الاثنين، يناير 02، 2006

لجنة التحقيق تسعى الى لقاء خدام وتطلب الاستماع إلى الأسد والشرع

سيرج براميرتس يتسلم مهماته من ميليس بعد 15 كانون الثاني
النهار
ثلاثة ايام منذ مساء الجمعة الماضي وحديث النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام وتصريحاته المدوية الى فضائية "العربية" تتفاعل وتحدث مضاعفات على الصعيدين السوري واللبناني حتى اختصر هذا الحديث كل الاحداث الاخرى و همشها.
في لبنان تراجع كل حديث عن الازمة الحكومية المجمدة في انتظار زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للسعودية ولقاءاته المرتقبة مع المسؤولين الكبار فيها ومع النائب سعد الحريري. واندفعت في المقابل ردود الفعل الداخلية على حديث خدام وكان أبرز مضاعفاته امس اندلاع سجال حاد ومباشر للمرة الاولى بين رئاسة الجمهورية والنائب سعد الحريري.
على أن الأهم من رصد هذه الاجواء هو بالنسبة الى الجميع رصد أثر حديث خدام و"افادته" التلفزيونية الطويلة وما تضمنته من وقائع على التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري خصوصا ان الحديث جاء قبل فترة قصيرة من الموعد المبدئي للتسليم والتسلم بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس وخلفه البلجيكي سيرج براميرتس.
في هذا السياق أفادت روزانا بومنصف ان مصادر دولية موثوقة كشفت لـ"النهار" ان لجنة التحقيق الدولية ستسعى الى طلب لقاء خدام والاستماع اليه خصوصا بعدما تبين للجنة ان مضمون ما أورده خدام حول ظروف اغتيال الحريري والوقائع التي قدمها تتطابق مع ما اورده القاضي ديتليف ميليس في تقريريه الى مجلس الامن الدولي حول النتائج التي توصل اليها في تحقيقه.
واكد الناطق باسم لجنة التحقيق الدولية لـ"النهار" هذا التوجه وكشف ان اللجنة تقدمت بطلب الى السلطات السورية من اجل الاستماع الى الرئيس السوري بشار الاسد والى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى جانب مجموعة من الاشخاص السوريين الآخرين الذين ترغب اللجنة في استجوابهم. وعلم ان اللجنة تنتظر اجوبة من السلطات السورية على هذا الطلب من دون معرفة المدة التي حددتها اللجنة لتلقي هذه الأجوبة. وافاد الناطق باسم اللجنة الدولية ان الرئيس الجديد للجنة القاضي سيرج براميرتس ينتظر تكليفه رسمياً من الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال الايام العشرة المقبلة وعلى الأرجح قبيل العاشر من الجاري نظراً الى ارتباط هذا الاعلان الرسمي بموافقة الجهات المسؤولة عن انتخاب براميرتس في منصبه الحالي في محكمة الجنايات الدولية على ترك منصبه لمدة ستة اشهر هي مدة الولاية الممددة لعمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري.
وتتمحور التساؤلات عما اذا كانت سوريا ستتعاون مع لجنة التحقيق في ضوء التطورات الضخمة التي احدثها كلام خدام علما ان الوزير الشرع اشترط اخيراً توقيع "بروتوكول تعاون" مع اللجنة الأمر الذي سبق لميليس ان رفضه في وقت سابق.
كما ان ميليس اورد في تقريره الاول انه طلب لقاء الرئيس السوري الا انه لم يتم التجاوب مع طلبه. وليس واضحا كيف سيكون الرد السوري على طلب اللجنة مع ان سوريا كررت مرارا في الآونة الاخيرة وبعد صدور القرار 1644 الذي عبرت عن ارتياحها اليه انها ستتعاون مع اللجنة خصوصا بعد التغيير الذي طاول رئاستها.
لكن التطورات الاخيرة وفرت دفعا قويا لتقرير ميليس الذي اعتبره خدام "تقريرا مهنيا وتقنيا" مشيدا به، وهي وقائع مرتبطة بما يمكن ان يقدمه خدام الى لجنة التحقيق على صعيد اضافة ادلة ثبوتية جديدة تدعم اقواله في الدرجة الاولى فضلا عما توصلت اليه اللجنة نفسها.
وفي أي حال، عاودت اللجنة الدولية عملها بعد تزامن مغادرة ميليس بيروت مع عطلة نهاية السنة والاعياد، مما حتم عدم حصول تطورات جديدة على صعيد استجواب مزيد من الاشخاص. وقد اعاد حديث خدام، بقطع النظر عن المضاعفات السياسية وحساباتها، الاعتبار "قانونيا" الى شهادات لبنانية، فيما ستكون مسألة تعاون سوريا مع اللجنة ونوع هذا التعاون على المحك في المرحلة المقبلة.

ليست هناك تعليقات: