غسان موسى - موقع الرأي
حين سمعت نبأ إعلان دمشق لقوى التغيير في سوريا من وسائل الإعلام تملكني فرح عارم, كان شعوري الأولي أن كل الجهود التي بذلت و ما زالت تبذل على مستويات العمل السياسي الشارعي و الأحزاب لإيجاد صيغة للعمل المشترك المعارض قد بدأت تؤتي ثمارها.
استمرت فرحتي هذه لمدة يومين بالرغم من تنغصها بعدم وجود قوة سياسية معارضة مهمة و كانت من أول الداعين إلى العمل المعارض المشترك خارج إطار التوقيع الأولي و لكنني قلت ربما يكون هناك بعض الأمور التي قد أجهلها. بعد يومين من الإعلان وصلتني نسخة عن بنود هذا الإعلان, نقصت فرحتي و تنغصت كثيراً لما قرأته. العزاء الوحيد الذي كان لدي هو عدم إغلاق باب النقاش و الاجتهاد من كل القوى و الشخصيات الوطنية. فلم يتموا علينا الرسالة و يتركوا لنا الوثيقة دينا. و من هنا أبدأ ببعض الملاحظات من شخص غيور على المصلحة الوطنية و على تطوير العمل الوطني بشكل عام و المعارض بشكل خاص و العلاقة بينهما علاقة جدلية بامتياز. و من هنا كانت خيبة الأمل الأولى إذ لم يأت الإعلان على ذكر تشكيل حالة معارضة حقيقية لجملة النظام السياسي الاجتماعي القائم بل رأيت فيه أكثر الدعوات توفيقية إذ أن أحد البنود فيه دعوة واضحة صريحة إلى السلطة للمشاركة في وضع و رسم سياسات المعارضة. الفقرة الأخيرة البند رقم /4/ "التوافق الوطني الشامل على برنامج مشترك و مستقل لقوى المعارضة" و هنا أقول هل السلطة هي جزء من هذا التوافق الوطني الشامل أم ليست بجزء. إذا كانت جزء بالله عليكم قولوا لي كيف ستشارك هذه السلطة برسم سياسة معارضتها. بل شرط رسم هذه السياسة هو توافق هذه السلطة و ليس شيء آخر. إذا لم تكن هذه السلطة و قواها السياسية مقصودة بهذا التوافق فلماذا الإشارة إلى التوافق الوطني الشامل إلا إذا كنا نعتبر أن السلطة و قواها السياسية هي خارج السياق الوطني. نرجوا توضيح و تجاوز هذه النقطة. إذ لا يمكن أن تشارك السلطة برسم حدود و سياسات أية معارضة لها أو أقول عكس ذلك أصح لا يمكن لأية معارضة تحترم نفسها أن تترك رسم سياساتها إلى توافق السلطة. بالرغم من أن السلطة بشكل عام تساهم في رسم سياسات أية معارضة سياسية لها من خلال ممارستها نفسها للسياسة و بالتالي هذا يحدد الأطر التي تتحرك ضمنها المعارضة و لكن دون توافقها بل بالعكس فهذا التوافق ليس مطلوباً بالمطلق.
أما إذا كان هذا الإعلان المقصود منه (و الذي ما زال في قلب الشاعر) تشكيل حالة معارضة لإجراء عملية التغيير وهو بالأصل دعوة للتغيير (إجراء تحولات: التحولات المطلوبة تطال مختلف جوانب الحياة وتشمل الدولة والسلطة والمجتمع).
كلام إنشائي جميل كان لابد أن يفسر في الوثيقة نفسها, وفسر فعلا وهنا الطامة الكبرى وخلاصة على مستوى المجتمع وبناه السياسية. ففي الفقرة الخامسة عشر(ضمان حق العمل السياسي لجميع مكونات الشعب السوري على اختلاف الانتماءات الدينية والقومية والاجتماعية) أقول: اتقوا الله فيما تفعلون فأنتم في هذه الفقرة تنشدون التغيير والتحول فعلا وتجاوز السلطة في هذه السلطة! بالرغم من إقراري أن هناك الكثير من ممارسات السلطة الاستنسابية القائمة على أسس طائفية إلا أن هذه السلطة متجاوزة عنكم في هذه السلطة إذ لم تعلن يوما أن هذا العمل أو ذاك قائما على أسس طائفية ومذهبية وأنتم يا أهل الخير تدعون إلى إجراء التحول بشرعنة العمل السياسي على أسس طائفية ومذهبية. هل كان الدافع لهذه الفقرة هو الوقوف عكس ما تقول به السلطة وفهم آلية العمل المعارض على أساس العكس دوما أم أنكم تشرعنون وبوقاحة للعمل السياسي على أساس طائفي ومذهبي؟ ومن هنا أقول إذا كان المقصود الاحتمال الأول: ما هكذا تساق الإبل ..!؟ أما إذا كان المقصود الحالة الثانية فأقول: انتبهوا يا رعاكم الله لـ:1- أنكم تسجلون سابقة خطيرة بالتعاطي السياسي في التاريخ السوري بأنكم أول من شرعن ويشرعن للعمل على أسس طائفية ومذهبية أقول شرعنة العمل أي إعطاءه الشرعية الوثائقية بالحد الأدنى والاعتراف بالوجود لما هو قائم منه على هذه الأرضية هناك فرق من أن أتعاطى مع قوة سياسية أو اجتماعية قائمة على أساس طائفي أو مذهبي تحت ضغط الضرورة والواقع وبين أن أشرعنها وأعتبر وجودها ومشاركتها جزء من إجراء التحولات للبناء الوطني .
2- إن شرعنتكم لهذه القوى وقيام نظام ديمقراطي على أساس طائفي ومذهبي وعلى أرضية التوافق والاستنساب الطائفي بشكل ملموس لبننة سورية فأقول لله دركم !! أليس المخطط الاميريكي بالتوافق مع إسرائيل هو تهديم هذه الأنظمة والبناء على توازنات قلقة طائفية وقومية حيثما وكيفما توفرت؟
أليست هذه شرعنة لبناء حالة جديدة من الاستقرار الاجتماعي والسياسي؟ ولكن باعتبار أنكم وضحتم بشكل سابق لهذا الكلام ما تريدون وما تعتبرون فلم يصيبني العجب من شطارتكم وفهلويتكم. في الفقرة الثالثة من هذا الإعلان:( الإسلام الذي هو دين الأكثرية..... يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه..... ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك بعيدا عن التعصب والعنف والإقصاء...)
يلي هذا التغني الرائع الجميل ويمكن أن يكون قصيدة من قصائد الصوفية ليس للتغني بالذات الإلهية والتقرب إليها هذه المرة وإنما بممارسة السياسة وممارسة الحكم الإسلامي طوال 1300 سنة فما أجملها من دعوة لتشكيل حالة وطنية ديمقراطية على أسس جديدة, آخذة بعين الاعتبار أن هناك قسما مهما من المجتمع السوري يعتبر أن الإسلام سبب بلاءه وما أجملها من حضارة بنيت على ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك ويا لروعة التعبير! هل يدرك كاتبوا هذا الكلام مدى التناقض في هذه الجملة؟ ألم يدركوا أن التفاعل المشترك القائم على التسامح وليس القائم على الندية هو أكبر بلايانا ؟ ألم يدركوا أن أول تعيين من تعيينات مفهوم التسامح هو الإقرار بخطأ الآخر ؟ وأن الآخر المتسامح متجاوز عن بعض هذا الخطأ لا كله ؟ ألا يدرك كاتبوا هذا الكلام أن هذا التفاعل المشترك قائم بجزء أساسي منه على فعل الاغتصاب والقتل والقهر والتشريد؟ ألا يدرك كاتبوا هذا الكلام أن السلطات والأنظمة القائمة في منطقتنا العربية خصوصا والشرق عموما والتي يدعون إلى تطويرها والارتقاء بها ليست سوى صورة مصغرة عن هذا التفاعل المشترك الذي يتغنون به !؟ أليست هذه الأنظمة صورة مصغرة بقمعها للفكر وقوى المجتمع عن معاوية و مروان بن عبد الملك والسفاح والمنصور؟ أم أنه نسوا أو يتناسون عن عمد أو عن سابق إصرار وترصد أن عدد الجرائم التي ارتكبت بحق البشر لمجرد الخلاف بالرأي في قضية شرعية أو غيرها في العهود الإسلامية كانت أكثر مما سبقها أو لحقها من العهود عبر التاريخ؟ وكم أبيد ت من أفكار ومعتقدات وبأية مسامحة حصلت هذه الابادة وهذا التفاعل ؟ لم يكن هناك في هذا التفاعل أي إقصاء! فقط إقصاء أهل البلاد الأصليين عن الحكم لمدة 1400 سنة وفقط إقصاء حضارات البربر في المغرب والأقباط في مصر والسريان في سورية .. وهل هذه اقصاءات !! إنها فعل المسامحة القائم على التفاعل المشترك! ليس على الدعوة لفكر جديد وحلم جديد ورؤية جديدة وإنما احتلال وقتل وقهر وتدمير وابادة في أكثر الحالات. أليست كل الأنظمة الحالية القائمة في المنطقة هي صورة مصغرة عن ما كان يجري من عملية فساد وإفساد؟ وهل هناك من داع لرواية كل هذه المسامحة والتفاعل المشترك؟ باعتبار أن معظم الموقعين على هذه الوثيقة والمحتمل توقيعه مفترض أن يكونوا متجاوزين لكل الرواسب الاجتماعية المرتبطة بفترة عاشها هذا الشرق فكان من الأولى بهم أن يتصارحوا مع أنفسهم ومعنا لا أن يعيشوا ويعيشونا الوهم ونعتمد في بنائنا الثقافي الجديد على موروث يجب تجاوزه في كثير من المواقع والنقاط المهمة.
أخيرا إنني أرى في هذه الوثيقة خطوة للإمام في تطوير العمل السياسي في الوطن السوري في كثير من نقاطه ولكني أرى تراجعا خطيرا في بعض المواقع التي يجب التداول بها بشكل أكثر عقلانية وحكمة.
حين سمعت نبأ إعلان دمشق لقوى التغيير في سوريا من وسائل الإعلام تملكني فرح عارم, كان شعوري الأولي أن كل الجهود التي بذلت و ما زالت تبذل على مستويات العمل السياسي الشارعي و الأحزاب لإيجاد صيغة للعمل المشترك المعارض قد بدأت تؤتي ثمارها.
استمرت فرحتي هذه لمدة يومين بالرغم من تنغصها بعدم وجود قوة سياسية معارضة مهمة و كانت من أول الداعين إلى العمل المعارض المشترك خارج إطار التوقيع الأولي و لكنني قلت ربما يكون هناك بعض الأمور التي قد أجهلها. بعد يومين من الإعلان وصلتني نسخة عن بنود هذا الإعلان, نقصت فرحتي و تنغصت كثيراً لما قرأته. العزاء الوحيد الذي كان لدي هو عدم إغلاق باب النقاش و الاجتهاد من كل القوى و الشخصيات الوطنية. فلم يتموا علينا الرسالة و يتركوا لنا الوثيقة دينا. و من هنا أبدأ ببعض الملاحظات من شخص غيور على المصلحة الوطنية و على تطوير العمل الوطني بشكل عام و المعارض بشكل خاص و العلاقة بينهما علاقة جدلية بامتياز. و من هنا كانت خيبة الأمل الأولى إذ لم يأت الإعلان على ذكر تشكيل حالة معارضة حقيقية لجملة النظام السياسي الاجتماعي القائم بل رأيت فيه أكثر الدعوات توفيقية إذ أن أحد البنود فيه دعوة واضحة صريحة إلى السلطة للمشاركة في وضع و رسم سياسات المعارضة. الفقرة الأخيرة البند رقم /4/ "التوافق الوطني الشامل على برنامج مشترك و مستقل لقوى المعارضة" و هنا أقول هل السلطة هي جزء من هذا التوافق الوطني الشامل أم ليست بجزء. إذا كانت جزء بالله عليكم قولوا لي كيف ستشارك هذه السلطة برسم سياسة معارضتها. بل شرط رسم هذه السياسة هو توافق هذه السلطة و ليس شيء آخر. إذا لم تكن هذه السلطة و قواها السياسية مقصودة بهذا التوافق فلماذا الإشارة إلى التوافق الوطني الشامل إلا إذا كنا نعتبر أن السلطة و قواها السياسية هي خارج السياق الوطني. نرجوا توضيح و تجاوز هذه النقطة. إذ لا يمكن أن تشارك السلطة برسم حدود و سياسات أية معارضة لها أو أقول عكس ذلك أصح لا يمكن لأية معارضة تحترم نفسها أن تترك رسم سياساتها إلى توافق السلطة. بالرغم من أن السلطة بشكل عام تساهم في رسم سياسات أية معارضة سياسية لها من خلال ممارستها نفسها للسياسة و بالتالي هذا يحدد الأطر التي تتحرك ضمنها المعارضة و لكن دون توافقها بل بالعكس فهذا التوافق ليس مطلوباً بالمطلق.
أما إذا كان هذا الإعلان المقصود منه (و الذي ما زال في قلب الشاعر) تشكيل حالة معارضة لإجراء عملية التغيير وهو بالأصل دعوة للتغيير (إجراء تحولات: التحولات المطلوبة تطال مختلف جوانب الحياة وتشمل الدولة والسلطة والمجتمع).
كلام إنشائي جميل كان لابد أن يفسر في الوثيقة نفسها, وفسر فعلا وهنا الطامة الكبرى وخلاصة على مستوى المجتمع وبناه السياسية. ففي الفقرة الخامسة عشر(ضمان حق العمل السياسي لجميع مكونات الشعب السوري على اختلاف الانتماءات الدينية والقومية والاجتماعية) أقول: اتقوا الله فيما تفعلون فأنتم في هذه الفقرة تنشدون التغيير والتحول فعلا وتجاوز السلطة في هذه السلطة! بالرغم من إقراري أن هناك الكثير من ممارسات السلطة الاستنسابية القائمة على أسس طائفية إلا أن هذه السلطة متجاوزة عنكم في هذه السلطة إذ لم تعلن يوما أن هذا العمل أو ذاك قائما على أسس طائفية ومذهبية وأنتم يا أهل الخير تدعون إلى إجراء التحول بشرعنة العمل السياسي على أسس طائفية ومذهبية. هل كان الدافع لهذه الفقرة هو الوقوف عكس ما تقول به السلطة وفهم آلية العمل المعارض على أساس العكس دوما أم أنكم تشرعنون وبوقاحة للعمل السياسي على أساس طائفي ومذهبي؟ ومن هنا أقول إذا كان المقصود الاحتمال الأول: ما هكذا تساق الإبل ..!؟ أما إذا كان المقصود الحالة الثانية فأقول: انتبهوا يا رعاكم الله لـ:1- أنكم تسجلون سابقة خطيرة بالتعاطي السياسي في التاريخ السوري بأنكم أول من شرعن ويشرعن للعمل على أسس طائفية ومذهبية أقول شرعنة العمل أي إعطاءه الشرعية الوثائقية بالحد الأدنى والاعتراف بالوجود لما هو قائم منه على هذه الأرضية هناك فرق من أن أتعاطى مع قوة سياسية أو اجتماعية قائمة على أساس طائفي أو مذهبي تحت ضغط الضرورة والواقع وبين أن أشرعنها وأعتبر وجودها ومشاركتها جزء من إجراء التحولات للبناء الوطني .
2- إن شرعنتكم لهذه القوى وقيام نظام ديمقراطي على أساس طائفي ومذهبي وعلى أرضية التوافق والاستنساب الطائفي بشكل ملموس لبننة سورية فأقول لله دركم !! أليس المخطط الاميريكي بالتوافق مع إسرائيل هو تهديم هذه الأنظمة والبناء على توازنات قلقة طائفية وقومية حيثما وكيفما توفرت؟
أليست هذه شرعنة لبناء حالة جديدة من الاستقرار الاجتماعي والسياسي؟ ولكن باعتبار أنكم وضحتم بشكل سابق لهذا الكلام ما تريدون وما تعتبرون فلم يصيبني العجب من شطارتكم وفهلويتكم. في الفقرة الثالثة من هذا الإعلان:( الإسلام الذي هو دين الأكثرية..... يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه..... ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك بعيدا عن التعصب والعنف والإقصاء...)
يلي هذا التغني الرائع الجميل ويمكن أن يكون قصيدة من قصائد الصوفية ليس للتغني بالذات الإلهية والتقرب إليها هذه المرة وإنما بممارسة السياسة وممارسة الحكم الإسلامي طوال 1300 سنة فما أجملها من دعوة لتشكيل حالة وطنية ديمقراطية على أسس جديدة, آخذة بعين الاعتبار أن هناك قسما مهما من المجتمع السوري يعتبر أن الإسلام سبب بلاءه وما أجملها من حضارة بنيت على ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك ويا لروعة التعبير! هل يدرك كاتبوا هذا الكلام مدى التناقض في هذه الجملة؟ ألم يدركوا أن التفاعل المشترك القائم على التسامح وليس القائم على الندية هو أكبر بلايانا ؟ ألم يدركوا أن أول تعيين من تعيينات مفهوم التسامح هو الإقرار بخطأ الآخر ؟ وأن الآخر المتسامح متجاوز عن بعض هذا الخطأ لا كله ؟ ألا يدرك كاتبوا هذا الكلام أن هذا التفاعل المشترك قائم بجزء أساسي منه على فعل الاغتصاب والقتل والقهر والتشريد؟ ألا يدرك كاتبوا هذا الكلام أن السلطات والأنظمة القائمة في منطقتنا العربية خصوصا والشرق عموما والتي يدعون إلى تطويرها والارتقاء بها ليست سوى صورة مصغرة عن هذا التفاعل المشترك الذي يتغنون به !؟ أليست هذه الأنظمة صورة مصغرة بقمعها للفكر وقوى المجتمع عن معاوية و مروان بن عبد الملك والسفاح والمنصور؟ أم أنه نسوا أو يتناسون عن عمد أو عن سابق إصرار وترصد أن عدد الجرائم التي ارتكبت بحق البشر لمجرد الخلاف بالرأي في قضية شرعية أو غيرها في العهود الإسلامية كانت أكثر مما سبقها أو لحقها من العهود عبر التاريخ؟ وكم أبيد ت من أفكار ومعتقدات وبأية مسامحة حصلت هذه الابادة وهذا التفاعل ؟ لم يكن هناك في هذا التفاعل أي إقصاء! فقط إقصاء أهل البلاد الأصليين عن الحكم لمدة 1400 سنة وفقط إقصاء حضارات البربر في المغرب والأقباط في مصر والسريان في سورية .. وهل هذه اقصاءات !! إنها فعل المسامحة القائم على التفاعل المشترك! ليس على الدعوة لفكر جديد وحلم جديد ورؤية جديدة وإنما احتلال وقتل وقهر وتدمير وابادة في أكثر الحالات. أليست كل الأنظمة الحالية القائمة في المنطقة هي صورة مصغرة عن ما كان يجري من عملية فساد وإفساد؟ وهل هناك من داع لرواية كل هذه المسامحة والتفاعل المشترك؟ باعتبار أن معظم الموقعين على هذه الوثيقة والمحتمل توقيعه مفترض أن يكونوا متجاوزين لكل الرواسب الاجتماعية المرتبطة بفترة عاشها هذا الشرق فكان من الأولى بهم أن يتصارحوا مع أنفسهم ومعنا لا أن يعيشوا ويعيشونا الوهم ونعتمد في بنائنا الثقافي الجديد على موروث يجب تجاوزه في كثير من المواقع والنقاط المهمة.
أخيرا إنني أرى في هذه الوثيقة خطوة للإمام في تطوير العمل السياسي في الوطن السوري في كثير من نقاطه ولكني أرى تراجعا خطيرا في بعض المواقع التي يجب التداول بها بشكل أكثر عقلانية وحكمة.