الاثنين، نوفمبر 07، 2005

فارس الحلو يواجه وزير الإعلام بدعوى قضائية: الدراما السورية بلا إسعافات أولية

راشد عيسى - السفير
يستعد الممثل فارس الحلو لرفع دعوى أمام المحاكم السورية ضد وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله ومدير <<الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون>> معن حيدر، وكذلك ضد <<مؤسسة التأمينات الاجتماعية>>، بعد إصابة يده بطلق ناري من بندقية أحد الممثلين الكومبارس، في أثناء تصوير أحد مشاهد مسلسل <<الوردة الأخيرة>> للكاتب خالد خليفة والمخرج فردوس أتاسي.والعمل، الذي يجري تنفيذه حالياً في مدينة حلب ويستعيد أجواء الاحتلال الفرنسي لسوريا (كانت هذه الموضوعة قد غابت عن الشاشة أخيراً، ومن المتوقع أن تتكاثر في الأعمال المقبلة بسبب التوتر في العلاقات السورية الفرنسية)، هو من إنتاج التلفزيون السوري، الجهة العامة الوحيدة المنتجة للأعمال التلفزيونية، ولذلك يعتبر الفنان فارس الحلو، في حديث ل<<السفير>> أن هذه الجهة ينبغي أن تكون سباقة في التأمين على حياة العاملين، فنانين وفنيين، في هذا الحقل الطليعي، الذي يجد من واجبه الدفاع عن حقوق الناس، فكيف لا يتمتعون هم أنفسهم بأي قدر من الحماية؟ويعتبر فارس الحلو أن إصابته أمر بسيط، ولكنه يجد فيها مدخلاً وذريعة للمطالبة باستصدار قانون يحمي الفنانين والفنيين من مخاطر المهنة. ويتساءل: <<أية نهضة درامية سورية من دون احتياطات بسيطة كهذه؟>>.من اللافت حقاً أن يجري الحديث عن صناعة درامية، في ظل غياب أبسط الأسس والإمكانيات، فكيف يغيب عن بال المنتج أن يستعين بسيارة إسعاف مرافقة، فيما الدراما السورية لا تكف عن إثارة أفظع المعارك والحروب تارة مع الفرنسيين (أساساً كيف تحررتم من الفرنسيين من دون إسعافات أولية؟) وتارة مع العثمانيين، وأحياناً مع الإسرائيليين (كان علينا أن ندير معركة من أعداء وهميين، ففي <<الأيام المتمردة>> لهيثم حقي كانت القرى التي يدخلها المجاهدون فارغة من الأعداء، وإلا لكان قضي على فريق العمل برمته). وإلى جانب غياب التأمين على الحياة، وغياب الإسعاف، يغيب عن هذه الصناعة خبراء المتفجرات والخدع السينمائية، وخبراء المعارك التاريخية (فليست المبارزة بالسيوف وركوب الخيل أقل خطورة)، وغالباً ما تعتمد هذه الأعمال على الخبرات المتوافرة لدى فريق العمل نفسه، ليقوموا بمعارك ارتجالية. يقول المثنى صبح، أحد مساعدي الإخراج: <<حتى لو وُجد الخبراء لدينا، فلا وقت ليتأملوا في إخراج المعارك، ولقد استعنّا فعلاً بخبراء من إيران في <<التغريبة الفلسطينية>>، ولكن لم نعطهم وقتاً كافياً، أولاً لأن رمضان في انتظارنا، وثانياً لأن كلفتهم عالية>>.ومن الصعب أن نحصي الإصابات التي تعرّض لها الفنانون في أثناء العمل، فمن جمال سليمان، إلى سوزان نجم الدين، وحلا عمران، وعبد المنعم عمايري، وجمال قبش، وسواهم. بل إن هنالك عدداً من الوفيات، مثل مظهر بورشين، ودلامة الغبرة، وكان آخرهم محمود قشمر الذي صعقه التيار الكهربائي في أثناء تصوير <<نزار قباني>>. ولعل هذا ما يدفع بعض النجوم إلى اعتماد <<الدوبلير>> في المشاهد الخطرة، كما يفعل أيمن زيدان وبسام كوسا خصوصاً في مشاهد الخيل. ومن يخشى ركوب الخيل واضطر للظهور متبختراً على ظهرها فإن الكومبارس جاهز لحمله وأرجحته بحيث يبدو فارساً لا يشق له غبار. ولكن إذا استطاع الفنانون تأمين حياتهم على ظهور الكومبارس، فإن لهؤلاء أيضاً حياة وأرواح، أم أن هؤلاء خلقوا ليعلّقوا على أعواد المشانق في الحياة، وفي المسلسلات.

ليست هناك تعليقات: