الخميس، ديسمبر 29، 2005

نجل مسخادوف يكشف "للعربية" أسرارا جديدة حول مأساة بيسلان

في أول حوار مع وسيلة إعلام
العربية.نت
كشف ابن الرئيس الشيشاني الانفصالي أصلان مسخادوف عن أن مفاوضات كانت تجري بين والده ورئيس اوسيتيا الشمالية وجرى الترتيب لعقد لقاء بينهما للمساعدة في حل أزمة مدرسة بيسلان ما دفع السلطات الروسية إلى اتخاذ قرار باقتحام المدرسة وتفجيرها مضحين بمن فيها من أطفال وأمهات حتى لا يحظى السياسيون الشيشانيون بأي مكسب سياسي.
وفي أول حوار مع وسيلة إعلام قال أنزور أصلان مسخادوف لمراسل "العربية" في آسيا الوسطى د.باسل الحاج جاسم في مقابلة تبث قريبا إن الرئيس الشيشاني (الانفصالي) أصلان مسخادوف ورئيس أوسيتيا الشمالية ألكسندر زاسوخاف ورئيس أنفوشستان السابق رسلان أوشوف "اتفقوا قبيل اقتحام المدرسة على أن يلتقوا ويتدخل الثلاثة للمساعدة في إنهاء الأزمة وتحرير الأطفال الرهائن وإخراجهم من هناك... وأستطيع القول بكل ثقة إن الرئيس مسخادوف كان في طريقه إلى بيسلان بعد أن وافق على اللقاء، ولكن عندما علم الروس بذلك الاتفاق الذي تم في نفس يوم الاقتحام، قاموا باعتقال جميع أقارب مسخادوف، وبدأوا مباشرة بالاقتحام في نفس اليوم حتى لا يكون هناك أي لقاء".
واتهم أنزور السلطات الروسية بالقيام بعملية تعتيم متعمدة على الحقائق والمعلومات المتعلقة بحادثة مدرسة بيسلان، مشيرا إلى أن محتجزي الرهائن في تلك المدرسة كان لهم مطلب محدد وهو وقف الحرب وأعمال الإبادة في الشيشان ولكن السلطات الروسية لم تعلن ذلك المطلب أبدا للصحفيين واكتفت بالقول إنهم احتلوا المدرسة ويريدون تفجيرها؛ "فالمطلب غير مريح للروس، ولذلك كانوا مستعدين لدفع أي ثمن مقابل عدم الاستجابة له حتى لو كان مساواة المدرسة بالأرض، وهو ما فعلوه".
وأسفرت عملية اقتحام مدرسة بيسلان بجمهورية أوسيتيا الشمالية عن سقوط 339 قتيلا على الأقل، وقد تبنى زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف في وقت لاحق تلك العملية التي وقعت في أول أيام العام الدراسي وانتهت بعد نحو يومين في 3 سبتمبر 2004م عندما قامت القوات الروسية باقتحام المدرسة، فقام محتجزو الرهائن بتنفيذ بعض التفجيرات.

الرئيس الشرعي
وشدد أنزور على أن والده لا زال هو الرئيس الشرعي لجمهورية الشيشان، فقد تم انتخابه عام 1997م في اقتراع شارك في الرقابة عليه 73 مراقبا من أنحاء العالم وأعلنوا نزاهته، ومنذ ذلك الحين لم تتم انتخابات تحظى بالشرعية في تلك الدولة، "والروس يقودون حملة لمسح تاريخنا واستبداله بأكاذيب، فعلى سبيل المثال هم يقولون إن أحمد قديروف (وصفه بالخائن) الذي ذهب إلى صف روسيا هو أول رئيس للشيشان، فأين هو جوهر دوداييف الذي كان الرئيس الأول للدولة حتى قتله الرئيس؟؟".
ويضيف إن الروس أنفسهم اعترفوا بشرعية والده "وأذكر تماما أنه كانت هناك برقية شخصية من الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين يهنئ فيها مسخادوف لانتخابه رئيسا.. ومع ذلك فهم يتجاهلونه اليوم ويتجاهلون جوهر دوداييف ويجعلون من قديروف الرئيس الأول". وأشار أيضا إلى الاتفاق الذي وقعه يلتسين مع والده في 12 مايو 1997م والذي تضمن بندين مهمين أولهما بناء علاقات على أساس القوانين والأعراف الدولية، والثاني هو الامتناع عن استخدام القوة في حل أي خلاف.
وأكد أنزور على أن والده –المختفي عن الأنظار- يحظى بدعم عموم الشعب الشيشاني مقللا من أهمية الخلاف بين والده والمجموعة التي يقودها زعيم الحرب شامل باساييف، وقال: "شامل يقود مجموعة واحدة تضم أفرادا أرادوا قتال روسيا بنفس أسلوبها وطريقتها التي تقاتل بها الشعب الشيشاني وهو أسلوب الإرهاب، فالروس يحتلون قرانا ويفعلون ما يشاؤون بها؛ يقتلون النساء ويخطفون الأطفال، وشامل أخذ على عاتقه أن يحاربهم بالمثل، فتبنى عملية مسرح "نوردوست في موسكو وحوادث أخرى، ولكن إذا استرجعنا مطالب منفذي هذه العمليات سنجد أنهم لا يطلبون أموالا أو طائرات، ولكنهم يطلبون اسللام ووقف الحرب، وهذه نقطة التقاء بيننا وبينهم لأننا نريد السلام، ولذلك لا نعتقد أن شامل سيعارض أي مسعى لوالدي يقود إلى السلام".

لا وجود للمرتزقة
ونفى أنزور ما تشيعه روسيا حول وجود مرتزقة عرب مأجورين في صفوف المقاتلين في الشيشان، وقال "أستطيع التأكيد بنسبة 100% أنه لا يوجد مأجورون؛ فالمأجور يريد أجرا ومالا، ونحن لا نملك المال، ولكن قد تجد أشخاصا يتعاطفون معنا ويأتون متطوعين لتقديم أرواحهم للمساعدة في إنهاء الاحتلال، وبثقة أقول إن أعداد العرب ربما قد تصل إلى 5 أو 10 ولكنها لا تصل بالتأكيد إلى ما يدعيه الروس عن وجود 200 أو 300 أو 500".
وقال إنه يحمل رسالة من والده تقول إنه مستعد لإيقاف الحرب إذا رغب الطرف الثاني (روسيا) في ذلك، وأنه مستعد للتفاوض في أي وقت يناسبهم، كما يوجه نداء إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية للتدخل بصورة أكبر لإنهاء هذه الأزمة التي بدأت بالتوسع بالفعل فامتدت إلى جمهوريات أخرى مثل داغستان وأنفوشستان.
ويبث اللقاء كاملا قريبا على شاشة "العربية".

ليست هناك تعليقات: