمن المستقبل القريب. الصناعة الدوائية ستوفر مخزون احتياطي من الأدوية المضادة، تكفي لـ 3 مليون مصاب، في اوائل 2006. تقترح الدراسات الأخيرة، بأن هذه تستعمل الأدوية وقائياً عند بداية وباء لتخفيض الخطر، والحد من انتقال الفيروس مما يؤخر إنتشاره الدولي، ويدع مجالاً لكسب وقت لاكتمال تجهيزات اللقاح.
نجاح هذه الإستراتيجية، يعتمد على عدة فرضيات حول السلوك المبكر للفيروس الذي لا يمكن أن يعْرف مقدماً. و يعتمد النجاح أيضاً على المراقبة الممتازة وقدرة مع عزل المنطقة المتأثرة. و التدخل المبكّر العلاجي باستعمال الأدوية المضادة للفيروسات.

ليست هناك تعليقات: