الثلاثاء، ديسمبر 27، 2005

الحياة السرية لـ"صدام".. اللغز السعودي.. وغياب الحرية في النص الديني

تقرير "العربية.نت" الأسبوعي للكتاب
حيان نيوف - العربية.نت
شكّل مثول الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمام محكمة عراقية مناسبة لأحد الصحفيين الغربيين أن يصدر كتابا جديدا يتناول بعض خفايا حياة صدام حسين. في تقرير "العربية.نت" لهذا الأسبوع عرض لكتاب الحياة السرية لصدام حسين، إضافة إلى كتب أخرى حول "التاريخ الديني للولايات المتحدة" و "الإسلام والحرية" وستالين والكاتبة الكويتية ليلى العثمان، وجديد إصدارات "دار النهار" اللبنانية.

حياة صدام السرية
"صدام.. الحياة السرية" كتاب يكشف الكثير من أسرار حياة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، لمؤلفه الصحفي البريطاني كون كوغلن، والصادر عن منشورات الجمل. وبرز هذا الكتاب كأكثر الكتب مبيعا على إحدى المواقع المتخصصة ببيع الكتب.
في السنوات الأولى بعد "ثورة تموز" العراقية شغل صدام مكتباً جانبياً صغيراً في القصر الرئاسي، كان يلائم مكانته. "ولما تحسنت منزلته في الحزب، تحسن أثاثه، وفي بداية السبعينات انتقل إلى مكتب أكبر في بناية المجلس الوطني، الذي كان يقع في المنطقة نفسها التي يقع فيها القصر الرئاسي، قد قوّض في أواخر الخمسينيات عندما كانت فكرة خلق مؤسسات ديموقراطية فكرة رائجة في العراق. ومن عام 1970 فصاعداً، وبعد أن تمّ تطهير صالح مهدي عماش ومن الحكومة، انتقل صدام إلى مكتب عماش، والذي كان يشغله سابقاً رؤساء وزراء العراق، وكانت بنيته التحتية من موظفي سكرتارية ومرشدين وباحثين ومساعدين متكاملة"- كما أورد موقع "النيل والفرات".
ويتحدث الكتاب أيضا عن اهتمامات صدام حسين، "وعلى غرار الكثير من الأثرياء من أصول فلاحية، كان اهتمامه الأساسي في الملابس والسيارات الثمينة، فأخذ يتردد على واحد من أغلى الخياطين في بغداد، خياطه هاروت، والتي تقع في أحد الأسواق حيث الأسعار فيه فوق ما يستطيعه معظم العراقيين.
وفيما بعد ولما أصبح صدام رئيساً للجمهورية، أشبع رغباته بزيارة خياطه مرة في الأسبوع، طالباً منه بدلات عديدة في وقت واحد. وكان اهتمامه بالسيارات مقتصراً على شراء ثلاث أو أربع من أرقى أنواع المرسيدس المترفة، والتي يشتريها في كل سنة من الكويت، بتكييف كامل وهي شرط أساسي للعيش في حرارة صيف بغداد".
كون كوغلن صحافي بريطاني يكتب عن الشرق الأوسط منذ عشرين عاماً. تابع الحرب العراقية-الإيرانية وحرب الخليج مراسلاً صحفياً، ويعد واحداً من أبرز الصحافيين البريطانيين. وكان من أوائل الصحافيين الذين دخلوا الكويت بعد تحريرها. لديه العديد من المؤلفات التي حظيت بالترجمة إلى العديد من اللغات العالمية. من أبرزها "الرهائن" الذي أحدث عند صدوره عام 1992 أزمة سياسية، وقد تناول في كتابه المذكور قضية الرهائن الغربيين في لبنان. وهو يقيم حالياً في لندن ويعمل محرراً في "الصانداي تلغراف".

الإسلام والحرية
أصدر الكاتب الكويتي أحمد البغدادي كتابا جديدا يحمل اسم "أحاديث الدين والدنيا - الواقع المفارق للنص الديني المؤلف"، والصادر عن مؤسسة الانتشار العربي.
يرى البغدادي، في كتابه الجديد، أن "الإسلام - على مستوى النص الديني - لم يعرف معنى الحرية كقيمة إنسانية بأبعادها المختلفة على نحو ما يعرضه الفكر المعاصر، ولا حتى على مستوى الكتابات الفقهية التي لم تتجاوز النص الديني!".
وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية التي عرضت الكتاب، يطالب البغدادي بضرورة أن تتم دراسة النص (الديني) من خلال الواقع، الأمر الذي يستتبع ضرورة الفصل التام بين الجانبين: التعبدي المطلق والثابت، والمعاملي النسبي المتغير"!.
ويضيف البغدادي: إنه لا يعقل أن يكون هناك نص ديني، مهما تعددت مفاهيمه يصلح لكل الناس والأمم فرادى وجماعات، ولكل زمان ومكان بغض النظر عن اختلاف الثقافات والمفاهيم والظروف الحياتية المختلفة، سواء من جيل إلى جيل أو من بلد إلى بلد ومن قارة إلى قارة!!، فضلا عن أنه لا وجود لأي دليل شرعي يؤكد القول العام بصلاحية الدين لكل زمان ومكان، بل هو قول من "اختراع" الفقهاء ليضمنوا استمرارية هيمنتهم على الدنيا والدين (ص 19 من الكتاب)، ثم يتساءل هل الخطأ في الإسلام أم في المسلمين؟.

اللغز السعودي
في موقع "الشبكة العالمية للكتاب" برز كتاب صادر باللغة الإنجليزية تحت عنوان "اللغز السعودي" للكاتب باسكال مينوريت الذي يتحدث عن العلاقات السعودية مع الغرب بعد أحداث سبتمبر أيلول من خلال إلقاء نظرة على المجتمع السعودي والتدين وتصدير النفط، كما يستعرض التاريخ الاقتصاي للملكة العربية السعودية والإصلاح الجاري الآن فيها وسط تشكيك من مراقبين غربيين في هذا الإصلاح.

التاريخ الديني لأمريكا
يقوم الباحثان إدوين س. غوستاد ، أستاذ في جامعة كاليفورنيا، وليف شميدت الأستاذ في جامعة برنستون، إلقاء الضوء على التاريخ الديني للولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية استعمارها من قبل الإنجليز في القرن السابع عشر وحتى اليوم في كتاب "التاريخ الديني لأمريكا" والناشر دار هاربر ـ سان فرانسيسكو.
يقول الكاتب إنه بالرغم من أن الدولة علمانية في أمريكا فإنها لا تغلّب ديناً على دين، ولا مذهباً على مذهب وإنما تحترم كل الأديان والمذاهب. "فلا يوجد دين واحد صحيح وبقية الأديان خطأ. وأما فيما يخص الأصول الدينية الأولى لأميركا فيقول المؤلفان ما معناه: إن التعددية الدينية تجد جذورها في فتح أميركا ذاته. فهذا الفتح أدى إلى تعايش، وتجابه ثلاثة أديان أو ثقافات: ثقافة الهنود الحمر، أي السكان الأصليين للبلاد، وثقافة الأوروبيين الغزاة، وثقافة الأفارقة السود الذين نقلوا إلى هناك كعبيد للاشتغال في الحقول"- كما تعرضت صحيفة "البيان" الإماراتية للكتاب.
ثم يردف المؤلفان قائلين: "وأما تعددية المذاهب المسيحية فتقود إلى تعددية المهاجرين الأوروبيين أنفسهم. فالانجليز حملوا معهم المذهب البروتستانتي، والأيرلنديون المذهب الكاثوليكي... الخ. ويمكن القول بأن المذهب البروتستانتي هو أول من وصل إلى البلاد مع المستعمرين الإنجليز. وكان ذلك في بداية القرن السابع عشر. والكثيرون منهم فروا من انجلترا أو سواها خوفاً من الاضطهاد الطائفي الذي كان الكاثوليك يمارسونه عليهم. وقد وصلوا إلى العالم الجديد عام 1620 لكي يجدوا ملجأ وملاذاً".
واندلعت معركة كبيرة عندئذ بين الأصولية البروتستانتية والعلم الحديث وبخاصة نظرية داروين. ويمكن القول بأن هذه المعركة لا تزال مستمرة حتى الآن بشكل من الأشكال. فالأصوليون ظلوا متشبثين بالرواية التي قدمتها التوراة عن نشأة الكون وأصل الإنسان في سفر التكوين الشهير.

ستالين
صحيفة "البيان" الإماراتية نشرت أيضا عرضا لكتاب.. ستالين.. بلاط القيصر الأحمر"، من تأليف سيمون مونتوفيور والصادر عن دار سيرت في فرنسا. الكتاب ليس سيرة لحياة جوزيف ستالين الذي ترك بصماته على تاريخ روسيا والعالم. كما أنه ليس كتاباً في سياسة ستالين وحملات القمع التي قام بها ضد خصومه، وعدم تردده في اختيار "الحل النهائي" إذا دعت الضرورة.
لكن ستالين ليس "الشخصية" الوحيدة في هذه الحكاية عن حاشية الكرملين.. بل إن هذا الكتاب يحتوي توصيفاً لعدد من الرجال الأقوياء في النظام الستاليني، هكذا نتعرف على شخصية المدعو"مالكانوفيتش" الذي كان يضرب مرؤوسيه بواسطة مطرقة كان يحملها بشكل مستمر.. وكذلك نتعرف على شخصية "جدانوف" ذي الثقافة الموسوعية، بل ومؤسس تيار فكري يدعى ب"الجداتوفية".

إصدارات دار النهار
أرسلت "دار النهار" اللبنانية لـ"العربية.نت" إصداراتها لهذا الشهر، وهي : "مقاهي بيروت الشعبية 1990-1950" تأليف شوقي الدويهي، فقه التسامح في الفكر العربي الإسلامي تأليف عبد الحسين شعبان، لبنان والإمارة الدرزية في العهد العثماني1711-1546 وثائق دفتر المهمة تأليف عبد الرحيم أبوحسين، "حجر الضحك" من تأليف هدى بركات، "كتاب البين" من تأليف جورجين أيوب، "أمريكا والعالم إغراء القوة ومداها" لـ"غسان سلامة"، رمال لأناء الجسد تأليف راج خوري، الشيخ محمد الجسر تأليف عبدالله إبراهيم سعيد ومقدمة باسم الجسر.

الكاتبة ليلى العثمان
عن رابطة الأدباء في الكويت صدر مؤخرا كتاب يتناول إبداع الأديبة الكويتية ليلى العثمان، وهو للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل. وبحسب عرض صحيفة أخبار الأدب المصرية يضم الكتاب أربعة أبواب هي: المتن ويستحوذ علي الجزء الأكبر من حجم العمل ويحاول رصد العوامل والأسباب وملامسة الظروف التي ساعدت علي تنمية وتوجيه ومن ثم تكريس غواية الكتابة لدى ليلي العثمان عبر ما يشبه جدلية الاستنطاق. والباب الثاني هو "مساحة الاهتمام" ويتشكل من متابعة نقدية لسمات ومزايا محددة في أدب القصة القصيرة لدى ليلي العثمان.
والباب الثالث بعنوان "المرأة،..ضريبة مزدوجة" ويشمل قراءة تهدف إلي الكشف عن العسف الذي تواجهه المرأة بصفتها النصف المغفل من المجتمع، بناء علي حضورها في النصين الروائيين: "المرأة والقطة" و"وسمية تخرج من البحر".
أما الباب الرابع "الإبداع.. مكابدة" فيعرض لرحلة ليلي العثمان مع الكتابة. صنوف المضايقة، المنع والمصادرة، والحجب أو الحرمان، وكذا محاكاة المبدع إثر اجتزاء جانب من كتاباته وتقويله ما لم يقل.

المحافظون الجدد
برز كتاب الصحفي جهاد الخازن كتابا جديدا يحمل اسم "المحافظون الجدد والمسيحيون الصهيونيون" على موقع نيل وفرات من أبرز الكتب مبيعا.
ويعرض الناشر (دار الساقي ) للكتاب عبر القول "شكلت إعادة انتخاب جورج بوش تكريساً لهيمنة الفكر "التكفيري" لـ"المحافظين الجدد"، في وقت كان العالمان العربي والإسلامي يشهدان "انتفاضة" غير مسبوقة لخلايا الحركات الأصولية المسلّحة."
يُقيم هذا الكتاب رابطاً عضوياً بين سياسة الحرب والاحتواء الأمريكية-البريطانية، وبين فكر سيّد قطب وتلميذه أيمن الظواهري وكل من أسامة بن لادن والزرقاوي. ويتطرق إلى مفكّري كلا التيارين ومنظّريه، ويفكّك نظرياتهم، ويحلل فتاويهم. ويعتبر أن كلا الفكرين يبّرر طرحه الفكر الآخر، ويبني رؤيته على شكل كابوس يمثله "الآخر"، ويُقيم سلطته ونفوذه عبر التخويف منه، وتخوينه وتكفيره... وقتله.
كما يسعى الكاتب إلى "فك ارتباط" بين سياسة "المحافظين الجدد"، وبالتالي السياسة الإسرائيلية، وبين غالبية اليهود الأمريكيين المؤيدة للسلام. ويرى أن أكثرية هؤلاء لا تؤيد السياسة الأمريكية-الإسرائيلية، ويعتبر أن أهم المدافعين عن القضية الفلسطينية داخل الولايات المتحدة يتحدّرون من اليهود الأمريكيين

ليست هناك تعليقات: