الجمعة، ديسمبر 30، 2005

ماريان وكريستين: أسلمنا وتزوجنا بعقد شرعي وأنجبنا دون إكراه

مصر: نفي اختطاف مسيحيات بعد مطالب مبارك ببحث الأمر
قدس برس 26/12/2005

نفت فتاتان مسيحيتان ما قالته والدتهما في برنامج (الحقيقة) الذي تذيعه قناة "دريم" الفضائية الأسبوع الماضي عن خطفهما وإكراههما على التحول إلي الإسلام. وأكدتا - في رسالة فيديو و"سي. دي" نشرت تفاصيلهما صحيفة "الأسبوع" المستقلة اليوم الأحد أنهما أسلمتا وتزوجتا من شابين مسلمين بعقود شرعية وأنجبتا بدون إكراه من أحد، وطالبتا بحمايتهما من تعرض أحد لهما مع الاستعداد لأي مناظرة تلفزيونية مع المتشككين في إسلامهما.
ووجهت الفتاتان رسالة إلى الرئيس حسني مبارك أكدتا خلالها أنهما ليستا مخطوفتين أو أجبرتا على الإسلام الذي يحبانه، أو تزوجتا وأنجبتا من زنى أو سفاح كما يقال، ولكن بعقد زواج رسمي، وقالتا إن هذا ثابت أيضا في محاضر شرطة مركز (بلقاس) محافظة الدقهلية شمال مصر، وأن "هذه ليست المرة الأولى التي نغادر فيها بيتنا إلى الإسلام " علي حد قولهما.
وقالت الفتاتان - ماريان وكريستين نادر كمال - في الرسالة التي نشرتها "الأسبوع": "إنني خائفة جدا وأنا أرى دولة تتحرك بكاملها من خلفي تطاردني.. نناشدك بالله الذي تؤمن به أن تبسط حمايتك علينا وأن لا ترجعنا إلى ما نكره ونحن على استعداد عند ذلك لمواجهة إعلام العالم لبيان الحقائق، إننا أحرار ولكننا خائفون جداً من المصير الذي لقيته كل فتاة أسلمت قبلنا".

بداية الأزمة
وسبق أن أثار أقباط مصريون ما سمي "قضية أسلمة فتيات مسيحيات"، وزعم أقباط في المهجر عبر مواقع إنترنت أنه جرى اختطافهن وإكراههن على التحول إلي الإسلام، في حين نفت جهات رسمية وإسلامية ذلك، وقالت إن ما جرى لا يعدو أن يكون قصص حب بين شبان مسلمين وفتيات مسيحيات يهربن على إثرها بإرادتهن من منازلهن ويتزوجن ويتحولن إلى الإسلام، كما أن هناك تحول حقيقي لهؤلاء الفتيات والسيدات إلى الإسلام بدون قصص حب، كما حدث مع بعض زوجات كهنة الكنيسة المصرية في كانون أول (ديسمبر) 2004.
وعادت القضية لتثار مرة أخرى من خلال حلقة من برنامج "الحقيقة" على قناة دريم الفضائية الأسبوع الماضي للصحفي "وائل الإبراشي" رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "صوت الأمة" المستقلة، بعنوان "اختطاف واختفاء المسيحيات". وكان الموضوع يتعلق بما يقال عن اختفاء فتاة أو سيدة مسيحية كانت على علاقة بشاب مسلم ثم هربت من أسرتها وأسلمت وأحيانا يقال إنهن تعرضن للخطف عن عمد.
واستضاف البرنامج المفكر القبطي جمال أسعد الذي أثار سخط بعض الأقباط، حينما نفى ما يقال عن اختطاف أو إجبار مسيحيات على الإسلام، واتهم جماعات قبطية في الخارج باستغلال هذه الأمور، كما شارك في البرنامج المستشار نجيب جبرائيل وتليفونيا موريس صادق من أقباط المهجر، ووالدة الفتاتين، وأثارت الحلقة ردود فعل واسعة.
ووجهت في نهاية البرنامج السيدة "ماري بلاق دميان" نداء إلى الرئيس "مبارك" ناشدته فيه التدخل للبت في مسألة اختفاء ابنتيها "ماريان" و"كريستين"، وكانت المفاجأة حين اتصل الرئيس "مبارك" تليفونيا بالبرنامج وكان يشاهد الحلقة، ليؤكد أنه مهتم شخصيا بهذا الموضوع بل ودعا لضرورة فتح مثل هذه الملفات الشائكة، وكلف وزير الداخلية بتقصي حقيقية الأمر، وأعلن بيان لاحق للوزارة أن الفتاتين لم يتم اختطافهما.

الحقيقة من وجهة أخرى
وقد عرضت جريدة "الأسبوع" في عددها تفاصيل ما قالت إنه "سي دي" تضمن كل التفاصيل بداية بمجموعة صور حديثة لبطلتي الواقعة بعد إسلامهما وإقرارات كتابية تنفيان فيها ما تردد عن الاختطاف وتؤكدان: "ذهبنا مع زوجينا بمحض إرادتنا، وأن أحداً لم يكرهنا على شيء، واحتوى الـ"سي دي" أيضا على تسجيل فيديو للفتاتين.
وقالت (ماريان): "أنا ماريان نادر كمال بنت السيدة التي ظهرت في برنامج (الحقيقة)، وادعت أننا اختطفنا، وهذا الكلام غير صحيح لأننا ذهبنا بمحض إرادتنا، وكنت مرتبطة بزوجي الذي تزوجت به الآن عاطفيا، وعشنا في بيت إسلامي في صعيد مصر، ووجدت أن الإسلام هو دين الحق، ولن أعود إلى المسيحية مرة أخرى، أقول هذا الكلام بعيدا عن أي تأثير أو تهديد، وأنا لست مربوطة أو مخطوفة".
وأضافت ماريان: "ليس من المعقول أن تكون هناك واحدة لها سنتان أو أكثر مخطوفة وعايشة بشكل طبيعي، كما أنني معي طفل وأحب زوجي"، وأضافت أنها لا تريد أن ترجع مرة أخرى لأنها وشقيقتها أسلمتا وأشهرتا إسلامهما ونطقتا بالشهادتين.
وردت على كلام والدتها بقولها: "نعيش حياة طبيعية جدا ويا ريت يسيبونا في حالنا، إحنا مش راجعين تاني خالص"، وأنها وأختها لا تريدان مصير وفاء قسطنطين (زوجة قس مصري قيل إنها أسلمت ثم رجعت للمسيحية) أو غيرها من الموجودات في الأديرة ولا أحد يعرف ما هو مصيرهن؟".
وأضافت: "أنا أسلمت ونطقت بالشهادتين، ولا أريد أن أحيا مطاردة أنا وزوجي وطفلي كل يوم في مكان وبلد.. لماذا؟"، وأنها مستعدة لأي مناظرة مع أي أحد، أو أي رجل دين مسيحي على أن تذاع على أي قناة تليفزيونية ليسمعنا العالم كله".
وبعد أن أكدت: "أنا لن أرتد، ولو أكرهوني على ذلك مثل الكثيرات سأحتكم إلى كل من علم بقصتي أنا وأختي أمام الله يوم القيامة"، اختتمت رسالتها، وفق الأسبوع، بقولها: "استحلفكم بالله.. أنا وطفلي وزوجي نعيش مطاردين في بلدنا، لم نسرق أو نقتل، أنا أسلمت فقط، ونحن نعيش في دولة إسلامية أين الشرع والقانون وحقوق الإنسان؟ حرام عليكم.. اتقوا الله فينا..".
وأكدت "الأسبوع" أن نفس الكلام تقريبا جاء على لسان كريستين الأخت الصغرى التي اختتمت كلامها بثقة قائلة: "أسلمنا والحمد لله، ولن نترك أولادنا ولا أزواجنا، ولن نترك ديننا" ثم نطقت مثل شقيقتها بالشهادتين.

لجنة إشهار الإسلام تنفي إجبار أحد
وكان الشيخ عبد الله مجاور رئيس لجنة إشهار الإسلام وأمين لجنة الفتوى بالأزهر، أكد أن الأزهر لا يجبر أحداً، مطلقا على اعتناق الدين الإسلامي، وإنما تترك حرية اعتناق العقيدة لإرادة المواطنين.
وقال مجاور في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم" السبت (24/12): "لم نجبر كريستين ومريان كمال، أو أي مواطن قبطي على اعتناق الإسلامي وإنما نترك الحرية لجميع المواطنين، انطلاقا من قول المولى عز وجل "لا إكراه في الدين".
وأوضح مجاور أنه تتم مقابلة الشخص الذي يرغب في إشهار إسلامه، والتأكد تماما من أنه أتى إلى اللجنة بمحض إرادته دون أي لون من الضغط، كما أننا نسأل المواطنين سواء كان رجلا أو امرأة عن السبب الذي دفعه للإقبال على اعتناق الإسلام، ويتم توجيه العديد من الأسئلة للتأكد تماما من أنه يرغب في اعتناق الإسلام عن اقتناع تام.
أما الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق فقال لصحيفة "الأسبوع": إنهما أعلنتا إسلامهما ووجب على الشرطة حمايتهما، وأن عليهما أن تقوما بتسجيل إسلامهما إذا لم تكونا قد فعلتا ذلك، مشيرا إلى أن "لكل حالة ظروفها الخاصة، وإن ردة الفتيات اللاتي عدن إلى الكنيسة مرة أخرى كان لادعائهن أنهن أكرهن وهكذا الظاهر، وفيما يخص هاتين الحالتين فإن الأمر يختلف خاصة أنهما أسلمتا وأنجبتا وهما في ظل الإسلام".
وتعتبر قصة السيدة وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير بمصر أكثر القصص التي راجت عن خطف وأسلمة مسيحيات شهرة بسبب تسليط الأضواء عليها، ولأنها أقرت رسميا في زيارة للأجهزة الأمنية وفي زيارة للأزهر الشريف منذ اليوم الأول لتركها منزلها أنها أسلمت سرا منذ عام وتصلي وتصوم وتحفظ ثلث القرآن، قبل أن تثور قيادة الكنيسة المصرية ويعتكف البابا شنودة في أحد الأديرة احتجاجا، وتعود السيدة لتعلن أنها لا تزال مسيحية.
ونشرت الصحف حينئذ وقائع أخرى مثل واقعة زوجة كاهن "الشرابية" شمال القاهرة التي ذهبت بالفعل إلى شيخ الأزهر في مكتبه، كما روي الشيخ طنطاوي ذلك، تطلب إشهار إسلامها لكن الشيخ نصحها بالتروي حقنا للفتنة وصرفها من مكتبه لأن هناك قواعد لتحول المسيحيات وخاصة زوجات الكهنة للإسلام تشترط موافقة الجهات الأمنية والكنيسة نفسها على إشهار أي مسيحي أو مسيحية إسلامه منعا للفتنة الطائفية.
وفي هذه الحالات هربت الزوجات دون إكراه من أحد، ولم تكن هناك قصص وهمية عن سعي مسلمين للزواج منهن كما روجت شائعات بعض أقباط مصر، كما أكدت هذا الجهات الأمنية المصرية، وفي نهاية الأمر عادت زوجة قس الشرابية إلى بيتها بعدما رفض الأزهر إشهار إسلامها في البداية، وأقنعها رجال الكنيسة، فيما يسمي "جلسات الإرشاد"، بالعودة لبيتها، كما عادت زوجة قس أبو المطامير ولكن وفق اتفاق، كما تقول مصادر مصرية، غير واضح المعالم بحيث لا تعود لزوجها ولا تشهر إسلامها وتبقي مسيحية قانونا وربما مسلمة قلبا.

ليست هناك تعليقات: