الجمعة، ديسمبر 23، 2005

بوش شهد سنة عصيبة ويواجه الناخبين العام المقبل

حصاد عام 2005 (بوش.. نجاحات وإخفاقات)
العربية.نت
يخرج الرئيس الأميركي جورج بوش من 2005 ضعيفاً، بعد سنة عصيبة يتعين عليه بعدها أن يواجه انتخابات في منتصف ولايته الرئاسية العام المقبل، بعد أن كان في موقع قوة استثنائي إثر إعادة انتخابه نهاية 2004.
ويعتبر غالبية الخبراء السياسيين أن العام 2005 كان الأصعب للحكومة الأمريكية منذ انتخاب الرئيس بوش للمرة الأولى قبل 5 سنوات. فقد واجه الرئيس الأمريكي مطالب متزايدة من الرأي العام الأمريكي لإعادة الجنود المنتشرين في العراق إلى ديارهم، ما يعني أنه سيتوجب عليه التحرك بسرعة اذا رغب في المحافظة على الغالبية المطلقة للحزب الجمهوري الذي يتزعمه، خلال 2006.
وتداركا لأي طارىء، كثّف ظهوره الإعلامي، وأكثر من خطاباته، ما أدى إلى تحسين شعبيته بصورة نسبية، وفق آخر استطلاع للرأي، نُشر الثلاثاء 20-12-2005.

"سنة رهيبة"
ولتوصيف العام 2005، يستعير الخبير في العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا لاري ساباتو، العبارة التي استخدمتها ملكة انكلترا اليزابيث عام 1992، عندما شب حريق في قصرها، وفشلت كل زيجات أولادها، إذ قالت: "كانت سنة رهيبة (انوس هوريبيليس باللاتينية)".
وتطول قائمة الأنباء السيئة بالنسبة للرأي العام الأمريكي: فقد قتل أكثر من ألفي جندي في العراق، وغرقت مدينة نيو اورلينز بشكل شبه كامل تحت المياه، بعد مرور الإعصارين كاترينا وريتا، فضلا عن الارتفاع الكبير في أسعار الوقود وعدد من الفضائح السياسية- القضائية.
فقد استقال مسؤول كبير في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني نهاية اكتوبر، إثر اتهامه بالتلاعب بالرأي العام الأمريكي، لإقناعه بصحة اجتياح العراق.
كما لم تستفيد الإدارة الأمريكية من الكشف، أخيراً، عن سماح الرئيس بوش بإباحة التنصت على المواطنين الأمريكيين، بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

نجاحات
لا يوافق كل الخبراء على رسم هذه الصورة القاتمة، إذ يشدد ستفين هيس من معهد بروكينغز للأبحاث على النجاحات التي حققتها إدارة بوش في العام 2005، موضحا أن بوش "نجح في تمرير عدد من القوانين حول الطاقة والإفلاس، وغيرها".
لكنه يحذر من أن "الموعد الأقصى لإعلان انسحاب للقوات الأميركية من العراق هو الصيف المقبل، اذا اراد (بوش) الاحتفاظ بالغالبية في الكونغرس". ويحتاج الديموقراطيون، في نوفمبر 2006، للفوز بستة مقاعد إضافية للسيطرة على مجلس الشيوخ، وإلى 15 مقعدا في مجلس النواب.
لكن الملف العراقي ليس الوحيد الذي يؤثر بشكل كبير على الانتخابات. ويعتبر الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة ميدلبري اريك ديفيس ان "الاحتياطي الفدرالي يجب أن يوقف رفع نسب الفائدة في الربيع ويجب أن تبقى أسعار الوقود في المستوى الذي تراجعت اليه الآن".
ويضيف أن المسنين يجب ان يوافقوا، أيضاً، على إصلاح نظام تغطية كلفة الأدوية (ميديكير) الذي قررته إدارة بوش لمن هم فوق سن الخامسة والستين.
ويشدد الخبير أنه "في حال اعتبر المسنون أن هذه الخطة لا تلبي حاجاتهم، فهذا قد يؤثر على الجمهوريين في الانتخابات المقبلة".
فبعدما تراجعت شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش إلى ما دون عتبة الـ 35% في اكتوبر، وهي الأدنى لرئيس في السنة الأولى من ولايته الرئاسية الثانية منذ عهد الرئيس رتيشارد نيكسون، ارتفعت مجددا متجاوزة نسبة 40% نهاية نوفمبر.
وتحسنت شعبية الرئيس الأميركي في الأيام الأخيرة بعد سلسلة من الخطابات التي دافع فيها عن استراتيجيته في العراق، وحسن سير الانتخابات التشريعية في العراق في منتصف ديسمبر 2005.
ويبدو أن بعض المشاريع الكبرى التي أعلنت في مطلع ولايته مثل الإصلاح الضريبي وإصلاح نظام التقاعد، معلقة في الوقت الراهن.
وتحدثت مجلة نيوزويك أخيرا عن أن الرئيس الأميركي يعيش في "فقاعة" وانتقدت في مقال هذه "الرئاسة المتعالية"، التي لا تهتم بآراء أخرى غير رأيها ولا سيما في الخارج.
وتظهر انتقادات أيضا حول بطء إعادة الإعمار في لويزيانا وفي ميسيسيبي. فبعد أكثر من ثلاثة أشهر على مرور الإعصار كاترينا لا يزال الكثير من المتضررين يقيمون في فنادق، بينما وعد فيه الرئيس الأمريكي الجميع بمساكن قبل 15 أكتوبر، أي قبل أكثر من شهر.

ليست هناك تعليقات: