روشن قاسم - الحوار المتمدن
من مشهدية الشارع السوري بعد تقرير ميليس وتمثيلية ردود الفعل لدى السلطة السورية ، وكأن التقرير كان عنصر مفاجأة تمس طهارة وبراءة أجهزتها، باتت-تمثيلية ردود الفعل- هزلية وهشة اللعبة الدرامية مفتقدة للحبكة والفبركة المعهودة من قبل السلطة، مما أدى بها إلى إبراز دينامية محمومة محورها الحضور الإنساني الطاغي، من خلال زج المسيرات المنددة للتقرير في يوميات الاعلام السوري بغية تشكيل مشهدية تقترب من يوميات نبض الشارع لتوجيه الذرائع بأسلوب آخر، وهو صياغة رثة المظهرفي اغتيال ونحر واقع الحال وتضليل المسعى الاصلاحي من خلال إثارة التهكم العاطفي للجماهير وولوجه الى العالم الداخلي المودع للوطن بالدفاع عن الرموز والعرف السلطوي على سطح الشاشات بكثافة ذليلة وذلك ( بجرجرة) المواطن جملة وتفصيلا في مسيرات التنديد والفداء بالروح والدم....و..لعل اجتهاد هؤلاء المنظمون لهذه المسيرات( هرمة) في اعتماد البشر معروضات ودروع من اجل تسخيف وتهميش العنصر الإنساني أكثر فأكثر، وإيجاد تقنية إنشاء تشكيلي للحياد عن( الظرف والحال والاحوال) بعد ان باءت استراتيجيات ساساتهم بالفشل .انها بدعة الحالة الأنيقة للأجهزة السورية حيث تتصافح فيها الجماهير مع الأجهزة مما يجعل التمعن فيه يخلق حالة مأساوية تفصح عن ملل بات ينخر في جسد السياسة السورية.فان المواطن هو الورقة المتبقية لديهم لكن دون عرفان كالعادة، وهو المدخل الأهم لقيمة المصداقية المفقودة أصلا، وهي أيضا صفقة مشبوهة للحياة السياسية السورية كونها صعدت الانحطاط وجعلت المواطن عبارة تنطق عند الحاجة.الم يكن حريا بتلك السلطة ان توجه إصبعها المحروق الى علاتها وعللها بدل التعتيم على البعد الإنساني للمواطن.؟و الم تستطع ان تتصالح مع قواها الوطنية وتجعل من الحرية والديمقراطية درعا ضد أية هزة خارجية عن حدودها.؟وكأن التعنت الذي أصبح سمة عصر السلطة بأجهزتها، هي النقطة الحيوية التي ستهدم فيها البلاد على ما فيها، والتجربة التي لا تبعد عنها إلا بضعة كيلومترات لا تشكل لديها أدنى تصور عن الخطر القابع في اروقة الأمم المتحدة و مجلسها الأمني، واستدارة بوصلة الغرب باتجاه الشرق، ومفردات الحياة العامة لا تهز شعرة فيها مقابل صون عنجهيتها.انها اللحظة بعينها لتعترف السلطة وتقترن مع الحقيقة الأبدية (الوطن بمواطنيه).