الجمعة، ديسمبر 23، 2005

منتجو "الأسانسير" يرفضون اتهامات بإساءة الفيلم للإسلام

شارك في مهرجان الإسماعيلية وفاز بإحدى جوائزها
العربية.نت

تعرض الفيلم الروائي القصير "الاسانسير" (المصعد) للمخرجة هديل نظمي لانتقادات حادة من بعض الصحف الاسبوعية المصرية بتهمة الاساءة الى الاسلام الا ان الجهة المنتجة والرقابة رفضتا هذه الاتهامات.
واكدت المخرجة هالة جلال احد مؤسسي شركة "سمات للانتاج السينمائي" للوكالة الفرنسية الخميس 22-12-2005 رفضها الاتهامات الموجهة الى الفيلم موضحة ان "مدير الشركة سامي حسام الدين توجه الى المجلس الاعلى للصحافة ونقابة الصحافيين بشكوى يكذب فيها الادعاءات التي قالت ان فتاة مسيحية تؤدي في الفيلم دور فتاة مسلمة محجبة تمارس الجنس مع شاب في المصعد".
وقالت هالة جلال كذلك ان هذه "الإشاعات تستند الى ادعاءات كاذبة لاتهام الفيلم بالاساءة للاسلام كمثل قوله انه استقبل في فرنسا بحفاوة وعرض في مراكز سينمائية مسيحية بينها المركز الكاثوليكي".
واشارت الى صحيفتين اسبوعيتين ساقتا هذه الاتهامات الخميس وهما "الخميس" لصاحبها عمرو الليثي ابن مدير قطاع الانتاج السينمائي في مدينة الانتاج الاعلامي ممدوح الليثي, و"الميدان" ورئيس مجلس ادارتها محمود الشناوي.
واعتبر الناقد مجدي الطيب محرر الصفحة الفنية في يومية "نهضة مصر" ان "ما ذكره هذه الصحف دعوة لاصطناع فتنة طائفية تجعل من الدين سيفا مسلطا على رؤوس المبدعين دون وجه حق وتستغل الدين لاشعال الفتنة كما حصل في موضوع المسرحية التي عرضت في كنيسة مار جرجس واستغلها البعض لاثارة الفتنة".
وكان قرابة خمسة آلاف مسلم تظاهروا في 21 اكتوبر/تشرين الاول الماضي امام كنيسة في الاسكندرية احتجاجا على مسرحية عرضت بها قبل عامين ويعتقدون انها مسيئة للاسلام. ووقعت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين سقط خلالها ثلاثة قتلى. كما تم احراق سيارات شرطة واخرى مملوكة لاقباط وتخريب محلات تجارية للاقباط خلال هذه الاحداث.
ومن جهته رفض رئيس الرقابة على المصنفات الفنية المرئية والمسموعة علي ابو شادي الاتهامات الموجهة الى فيلم "الاسانسير" واعتبرها "اكاذيب يتقول بها اناس لم يروا الفيلم الذي يستند الى ممثلة واحدة فكيف يكون هناك ممارسة جنسية", معربا عن استهجانه "لافتعال مسألة ديانة الفنانة واقحام مسألة كهذه لسوق ادعاءات".
وتابع ان "الفيلم شارك في الدورة الماضية لمهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي للافلام التسجيلية والروائية القصيرة وفاز باحدى جوائزه ولم تر الرقابة مانعا لعرضه".
واضاف ان الفيلم يتناول "فكرة جيدة هي فكرة الانعزال القسري لفتاة داخل مصعد ينحصر تواصلها مع العالم الخارجي عبر الهاتف المحمول حتى تنتهي عزلتها باعادة تشغيل المصعد".
والفيلم الذي قامت باخراجه ووضع فكرته المخرجة هديل نظمي وادت ليلى سامي, وهي مسلمة, الدور الوحيد فيه, حظي باعجاب نقاد السينما المصرييين لانه اختار فكرة التواصل رغم العزلة حيث تستعيد فتاة محجبة علاقتها مع نفسها من خلال حديث عابر مع رجل قام بالاتصال بها على هاتفها المحمول خطأ.
وبفضل هذا الاتصال لا تشعر بمرور الوقت, كما ان فترات انقطاع المكالمة تشكل لها فرصة لاعادة استكشاف ذاتها بخلع الحجاب واعادة النظر الى وجهها وبداية التعرف على نفسها التي لم تفكر بها حتى طلب منها المتصل ان تصفها له.
ولا يوجد في الفيلم, خلافا لما ذكرته الصحف, اي مشهد جنسي. كما لم يجد احد من النقاد ان للموضوع علاقة بالاساءة الى الاسلام او المسلمين بقدر اعطاء فرصة للفتاة لتعيش حالة من العزلة تعمل على اكتشاف نفسها خلالها.

ليست هناك تعليقات: