صباح الموسوي - إيلاف
لعل افضل من عبر عن طموح شريحة كبيرة من الجماهير العربية في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد المقاومة الفلسطينية، هو حزب الله اللبناني الذي قاوم الاحتلال واستطاع بفضل التسوية السياسية التي عرفت بتفاهم نيسان الذي جاء عقب مجزرة غانا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية أثناء هجومها على الجنوب اللبناني الذي سمي " بعمليات عناقيد الغضب" وراح ضحيتها اكثر من مائة مدني لبناني قتلوا جميعهم بهجوم جوي على مقر الأمم المتحدة في المدينة.واستطاع الحزب بعدها ومن خلال هذا التفاهم الذي شاركت فيه كل من سوريا وإيران ولبنان وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أن يحصل ولأول مرة على اعتراف أمريكي وفرنسي صريح بأنه حركة مقاومة حسب هذا التفاهم الذي الزم حزب الله أيضا بعدم مهاجمة المدنيين شمال إسرائيل ( وحق إسرائيل بالدفاع عن النفس) وحقه بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ولم يكن هذا التفاهم الحدث الدولي الأول الذي يحصل من خلاله حزب الله على الاعتراف به كحركة مقاومة مشروعة بل سبق ذلك اعتراف لبناني و عربي رسمي لحزب الله بأنه حركة مقاومة. وقد جاء هذا الاعتراف خلال مؤتمر الطائف الذي عقد خلال الفترة من (30/9/1989 إلى 23/10/1989) بمبادرة من الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز ومباركة عربية علنية وغربية غير معلنة رسميا اتفقت خلاله الأطراف اللبنانية والدول الداعمة لها آنذاك على جمع سلاح كافة المليشيات ما عدى سلاح حزب الله الذي اتفق على انه يكون وحده الذراع الضاربة لحركة المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال. وخلال سني المقاومة وما بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان الذي جرى في يوليو تموز عام 2000 و الذي جاء نتيجة للقرار 425 الذي وافقت فيه الحكومة اللبنانية على ضمان أمن الحدود الشمالية " لإسرائيل " ونتيجة لشدت ضربات المقاومة اللبنانية، فقد تمكن الحزب خلال هذه السنوات وبفضل الدعم المالي الإيراني والسياسي السوري الكبير من بناء مؤسساته وتثبيت قواعده حتى بات دولة داخل دولة مستقلا هذه القوة لفرض وجهات نظره ومطالبه على الحكومة اللبنانية و تهديد المعارضين للوجود السوري في لبنان على الرغم من ان هذه المعارضة قد وقفت موقفا مشرفا بدعمها لحزب الله وقد تجلت بعض صور تلك المواقف برفضها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي يطالب جميع القوات الأجنبية، والمقصود بذلك سوريا، بالانسحاب من لبنان وجمع سلاح حزب الله ونشر قوات الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل كما رفضت المعارضة اللبنانية خلع سلاح المقاومة. إلا أن حزب الله تنكر لهذه المواقف الداعمة له و وقف بالضد منها بعد مقتل الرئيس رفيق الحريري وذلك عندما طالبت المعارضة بانسحاب القوات السورية و إنهاء النظامي الأمني في لبنان وفتح تحقيق دولي بحادث اغتيال الرئيس الحريري. وقد رد حزب الله في 8 آذار/ 2005 بمظاهرة ضخمة ضمت مئات الآلاف من أنصاره تأييدا للوجود السوري بالضد من مظاهرات المعارضة والتي أدت في وقتها إلى استقالة حكومة عمر كرمي. لقد جاءت مظاهرة حزب الله بمثابة رسالة تهديد واضحة للمعارضة اللبنانية غير ان المعارضون كانوا اكثر حكمة وحنكة ولم ينجروا للصدام مع الحزب الذي كان يلوح بورقة المقاومة. لكن ردود قادة المعارضة على مواقف حزب الله حملت رسائل التهدئة والتأكيد على وحدة الصف الداخلي وحماية المقاومة ودعم وجودها حتى الانتهاء من الأزمة السياسية التي استفحلت بعد اغتيال الرئيس الحريري. غير أن الانسحاب السوري و إعلان نتائج تقرير ميلتس الأخير اضعفا من مواقف الحزب وجعله يظهر بمظهر الخارج على الإجماع الوطني وانتقاله من موقف الهجوم إلى موقف الدفاع وذلك بعد فقدانه الظهير والسند القوي الذي كان يأمن له الدعم السياسي والحماية الأمنية على الساحة اللبنانية. وقد ظهرت أحد صور هذا الضعف بتراجع تصريحاته الأخيرة بشأن تحشد القوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان والتي يتوقع بعض المراقبين إنها عملية اختبار من جانب إسرائيل لمعرفة رد فعل حزب الله الذي بادر إلي إعطاء تصريحات تدعو إلى، ضبط النفس والتهدئة وعدم الانجرار وراء المخطط الإسرائيلي، بل زاد الحزب على ذلك عندما كذب معلومات الشرطة اللبنانية التي قالت الخميس، إن تبادلا للقصف المدفعي جرى بين إسرائيل وحزب الله في منطقة مزارع شبعا،الأمر الذي يفسر على انه انقلابا في مواقف الحزب التي اعتاد عليها والتي غالبا ما كانت في مثل هذه الحالات تصدر عنه تصريحات تحمل التهديد والوعيد للإسرائيليين تزامنا مع التجييش العسكري ضدهم. وقد لاحظ المراقبون أيضا أن قيام السيد حسن نصر الله أمين عام الحزب بزيارة المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله لتقديم التهاني بمناسبة عيد الفطر جاءت على غير العادة وهي ملفتة للنظر بعد طول القطيعة من قبل الحزب لسيد فضل الله وأن هذه الخطوة تدل على ان هناك شعور لدى قادة حزب الله بضعف موقفهم وهم يحاولون إعادة العلاقات مع هذا الطرف الشيعي اللبناني البارز تحسبا لحوادث مستقبلية ربما تهدف إلى إنهاء الحزب بعد افتقاده للظهير السوري. كما يذهب هؤلاء المراقبون إلى ابعد من ذلك فهم يرون ان الإسرائيليون و بعد تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد التي دعا فيها إلى " محو إسرائيل من الوجود " وما لاقته من إدانة دولية خلقت أجواء سياسية مناسبة لكي تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة لحزب الله ان لم تقضي عليه فهي تضعف دوره العسكري والسياسي في لبنان وتقلل من خطورته عليها نهائيا وهذا ما أدركه الحزب على ما يبدوا ولذلك قام بإدلاء التصريحات المهدئة وغيرها من الخطوات الأخرى التي جميعها تظهر موقفه التراجعي.
لعل افضل من عبر عن طموح شريحة كبيرة من الجماهير العربية في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد المقاومة الفلسطينية، هو حزب الله اللبناني الذي قاوم الاحتلال واستطاع بفضل التسوية السياسية التي عرفت بتفاهم نيسان الذي جاء عقب مجزرة غانا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية أثناء هجومها على الجنوب اللبناني الذي سمي " بعمليات عناقيد الغضب" وراح ضحيتها اكثر من مائة مدني لبناني قتلوا جميعهم بهجوم جوي على مقر الأمم المتحدة في المدينة.واستطاع الحزب بعدها ومن خلال هذا التفاهم الذي شاركت فيه كل من سوريا وإيران ولبنان وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أن يحصل ولأول مرة على اعتراف أمريكي وفرنسي صريح بأنه حركة مقاومة حسب هذا التفاهم الذي الزم حزب الله أيضا بعدم مهاجمة المدنيين شمال إسرائيل ( وحق إسرائيل بالدفاع عن النفس) وحقه بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ولم يكن هذا التفاهم الحدث الدولي الأول الذي يحصل من خلاله حزب الله على الاعتراف به كحركة مقاومة مشروعة بل سبق ذلك اعتراف لبناني و عربي رسمي لحزب الله بأنه حركة مقاومة. وقد جاء هذا الاعتراف خلال مؤتمر الطائف الذي عقد خلال الفترة من (30/9/1989 إلى 23/10/1989) بمبادرة من الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز ومباركة عربية علنية وغربية غير معلنة رسميا اتفقت خلاله الأطراف اللبنانية والدول الداعمة لها آنذاك على جمع سلاح كافة المليشيات ما عدى سلاح حزب الله الذي اتفق على انه يكون وحده الذراع الضاربة لحركة المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال. وخلال سني المقاومة وما بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان الذي جرى في يوليو تموز عام 2000 و الذي جاء نتيجة للقرار 425 الذي وافقت فيه الحكومة اللبنانية على ضمان أمن الحدود الشمالية " لإسرائيل " ونتيجة لشدت ضربات المقاومة اللبنانية، فقد تمكن الحزب خلال هذه السنوات وبفضل الدعم المالي الإيراني والسياسي السوري الكبير من بناء مؤسساته وتثبيت قواعده حتى بات دولة داخل دولة مستقلا هذه القوة لفرض وجهات نظره ومطالبه على الحكومة اللبنانية و تهديد المعارضين للوجود السوري في لبنان على الرغم من ان هذه المعارضة قد وقفت موقفا مشرفا بدعمها لحزب الله وقد تجلت بعض صور تلك المواقف برفضها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي يطالب جميع القوات الأجنبية، والمقصود بذلك سوريا، بالانسحاب من لبنان وجمع سلاح حزب الله ونشر قوات الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل كما رفضت المعارضة اللبنانية خلع سلاح المقاومة. إلا أن حزب الله تنكر لهذه المواقف الداعمة له و وقف بالضد منها بعد مقتل الرئيس رفيق الحريري وذلك عندما طالبت المعارضة بانسحاب القوات السورية و إنهاء النظامي الأمني في لبنان وفتح تحقيق دولي بحادث اغتيال الرئيس الحريري. وقد رد حزب الله في 8 آذار/ 2005 بمظاهرة ضخمة ضمت مئات الآلاف من أنصاره تأييدا للوجود السوري بالضد من مظاهرات المعارضة والتي أدت في وقتها إلى استقالة حكومة عمر كرمي. لقد جاءت مظاهرة حزب الله بمثابة رسالة تهديد واضحة للمعارضة اللبنانية غير ان المعارضون كانوا اكثر حكمة وحنكة ولم ينجروا للصدام مع الحزب الذي كان يلوح بورقة المقاومة. لكن ردود قادة المعارضة على مواقف حزب الله حملت رسائل التهدئة والتأكيد على وحدة الصف الداخلي وحماية المقاومة ودعم وجودها حتى الانتهاء من الأزمة السياسية التي استفحلت بعد اغتيال الرئيس الحريري. غير أن الانسحاب السوري و إعلان نتائج تقرير ميلتس الأخير اضعفا من مواقف الحزب وجعله يظهر بمظهر الخارج على الإجماع الوطني وانتقاله من موقف الهجوم إلى موقف الدفاع وذلك بعد فقدانه الظهير والسند القوي الذي كان يأمن له الدعم السياسي والحماية الأمنية على الساحة اللبنانية. وقد ظهرت أحد صور هذا الضعف بتراجع تصريحاته الأخيرة بشأن تحشد القوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان والتي يتوقع بعض المراقبين إنها عملية اختبار من جانب إسرائيل لمعرفة رد فعل حزب الله الذي بادر إلي إعطاء تصريحات تدعو إلى، ضبط النفس والتهدئة وعدم الانجرار وراء المخطط الإسرائيلي، بل زاد الحزب على ذلك عندما كذب معلومات الشرطة اللبنانية التي قالت الخميس، إن تبادلا للقصف المدفعي جرى بين إسرائيل وحزب الله في منطقة مزارع شبعا،الأمر الذي يفسر على انه انقلابا في مواقف الحزب التي اعتاد عليها والتي غالبا ما كانت في مثل هذه الحالات تصدر عنه تصريحات تحمل التهديد والوعيد للإسرائيليين تزامنا مع التجييش العسكري ضدهم. وقد لاحظ المراقبون أيضا أن قيام السيد حسن نصر الله أمين عام الحزب بزيارة المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله لتقديم التهاني بمناسبة عيد الفطر جاءت على غير العادة وهي ملفتة للنظر بعد طول القطيعة من قبل الحزب لسيد فضل الله وأن هذه الخطوة تدل على ان هناك شعور لدى قادة حزب الله بضعف موقفهم وهم يحاولون إعادة العلاقات مع هذا الطرف الشيعي اللبناني البارز تحسبا لحوادث مستقبلية ربما تهدف إلى إنهاء الحزب بعد افتقاده للظهير السوري. كما يذهب هؤلاء المراقبون إلى ابعد من ذلك فهم يرون ان الإسرائيليون و بعد تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد التي دعا فيها إلى " محو إسرائيل من الوجود " وما لاقته من إدانة دولية خلقت أجواء سياسية مناسبة لكي تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة لحزب الله ان لم تقضي عليه فهي تضعف دوره العسكري والسياسي في لبنان وتقلل من خطورته عليها نهائيا وهذا ما أدركه الحزب على ما يبدوا ولذلك قام بإدلاء التصريحات المهدئة وغيرها من الخطوات الأخرى التي جميعها تظهر موقفه التراجعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق