الثلاثاء، ديسمبر 27، 2005

العربية.نت تفتح ملف اتهامات اختطاف وأسلمة القبطيات المصريات

مسئول كبير بالأزهر يؤكد أن الضوابط مشددة ولم يحدث اكراه
فراج اسماعيل - العربية.نت
من جديد عاد حديث بعض المسيحيين في مصر ومنظمات أقباط المهجر عن ظاهرة خطف الفتيات القبطيات وإجبارهن على الأسلمة بعد واقعة اسلام الفتاتين ماريان وكريستين وزواجهما من سائقين مسلمين في مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، والتي تدخل فيها الرئيس حسني مبارك بعد مشاهدته برنامج تليفزيوني بشأنهما وطالب وزارة الداخلية بالتحقيق الفوري.
أم الفتاتين قالت انهما قاصرتان وعند اختفائهما قبل أكثر من عامين كان عمر ماريان 17 عاما وعمر كريستين 15 عاما واعتبرت ان ذلك لا يجيز اسلامهما وتزويجهما.
رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشيخ عبدالله مجاور قال لـ"العربية.نت" إن الفتاتين لم تشهرا اسلامهما في الازهر، مؤكدا أنه لا توجد أية حالات اسلام قصري لفتيات، وان الضوابط التي وضعها الازهر في هذا الشأن متشددة للغاية. وقال إنه من واقع مسئوليته والاشراف على مكتب اشهار الاسلام الخاص بحاملي الجنسية المصرية يشهد بأن ما يتردد عن حصول أسلمة بالاكراه مبالغ فيه ولا أساس له من الصحة.
أما المسئول الاعلامي لمنظمة أقباط متحدون في سويسرا والتي يرأسها المهندس يوسف عدلي أبادير الذي يوصف بأنه كبير أقباط المهجر فقد أكد وجود سجلات موثقة بحالات خطف فتيات مسيحيات وأسلمتهن، وان جماعات اسلامية تقف وراء ذلك.
بينما رفض القس ابراهام يوسف اب اعتراف الفتاتين وكاهن كنيسة العذراء ببلقاس اطلاق مسمى "اختطاف" على ما يحدث.. لكنه وصفها بانها اسلمة تتم باستغلال الميول العاطفية وتدعمها جماعات اسلامية.
الدكتور كمال حبيب خبير الجماعات الاسلامية رد بأنه ليس من أدبيات هذه الجماعات طوال نشأتها خطف وأسلمة الفتيات، مشيرا الى اجتهادات وافكار جديدة طرحها الاسلاميون بتفسير النص الاسلامي في اتجاه اخوة المواطنة والمشاركة بغض النظر على اختلاف الدين، متحدثا عن اجتهادات فقهية تجيز اعتناق مسلمين للمسيحية بدون أن يطبق عليه قانون الردة في اطار حرية العقيدة، وان تعطى نفس الحرية للمسيحيين الراغبين في اعتناق الاسلام.

أقباط المهجر: عندنا سجل كامل بخطف واكراه
يقول مدحت قلادة المسئول الاعلامي لمنطمة أقباط متحدين في سويسرا إننا نملك سجلا كاملا موثقا عن حالات الفتيات المسيحيات المختفيات منذ عهد السادات لأننا في عهد عبدالناصر لم نسمع أبدا عن قصص الحب بينهن وبين شباب مسلمين.
ويوضح أنه لا يستطيع تحديد رقم لهذه الحالات لأنه لا يملك سجلا كاملا بكل محافظات مصر، لكن الأرقام موجودة في مديريات الأمن وفي الكاتدرائية بالعباسية.
ويشير إلى أن معظم المختفيات فتيات قاصرات "دون الثمانية عشرة من العمر" كما في حالة الفتاتين التي أثيرت مؤخرا "ماريان وكريستين" من بلقاس بمحافظة الدقهلية. ويعتقد أنه سيتم الاحتفاظ بهما إلى أن يبلغا سن الرشد، ثم تجري عملية اشهار اسلامهما.
ويصف ما يحدث بأنه عملية تغرير بالفتيات القبطيات، بالوظائف أو العاطفة أو المال، ويعتقد أن ممولين خارج مصر لتلك العملية. ويبرهن على توصيفه لما يحدث بأنه تغرير بالتشخيص القانوني لتعرض فتاة قاصر أو متخلفة عقليا لحالة اغتصاب، فهنا يحاسب المعتدي لأن المجني عليها لا تملك أهليتها، ونفس هذا التشخيص يتوافق أيضا مع حالات القاصرات القبطيات.
ويشير إلى أن التغيير يحدث عادة بواسطة الزواج من شباب عاطل عن العمل، وليس بواسطة فئات مرموقة كأن يكون الشاب الذي ارتبطت به عاطفيا مثلا طبيب، لأن هذه الفئات لن تقبل القيام بذلك.
ويذكر قلادة حالة فتاة من شبرا يقول ان عمرها كان 17 عاما وشهرا واحدا "اختفت ثم ظهر أنه تم اسلمتها وارتدت النقاب.. شقيقها دكتور في استراليا ارسل الى أجهزة الدولة يدلل على ذلك بالوثائق ولا يزال يطالب بها".
ويتهم قلادة جماعات اسلامية بالوقوف وراء ما يسميه "الأسلمة الجبرية" قائلا إن "أموالا كثيرة تتدفق من الخارج لهذا الغرض".
وحول تحميل بعض المثقفين الأقباط لقوانين الكنيسة المتشددة بخصوص الطلاق وحسم الخلافات الزوجية مسئولية تحول القبطيات الى الاسلام يعلق قلادة بقوله " عندنا في الكنيسة الارثوذكسية لا يوجد طلاق إلا لعلة الزنا، وفي حالات الخلافات الاسرية يتم تدخل أباء الكنيسة لحلها وترجع الزوجة لزوجها ولو بعد حين ويلم شمل الأسرة مرة أخرى".
ويضيف: "ما يحدث للفتيات هو خطف واغتصاب، ولو أبلغ الأب عن ذلك يتم حبسه 8 أيام وأخذ تعهد عليه بعدم التعرض للبنت التي يكون خاطفها قد تزوجها، مع أنه يجب المحاكمة الجنائية للخاطف".
ويدلل بما حدث مع ماريان وكريستين "هما فتاتان فاقدتان للأهلية، لأن عمريهما وقت اختفائهما كان 15 و16 سنة، ولذلك فان ما حدث لهما يجب أن يعامل قانونا على أنه خطف واغتصاب".
وفي اطار هذه الاتهامات يرد البعض في الجانب الاسلامي بأنه توجد حالات تنصير لفتيات مسلمات عن طريق علاقات حب مع شباب مسيحيين ورغم ذلك لا يتم توصيف ذلك بأنها حالات خطف واغتصاب.
ويطالب قلادة من يردد هذا الاتهام المعاكس بالاتيان بالأدلة "نحن قدمنا أدلة عن فتيات قبطيات مخطوفات، ولا نعتقد صحة ما يتردد عن اختطاف فتيات مسلمات وتنصيرهن، ليأتونا بأدلة مماثلة، علما بأن المادة الثانية من الدستور تنص على ان الدولة دينها الاسلام والمصدر الرئيسي لقوانينها التشريع الاسلامي وبالتالي فان الدولة لن ترضى بتحول مسلمة وزواجها من مسيحي، كما أن القانون المدني المعمول به في مصر يمنع ذلك أيضا".
وبشأن حالة معينة بأنها تنصرت وترهبنت ودخلت الدير قال "ليأت والدها وندخل به كل أديرة مصر فهي مفتوحة للجميع مسيحيين ومسلمين ونبحث عنها وسيتضح له أن ما يقوله غير صحيح. أما الجمعيات الشرعية المسجلة في وزارة الشئون الاجتماعية فهي التي تتم فيها عمليات الأسلمة وعندي مستندات تقول بهذا".
ويقول : "نحن لا نعارض علاقات الحب التي تكون فيها الفتاة القبطية كاملة الأهلية. عندنا في المسيحية (الله محبة).. هي حرة في ذلك ما دامت تملك أهليتها ولها حرية العقيدة".
وفي اعتقاده أن هذا الموضوع تم تسيسه لابعاد المصريين عن مشاكلهم الجوهرية واغراقهم في خلافات بين المسلمين والمسيحيين، كما كان يجري في الماضي من الاغراق في الكرة والتعصب للأهلي والزمالك.

الأزهر: يأتون إلينا طواعية ونأخذ عليهم اقرارا
ولأن الأزهر يمثل الضلع الرئيسي في هذه القضية وهو المسئول عن اعطاء الاشهار الرسمي للمسلمين الجدد سألت "العربية.نت" الشيخ عبدالله مجاور رئيس لجنة الفتوى الأزهرية التي تمتلك تلك الصلاحيات فقال: "لجنة الفتوى يتبعها مكتب اشهار الاسلام للمصريين، وهناك مكتب آخر خاص بالأجانب في مقر المشيخة الأزهرية".
وأوضح أن "المسيحيين الذين يحملون الجنسية المصرية ويرغبون في اعتناق الاسلام يأتون الى المكتب الموجود عندنا في لجنة الفتوى للاشهار، يأتون طواعية فلا اكراه على فتاة أو امرأة أو رجل من أجل أن يشهر اسلامه، لأننا نسير على المنهج الذي جاء في القرآن الكريم (لا اكراه في الدين). والقرآن أمر الرسول صلى عليه وسلم ألا يكره الناس على الاسلام".
وشدد الشيخ مجاور على القول "إنهم يأتون إلينا طواعية ليشهرون اسلامهم فهل نردهم؟.. لا بالطبع. عندنا ضوابط لا يتم الاشهار بدونها منها ان يكون بالغا رشيدا عاقلا وأن يأتي بشهود معه لكي نتأكد أنه جاء طواعية، وأن يكتب عندنا اقرارا على نفسه بأنه جاء طواعية ولم يكرهه أحد على الاسلام، وبدون هذا الاقرار نرفض ان نعطيه اشهار الاسلام، وهناك أمثلة كثيرة حصلت، كأن يتبين لي انه جاء عن طريق أحد، أرفض ذلك إلى أن يتأكد لي أنه لم يمارس عليه اكراه، ومن آيات ذلك ان يتضح لي من خلال مناقشته انه رجل له فكر وانه اعتنق الاسلام عن ايمان وحب وهكذا".
وأكد أن اللائحة التي وضعها الأزهر بشأن اشهار الاسلام سواء من الفتيات او الشباب تنص على ألا يكون السن أقل من 16 عاما، فالشرع حدد ذلك بالبلوغ، والفتاة تبلغ عادة قبل 16 عاما، وبالتالي وضعت اللائحة هذا السن كحد أقصى لمرحلة البلوغ، نافيا ما تردد بأن لائحة الأزهر تحدد سن 21 سنة شرطا لاشهار الاسلام، موضحا أنه لا يمكن وضع لائحة مخالفة للشرع.
وحول حالة الفتاتين كريستين وماريان، قال الشيخ عبدالله مجاور رئيس لجنة الفتوى "الفتاتان لم تأتيان إلينا ولم يشهرا اسلامهما عندنا وقد أخبرنا الجهات المعنية بذلك الأمر".وبالنسبة لزواجيهما أكد أن المأذون لا يمكن أن يعقد للفتاة المسيحية على مسلم إلا بعد أن تشهر اسلامها وتغير بطاقتها الشخصية، وهذا ما تنص عليه اللوائح الرسمية، لكن مثل هذه النوعية قد تلجأ الى الزواج العرفي.
وحول التوصيف الشرعي لحالة الفتاتين اللتين تزوجتا وانجبتا ولم يكن ذلك بواسطة الطريق الرسمي قال رئيس لجنة الفتوى "اذا تزوجتا عرفيا وكان هناك شهود وايجاب وقبول فهو زواج صحيح ويكون الأولاد من اب ومن أم. وبالنسبة للشرع فان العبرة ببلوغ الفتاة وليس سنا محددا لكي يكون الزواج صحيحا، فالسيدة عائشة تزوجت من الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها عشر سنوات، وقد تبلغ بعض الفتيات عند 14 أو 15 سنة حسب نموها البدني، لكن المشرع في القوانين الوضعية يضع قوانين تحدد الحد الأدنى لسن الزواج الذي لابد للمأذون في حالة العقد الرسمي ان يلتزم به وهو 16 عاما".
وسألت الشيخ مجاور: هل تنص لائحة اشهار الاسلام على اعلام الكنيسة واخضاع الفتاة التي تريد الاسلام لجلسات النصح الكنسية فأجاب بقوله: لا يوجد نص على ذلك. جهات أخرى لها اتصال بالكنيسة تقوم بذلك. بالنسبة لنا من يأتينا طائعا مختارا بالغا سن الرشد والكمال – رجلا أو امرأة – ونجد فيه الرغبة الحقيقية في اعتناق الاسلام ويكتب اقرارا على نفسه بانه لم يكره على ذلك، نقوم باشهار اسلامه، وعليه بعد ذلك ان يكمل اجراءاته مع الجهات المعنية الأخرى، وهذه الجهات قد تتصل بالكنيسة أو غير ذلك وقد تعقد له جلسات".
وحول توصيف منظمات أقباط المهجر بأن اعتناق فتيات قبطيات للاسلام يأتي ضمن ظاهرة حوادث خطف وأسلمة جبرية، قال الشيخ عبدالله مجاور رئيس لجنة الفتوى الأزهرية: "هذه مبالغة شديدة جدا جدا. هذا لا يحدث أبدا. ليس عندنا في مصر اكراه على الاسلام وهذا اقوله لك كشخص معايش للواقع واقوم بهذه الاجراءات بنفسي، لم يأت أحد أبدا مكرها على الاسلام. نحن ليس في حاجة لمسلمين جدد حتى نقوم بذلك، ولكن من يأتي راغبا للاسلام عن حب وايمان لا نرده عملا بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، طالما أنه يفي بجميع الشروط التي وضعها الأزهر".
وقال إن الجهات الرسمية لا تعطي أية أوراق للشخص الذي تحول للاسلام تتوافق مع ديانته الجديدة دون أن يقدم الاشهار الممنوح له من الأزهر، لكن هناك مسيحيين مصريين يشهرون اسلامهم في دول أخرى ويأتون بوثائق تبثبت ذلك ونحن نقوم بتأكيدها لهم.
وأوضح أن الاشهار الازهري هي عملية رسمية نظامية من أجل البطاقات الشخصية وجوازات السفر، لكن المتحول للاسلام يصبح مسلما شرعا بمجرد قراءته الشهادتين واداء فرائضه الدينية، وهذا يدخل في اطار الشأن الشخصي.
وقال الشيخ مجاور "نحن في لجنة الفتوى بالأزهر نعمل في النور، ولا تعتيم عندنا على هذه الأشياء ولا ضغط على كائن من كان، ولم يثبت قطعيا أن جاءنا شخص بالاكراه. وقد جاءني بعض المسئولين من اخواننا المسيحيين وتحدثنا كثيرا عن ما يحدث في مكتب الاشهار وبمنتهى الحيدة، وقد اعربوا عن اقتناعهم تماما".

أب اعتراف الفتاتين: لا اختطاف لكنه أسلمة مدعومة
أيضا تحدثت "العربية.نت" مع القس ابراهام يوسف أب اعتراف "ماريان وكريستين" وكاهن كنيسة العذراء ببلقاس بشأن ما يثار على أن ضيق بعض القبطيات من قيود الكنيسة بشأن الطلاق وراء الهروب الى الاسلام، فأجاب " هناك اشياء كثيرة قيلت عن ذلك في وسائل الاعلام خلال الفترة الأخيرة، أكثر من 80% منها غير صحيح. مثلا نحن في مدينة كبيرة هي بلقاس لم تحدث سوى أربع حالات انفصال فقط بين ليس أقل من 600 أسرة. المشاكل الاجتماعية بسيطة جدا حتى من تلك النوعية التي تعرفها كل البيوت. والمشاكل نقوم بمناقشتها وحلها". وأضاف أن اسرة ماريان وكريستين "كانت قريبة منا في الكنيسة، خاصة أن شقيقهما (شماس) معنا – رجل دين في الكنيسة – وجدهما لأمهما صديق لنا. عندنا اتصال مباشر بكل الأسر المسيحية، ومكرسات لخدمة البنات، فلا توجد بنت مسيحية لا تقدم لها خدمة خاصة، وهاتان البنتان كانتا في الكنيسة قبل يوم واحد من رحيلهما، ولم تكن عندهما تلك الفكرة اطلاقا. لكن القصة ان البنت الكبيرة (ماريان) خرجت قبل ذلك وغابت لمدة 27 يوما وعندما عادت لم تكن عندها فكرة اعتناق الاسلام، وكل ما حصل كان ارتباطا عاطفيا مع سائق سيارة "التك تك" توفيق، التي كانت تستقلها في طريقها الى المدرسة وعودتها منها. وقد رجعت لبيت اهلها عندما شعرت ان ما فعلته خطأ وأكدت انه لم تكن عندها نية الاسلام وانما الارتباط فقط بهذا الشخص، وقبلت خطوبتها لمدرس لغة انجليزية، واختها الصغرى كريستين خطبت بعدها باسبوع لتاجر" وقال: "المعلومات الاولى التي حصلنا عليها ان سيارة ملاكي اصطادت البنت الكبرى اثناء خروجها من المدرسة والصعرى اثناء دخولها، وكان ذلك في شهر نوفمبر – قبل أكثر من عامين – أي في فصل الشتاء، والبنتان كانتا ترتديان ملابس غير شتوية على أساس انهما ستعودان للبيت ظهرا قبل حلول الليل حين يكون البرد شديدا. وممكن ان السائقين عندما استدعياهما لم يستغيثا على اساس ان بينهم معرفة سابقة وبالتالي شعرا بالامان، وانهما ربما اخبراهما بانهما سيوصلانهما للبيت فركبا معهما".
وأضاف أن كربستين كانت مرتبطة ارتباطا غير عادي بوالدها، مشيرا إلى أن جماعة معينة سبق لها ان استمالت فتاة تدعى (صباح رزق) وانها اخبرته بذلك "طلبت منها ان تجاريهم واستمرت معهم ثلاثة شهور معتقدين انها ستعتنق الاسلام فعلا واعطوها ملابس منقبة ترتديها وشرائط دينية، ثم عادت وهذه الملابس لا زالت عندنا حتى الآن".
وأضاف :أخبرتنا صباح عن حالة كريستين وماريان وان كريستين تعبانة، وتريد ان تهرب منهم وانهم ازالوا من يدها الصليب فتورمت يدها لأن تعاني من الحساسية".
ومعلقا على الاسطوانات المدمجة التي تتضمن تأكيدات من الفتاتين باعتناقها الاسلام عن رغبة واقتناع "بعد عامين من التعرض للتأثير المباشر لابد أن تقولا هذا الكلام. وقد كانتا من قبل مسيحيتين متشددتين".
وكونه أب اعتراف لهما فالقس ابراهام يؤكد انهما كانتا مدللتين جدا من اسرتهما، وكانا يذهبان الى المدرسة بواسطة سيارة "التك تك".. كنا يعيشان في نوع من الرفاهية أكثر من اي بنات في سنهما".
وحول اتهام صحيفة "الميدان" القاهرية المستقلة له بالتنصير والسحر قال القس ابراهام " لا علاقة بين التنصير والسحر. اذا كنت انصر وداعية مسيحي قويا فلا علاقة بين الرجل المؤمن القوي وبين السحر لأن ذلك يغضب ربنا. أنا على علاقة طيبة جدا بالشارع المسلم عموما وهو يحبني جدا".
وقال إن الجماعة التي يتهمها بأنها وراء الاسلمة "توجد في مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، لكن لها علاقة بالجماعات الاخرى على مستوى الجمهورية، وهم يعرفون بعضهم".
ولكن القس ابراهام لا يوصف تلك الحالات بأنها اختطاف "هي ليست كذلك. المخطط يتم بعد أن يحصل بمحض الصدفة ان تميل فتاة مسيحية لشاب مسلم، فتتدخل تلك العناصر على الفور حتى لا يتراجع الشاب ويساعدونه لكي يأخذها وهذا ما حصل مع ماريان وكريستين".
وعن الرؤية التي تقترحها الكنيسة للتعامل معهما بعد زواجهما وانجابهما يقول " ما يبنى على الخطأ فهو خطأ، فالفتاتان قاصرتان، ولم يتم مراعاة مشاعر الأم والأب. لقد خرجت بنت كان عمرها 34 عاما لم نتدخل في شأنها، جلست معها مرة وانهارت ولم تقبل ان ترجع واخبرتني انها عندما خرجت كانت حامل بجنين عمره شهر واحد. وتركناها ولم نعمل مشكلة واستمرت في مكانها وقد أصبحت أما لثلاث بنات حاليا. الآن كل الناس حتى المسلم المعتدل زعلانين على ما حصل لماريان وكريستين لانهما قاصرتان".
وأضاف " أولا نحن لسنا متأكدين من موضوع الانجاب. الأم تقول ان البنت الكبيرة ماريان لا تستطيع الانجاب لأن الدورة الشهرية لا تأتيها. وهي في السي دي تقول (نحن انجبنا) لكنها لا تتكلم عن ذلك بقوة مثل كريستين. لكن ليست هناك مشكلة. لتعد البنتان وتعيشا مع اسرتهما، واذا اعتبرنا ان كريستين مثلا انجبت بنتا تبقى معها الى ان تكبر ثم تنضم الى ابيها ونحن من جانبنا لن نقوم بتنصيرها وسنتركها الى ان يتولى ابوها امرها بنفسه".
واذا اختارت الفتاتان البقاء مع زوجيهما فان القس ابراهام يشترط " مدة كافية بعد ان تم استمالتهما وعزلهما لمدة عامين . شهر أو اسبوعان على الأقل يجلسان في مكان محايد مع امهما وابيهما حتى لو حددته الدولة. وأنا متأكد من الجانب الديني تماما وانهما لم يعتنقا الاسلام عن اقتناع".
ويعيد التأكيد بأن "ما يحدث ليس خطفا وانما اسلمة، وان هناك اعداد كبيرة يتم اسلمتها في المناطق ذات الكثافة السكانية مثل القاهرة والاسكندرية والمناطق العمالية".
ويقول إن الازهر معتدل جدا "ذهبت مع والدة الفتاتين واخوهما الى الازهر، ودخلنا الى المكتب الخاص بالاشهار واستقبلنا استقبالا طيبا، وقرأنا على لوحة البيانات اعلانا يقول انه لا يجوز اشهار اسلام الشباب والشابات اقل من 21 سنة. وبالنسبة للاشهار في الشهر العقاري لا يمكن ذلك لاقل من 18 سنة".

اجتهادات جديدة للاسلاميين باخوة المواطنة مع الاقباط
اتهام بعض الجهات القبطية لجماعات معينة جعلنا نسأل الخبير في شئون الجماعات والحركات الاسلامية الدكتور كمال حبيب عن حقيقة ذلك فقال " مراجعة أدبيات الاسلاميين تدل على أنه لا يوجد اطلاقا استهداف للأقباط بكل طوائفهم بأي شكل من الأشكال، انما العمليات التي حدثت مثلا من الجماعة الاسلامية في الماضي بخصوص محلات الذهب أو غيرها كانت جزءا من اطار تنامي صراع طائفي بين الأقباط وبين الدولة. فالمعروف ان البابا شنودة دخل مع السادات في مشاكل كبيرة وهذه المشاكل موجودة في شهادات للبابا شنودة وثقها بعض الصحفيين".
وأضاف أن العنف الذي حصل في مصر لم يكن مقصودا به مسيحيون اطلاقا، وانما استخدمت جهات يسارية وعلمانية الورقة القبطية كجزء من تأجيج الصراع بين الدولة وبين الاسلاميين".
وقال: "إذا كان التوتر الطائفي في الماضي حدث بين الكنيسة وبين الدولة، فان المصيبة حاليا انه يحدث بين الكنيسة وبين الجمهور المسلم كما حصل في الاسكندرية بعد حكاية السي دي الشهيرة الذي كان يحمل مسرحية مسيئة للاسلام. كما ان الكنيسة بدأت تستغل الظرف الديني المواتي للضغط على الدولة. والحديث عن مظالم قبطية هو تكرار لنفس المظالم التي اثيرت في المؤتمر القبطي عام 1910 ميلادية. من بين هذه الأشياء ما يثيره الآن أقباط المهجر بشكل رئيسي بأن هناك أسلمة للقبطيات من قبل جماعات اسلامية، وهذا لم يحدث أبدا".
وطلب من يثير هذه الدعاوى "اعطونا دليلا. فمثلا حادثة الفتاتين ملخصها انهما احبتا شابين مسلمين وتم الزواج. اننا نريد من يتهم جماعات اسلامية ان يقول لنا اين هي هذه الجماعات؟.. القول بان هناك جماعات او منظمات دون ذكر اسماء، يماشي العقل الغربي ويغازل خياله، وليس له أي أساس حقيقي من الواقع، وغرضه الحصول على دعم من الجهات الأمريكية بالذات وبعض المنظمات التي تدعم أقباط المهجر".
واستطرد الدكتور كمال حبيب: "لا يوجد اطلاقا هذا الكلام. بالعكس فان الخطاب الاسلامي بما في ذلك الجماعة الاسلامية نفسها، حدث فيه تطور كبير جدا واجتهادات تفسر النص الاسلامي باتجاه المواطنة، فمثلا هناك اتجاهات قدمها المستشار طارق البشري في كتابه (المسلمون والأقباط) في اتجاه المشاركة".
وقال ان مراجعات الجماعات الاسلامية الأخيرة كلها تركز على فكرة المشاركة على اساس اخوة المواطنة ولكل ان يظل على دينه. ودعا الى مؤتمر كبير تحضر فيه جميع القوى السياسية والكنيسة وممثلو اقباط المهجر ويكون بمثابة عقد اجتماعي وتطرح فيه بشفافية كل المشاكل التي يشكو منها الاقباط من أول الخط الهمايوني ويرد عليها بتفصيل واضح.
واستطرد بأن حرية العقيدة مسألة مكفولة في الدستور المصري، ولكل مواطن الحرية في ان يختار العقيدة التي يريدها، حتى أن هناك اجتهادات لكثير من فقهاء المسلمين بان من اراد ان يترك الاسلام ويدخل المسيحية فلا يطبق عليه حد الردة، وفي نفس الوقت اذا اراد مسيحيون مثلا ان يدخلوا الدين الاسلامي فهم احرار، لأن حرية العقيدة مكفولة ولا يجوز ابدا ان تتحول الى احتقان طائفي كما حصل في مسألة وفاء قسطنطين، فقد قالوا انها مسألة خطف والمفروض ان القانون يحكم ذلك، في حين ان حرية العقيدة مكفولة لنا كمواطنين.
ويرى ان مسائل الخطف والاسلمة ما هي الا اشاعات "قالوا عن وفاء انها اختطفت واجبرت على الاسلام، ثم قالت هي بعد ذلك انها خرجت بارادتها، وقبل ذلك بعامين كانت تصوم وتقرأ القرآن الكريم. انه جزء من حملة على الدولة وعلى الاسلاميين، حتى ان اقباط المهجر يتهمون الدولة نفسها بانها اسلامية رغم انها علمانية في قوانينها ونظمها".
وطالب بأن تظلل الدولة المواطنين جميعا – مسلمون ومسيحيون – بقانون واحد بحيث لا تترك حجة لأي أحد بأن يردد ما يثار الآن.

ليست هناك تعليقات: