السبت، نوفمبر 12، 2005

لماذا استخدم الزرقاوي انتحاريين عراقيين؟

التحقيقات الاردنية تكشف استخدام عبوات شديدة الانفجار تزن ما بين 5 و10 كليوغرامات...
نبيل غيشان - الحياة اللندنية
أثار اعلان تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» ان أربعة انتحاريين عراقيين نفذوا الهجمات التي استهدفت ثلاثة فنادق في الاردن، تساؤلات عن اسباب لجوء التنظيم الى انتحاريين عراقيين، عزتها مصادر أمنية اردنية الى عدم وجود متطوعين اردنيين.
وقالت المصادر الأمنية الاردنية ان «الضبط الامني» المفروض داخل الاراضي الاردنية دفع «القاعدة» الى الاستعانة بانتحاريين عراقيين، مذكرة بأن «الاجهزة الامنية كشفت العشرات من المجموعات المسلحة التي حاولت الاعتداء على السياح والاجانب ومحلات بيع الخمور».
يضاف الى ذلك ان التحقيقات والمحاكمات التي تجري في عمان للعديد من التنظيمات الاردنية المرتبطة بالجماعات الاسلامية، بيّنت ان الاردنيين الذين يجندون لـ «الجهاد» في العراق يرفضون تسجيل انفسهم كانتحاريين ويفضلون العمل كمقاتلين ضد القوات الاميركية.
في الوقت نفسه، رأى محللون سياسيون ان ارسال الانتحاريين العراقيين الى الاردن يُقصد به توسيع قاعدة الحرب «لتطاول الدول التي تدعم العملية السياسية في العراق».
وكان تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الذي يترأسه الاردني ابو مصعب الزرقاوي اعلن في بيان على شبكة الانترنت امس ان ثلاثة رجال عراقيين وامرأة عراقية نفذوا التفجيرات، مشيرا الى ان «ثلة من عشاق الشهادة... (اكملت) عملية الاستطلاع وجمع المعلومات للمواقع المرشحة للتنفيذ... وهذه المجموعة التي تكفلت بالتخطيط والتهيئة والتنفيذ مكونة من ثلاثة رجال هم القائد ابو خبيب وابو معاذ وابو عمير ورابعتهم اخت كريمة هي ام عمير اختارت ان ترافق زوجها في دربه لنيل الشهادة».
ورفضت المصادر الاردنية نفي او تأكيد ما جاء في بيان تنظيم القاعدة عن وجود 4 انتحاريين رغم ان الاشتباه ما زال قائما في شأن وجود شخصين (رجل وامرأة) نفذا هجوماً مشتركاً. واكد رئيس المركز الوطني للطب الشرعي ان جميع الجثث تم التعرف عليها وتم تحديد اصحابها.
وقالت مصادر اردنية قريبة من التحقيق في الانفجارات التي ضربت ثلاثة فنادق اردنية الاربعاء الماضي في عمان ان الاجهزة الامنية حددت نوع المواد المستخدمة في التفجير، وهي من الانواع شديدة الانفجار وتزن كل عبوة ناسفة ما بين 5-10 كليوغرامات.
واكد نائب رئيس الوزراء الدكتور مروان المعشر في مؤتمر صحافي امس ان الاجهزة الامنية اعتقلت 12 شخصاً مشتبها بهم واحتجزت العديد من السيارات الاردنية والعراقية. واضاف ان الحصيلة النهائية للتفجيرات وقفت عند 57 قتيلاً، بمن فيهم المخرج العالمي مصطفى العقاد والانتحاريون الثلاثة، اضافة الى 95 مصاباً من بينهم 41 شخصاً ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات. وسلمت غالبية الجثث الى العائلات المعنية وشحنت جثث الضحايا العرب والاجانب الى بلادهم، ومن بينها جثث 18 فردا من بلدة فلسطينية كانت تحضر عرس عائلة الاخرس، في حين تواصلت عمليات تشييع الجثامين في الاردن.
وجال امس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على الجرحى في المستشفيات، كما استقبل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي وصل الى الاردن للتضامن معه، كاشفا ان مجلس الامن يعكف على اعداد اتفاقية دولية لمعالجة الثغرات في اتفاقيات مكافحة الارهاب. ولليوم الثاني تواصلت التظاهرات والمسيرات المنددة بالهجمات في عمان، وخرج الالاف في مسيرة دعم للموقف الرسمي تقدمها للمرة الاولى قادة احزاب المعارضة والنقابات، فيما دعا خطباء الجمعة في المساجد الى ضرورة «اجتثاث منابع الارهاب».

ليست هناك تعليقات: