الأربعاء، ديسمبر 28، 2005

المجتمع بين متحمس لقيادة المرأة للسيارة ومحذر من العواقب

استطلاع "عكاظ" 60% مؤيدون و40% متخوفون
جريدة عكاظ

إستطلاع "ثوري" بمقاييس السعودية طبعاً. الصورة المرفقة ليست من عكاظ بل وافانا بها الأصدقاء السعوديون. والأرجح أنه لا يوجد مثلها في أي بلد في العالم! "سَعودة" حقيقية لمتعة النظر.

ابدى حوالى 60% من اولياء الامور الذين استطلعت (عكاظ) رأيهم موافقتهم على قيادة المرأة للسيارة.. فيما عارض 40% اخرون لاعتبارات اجتماعية وشرعية مختلفة اكثرهم من الباحة والاحساء وحائل.

واكد المؤيدون ان المرأة بحاجة الى قيادة السيارة بديلا عن السائق الاجنبي الذي لا تقدر بعض الاسر على راتبه وسوف يذلل قرار قيادتها كثيرا من الصعاب لمن ليس لديها عائل.. وعلل هؤلاء ان هذا التوجه يفتح افاقا جديدة لعمل المرأة فيما اذا خصص ليموزين النساء لنقل المرأة.. ويقضي على البطالة النسائية الباحثة عن عمل.

فيما علل المعارضون رفضهم معتمدين على خصوصية المرأة وحركتها ودورها في الحياة بما لايسمح بالاهانة او الابتذال في الطرق العامة.. وتوقعوا مشكلات عديدة في محيط الشارع وتعرضها للمعاكسات داخل زحام المدن اضافة الى كثرة الحوادث بين الرجال انفسهم.. ورأى بعضهم ان قيادة المرأة للسيارة ستفرض عليها خلع حجابها وستبعدها عن اطار الحشمة والعفة.

افضل من السائق

في مكة المكرمة لايمانع الاستاذ بجامعة ام القرى الدكتور عبدالوهاب الحكمي ومدير تعليم الكبار بالطائف عوض الزايدي ومدير العلاقات العامة بالدفاع المدني بالطائف والدكتور محمد زايد في قيادة المرأة للسيارة ويرون ان ذلك افضل من الاستعانة بسائق اجنبي ولايتخوفون من مشكلات الشارع حيث تستطيع المرأة الدفاع عن نفسها واستدلوا بأدوار المرأة قديما في عصور الاسلام الاولى ومساهماتها في الحياة العلمية والعملية.. واكد عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة ام القرى ان الامر سيكون عاديا بين افراد المجتمع شيئا فشيئا. لكن مساعد مدير شرطة العاصمة المقدسة سابقا اللواء متقاعد عبدالسميع قاضي وخالد القحطاني من الدفاع المدني بالطائف تخوفا من المشكلات التي تنتظر المرأة وغالبا عدم حاجة المرأة لقيادتها بنفسها حيث ان الجميع في خدمتها من كافة افراد الاسرة.

لا عائق شرعيا

وفي عسير جاءت النسبة خمسة مؤيدين مقابل اثنين, فأيد كل من مدير عام الشؤون الاسلامية بالمنطقة الدكتور عبدالله الحميد والدكتورة منى الاسمر والدكتور منصور بن عوض القحطاني من جامعة الملك خالد وعلي مغاوي من ادارة التعليم والدكتور منصور القحطاني, قيادة المرأة للسيارة واعتبروا ذلك شأنا اجتماعيا خالصا لايقف امامه الدين الا اذا رفضه المجتمع ذاته على ان توضع ضوابط الحجاب والحشمة والالتزام مع المتابعة الشديدة لها ولمشكلاتها في البداية..

وقال مدير عام الزراعة مبارك المطلقة أفضل أن تكون قيادة المرأة اختيارية, وأشار إلى أهمية السماح للمرأة العاملة بالقيادة على ان تلتزم بالحشمة والحجاب بدلا من السائق الأجنبي.

مفسدة كبيرة

فيما عارض المهندس محمد بن عوض عسيري (من تقنية ابها) والدكتور مطلق بن محمد شايع قيادة المرأة مؤكدين ان المرأة بحاجة ماسة للبقاء في منزلها وتربية ابنائها بعيدا عن اشغالها بأمور يغني عنها الزوج فيها واعتبرا قيادة المرأة باب شر عظيم هو من المفاسد الكبيرة.

ليموزين نسائي

والى جازان حيث ايد قيادة المرأة للسيارة كل من نائب الغرفة التجارية عبدالرحمن عقيلي وعبدالرحمن باعشن عضو المجلس البلدي والمواطن محمد هزازي وقالوا ان ذلك سيساهم في ايجاد فرص عمل نسائية وسيفتح المجال امام انشاء مشروع ليموزين نسائي لنقل المرأة فقط واكدوا حاجة المرأة في ظل التراكمات الحضارية الحديثة لكنهم اشترطوا عدة ضوابط منها بلوغ سن الثلاثين وضمان الالتزام بالقواعد المرورية المعروفة ووضع قوانين صارمة لمن تسول له نفسه معاكستهن مع الالتزام والحشمة.

معاكسات

لكن معارضين من جازان وهما عضو الجمعية التعاونية ورجل الاعمال محمد مظفر والمواطن مسعود المباركي لم يستبعدا حدوث مشاكل وقتية في الميدان مؤكدين عرضتها للمعاكسات الطائشة والمراهقة وسيجد ضعفاء النفوس مرتعا خصبا لنزواتهم.

بشروط

ومن جدة ايد كثيرون بتحفظ فقال كل من عبدالرحمن الموسى ومحمد علي الاحمري وعبدالله الهمامي: نحن مع قيادة المرأة للسيارات حيث ان المجتمع قد تغير ولاخوف على المرأة كما كان في السابق واستشهدوا بقضية التعليم التي كان يعارضها البعض قديما والان صار حقا وواقعا ملموسا في جميع المناطق واتفقوا على مجموعة من الشروط - التي ذكرت آنفا - ولاتخرج عن شرط السن والحشمة والالتزام بالقوانين.. ولم يؤيد يحيى الشهراني ذلك جملة وتفصيلا على حد قوله مهما كانت المبررات واعتبر ذلك (اي صدور قرار) تعارضا مع مبادئ المجتمع وعاداته وحفاظه وخصوصيته التي ترفض المدخلات التي وصفها بالغريبة تدعو الى الاختلاط والتبرج.

مخاطرة

ولايرى الاستاذ بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عثمان البريكان مانعا من قيادة المرأة مؤكدا اننا بحاجة الى مزيد من مقاعد جديدة للمرأة في كل مجالات الحياة.. فيما عارضه عبدالعزيز العنزي وخالد فهد السريع (ضابط) مؤكدين ان في ذلك مخاطر واشارا الى تجاوزات الشباب انفسهم لقوانين المرور ولايمكن للمرأة وهي مخلوق ضعيف ان تتحمل هذه التجاوزات.

تأهيل

وفي الاحساء اعتبر مدير مركز الدعوة الشيخ احمد بن ابراهيم قيادة المرأة اهون من ركوبها وحدها مع سائق اجنبي وحدوث ما لا تحمد عقباه وتحدث مدير مكتب الاغاثة الشيخ احمد البوعلي عن قاعدة درء المفسدة المقدم على جلب المصلحة واختلاف المجتمعات في تقبلها لقيادة المرأة لسيارتها بنفسها وطلب دراسة الحالات السابقة علينا في المجتمع الخليجي ومدى اضافة اعباء جديدة على الاسرة وطلب ان نكون حذرين في مواكبة المتغيرات.. واعترض المواطن (ع.ن.ب) على التوجه فيما تحفظ اخران لنفس المبررات والشروط التي ذكرها اخرون واضافا جزئية تخصيص وقت محدد لهذه القيادة على ان تكون من الرابعة عصرا وحتى التاسعة مساء.. واضاف اليها الدكتور عبدالعظيم عبدالقادر (كلية بنات الاحساء) ان تكون قيادة المرأة عند الضرورة فقط والطوارئ الملحة.. فيما اشترط الدكتور عبدالسلام بخش ان تسبق هذا محاضرات توعوية ودورات نسائية في ذات الاطار حتى نضمن سلامة التطبيق.. اما رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك فيصل الدكتور ظافر الشهري فأرجع الامر الى العرف الاجتماعي مؤكدا ان الشريعة الاسلامي لا تعارض على ان يتوفر الالتزام والضوابط المحكمة.

المعوقات ستزول

ومن عرعر قال امين عام الغرفة التجارية الدكتور متعب السراح ان قيادة المرأة للسيارة تصب في مصلحة الاسرة وستخفف عنها اعباء السائق على الا يقل سنها عن الثلاثين.

وافقه الرأي رئيس نادي الرياض سابقا سعود الربيع ورئيس نادي عرعر تركي العنزي ورجل الاعمال نايف بن مزعل مؤكدين انه من ابسط حقوق المرأة واشاروا الى وجود معوقات في بداية الامر ثم تزول كشأن تعليم البنات قديما.. فيما تحفظ سالم العنزي متخوفا من تبعاته مستقبلا.

الاباحة هي الاصل

وقال عميد (المجتمع) بحائل ان قيادة المرأة من الضروريات الملحة مؤكدا ان الاصل في الاشياء الاباحة ويبقى موضوع الضوابط ليكون الفاصل في القضية.

اتفق معه كل من الاديب خضير الشريهي وابراهيم العيد (من أدبي حائل) مؤكين حاجة كثير من الاسر لامرأة منهم تقود سيارة لظروف في الاسرة نفسها.. فيما اعترض عبدالله الواكد على التوجه لمشاكل ناتجة عن اختلاط المرأة المباشر بالرجل.

تسهيل المصالح

واعتبر المواطن عبدالملك دبور (اعمال حرة من المدينة المنورة) ان قيادة المرأة للسيارة تسهل على الاسرة قضاء مصالحها عند انشغال رب الاسرة أو سفره.

وقال دبور لـ(عكاظ) لن امانع في ان تقود زوجتي السيارة لانني لا ارغب في احضار سائق يكلفني راتبا شهريا ويثقل كاهلي من الناحية الاقتصادية الى جانب الناحية الدينية. ووجهة نظر المحامي والمستشار القانوني عبدالرحمن حجار (من المدينة المنورة) ان قيادة المرأة للسيارة قضية عادية شأنها شأن أي نشاط آخر محسوب لها لا عليها اذا احسنت استخدامه.. لكن مدير التوظيف بمكتب العمل بالمدينة عبدالمحسن الحميد لا يؤيد خوفا على النساء من مشاكل رأى أنها حاصلة لا محالة وان ظهر للبعض عدم خطرها في الوقت الراهن.

الحشمة والالتزام

وفي الباحة أيد شيخ قبيلة بني جندب بمحافظة القرى الشيخ فيصل زنان الزهراني ذلك وعارضه كل من شيخ قبيلة بني خثيم عبد الرحمن بن هاشم ومدير صحة الباحة الدكتور علي الغامدي وسعيد حمد الغامدي ورئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف الشيخ يوسف هياس متخوفين من خروجها عن اطار الالتزام والحجاب والحشمة لطبيعة القيادة ومشكلاتها في الشارع.

شاركهم الرأي -من حائل- عميد تقنيتها الدكتور محمود بن يوسف القاعود ورجل الاعمال هليل الخلاف لخصوصية المجتمع السعودي والمشاكل المترتبة على القيادة غير انهما عادا للحديث حول امكانية ذلك في الضرورة القصوى فقط أو عند اكتمال الوعي والتوعية الكافيين.. فيما تحفظ احد اعيان تبوك الشيخ حمود ابو شامة بضرورة توفير الضوابط الشرعية والامنية التي تكفل حفظ كرامة المرأة.

ليست هناك تعليقات: