الاثنين، ديسمبر 26، 2005

خمسة ملايين سعودي يتحدون رجال الدين في بلادهم

فتاوى بتحريم أسهم شركة من ضلع "سابك" تتهشم
إيلاف
ناهز عدد السعوديين الذين اكتتبوا في أسهم شركة "ينساب" التي ولدت من ضلع عملاق الصناعات السعودية "سابك" الخمسة ملايين مكتتب بالرغم من الكم الكبير من الفتاوى التي أطلقها رجال دين سعوديون تحذر من الاكتتاب في أسهم الشركة واعتبرت ذلك أمراً محرماً، فيما قد يعد هزيمة اقتصادية مُعلنة للتيار المحافظ في المملكة الغنية بالنفط بعد أن دأب على تحقيق مكاسب منذ أكثر من ربع قرن.
وتخضع أسهم الشركات التي يتم تداولها في سوق الأسهم السعودية إلى تصنيف ديني يقسمها إلى ثلاث فئات اثنتان منها لا يحرّم تداولها،وهو أمر حدا بالبنوك السعودية إلى إنشاء هيئة شرعية تختص بفتاوى الأسهم لعدم تنفير العامة من نشاطهم بعدما كانت البنوك السعودية في أوائل التسعينات تواجه مقاطعة شعبية يستثنى من ذلك بنك أو أثنين كانا يطبقان آليات الاقتصاد الإسلامي في تعاملاتهم.
وكان جمع من رجال الدين السعوديين قد أصدروا عدة فتاوى تحرّم أسهم الشركة الوليدة مستندين على قاعدة أن"الأصل حرمة الإسهام في شركات تتعامل أحياناً بالمحرمات، كالربـا ونحـوه، بالرغم من أن أنشطتها الأساسية مشروعة"،و" لا يجوز لمسلم شراء أسهم الشركات والمصارف إذا كان في بعض معاملاتها ربا، وكان المشتري عالماً بذلك".
وقد استدل أصحاب هذا القول بأدلة من القرآن وأحاديث نبي المسلمين محمد بن عبد الله تدل بعمومها على" تحريم الربا قليله وكثيره ، ولأن يد الشركة على المال هي نفس يد المساهم، فأي عمل تقوم به فهو عمله لا فرق بينهما، فكما يحرم على الإنسان أن يستثمر جزءاً من ماله – ولو يسيراً – في معاملات محرمة، فكذا يحرم عليه المشاركة في شركات تتعامل بالحرام، لأن المال المستثمر هو ماله بعينه" على حد تعبيرهم.
وتكون الفتاوى المحرِّمة أمراً مبهجاً لأولئك الذين سيستفيدون من تناقص أعداد المقبلين على أسهم الشركات المطروحة للاكتتاب ليستحوذوا على النصيب الأكبر من الكعكة الاستثمارية بعدما اضطرت أغلب الشركات مؤخراً إلى توزيع نسبة قليلة من أسهمها على المكتتبين نظراً لكثافة الاستثمار من قبل السعوديين بشكل غير متوقع،وهو ما وصفه اقتصاديون ضليعون بأنه وقت "فردوس البورصة" معتبرين أنها أكبر الفرص للثراء السريع في المملكة المحافظة.
ويبلغ إجمالي رأس مال "ينساب" 5.625 مليار ريال (1.49 مليار دولار) وتعد إحدى الشركات التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) التي أبرمت اتفاقاً مع مجموعة "سامبا المالية" تتولى الأخيرة بموجبه مهمات المستشار المالي وإدارة الاكتتاب.وتحتفظ "سابك" بحصة تعادل 55 % من رأس المال فيما يمتلك شركاؤها في شركتي "ابن رشد" و"طيف" نسبة في 10 .%
وتخطط ينساب لدخول مجمعها الجاري تشييده في مدينة ينبع الصناعية مرحلة الإنتاج بطاقة سنوية تتجاوز 4 ملايين طن متري من المنتجات البتروكيماوية عام 2008 ، تشمل 1.3 مليون طن متري من الإثيلين، و400 ألف طن من البروبيلين، و900 ألف طن من البولي إثيليـن، و400 ألف طن متري من البولي بروبيلين، و770 ألف طن من جلايكول الإثيلين، و100 ألف طن من البيوتين. وسجّل اكتتاب "ينساب" ما يقارب 5 مليون مكتتب من مواطني السعودية الذين ضخّوا ما نحو 860 مليون دولار من إجمالي قيمة الأسهم المطروحة والبالغ قيمتها 524 مليون دولار .
التعريف بالشركة:
* شركة ينبع الوطنية للبتر وكيماويات (ينساب). هي شركة مساهمة سعودية تحت التأسيس بموجب قرار وزير التجارة والصناعة رقم 10446 بتاريخ (7/12/2005).
* تتمثل أهداف الشركة في تصنيع المنتجات البتروكيماوية طبقا لعقد تأسيسها والأنطمة الأخرى المعمول بها في المملكة العربية السعودية.
* يبلغ رأس مال الشركة 5.625.000.000 ريال سعودي مقسم إلى 112.5000.000 سهماً بقيمة اسمية قدرها 50 ريالا سعودياً للسهم.
* ستمتلك شركة سابك ما نسبته 55% من إجمالي أسهمها، منها 4% ستمتلكها شركة سابك للاستثمارات الصناعية SIIC المملوكة بالكامل لشركة سابك، وستوزع ملكية 10% من أسهم ينساب على 17 شركة سعودية وخليجية. بينما سيتم طرح الحصة الباقية 35% على الجمهور من خلال عملية الاكتتاب العام

ليست هناك تعليقات: