الأربعاء، أكتوبر 12، 2005

العلماء يتذكرون شبح <<الانفلونزا الإسبانية>>.. فيروس انفلونزا الطيور يواصل انتشاره

أحمد مغربي - الحياة
فرض الاتحاد الاوروبي أخيراً حظراً على استيراد الدجاج ومنتجاتها من تركيا ورومانيا، اللتان تابعتا التخلص من مئات آلاف الطيور المصابة. وفي تايلاندا، استهل وزير الصحة الاميركي مايكل ليفيت جولة فريدة من نوعها على دول آسيا حيث توجد اصابات بفيروس انفلونزا الطيور يرافقه مدير «منظمة الصحة العالمية». وناشد الوزير الأميركي شعوب الارض للتضامن في مواجهة تصاعد انتشار هذا الفيروس، وشدد على ضرورة التوصل الى احتواء الفيروس، عبر تبادل المعلومات وتنسيق اجراءات الوقاية على المستوى العالمي. وطلبت الحكومة البريطانية من مواطنيها الابلاغ عن كل ما يعتبرونه وفيات مشبوهة للطيور. وفي المقابل، انحت صحيفة «التايمز» بالملامة على الحكومة في نقص لقاحات الانفلونزا، مشيرة الى بطء الاجراءات في مواجهة تهديد الفيروس. وفي هذا السياق، صرح اليخاندرو ثيرمان، رئيس «الرابطة العالمية لصحة الحيوان» ان اضافة عشرة في المئة الى الموازنات المخصصة لابحاث اللقاحات تكفي لمكافحة الوباء الراهن على مستوى مزارع الدواجن.
ونشرت «منظمة الصحة العالمية» تقريراً مقلقاً ابدت فيه خشيتها من حدوث تحوّل في جينات فيروس (اتش 5 ان 1) بما يجعله قادراً على اصابة البشر بانفلونزا قاتلة تتخذ بعداً دولياً شاملاً. وفيما نفت قبرص دخول الفيروس اليها، اعلنت مصادر متقاطعة عن وجوده في روسيا وبلغاريا وهنغاريا واوكرانيا واليونان. والمعلوم ان الفيروس منتشر آسيوياً في تايلاندا وكمبوديا ولاوس وفيتنام. وينحو بعض الخبراء باللوم، بالنسبة الى انتشار انفلونزا الطيور، على الوسائل الآسيوية في تربية الدواجن، التي تتضمن الكثير من التداخل بين الطيور والبشر.
وفي لبنان، اصدر وزير الزراعة طلال الساحلي تعميماً تضمن اجراءات وقائية بصدد فيروس الطيور. ويُفهم من ذلك التعميم ان لبنان خال من الفيروس المُهدد. وأثار الاعلان الاوروبي عن حظر المنتجات التركية جواً من التوجس في الدول العربية، بسبب حركة التبادل التجاري بين تلك الدول وتركيا. مجلة «نايتشر» عبرت عن قلق المجتمع العلمي، وذكرت بما توصل اليه العلماء عن وباء الانفلونزا الاسبانية التي اجتاحت العالم عقب الحرب العالمية الاولى. وفي المقابل، بثت شبكة «سي ان ان» مقابلة مع خبير في الفيروسات، راى فيها ان تحول انفلونزا الطيور الى جائحة انفلونزا بشرية هو «امر حتمي». وفي حال تحقق هذا الاحتمال، فان ارواح ملايين البشر تصبح على المحك. وفي العام 1918، قضت الانفلونزا الاسبانية على ما يزيد على عشرين مليون انسان في انحاء العالم. وتُقدر المصادر الطبية، ان مليوني اميركي قد يقضون في حال حدوث وباء انفلونزا عالمي.
ورداً على انتقادات صحافية متكررة اشارت الى عدم استعداد الادارة الاميركية الراهنة لمكافحة الانفلونزا، تدارس الرئيس جورج بوش مع عدد من الخبراء في شأن الاستعانة بالجيش لفرض اجراءات عزل على المزارع التي قد يصل اليها الفيروس المذكور. ومثل الامر ملمحاً اضافياً في الشبه بين فيروس انفلونزا الطيور والارهاب. وفي كلاهما، تمثل عناصر صغيرة ومُتكاثرة، تهديداً عالمياً خطيراً. وتبدو الدول مرتبكة حيال تلك العناصر، التي تخرج بسهولة عن نطاق السيطرة، بسبب قدرتها على الانتشار والعمل عبر الحدود بسهولة. وتشعر الدول بأن حدود سيادتها ليس سوراً واقياً، ويشمل ذلك الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات: