الثلاثاء، يناير 10، 2006

مئات الفتيات المسلمات في فرنسا يلجأن لـ"ترقيع البكارة" قبل الزواج

مراهقة جزائرية أقامت عدة علاقات مع شبان فرنسيين
العربية.نت
تقبل أعداد كبيرة من الشابات الفرنسيات من أصول مسلمة وعربية على إجراء عمليات "ترقيع البكارة" نتيجة إقامتهن علاقات جنسية قبل الزواج، وتظهر هذا المشكلة في الجاليات القادمة من المغرب العربي باعتبارها تشكل الغالبية الكبرى من الجالية العربية المسلمة التي استوطنت في فرنسا منذ عدة أجيال.
وفي برنامج "مهمة خاصة" الذي بثته قناة "العربية" مؤخرا استطلع الزميل حسن زيتوني آراء رهط من أبناء الجالية المسلمة في فرنسا بشأن تلك القضية التي تعكسا أزمة ثقافية واجتماعية بين أبناء الجالية الذين بات الكثير منهم يخشى فقدان هويته نتيجة الاندماج مع عادات المجتمع الفرنسي "العلمانية" التي تتعارض في كثير من الأحيان مع "الثقافة الإسلامية العربية" لتلك الجاليات.
وتذكر إحدى الفتيات من أصل جزائري أنها تقيم علاقة جنسية مع شاب فرنسي دون أن يسبب لها ذلك أي شعور بالذنب، موضحة أن أول علاقة كانت لها عندما كانت في سن الرابعة عشر "وبدأت أنام مع عشيقي في سن السابعة عشر.. الأمر كان جيداً ولم يحرجني ولكن مشكلتي كانت مع عائلتي طوال فترة الدراسة وقد كنت دائماً أخفي مثل هذه التصرفات عن والدي بالخصوص"، وأضافت أنها أقامت علاقات جنسية مع شباب كثر.
أما إحدى الفتيات التي نشأت في فرنسا، فترد على أمها التي تقول لها إن الزواج أمر مقدس وشرعي في الإسلام، بقولها: "أنا أعرف ذلك يا أمي لكن عقد القران يؤدي في كثير من الأحيان إلى انفصال الزوجين عن بعضهما، هناك فرق كبير بيننا كبنات المهجر وبنات الوطن الأم، ليس لنا نفس التفكير، صحيح نحن مسلمات مثلهن ولكن لدينا طرق مختلفة في التفكير والسلوك".

عمليات بالمئات
وأجرى الجراح الفرنسي برنارد بانيال الذي أجرى خلال العامين الماضيين فقط 200 عملية جراحية لفتيات مسلمات وكاثوليكيات ويهوديات، ولكن الأغلبية من هذه المجموعة من الجالية العربية، أن هوية الفتاة تكون مصانة ومضمونة طبقاً للقوانين الفرنسية، ولكن المشكلة التي تظل مطروحة بالنسبة لمعظم الفتيات هي توفير المبلغ المالي المطلوب لإجراء العملية الجراحية، فمعظم الفتيات لا يجدن هذا المبلغ الذي يتراوح بين 300 -400 يورو، خصوصاً وأن هذه العملية لا تدخل ضمن العمليات الجراحية التي تدفعها المصالح الصحية الفرنسية مجاناً.
ويضيف بانيال: "أعرف الكثير من الجزائريات والتونسيات اللواتي يجرين هذه العمليات الجراحية في تونس لأنها قريبة وبسبب المشكل المادي، غير أنني أسعى بدوري لإجراء العمليات هنا في فرنسا لأني لمست عندما درست في جامعة عنابة في الجزائر أن معظم الطالبات تسألنني عن كيفية إجراء عملية خياطة غشاء البكارة".

فروق ثقافية
من جانب آخر تختلف آراء الشباب المسلم في فرنسا بشأن مسألة الزواج من الفتاة التي نشأت وترعرعت في المجتمع الفرنسي، حتى وإن كانت عربية مسلمة، حيث يرى محمد (مغترب جزائري) أن مسألة العذرية لم تعد مهمة عند الكثيرين وهناك من مستعد للتزوج من امرأة مطلقة وعندها أطفال.
من جهته يرى عميد مسجد مرسيليا الحاج عليلي بأن الجالية الإسلامية تعاني كثيراً من ويلات هذه المسألة الحساسة القائمة بين جيل من الفتيات يرغبن في تقليد زميلاتهن الفرنسيات والأوروبيات، وبين آباء وأمهات متمسكين بتعاليم الدين والتقاليد العربية المحافظة، "طلبنا من العلماء المختصين ومن الجالية والمسؤولين بأن يأخذوا مواقف واضحة بما يخص الأمور الاجتماعية التي تعيشها الجالية، ولكن للأسف الشديد وجدنا خللا في عدم تحمل المسؤولية على حساب الدين الإسلامي".
وبالمقابل يرى مالك شبال (متخصص في علم الاجتماع الإسلامي) أن مقتضيات العيش في الغرب يتطلب من الجاليات الإسلامية ضرورة معرفة التعامل مع هذه المجتمعات، والتخلي عن بعض أنماط السلوك والتقاليد القديمة بحسب تعبيره.

اختلاف في الآراء
وقد أثارت تلك الحلقة من برنامج "مهمة خاصة" ردود فعل متفاوتة بين مشاهدي قناة العربية، حيث رأى البعض فيها تسليطا على مشكلة خطيرة تعاني منها كافة المجتمعات الإسلامية بشكل أو بآخر، في حين اعتبر بعضهم أن عرض تلك الحلقة تجاوز الكثير من "الحدود في مجتمعاتنا الشرقية".
ويقول المشاهد عبد الحليم إن تلك الحلقة من "مهمة خاصة" محيرة جدا، "كأنه إعلان أو دعوة لكل فتاة أخطأت أن لا تقلق، فالتكلفة في متناول اليد السرية مضمونة جدا ما عليك.... افعلي ما تريدى ... اكسرى كل الحدود والقيود اعبثى بالمحرمات والأعراف كما تشأئين.. وبسرية يحفظها القانون وانتم يا رجال... لا تثقوا في دماء ليلة الزفاف فربما أريقت قبل ذلك عشرات المرات".
أما نسرين من فلسطين فتشكر قناة العربية على طرح هكذا مواضيع مفيدة، وترى أن "التربية الفرنسية التي نشأت عليها البنات اللواتي تحدثن عن أنفسهن هي المسؤولة عما حدث.. أرى أن على دول المغرب العربي أن تحافظ على عروبتها وقيمها وتقاليدها بأن تربي بناتها على الفضيلة".
في حين يرى مشاهد من سوريا، أن تلك المشكلة الاجتماعية موجودة في كافة البلدان العربية، ولكن لا يجري إلقاء الضوء عليها كما حدث مع فتيات الجالية المسلمة في فرنسا.

ليست هناك تعليقات: