الاثنين، نوفمبر 07، 2005

رياض الترك، مانديلا سورية

لطفي حداد - مرآة سورية
صدر مؤخراً في بيروت كتاب "رياض الترك، مانديلا سورية"، من إعداد وتحقيق المفكر السوري المقيم في الولايات المتحدة "لطفي حداد". نقرأ في المقدمة: "لماذا رياض الترك؟لست أدرسه كزعيم سياسي، رغم أنه يربط حياته كاملة بالسياسة وفكره السياسي، وإنما كوطني سوري وديمقراطي سلمي وسجين رأي، وشاهد على حقوق الإنسان في بلد عربي.ولست أدرسه كشيوعي ويساري، رغم أنه يؤمن بماركسية جديدة وطنية سورية خاصة خلقها التأمل الفردي الممتد على مدى عقدين في زنزانة انفرادية، وإنما أدرسه كمفكر سوري من الطراز الأول ورمز صادق للأجيال القادمة في الزمن الصعب فهو، بألم صامت، وجدانُ المقاومة السورية من أجل وطن أجمل، وهو، بثمن باهظ، حاملُ آمال عشاق الحرية في وطن عربي محروم منها.تواضعه وبساطته ثمرتان نضجتا عبر السنين الطويلة من الانفراد بنفسه، حيث صحّح أخطاءه وطلب من الذي يستطيع الغفران أن يغفر له خطاياه.. فاغتسل الحقد في قلبه وتحوّل إلى فهم عميق للآخر المختلف. وبصبر عجيب خرج من ليله الأسود إلى الحرية في "السجن الكبير" ليكسر كل يوم، بحرّيته الداخلية، قضباناً أكثر نحو شمس أكثر إشراقاً.يفضّل رياض الترك أن يترك حياته الداخلية لنفسه وما يريده في "البحث في ماضي الاستبداد ليس رغبة في التشفي والتشهير لكن كي لا تعود سنوات القمع الأسود إلينا مجدداً". وهو، رغم بعض الاعترافات الإنسانية العميقة في فيلم ابن العم عن عائلته وابنتيه، إلا أنه يقول عن نفسه: "أنا وفكري السياسي واحد فإذا أردت أن تعرّف الناس عليّ، أخبرهم عن مواقفي السياسية أما أنا نفسي فشخص زائل وواحد من ملايين"..وهكذا تدرجت فكرة الكتاب من بحث واسع في حقوق الإنسان وسجناء الرأي في الوطن العربي (وقد جمعت آلافاً من الصفحات والتقارير والمقالات والمحاضرات والحوارات في كل البلاد العربية).. إلى دراسة سجين رأي واحد يمثل صورة نزيهة لحرية الموقف السياسي وثمنه في هذا الوطن.هل هو رجل كامل.. بالتأكيد لا، وإذا تكلمتم معه أكثر تكتشفون بساطة "ابن العم"، وفي الوقت نفسه صلابته.. تعجبون بشغفه بالديمقراطية، وتستغربون كونه أميناً أول لحزب سياسي لأكثر من ثلاثين عاماً، (قضى عشرين عاماً منها في السجن، وتخلّى في نيسان 2005 عن هذا المنصب).تكبرون فيه موقفه السياسي واندماجه بحزبه، ولكن هل من وجود لجماعة رياض الترك من غير رياض الترك!"يضم الكتاب بين دفتيه مقابلات ومحاضرات وحوارات متعلقة بالترك تم جمعها وتحقيقها من الصحف والمجلات المطبوعة والإلكترونية. كذلك يشمل على مختصر وقائع المحاكمة الأخيرة لما تسلّط من أضواء على تفكير الترك ومواقفه، بالإضافة إلى عدة فصول عن مواقفه الخاصة تجاه لبنان والأكراد والأخوان المسلمين. في النهاية عرض سريع لتفكير الحزب الشيوعي السوري الذي تغير اسمه إلى حزب الشعب الديمقراطي السوري مع تأثير فكر الترك الواضح في طروحاته. يقع الكتاب في 352 صفحة من القطع المتوسط.

ليست هناك تعليقات: