الأربعاء، ديسمبر 28، 2005

أميركية تتهم مصريا بقتل ابنها وتعذيبه

تروي لـ "إيلاف" قصة انتحار إسلام واختراق عظامها

إيلاف
هل يأكل المسلمون أطفالهم؟ سؤال يتصدر وسائل إعلام أميركية برفقة صورة للطفل المنتحر إسلام (12عاماً) وهو يستعرض جسده المطرز بالإصابات. تقول الأميركية المسلمة دانييل (37 عاماً)عن انتحار ابنها لـ "إيلاف":"انه نتيجة لتعذيب وتهكم والده".وفي تفاصيل الحادثة، صدمت الجالية المسلمة في ولاية نيوجرسي(شرق) قبل نحو 6 أسابيع بنبأ انتحار الطفل إسلام صلاح عبدالسلام الكريوني بشنق نفسه في غرفته. وجاء انتحار إسلام شاهدا على الخلافات الحادة التي شهدتها علاقة الأميركية المسلمة دانييل بزوجها السابق الأميركي من أصل مصري صلاح عبدالسلام. حيث يتبادل الزوجان السابقان الاتهامات عبر وسائل الإعلام الأميركية التي تتابع القضية بإهتمام بالغ. وأشارت دانييل أنها لن تدافع عن نفسها كونها تمتلك أدلة مادية تدين زوجها السابق، تقول:"ألا يكفي الصور التي يظهر فيها إسلام وهو مملوء بالإصابات والجروح المتفرقة في انحاء جسده اثر تعنيف والده؟".
وتؤكد والدة الطفل المنتحر أن ابنها كان لا يحب والده كونه يسخر من تأتأته في النطق ، وأنه حينما يزور أطفاله في المنزل بعد انفصالها عنه يختبئ إسلام أسفل السرير أو يفتعل النوم حتى لا يلتقيه. تقول دانييل:"لا أنسى اليوم الذي أخبرني فيه ابني إسلام انه سيقتل نفسه اذا زاره والده مجدداً ما جعلني أدرك حجم الخطر الذي يهدد حياتنا". مما دفعها الى اصطحاب إسلام إلى العيادة النفسية للدكتور نبيل الرفاعي ، طبيب مصري في جيرسي سيتي لعلاج ابنها.
اليوم الأخير
وتتذكر دانييل اليوم الأخير لابنها بينما تكفكف دموعها:"طلب مني ابني إسلام السماح له بتذوق كعكعة الشوكلاته التي جلبتها لها ولشقيقيه: أمير، وكريم، رفضتُ، حتى لاينصرف عن وجبة العشاء، فغادر بإنكسار إلى غرفته". تستطرد:" عندما حان موعد العشاء، ناديته فلم يرد، أرسلت شقيقه كريم لايقاظه عله يكون نائما، جاءني كريم وعينيه تكادان تخرجان من رأسه، شعرتُ أن شيئا فظيعا حدث لإسلام". ذهبت أمه إلى غرفته وهي تحمل قلبها في يدها، تتنهد:" وجدتُ إسلام معلقا بحبل ربطه بأعلي الغرفة، لم أتمكن من فك الحبل فقطعته بسكين وهرعت برفقته الى المستشفي الذي أعلن وفاته".
وتزوجت دانييل من صلاح عام 1992 في أميركا ثم انتقلت معه إلى الاسكندرية، تعزو سفرها إلى مصر آنذاك تلبية لرغبة زوجها وحرصها على تعلم أصول الدين الإسلامي عن كثب، لكنها فوجئت أنه متزوج من أخرى دون أن يخبرها مما جعلها تندم على قراريها بالزواج والانتقال الى مصر.وعندما حاولت العودة إلى أميركا منعها زوجها بمساعدة أقاربه:"لكن لايمكن نسيان حنان أمه التي كانت تدعمني بنظراتها ولمساتها التي تهطل على جسدي بين الحين والآخر". تعاطف أم صلاح لم يكن كافيا لبقاء دانييل مع زوجها، تقول لـ "إيلاف": اتصلت بالسفارة الأميركية في القاهرة في لحظة غفلة من أسرة زوجي وخلال فترة سفره، طلب مني الملحق أن أحاول الوصول إلى السفارة على جناح السرعة لإعادتي إلى وطني".تتابع:"بالفعل عدت الى وطني بعد فترة وجيزة من وصولي إلى السفارة التي تكفلت بإقامتي في أحد فنادق القاهرة قبل العودة الى كانسيساس سيتي حيث أهلي".
ورغم ان دانييل اعتقدت ان علاقتها بصلاح انتهت الى هنا لكنها فوجئت بزيارته الى منزل أسرتها في كانسيس سيتي(وسط) نادما وحريصا على إستعادتها.تبين:"وافقت على مضض بعد أن أمطرني بالوعود". انتقلا سويا الى جيرسي سيتي وعاشا فترة بسيطة دون مشاكل فائقة حتى أنجبت اسلام ما جعله يحاول اجبارها على الاجهاض: "فوجئت برغبته خاصة انه متدين ويخاف الله". وقاومت رغبته في اجهاضها مما جعل علاقتهما تتوتر أكثر وتكبر مع إسلام.تقول دانييل أنها ذهبت إلى ائمة مساجد في جيرسي، وتلقت دعما من امام مسجد السلام، الشيخ مصطفى حبيب الذي دفع قيمة اقامتها وأطفالها في فندق بالمدينة بعد أن طردها في ساعة متأخرة من الليل.
الاب صلاح عبدالسلام

إسلام (وسط) قبل انتحاره بأيام بجوار شقيقيه أمير وكريم تبكي:"الطرد كان أقل العقوبات، كان يضربني على مرأى من اسلام واخوته، أشعر حتى اللحظة بأسنانه الخشنة تخترق لحمي". تقول أنها لن تدعه يستمتع بالحرية التي لا يستحقها، ولن تغتال شبابها :"سأواصل معركتي القضائية معه من اجل إسلام وأجلي، وسأحاول أن أوفر لزوجي الجديد المصري محمد كل ما استطيع من رعاية وحنان". يذكر أن صلاح (42 عاماً) يعمل سائق أجرة ويتمتع بعلاقة جيدة مع الجالية العربية في نيوجرسي.

ليست هناك تعليقات: